Disqus for ومضات إيمانية

الأحد، 26 أبريل 2015

نصيب المؤمن من الإسراء والمعراج




ورد أن أبا سفيان عندما ذهب عند هرقل وسأله عن رسول الله؟، فأحب أن يضع شيئاً عليه صلى الله عليه وسلَّم يفقدهم الثقة فيه، فقال: إنه يزعم ويدَّعى أنه جاء عندكم وزار بيت المقدس ورجع، وكان بالمجلس أحد الرهبان الذين يعملون في بيت المقدس، فقال أنا أعرف هذه الليلة – هو يريد أن يضعها {أى أبو سفيان} وشاية، فجعلها الله عزَّ وجلَّ دليلاً- قال الراهب: أليست ليلة كذا؟

قال: نعم، قال: وكيف عرفت؟، قال: أنا كل ليلة لا أنام إلا عندما يطمأن الخدم على غلق أبواب المسجد، وفي هذه الليلة كان هناك بابٌ لم يستطيعوا إغلاقه، فأحضرت النجار، وحاول غلقه فلم يستطع، فقلت له: اتركه حتى الصباح. فبات هذا الباب مفتوحاً - وهو الباب الذي دخل منه رسول الله صلى الله عليه وسلَّم - فلما جاء الصباح! لم يحتج الباب إلي نجار.

وعندما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي المؤمنين بالمدينة، وهم يعرفون الجنَّة والنَّار، وسدرة المنتهى، والعرش، والكرسي، والملائكة، فأخبرهم عن المعراج، ليبين الدلائل للذين يريدون أن يعرجوا بعده بأرواحهم إلى الله، فقال لهم: تعالوَا أعطِ لكم العلامات التي وضعها المرور النبوي على الطريق، حتى يأخذوا بالهم من المطبات والعثرات والأماكن التي تمنعهم من الوصول إلى الله، فيبيَّن لهم العلامات الخاصة بهم فالعلامة الأولى هي الدنيا، وهكذا وهذا للجماعة الثابتين الذين يريدون السير إلى الله.

أما الواصلون؛ فقد وصف لهم كيفية اجتماعه بالأنبياء في بيت المقدس، ثم مشاهدتهم له في السماوات العلا، وعندما يذهب إلى النبي، والنبي يسأل سيدنا جبريل من؟، فيقول: جبريل، ومن معك؟، فيقول: محمد، فيقول: أو قد بعث؟، فالذي يسأل آدم وعيسى ويحي وهارون ويوسف، وكل واحد منهم يسأل بالكيفية التي أوردناها، وقد صلُّوا وراءه صلى الله عليه وسلَّم، بل أن سيدنا موسى سلَّم عليه في القبر، ورجع صلَّى وراءه، ثم قابله في السماء السادسة.

إذن فهو هنا يعلِّمهم الأحوال العليَّة، والهيئات النورانيَّة التي تتشكل فيها العوالم الروحانيَّة، وهذه علوم خاصة وأسرار خاصة، لا تتكشف إلا لخاصة الخاصة، فكلُّ جماعة لهم علم، ولهم حال، ولهم أسرار في رسالة الإسراء والمعراج.

الذي أريد أن أقوله: أننا الآن لسنا في عصر الرواية، فعصر الرواية قد انتهى، وعصر القصص والروايات قد انتهى، وماذا يلائم عصرنا من حديث الإسراء؟ أن نبيَّن الحكم والأسرار التي أظهرها العصر، وأظهرتها علوم العصر في كتاب الله، وفي سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، لأن الله وعد بهذا حيث قال: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ} 53 فصلت

ولم يقل : " سنريكم "، لأنكم آمنتم والحمد لله وسلمتم، بل قال: {سَنُرِيهِمْ}، أي: الكافرين والمشركين والجاحدين، ولم يقل:" نريهم "، بل قال: {سَنُرِيهِمْ}، يعني في المستقبل، فالسين للمستقبل، {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ}، وفي الأنفس، لماذا؟

حتى يتبين لهم أنه الحق، أي حتى يعرفوا أن هذا الكلام هو الحق، وأن الله هو الملك الحق، وأن سيدنا محمد هو النبي الحق صلى الله عليه وسلَّم. فكيف بيَّنهــا لهم؟ هم يرونها الآن، ولكني أريد أنا وأنت أن نربطها لهم بالآيات القرآنية والأحاديث المحمديَّة، لأنه لا يعرف آيات القرآن، ولكن من أين يعرفها؟ منك أنت.

فالرجل العالم الكندي "كينيث مور"، الذي ألفَّ أكبر مرجع في علم الأجنَّة {سبع مجلدات} - وهذا هو المرجع المعتمد في كل كليات الطب في العالم - عندما تقابل مع عالم مسلم في يوم من الأيام، ودار بينهما حوار، وقال (العالم المسلم) له: هذا الكلام الذي قلته يوجد عندنا في آية واحدة، فقال له: أين؟، فتلى عليه قول الله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} 12-14 المؤمنون.

ترجم له معانيها بالإنجليزية - مع أن كلمات القرآن مستحيل أن تترجم، لكن الله يمنُّ على الناس الصادقين، ويضع في الترجمة {ما دام فيها صدق} شيئاً من إشراقات أنوار اليقين - وأول ما قرأ الآية، قال الرجل: هذا الكلام هو الذي أفنيت عمري أدرس فيه، وقد ذكر كل هذه الحقائق بالتفصيل.

فهؤلاء الناس يريدون منَّا أن نتابعهم ونوجههم ونربط بين الآيات القرآنية والأحاديث المحمدية وبين الأشياء العلمية، هذا هو البيان الملائم للعصر. لا يحتاج مني أن أحكي القصة، لأن الناس حفظتها، ولكن استلهم العبر من الأشياء التي في القصة مثل: لماذا بدأ الله الآية بـ " سبحان "{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} 1الإسراء؟

لأن هذا شئ فوق طاقة البشر، فالسابقون سمعوها هكذا وسلَّموا، لكن نحن الآن وبهذه المعجزة نزيد إيمان ويقين البشر، فالبشر الآن لما أراد الله أن يبيَّن كتابه؛ ألهمهم صنع التليسكوبات الفلكية الهائلة، وألهمهم صنع مركبات الفضاء، وألهمهم صنع أنواع الوقود التي لا عدَّ لها ولا حصر لها، ومنها الوقود النووي، لينطلقوا في الأكوان، لماذا؟ {قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} 101يونس
لينظروا قدرة الله، فيخروا ساجدين لكلام الله عزَّ وجلَّ.

ولذلك أنتم جميعاً تذكرون أن أول رائد فضاء أمريكي أسلم في القاهرة عندما سمع الآذان، وقال: ما هذا؟، قالوا له: هذا آذان المسلمين، فقال: هذا الذي سمعته على القمر، مع أن العلم يقول أنه على سطح القمر لا يوجد هواء ينقل الصوت ولا يوجد شئ يشير إلى الحياة، كماء أو زرع، إذاً الله أرسله إلى القمر ليؤمن هنا في القاهرة، فكان هذا سبب الهداية، فالحمد لله العلم هو الذي هداه للإيمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق