Disqus for ومضات إيمانية

الأحد، 27 أبريل 2014

نقائص الحضارة الغربية



سؤال : ما الذي تحتاج إليه الحضارة الغربية؟

قامت الحضارة الغربية على أساس العلم والتقدم التكنولوجي فوصلت إلى غايات عالية في الرقى المادي والإزدهار المعيشي ولكنها تحتاج إلى مكونات أساسية يقدمها إليها الدين الإسلامي حتى يكتمل نضجها وتعم فائدتها منها :
1- توصلت الحضارة الغربية إلى حقائق علمية شبه يقينية لا تحتمل الشك ولكن أهلها مع ثقتهم المطلقة في الحقائق التى توصلت اليها فإنهم لا يطبقونها ولا يعملون بها ومن ذلك أضرار شرب الخمر وتعاطيه ، فقد أثبتت كل الأبحاث الطبية والعلمية أضراراً بالغة للخمر ومتعاطيها على نفسه وعلى مجتمعه ، ومع ثقتهم بذلك فقد فشلت كل المبادرات والقوانين والتوصيات التى ساقها وقام بها أهل الغرب للقضاء على هذه الآفة فما أحوجهم الى العمل بقول الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ{2} كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ{3} الصف
2- تدعي الحضارة الغربية أنها القائمة بين البشرية بالمحافظة على حقوق الإنسان غير أنها تعارض ذلك بتصرفاتها فهي التى تنفق دولها أكبر قدر من ميزانياتها في تصنيع الأسلحة العادية والكيماوية والجرثومية والذرية وغيرها ، والتى ما صنعت إلا لتدمير الإنسان ، هذا بالإضافة إلى أنهم يختلقون الحروب لأسباب واهية أو بلا أسباب بين البشر ليبيعوا أسلحتهم أو يجربونها مع علمهم الأكيد مدى الدمار والهلاك الذي تحدثه هذه الأسلحة في بني الانسان ، ولو أنهم أنفقوا جزءاً قليلاً جداً من استثماراتهم من هذه الأسلحة فيما يحتاج إليه الإنسان من زراعة أو أغذية أو أدوية لسعدت البشرية كلها وما وجد على ظهر الأرض فقير أو عليل
3- يدَّعون الرفق بالحيوان ويشرفون على الجمعيات الكثيرة التى تعمل على الرفق بالحيوان، ويهاجمون أي سلوك بشري في أي مكان فيه غلظة أو شدة على الحيوان ، ومع ذلك نراهم لا يرفقون ولا يرحمون بني الانسان ، بل إن الوحشية والهمجية التى بدت في حروبهم في هذا العصر تفوق الوحشية والهمجية التى كانت فيما ما مضى من الزمان ، وحشية الرومان والمغول والهمج الرعاع في أي زمان ، وكأن الإنسان عندهم المقصود بالحقوق والواجبات والرعاية والعناية هو الإنسان الغربي أما غيره من بني الإنسان فسلوكهم وأحوالهم تدل دلالة مباشرة على أنهم يعاملون غيرهم من بني الإنسان على أنهم أحط رتبة من الحيوان
4- تحتاج معظم الإكتشافات العصرية الى أن تصحبها الأخلاق الإسلامية وخاصة في مجال التناسل والإنجاب ، فتأجير الأرحام وبنوك الحيوانات المنوية والتلقيح المجهري إن لم يتم بالضوابط الأخلاقية الإسلامية تنتج عنه مصائب جمة تهدد بهلاك البشرية ، حيث تختلط الأنساب وتضيع الأصول وتكثر الأمراض التناسلية وألعنها وأشرها طاعون العصر الإيدز ، وهذا بدوره يؤدي إلى انحلال الأخلاق ، وما انحلت الأخلاق في مجتمع إلا وآذن هذا بزوال حضارة هذا المجتمع قال الله تعالى {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً} الإسراء16
5- ترعى الحضارة المادية الغربية حاجة أهلها المادية والدنيوية فقط ، وتميت قيم التعاطف والتعاون والإحسان إلى الغير فيعممون مبدأ المنفعة في تعاملاتهم فلا يتعاملون إلا لمن يتحققون بالنفع المادي من وراءه ، حتى أن معوناتهم للبلدان الفقيرة مشروطة بأن تتبع هذه البلاد سياساتهم وتأتمر بأمرهم وتمشي على دربهم ومن خالف ذلك مهما كان مضطراً حرموه ومنعوه ، حتى أنهم يرمون الزبد والقمح والذرة في قاع المحيطات لإرتفاع كلفة تخزينها وحتى تغلو أسعار منتجاتهم ويبخلون باعطاءها للشعوب الفقيرة ، وهذه النظرة مادية صرفة تحتاج إلى تقويمها ومعالجتها ، لإضافة الحض على البر وعمل الخير والإحسان ابتغاء وجه الله والدار الاخرة وذلك لا يكون إلا من الاديان السماوية التى نزلت من عند الله
6- وفرت الحضارة الغربية لأهلها كل مقومات الحياة المادية من عمل وأجر ومسكن وطعام وغذاء ودواء ولكنها أهملت في جنب ذلك حاجاتهم الإجتماعية من بر للآباء وعطف على الأبناء وصداقة ومودة بين الجيران والزملاء ، فعرضتهم للأمراض النفسية والعصبية التى كلفتهم الكثير والكثير في سبيل التخلص منها ، ويكفى أن نعلم أن عدد المصحات النفسية والمستشفيات العصبية في بلاد الغرب أكثر بكثير من المستشفيات العامة والصحية ، وهذا نذير خطير يؤذن بدمار هذه الحضارة المادية الغربية ، لأن أساس الحضارة الإنسان فهو الذي يخترع المعدات ويقوم بتشغيلها ويحصل نتائجها ، فينبغى أن يكون المقصد الأول من الحضارة سلامة هذا الإنسان ظاهراً وباطناً ونفسياً وجسمانياً واجتماعياً ولا يتحقق ذلك إلا بأخذ تلك المناهج الحياتية الإجتماعية الإسلامية

الإسلام دين العمل والمسلمين أكثر الناس تخلفا



سؤال : إذا كان الإسلام ديناً يحث على العمل ولا يتعارض مع العلم، فلماذا نرى مجتمعات المسلمين أكثر المجتمعات تخلفاً؟

يرجع بعض الغربيين تخلف المسلمين في الحضارة المادية من مخترعات ومصنوعات وزراعات وغيرها الى الإسلام ، وهذه تهمة باطلة ونظرة زائفة ، لأن الحضارة الأوروبية الحديثة لم تقم قائمتها إلا على أساس ما وصل إليها من الحضارة الإسلامية عن طريق بلاد الأندلس أو جزيرة صقلية أو ما نقلوه في الحروب الصليبية ، ويشهد بذلك المنصفون من الأوروبيين أنفسهم ، وإذا رجعنا إلى الحقيقة نجد أسباب هذا التخلف ترجع إلى ما يلي :
1- الفترة الزمنية الطويلة التى سيطر فيها الأتراك العثمانيون على العالم الإسلامي وتركوه فيها للجهل والفقر والمرض والخرافات
2- تلاها مباشرة وقوع العالم الإسلامي ، أو إن شئت قل انتقاله من حكم العثمانيين إلى استعمار الأوروبيين الذين كان كل مقصدهم استغلال خيرات هذه الشعوب وجعلها سوقاً لبيع منتجاتهم التى ظهرت عقب الثورة الصناعية الأوروبية
3- حرص الغربيون حتى يومنا هذا على كتمان كل الأسرار العلمية التى توصلوا إليها عن المسلمين حتى تظل لهم الهيمنة والسيطرة ، وإلا فبم تفسر الحرب الشرسة على أي دولة إسلامية تحاول الوصول إلى بعض الأسرار العلمية التى وصلوا اليها؟ مع أنهم يمتلكون أكثر منها تقدماً ، وما أزمة إمتلاك إيران للقوة النووية ببعيد ، فالذين يحاربونها هم الذين يمتلكون هذه القوة ، ويتغاضون عن إمتلاك إسرائيل لها ، بل ويشجعونها على ذلك ، فكأنهم لا يريدون أن تكون هذه الأسلحة إلا معهم أو مع إسرائيل ، وهكذا بقية الأشياء
4- أخذ الأوروبيين في نهضتهم بما وصل إليهم من القيم النبيلة للعمل في الإسلام كالجد والإجتهاد والإتقان والإخلاص والأمانة والحرص على الوقت ، وعند استعمارهم للبلاد الإسلامية حرصوا على أن ينشروا بين المسلمين التواكل والسلبية والإنعزال والكسل ، بل حرضوا علماء الدين على أن ينشروا بين المسلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان فقيراً وعاش فقيراً ومات فقيراً ، ويسلطون الضوء على آيات فسروها وأحاديث ضعيفة ذكروها تحبب في الفقر وتحض عليه ، وهذا خلاف ما كان عليه المسلمون الأولون
5- شجع المستعمرون على نشر المدارس والكليات لنشر الثقافة العصرية الحديثة وحشوها بالمواد النظرية وقليل من العلوم العلمية والعملية التى هي أساس التكنولوجيا العصرية
6- تابع الغربيون والأمريكان شباب العرب في مراحل التعليم المختلفة ، فكل من وجدوه متفوقاً أو نابغاً تابعوه بجدية حتى إذا تخرج أغروه بالذهاب إلى بلادهم واحتضنوه وساعدوه ليستفيدوا بتفوقه ونبوغه في اكتشافات علمية واختراعات عصرية تكون لهم ويتحكمون بواسطتها في غيرهم ، ويكفى أن نعلم أن هناك - كما ذكرت المصادر الصحيحة - مائة ألف عالم عربي يعيشون في البلاد الأوروبية والأمريكية ، ويكفى أن تعلم أن 30% من الأطباء المهرة والمبرزين الأكفاء في انجلترا من أصل مصري ، ولذلك نستطيع أن نقول بإطمئنان أن الحضارة الأمريكية التى يدعون أنها أرقى حضارة في العالم الآن بناها ولا يزال علماء العالم أجمع وليس الأمريكان بينهم إلا قلة قليلة
7- حرص الغربيون على تقسيم العالم الإسلامي إلى دويلات صغيرة شغلوها بالحروب في أرجاءها بين أبناءها في سبيل الكرسي ، أو بالحروب بينها وبين بعضها ، فاستهلكت ميزانيات هذه الدول في الأسلحة والحروب أو في المنفعة الذاتية والمتع الشخصية للطبقة الحاكمة ، ولم يتبق إلا شيء لا يذكر لميزانية التعليم والبحث العلمي
8- تبنت المخابرات الغربية والأمريكية جماعات دعوية إسلامية هيأت لها المال ، ودعتها إلى جذب الشباب المسلم المعاصر للدين ، وحرصت على أن يتمسك هذا الشباب بالظاهر السطحي للدين ويحارب ويقاتل في سبيل تحقيقها ، وتركوا الأهم للإسلام والمسلمين وهو التقدم والمدنية والأخذ بالأساليب العصرية ، وبعد أن كبرت هذه الجماعات وسمنت شجعوهم على الصراع والإقتتال بينهم وبين بعضهم ، وبينهم وبين الحكومات في بلادهم الإسلامية ، فصار المسلمون صرعى للفتن والمؤامرات والخلافات والنزاعات والمشاحانات التى يؤجج نارها الغرب ويمد من أجلها المتصارعين بالمال والسلاح وتظل له الغلبة والهيمنة والسلطة
9- حرص الغربيون على أن تظل الأمم الإسلامية سوقا استهلاكياً لبضاعتهم على إختلاف أنواعها ، فشجعوا المسلمين على إنتاج المواد الخام اللازمة للصناعة كالبترول والمعادن ، وحرصوا على أن يأخذوها كما هي ويعيدوا تصنيعها ويردونها إليهم بأسعار باهظة ليكون في ذلك الربح لهم ، وليظلوا أيضا تابعين لهم ، بل وشجعوهم على أن يضعوا الفائض من أموالهم في بنوكهم ليقوموا باستثمارها في المشروعات الكبرى عندهم وتحرم من ذلك الشعوب الإسلامية ، وفي سبيل ذلك تدخلوا حتى جعلوا صنائعهم هم المهيمنون على القرار السياسي في هذه الدول ليوافق على ما يطلبوه
وإنا نرى أن المسلمين - والحمد لله - قد بدأوا الصحو من هذه الغفوة ، واليقظة من هذه النومة ، وبدأوا ينفتحون على العالم ليأخذوا بأحدث الأساليب ، وعن قريب سنرى أثر ذلك جلياً في كل صنوف حياتهم

ما الدليل على وجود الله ؟




سؤال : ما الدليل على وجود الله؟

سؤال : هل هناك دليل على وجود خالق لهذا الكون؟
سؤال: كيف يمكن أن نثبت وجود الله؟
لا يتصور أي إنسان عاقل وجود أي صنعة بدون صانع ، فإذا نظرنا إلى أي شيء في الوجود تَكوَّن بعد أن كان غير موجود ، بديهياً ندرك أنه لا بد له من عالم اخترعه ، ومهندس أو صانع صنعه ، وإلا فهل يتصور إنشاء مبنى أيا كان وصفه بدون بانٍ بناه؟
أو هل يتصور وجود أي آلة أو معدة كسيارة أو طائرة أو هاتف أو تليفزيون أو حتى قلم بدون صانع صنعه ومخترع اخترعه؟
وقس على ذلك ما لا يعد ولا يحصى من الأشياء التى نستخدمها في بيوتنا أو في مجتمعنا أو في معاملنا أو مستشفياتنا أو حروبنا؟
والقائمة في هذا الباب طويلة لا يستطيع الإنسان مهما كان قدره في العلم سردها
فهذا الكون البديع بما يحويه من مجرات وأفلاك ونجوم سيارات وهواء وماء وإنس وحيوانات وطيور وحشرات وأسماك ونباتات وغيرها من أنواع الكائنات، هل يليق بعاقل أن ينسب ذلك كله إلى الصدفه 
وما الصدفة؟
وكيف تخترع الصدفة الأشياء وتبدعها؟ إن هذه الكائنات ، وإنتظامها ، ودوامها ، لهي أكبر دليل على وجود مبدع أبدع هذا الكون ، وخالق كَوَّنْ مخلوقاته ، ومصور صوَّر إبداعاته ، وهو الله سبحانه وتعالى الذي خلق الأشياء كلها على غير مثال سبق ، وهو سبحانه وتعالى ليس له مثل ولا مثال ، ولا يشبهه شيء ، ولا يخالطه شيء ، ولا يمازجه شيء ، بل كما قال عن نفسه في القرآن {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} الشورى11
 

الأحد، 20 أبريل 2014

حكم الدين فى أكل السمك المملح الرنجة والفسيخ




يجب على المسلم أن يتحرز من كثير من البدع التي انتشرت في هذا الزمان مثل أن يكون للرجل طعام خاص به وآنية خاصة به لقول السيدة عائشة رضي الله عنها {إِنْ كُنْتُ لآتِي النَّبيَّ بالإِناءِ فآخُذُهُ فَأَشْرَبُ مِنْهُ فَيَأْخُذُ فَيَضَعُ فَاهُ مَوْضِعَ فِيَّ فَيَشْرَبُ وَإِنْ كُنْتُ لآخُذُ العَرْقَ مِنَ اللَّحْمِ فآكُلُهُ فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ فَيَأْكُلُهُ}[1]

وإذا كان له طعام خاص به فهو يأكل بشهوة نفسه بينما المؤمن كما قال صلى الله عليه وسلم {الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ بِشَهْوَةِ عِيَالِهِ}[2]

وينبغي له أيضا أن يتحرّز من الأكل وحده لما ورد {أَلاَ أُنَبئُكَ بِشَر النَّاسِ: مَنْ أَكَلَ وَحْدَهُ وَمَنَعَ رِفْدَهُ وَضَرَبَ عَبْدَهُ}[3]

إلا أن يكون معذورا في ذلك بسبب حمية أو مرض أو صوم أو غير ذلك من الأعذار الشرعية

حكم استخدام آنية الذهب والفضة :

يحرم على المسلم استعمال أواني الذهب والفضة وكذا مفارش الحرير الخالص وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم {الَّذي يَشْرَبُ في آنِيةِ الذَّهبِ والفِضَّةِ إنَّما يُجَرْجِرُ في جَوْفِهِ نَارَ جَهَنَّمَ}[4]

وكذلك ما رواه البخاري عن حذيفة قال {نَهَانَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَشْرَبَ فِى آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَأَنْ نَأْكُلَ فِيهَا وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ وَأَنْ نَجْلِسَ عَلَيْهِ وَقالَ هِيَ لَهُمْ [أي الكفار] فِي الدُّنْيَا وَلَكُمْ فِي الآخِرَةِ}

حكم الانتفاع بجلود الميتة وعظمها وشعرها : 

إن تحريم الميتة يعنى تحريم أكلها أما الانتفاع بجلدها أو قرونها أو عظمها أو شعرها فلا بأس به هو أمر مطلوب لأنه مال يمكن الاستفادة منه فلا تجوز إضاعته عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تُصُدِّقَ عَلَى مَوْلاَةٍ لِمَيْمُونَةَ بِشَاةٍ فَمَاتَتْ فَمَرَّ بِهَا رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ{هَلاَّ أَخَذْتُمْ إِهَابِهَا فَدَبَغْتُمُوهُ فَانْتَفَعْتُمْ بِهِ؟» فَقَالُوا : إِنَّهَا مَيْتَةٌ. فَقَالَ «إِنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا}[5]

وقد ذهب بعض الأئمة إلى أن الحل ّ يشمل كل أنواع الجلد استنادا إلى قوله صلى الله عليه وسلم {إِذَا دُبِغَ الإِهَابُ فَقَدْ طَهُرَ}[6]

فعلى هذا الحديث يعلّق الدكتور / يوسف القرضاوى فيقول {وهو عام يشمل كل جلد ولو كان جلد كلب أو خنزير وبذلك قال أهل الظاهر وحكي عن أبى يوسف صاحب أبى حنيفة ورجّحة الشوكانى}[7]

حكم السمن الذي ماتت فيه فأرة : 

إذا كان السمن جامدا وكذا كل ماشابهه كعسل ونحوه ووقعت فيه فأرة فماتت طرحت وما حولها منه إذا تحققنا أن شيئا من أجزائها لم يصل إلى غير ذلك منه وأما إذا كان مائعا فإنه يلقى كله وذلك لما رواه البخاري عن مَيمونةَ أَنَّ رسولَ اللّهِ صلي الله عليه وسلم سُئلَ عن فأْرةٍ سَقطتْ في سَمنٍ، فقال {ألْقُوها وما حَوْلَها وَكُلُوا سَمْنَكُمْ}

أكل السمك المملح :

ما حكم الدين في أكل السمك المملح كالسردين والفسيخ والرنجة والملوحة وغيرها؟ 

كل هذه الأنواع طاهرة ويحلّ أكلها ما لم يكن فيه ضرر فإنه يحرم لضرره بالصحة حينئذ وقد نقل الشيخ/ السيد سابق عن الشيخ / الدرديرى {وهو من شيوخ المالكية} قوله {الذي أدين الله به أن الفسيخ طاهر لأنه لا يملح ولا يرضخ إلا بعد الموت والدم المسفوح لا يحكم بنجاسته إلا بعد خروجه وبعد موت السمك إن وجد فيه دم يكون كالباقي في العروق بعد الذكاة الشرعية فالرطوبات الخارجية منه بعد ذلك طاهرة لا شك في ذلك}[8]

وعقّب الشيخ/ السيد سابق على ذلك قائلا : إلى مذهب الأحناف والحنابلة وبعض علماء المالكية

ما حكم أكل اللحوم المستوردة والمعلبات؟


اللحوم المستوردة من خارج البلاد الإسلامية إذا كانت من بلاد أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى فهي حلال لقول الله {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ} المائدة5

وذلك بشرطين أن تكون من اللحوم التي أحلها الله وأن تكون قد ذبحت ذبحا شرعيا فإن لم يتوفر فيها هذان الشرطان بأن كان من اللحوم المحرمة مثل الخنزير أو كانت ذكاتها غير شرعية فإنها في هذه الحالة تكون محظورة لا يحل أكلها أما الدول الكافرة فلا يحل أكل لحومها إلا إذا تولىّ ذلك جماعة من المسلمين

[1] صحيح ابن حبان عن عائشة رضي الله عنها [2] الديلمى عن أبي إمامة رضي الله عنه [3] ابن عساكر عن معاذ رضي الله عنه [4] رواه مسلم عن أم سلمه رضي الله عنها، والجرجرة : صوت وقوع الماء في الجوف [5] رواه الجماعة إلا ابن ماجه [6] رواه مسلم [7] الحلال والحرام صـ 52 [8] فقه السنة (الجزء الثالث) صـ 248

http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...2&id=128&cat=2
منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

حكم الاحتفال بشم النسيم



سؤال: ما حكم الاحتفال بشم النسيم؟ 
وهل الخروج في هذا اليوم للتنزّه كما يفعل الناس حرام؟

==========================
شم النسيم لا ينبغي أن يحتفي به المسلم على أنه عيد، لأنه عيدٌ لقدماء المصريين، وليس لنا إلا عيد الفطر وعيد الأضحى - جماعة المسلمين. فإذا كان الإنسان ليس لديه نيَّة الاحتفال، وليس له اهتمام بهذا اليوم، ولا تفريغ نفسه له، والاستعداد له والتهيؤ له، وخرج في هذا اليوم يتنزَّه في البساتين فلا بأس، لأنه لا يقصد تعظيم هذا اليوم، فالمنهي عنه هو تعظيم هذا اليوم وجعله عيداً، لأن المسلمين لهم أعياد حدَّدها النبيُّ السعيد، وليس من جملتها هذا اليوم.
لكن هذه الأعمال التي تحدث إذا فعلها الإنسان – كالنزهة، أو تناول الطعام - من أي صنفٍ من أصناف الطعام - وليس على سبيل تعظيم هذا اليوم.
فما دام الطعام حلالاً فليس عليه إثم، ومادامت النُزهة ليس فيها خروجٌ عن شرع الله فليس عليه وزر. المهم أنه لا ينبغي لمسلم أن يعظّم هذا اليوم ويجعله عيداً لأنه لا يوافق أعياد المسلمين التي حددها وبينها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
الموقع الرسمى لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد

ما حقيقة الموت ؟

تفسير الإسلام لحقيقة الموتتفسير الإسلام لحقيقة الموت
سؤال: ما تفسير الإسلام لحقيقة الموت؟

يرى الإسلام أن الموت حقيقته انتقال من دار إلى دار ، انتقال من دار الدنيا إلى الدار الآخرة ، من دار الفناء إلى دار البقاء فهو ينتقل من الحياة البشرية الإنسانية إلى الحياة الروحانية البرزخية والتى يتأهل فيها لينتقل بعدها إلى حياة الخلود الأخروية وذلك في قوله تعالى {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً{21} وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً{22} وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى{23} يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي{24} الفجر
فوصف الآخرة هنا بأنها الحياة ويتأكد ذلك أيضا في قوله تعالى {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} العنكبوت64
والحيوان أي الحياة الحقة ، فالموت في الإسلام بمثابة نومة كبرى تضاهي وتشبه النوم كل ليلة فهي الموتة الصغرى وذلك ما عبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله {والَّذِي نَفْسٍى بِيَدِهِ لتَمُوتُنَّ كَمَا تَنَامُون وَلَتُبْعَثُنَّ كَمَا تَسْتَيْقِظُون}[1]
وجمع القرآن الموتتين والنومتين الصغرى والكبرى في قوله عزشأنه {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} الزمر42
فالموت حياة للروح وللحقائق الباطنية ما عدا النفس والجسد اللذان هما وسيلة الإتصال والإستمتاع بالحياة الظاهرية الدنيوية ، أما الحياة الأخروية فيستمتع المرء بها ويتذوق حلاوتها بحقائقه الباطنية التى منها الروح والسر والخفى والأخفى والقلب الحقيقي الذي هو صورة الإنسان الحقيقي
وقد قال في ذلك الإمام الغزالي رضي الله عنه عند موته لمن كان يبكي على فراقه من إخوانه :
ألا قل لإخوانٍ يروني ميتاً
ليس والله بالميت أنــا
أنا عصفور وهذا قفصي
طرت منه إلى دار الهنا
لا ترعكم هجمة الموت فما
هو إلا نقلة من هاهنـا

{1} ورد في السيرة الحلبية وكتاب نور اليقين في سيرة سيد المرسلين ويروى من كلام قس بن ساعدة
تفسير الإسلام لحقيقة الموتتفسير الإسلام لحقيقة الموت

فوائد الدعاء الصحية



أثبت العلم حديثاً ، فائدة الدعاء ، والصلاة ، والأذكار ، في منع الهلع ، والجزع ، والأضرار المترتِّبة عليهم ، وقد أشار إلى ذلك ، الدكتور " طاهر توفيق " ، في كتــابه 
{القرآن والإعجاز في خلق الإنسان - صفحة 98} فقال :
{إن الإنسان إذا ســـمع خبراً سيئاً ، أو جزع من أي خبر ، أو هلع من أي حادث ، فإن المخَّ يرسل شحنة كهربائية جبَّارة ضاربة ، تخترق الجزء الأسفل منه وهو قناة (الهيبوثالاماس) لتنزل إلى أي مركز من المراكز اللاإرادية ، فإن أصابت هذه الشحنة مكان التمثيل الغذائي ؛ فقد تضرُّ هذا المركز ، ويصاب الإنسان بالسكر مثلاً ، أو بارتفاع الكولسترول
وإن نزلت هذه الشحنة إلى مكان تنظيم ضغط الدم ؛
 قد يصاب الإنسان بمرض ارتفاع ضغط الدم ، وإذا أصابت أحد الغدد الصماء ؛ أصيب الإنسان بخلل في وظائف هذه الغدد
وإذا نزلت هذه الشحنة إلى مراكز إفراز حامض الهيدروكلوريك مثلاً بالمعدة ؛ فقد يصاب بفقد الشهية لنقص إفراز هذا الحامض ، أو بعسر الهضم وقرحة المعدة نتيجة زيادة إفراز هذا الحامض في المعدة
وهكذا ، كثيراً من الوظائف اللاإرادية تتأثر بالشحنة الكهربائية التي تنزل من المخِّ ، وتخترق (الهيبوثالاماس)وتتوجه إلى أي مركز لاإرادي ؛ فتتسبب في إصابته بإصابات تختلف من شخص إلى أخر}
ثم يوضح تأثير الدُّعـــاء والذكـــر ؛ فيقول فى صفحة 189 من نفس الكتاب :
{وهذه الإشارات الضَّارة المفاجئة ، تمرُّ عند نزولهـــــــــا بقنــــاة عصبيَّة تسمى (هيبوثالاماس) و وظيفتها امتصاص هذه الإشارات الضَّارة والحدُّ من وصولها للجسم ، ووظيفة هذه القناة تقوى بالصلاة ، والإيمان ، والرضى بقضاء الله وقدره ، وتضعف هذه القناة وتفشل في أداء وظيفتها الهامة بالبعد عن الله ، وترك الصـــلاة ، وعدم الصــبر والــرضى عند الشدائد
فإذا قويت هذه القناة ؛ منعت جميع الإشارات الضارة من الوصول إلى أعضاء الجسم مسببة ضررها ، وإذا ضعفت اختلَّت وظيفتها ؛ ما يؤدي لوصول هذه الإشارات إلى أجزاء الجسم المختلفة محدثة ما ذكرناه سلفاً
وقد تكون هذه الإشارات الواردة للجسم شديدةً نتيجة حزن شديد ، أو صدمة عنيفة ، وهنا تصبح قناة(الهيبوثالاماس) غير قادرة على منع كل هذه الإشارات من الوصول لأجزاء الجسم ، وهنا يحوِّل المخُّ الباقي من هذه الإشارات ويوجهها إلى أجهزة وأعضاء بالجسم ، يكون زيادة نشاطها وعملها غير مضر ، مثل الغدة الدمعية ، فيذرف الدمع ، وهو كما نعلم مفيد جداً في غسيل العين ، أو مثل عضلات القفص الصدري والتي تتحرك سواء في الضحك أو البكاء ، فيُزيد وينشِّط ذلك من عمل الرئتين مما يفيد في تنقيَّة الدم من ثاني أكسيد الكربون
وقد تفيد الإشارات في تحريك بعض عضلات الوجه، وهذا مطلوب بين آنٍ وآخر ، ولذلك كله فإن البكاء أو الضحك يفيد في صرف مثل تلك الإشارات الضارة والزائدة عن قدرة قناة (الهيبوثالاماس) عن الأعضاء الحيوية بالجسم ، ويحولها إلى أعضاء أخرى كون زيادة عملها مفيد للجسم ، فسبحان الخالق العظيم القائل {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى}النجم43

كيف نتخلص من الفزع والجزع والمخاوف ؟



خلق الله الإنسان وهو العليم بخلقه- يتأثر بالصدمات النفسيَّة ، هلوعاً عند الخطوب ، جزوعاً إذا مسَّه الشر ، مما يجعل هذه الهموم والخطوب تصيب الإنسان بالجزع والخوف والتوتر النفسي والعصبي
وخطورة هذا الهلع والجزع والاضطراب النفسي على الإنسان ، أنه يعرِّضه للإصابة بكثير من الأمراض ؛ مثل الضغط ، والسكر ، وتصلُّب الشرايين ، والذبحة الصدرية ، والجلطة ، وانفجار شرايين المخِّ ، والجنون ، وكثير مما نرى من الأمراض .
وما علاج هذا الهلع والجزع ؟ وكل إنسان معرض لما يثير فيه الهلع والجزع ؟
أرشدنا الله إلى علاج الفزع والجزع في قرآنه حيث يقول { إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً{19} إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً{20} وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً{21} إِلَّا الْمُصَلِّينَ{22} الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ{23} وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ{24} لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ{25} وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ{26} المعارج
فكلما قوى إيمان العبد ؛ كلما قلَّ تأثره بالنوائب والكوارث ، وقلَّ تأثره بالهلع والجزع ، وتعوَّد على الصبر والرضا بالقضاء 
والإنسان المؤمن لإحساسه بالضعف ، وشعوره بالحاجة الدائمة إلى عون الله سبحانه وتعالى ، يفتح الله تعالى له بابا من أبواب رحمته ؛ فيقف عليه بأدب الشرع ، فيواجه الله باللطف والسكينة والطمأنينة ، وبرد الرضا ، ويكشف عنه ما نزل به من ضرٍّ ، وذلك مأخوذ من قوله عزَّ شأنه 
{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ} الأنعام59
فهي مفاتح من " الفتح "، لأنها فتحٌ من الله ، فيفتح الله له بـاب الدعـاء لقوله صلى الله عليه وسلم {لاَ يَرُدُّ الْبَلاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ}[1]
وهذا الدعاء قد يفتحه الله له في الصلاة ؛ فيوفِّقه لأداء صلاة الحاجة ، وقد يكون دعاء الله بالأسماء الحسنى ، أو باسم الله الأعظم الذي يفتح به عليه الله ، وقد يكون بالأدعية الواردة في القرآن الكريم ، أو في السنَّة النبوية الشريفة ، وقد يكون بصيغ للصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها الفرج بعد الشدَّة ، واليسر بعد العسر ، وقد يكون الفتح بأدعية يلهم الله بها عباده الصالحين ويسمونها أحزاباً ، لأن الله ألهمهم بها في وقت الشدة ، فقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم {أَنَّهُ كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ ؛ فَزِعَ إلَى الْصَّلاة}[2]


{1} ورواية سلمان «لاَ يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ، وَلاَ يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلاَّ الْبِرُّ»– جامع الأحاديث والمراسيل ومشكاة المصابيح والفتح الكبير
{2} مسند الإمام أبي حنيفة وفتح الباري ، حزبه : أهمَّه وأفزعه وأقلقه 


http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...CC&id=15&cat=2
منقول من كتاب {مفاتح الفرج}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً 

علاج الجزع والخوف   علاج الجزع والخوف علاج الجزع الجزع والخوف" style="cursor: pointer;" onclick="window.open(this.src); return false;" onload="if (this.width >= 777) this.width = 777; return false;" />


السبت، 19 أبريل 2014

ما الذي أضافه الإسلام للإنسانية؟


سؤال : ما الذي أضافه الإسلام للإنسانية؟

سؤال : ما الجديد الذي جاء به الإسلام ولم تأتِ به الأديان السماوية السابقة؟
أضاف الإسلام للإنسانية أشياء كثيرة جداً لو عملنا بها لسعدت البشرية جميعهاً بسببها :
1- تحقيق المساواة بين البشر فلا فرق بين أعجمي ولا عربي ، ولا فضل لأبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح 
2- نشر العدل بين الأنام حتى بين المرؤوسين والحكام وأخذ الحق من القوي للضعيف ومن الغني للفقير لتتكافأ الفرص حتى قال صلى الله عليه وسلم {وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا}[1]
3- محاربة استعباد الإنسان للإنسان ، والقضاء على مشكلة الرق والإسترقاق بشتى السبل ، وللإسلام اليد الطولى في هذا الباب على البشرية جمعاء ، فأول محرر للعبيد هو محمد صلى الله عليه وسلم
4- تكريم المرأة وإعطاؤها ذمتها المالية الخاصة بها وحقوقها التى تساوت فيها بالرجال حتى قال صلى الله عليه وسلم {إنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ}[2]
5- وضع حقوق الإنسان في جميع مراحل حياته وفي شتى أحواله موضع التنفيذ العملي فأول وثيقة لحقوق الإنسان في التاريخ هي خطبة الوداع للنبي صلى الله عليه وسلم
6- أسس الإسلام نظام الحكم على الشورى والديمقراطية ليحقق الحياة الحرة السديدة
7- جاء الإسلام بالتشريعات التى تحقق العدالة الإجتماعية وتصنع التكافل بين أبناء المجتمع وذلك في أحكام الميراث وقوانين الزكاة والصدقة والكفارات والبر وغيرها
8- كان الإسلام هو أول من أعلى شأن العلم والعلماء ودعا إلى تشجيع النبوغ والإبتكار في مجالات العلم والحياة المختلفة
9- أول من قاد حملة حفظ التراث واحياؤه بعمل المكتبات العامة وتشجيع المكتبات الخاصة وتشجيع الترجمة للعلوم من اللغات الأخرى هو الإسلام حتى بلغ الأمر أن الخليفة المأمون كان يعطى لمن يترجم كتاباً في العلم وزنه ذهباً وذلك في العصر العباسي ، وما نقل التراث اليوناني والروماني والهندي والصيني إلى العالم إلا العلماء المسلمين بعد ترجمتها والإستفاضة في شروحها
10- يرجع إلى الإسلام الفضل الأول في الحضارة الإنسانية في مجال الطب والطب الوقائي واستخدام الجراحة والتخدير والعلاج بالأدوية المفردة والمركبة بل واختراع الآلات الطبية اللازمة ، وقد ظل كتاب القانون في الطب لابن سينا يدرس بمفرده في جامعات أوروبا لمدة ستة قرون ، وكذلك الحاوي للرازي ، وكتب ابن زهر الأندلسي
11- يرجع الفضل للمسلمين على العالم كله في استنباط علم الجبر وتطوير علوم الرياضيات بعد إضافة الصفر الى الأرقام ، ويعد الخوارزمي هو مؤسس علم الجبر
12- أول من أسس قواعد ونظريات علم الفيزياء هم العرب ، فأبوالحسن بن الهيثم هو مؤسس علم الفيزياء بلا شك
13- الذي وضع قواعد علم الإجتماع وأسسه على أساس علمي وطبقه هو عبدالرحمن بن خلدون رائد علم الاجتماع
14- أول قوانين تراعي البعد الإجتماعي وتصحح السلوك الإنساني وتحقق الأمن والسلام الإجتماعي هي قوانين الشريعة الإسلامية وقد نقلها الفرنسيون عن المذهب المالكي في الأندلس ، وخوفاً من التعصب عليها إذا نسبت للإسلام سموها القانون الروماني وهي كما يسمونها الآن أبوالقوانين ، فكل القوانين العالمية مستمدة من هذا القانون الذي هو في حقيقته قانون إسلامي
ولا نستطيع أن نفي بكل إسهامات الإسلام والمسلمين للحضارة الإنسانية ومن أراد المزيد فعليه بالرجوع الى الكتب والموسوعات التى تتحدث في هذا الباب وما أكثرها

{1} رواه البخارى ومسلم عن عائشة رضي الله عنها
{2} رواه الإمام أحمد والترمذي وأبى داوود عن عائشة رضى الله عنها


أفضل ما روى فى الإستغفار



أفضله ما رواه البخاري مرفوعاً أَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ {إنَّ سَيِّدَ الاِسْتِغْفَار أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ ، أَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِيِ ، وَأَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنـُوبَ إلاَّ أَنْتَ ، فَإنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ مُوقِنـا بِهَا فَمَاتَ ؛ دَخَـلَ الْجَنَّـةَ ، وَإنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي مُوقِنـا بِهَا ؛ دَخَلَ الْجَنَّةَ}
ومنه ما ورد عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه فى صحيحى البخارى ومسلم رضى الله عنهما {أَنَّهُ قَالَ لرَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ في صَلاَتِي؛ قَالَ صلى الله عليه وسلم : قُلْ : اللَّهُمْ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثِيراً ، ولاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاّ أنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحيمُ}
ومنه ما رواه الترمذى فى سننه عن ابن مسعود قال : سمعت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ {مَنْ قالَ أسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ، غُفِرَ لَهُ وَإِن كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ ، وفي رواية أبي سعيد رضي الله عنه : وَإِنْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ عَدَدَ النُّجُومِ ، وَعَدَدَ زَبَدِ الْبَحْرِ، وَعَدَدَ أيْامِ الْدُّنْيَا ، وَعَدَدَ وَرَقِ الْشَّجَرِ ، وَعَدَدَ رَمْلِ عَالِج}

ومنه ما روى عن أبي عبد الله القرشي المشكور المشهور {اللهم إنا نستغفرك من كل ذنب أذنبنــاه ، تعمَّـــدناه أو جهلنــاه ، ونستغفــــرك من كل ذنب تبنا إليك منه ثم عدنا فيـــه ، ونستغفرك من كل الذنـــــوب التي لا يعلمــــها غيرك ، ولا يسعهـــــــا إلا حلمك ، ونستغفرك من كل ما دعت إليه نفوسنا من قبل الرخص ، فاشتبه علينا وهو عندك حـــرام ، ونستغفرك من كل عمل عملناه لوجهك فخالطه ما ليس لك فيه رضــــا ، لا إله إلا أنت ، يا أرحم الراحمين}

قال الإمام اليافعي رضي الله عنه {من داوم على هذه الكلمات عقب كل فريضة ؛ أغناه الله عن خلقه ، ورزقه من حيث لا يحتسب، ويسَّر الله عليه أمر معيشته، ولو كان عليه مثل جبلٍ ديناً ؛ أعانه الله على وفائه}
ومنه ما أورده الإمام اليافعي وقال في شأنه : أخبرني من أثق به ؛ أن الشيخ بدر الدين بن عقيل قال : كنت أدعو بهذا الدعاء للعلم ، وكان صاحبي نصر الدين يدعو به للمال ، فرزقه الله المال الكثير ، ورزقني من العلم كثير وهذا هو الدعاء {استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ، بديع السموات والأرض وما بينهما ، من جميع جرمى وظلمى ، وما جنيت على نفسي ، وأتوب إليه ، يا الله ، يا واحد ، يا أحد ، يا جواد ، يا واجد يا موجد ، يا باسط ، يا كريم ، يا وهَّـــاب ، يا ذا الطول ، يا غني ، يا مغني ، يا فتَّــــــاح ، يا رزاق ، يا حيُّ يا قيوم ، يا رحمن، يا رحيم ، يا بديع السموات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا حنَّان ، يا منَّان ، انفحني منك بنفحة خير تغنيني بها عمن سواك {إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ} ، {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً} ، {نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ}
يا غني ، يا مغني ، يا حميد ، يا مجيد ، يا مبدئ يا معيـــــــــد ، يا رحيم يا ودود ، يا ذا العرش المجيد ، يا فعَّال لما تريد ، اكفني بحلالك عن حرامك ، واغنني بفضلك عمن سواك ، إنك على كل شئ قدير }

ومنه ما رواه أبو عبد الله الورَّاق مرفوعاً ، وقال إنه استغفار الخضر عليه السلام ، وهو {اللهم إني استغفرك من كل ذنب تبت إليك منه ثم عدت فيه ، واستغفرك من كل ما وعدتك به نفسي ، ثم لم أوفِ لك به ، واستغفرك من كل عمل أردت به وجهك الكريم فخالطه غيرك ، واستغفرك يا عالم الغيب والشهادة من كل ذنب أصبته في ضياء النهار وسواد الليل ، في مــــلأ ، أو خـــلاء ، أو ســـــرٍّ ، أو علانية ...يا حليم }
ومن ذلك **** رب استغفرك ، وأتوب إليك من مظالم كثيرة لعبادك قِبَلي ، فأيما عبد من عبادك كانت له مظلمة ظلمته بها في بدنه ، أو ماله ، أو عرضه ، وقد غاب أو مات ، ولا أستطيع ردَّها ، أو تحللها منه فأرضه عني بما شئت ، ثم هبها لي من لدنك ، فإنك واسع لذلك كله ، يا رب ! ، ما تصنع بعذابي وقد وسعت رحمتك كل شئ؟ ، يا رب وما عليك أن تكرمني برحمتك ولا تهني بذنوبي ، وما ينقصك أن تفعل ما سألتك وأنت واجد لكل خير ، واستغفرك لكل يمين مني حنثت فيها عندك ، علمت أو لم أعلم إلى يوم القيامة ، اللهم إني استغفرك لما قدمت ، ولما أخَّرت ، ولما أسررت ، ولما أسرفت ، ولما أعلنت ، ولما أنت أعلم به منِّي إلى يوم القيامة ، لا إله إلا أنت ربُّ السموات السبع ، وربُّ العرش الكريم}
هذا وينبغي للعبد عند انبعاثه للاستغفار :
1- استشعار التوبة 
2- الاعتراف بالذنب 
3- الصدق في ذلك بالهمَّة ، والإخلاص فيه بالعزيمة ، مضمراً بقلبه ، متلفِّظاً بلسانه ، مقبلاً على ربه 

فقد روى أن رجلاً أتى إلى الحسن فشكا إليه الفقر ، وأتى آخر فشكا إليه الجدب ، وأتى آخر فشكا إليه جفاف بستانه ، وجاء آخر طالباً الولد ، فقال لكل منهم {استغفروا الله ، فقيل له في ذلك : رجالٌ يشتكون إليك ألواناً مختلفة ، ويسألون أنواعاً ، فأمرتهم كلهم بالاستغفار ، فقال : ما قلت من قبل نفسي شيئاً ، ولكني أخذت ذلك من قوله سبحانه و تعالى فى كتابه { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً{10} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً{11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً{12} نوح