(( الفارق الجامع ))
الرجل منهم كان يناول بأصابع يديه البضاعة لمن حوله،
وقلبه مشغول بالكلية بذكر الله عز وجل ، ولا يشغله ذلك عن ذاك، وهذا ما نسميه الفارق الجامع، أو نسميه أبو العينين، أو صاحب المشهدين، أو صاحب المشربين، لأنه لا يشغله شأن عن شأن، لا يشغله الحق عن المسئوليات التي كلَّفه بها نحو الخلق، ولا يشغله الخلق طرفة عين عن ذكر الملك الحق عز وجل .
وهذا كمال التأسي بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد كان تنام عينه وقلبه لا ينام، وكان لا يقوم إلا على ذكر، ولا يجلس إلا على ذكر لله
ولا يتحرك إلا على ذكر لمولاه جل في علاه.
اجعل القلب لله، والجسم لخلق الله، والكيفية التي يتم تحقيق ذلك بها سيتولاها الله إذا صدقت النية والعزيمة إن شاء الله، أى لا تقل: كيف أوفق بين هذا وذاك؟ لكن اقبل على الله، واعزم عزماً أكيداً:
( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ ) - الطلاق ٣ -
فإن الله سيعينك ويقويك، حتى تجمع بين المشهدين، وتشرب بالمشربين
وتكون من أهل هاتين النظرتين، وهذين العينين
لأن هذه سُنَّة النبي الرشيد في أصحابه الكرام
رضوان الله تبارك وتعالى عنهم أجمعين.
للمزيد زوروا www.fawzyabozaid.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق