نريد أن نتمثَّل وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكأنه يعيش بيننا ، فانتبهوا معي لهذا الوصف حتى إذا ذهب أحدنا للنوم يستحضر هذا الوصف وهو نائم فينام فيجد النبي صلى الله عليه وسلم لأن البداية تأتى من هنا ، أن يشتاق الإنسان ، ويستحضر هذه الذات المحمدية ويحاول أن يتعلق بهذه الأوصاف الكاملة المكمَّلة ، فينام وهو متعلِّق بها فيتعطف عليه حَبيب الله وصفىُّ الله ، فيأخذ روحه إلى حضرته ويطلعها على جمال طلعته مع أن كثيراً من أصحابه صلوات الله وسلامه عليه ماتوا ولم يستطيعوا أن يتطلَّعوا في وجهه الشريف هيبة منه صلى الله عليه وسلم وهم الأبطال الكبار في مجال الحروب والذين كان الواحد منهم يقتل الفرسان بالمئات والآلاف بينما يأتي أمام رسول الله ويضع عينيه في الأرض و لا يستطيع أن ينظر بهما إلي وجه رسول الله حياءاً منه صلى الله عليه وسلم فقد كان وجهه يأخذ بالأبصار ولذلك فإن سيدنا عمرو بن العاص عند موته ، كان يبكي خوفا من لقاء الله مع ما قدَّمه من جهاد وفتوحات ومن تأييد للدعوة الإسلامية لكنه يخاف لقاء الله ، كما علَّمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ابنه: لماذا أنت خائف ألا يكفيك أنك رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وابنه صحابي أيضا عبد الله بن عمرو بن العاص ومِن الذين رأوا رسول الله وصاحبوه فقال له: يا بني لقد عشت ما عشت وما استطعت أن أملأ عيني من وجه رسول الله حياءاً منه فقد كان الذي يراه من أول مره يرتعش ويرتعد من هيبته ولذلك سيدنا عليٌ وهو يصفه قال {مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ}[1] أي الذي يراه من أول وهلة يهابه ، ولذلك ذهبت سيدة لتزوره صلوات الله وسلامه عليهوتسأله فعندما رأت رسول الله ، وقعت علي الأرض ، وحدثت لها رعدة ، فهدأها وقال لها صلى الله عليه وسلم: {هَوْنِي عَليْكِ فَإنْمَا أنَا ابْنُ امْرَأةٍ مِنْ قُرَيْش ، كَانَتْ تأكُلُ الْقَدِيدَ}[2] وكانت هذه الهيبة تعتري حتى صناديد أهل الكفر، فعندما ذهب رجل إلي مكة، وكان تاجرا فأخذ منه أبو جهل تجارته ولم يعطه ثمنها ، فذهب للكفار وهم حول الكعبة ، وقال لهم : من الذي يأتيني بحقي من أبي جهل؟ فأرادوا أن يستهزئوا به فدلُّوه علي النبي صلى الله عليه وسلم فذهب له وبعد انتهائه من صلاته قال له: أريد أن تأتي لي بحقِّي ، قال له صلى الله عليه وسلم : ماذا تريد ؟ ، قال له : أبو جهل أخذ تجارتي ولم يعطني حقِّي فقال له صلى الله عليه وسلم : تعالَ معي ، وهم يمشون خلفهم لينظروا إلي هذا الموقف لأن أبا جهل ألد أعدائه ، وهو الذي يؤلب عليه الأعداء ، فذهب إليه , ودقَّ الباب , قال : من؟ قال صلى الله عليه وسلم : محمد فإذا بأبي جهل يخرج مرتعدا ، ليقول له : ماذا تريد ؟ فقال له صلى الله عليه وسلم : أعط هذا الرجل حقَّه ، فأجابه علي الفور : انتظر حتى أحضر له حقَّه ودخل الدار ، وجاء بحقِّه فورا ، فتعجبوا وانتظروا حتى مشي رسول الله والرجل الذي معه وقالوا لأبي جهل : ما هذا الذي رأيناه منك الآن؟ ولم يدركوا أو يعرفوا أنها هيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كساها له الله ، لأنه نبيُّ الله ورسوله صلوات الله وسلامه عليه[3] [1] رواه البخاري عن علي رضي الله عنه و كرم الله وجهه [2] رواه الحاكم من حديث جابر وقال صحيح علي شرط الشيخان- القديد: اللحم المجفف [3] أخرجه ابن إسحاق والبيهقي وأبو نعيم عن عبد الملك بن أبي سفيان الثقفي حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق} اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً |
Islam is religion of peace
الخميس، 16 يناير 2014
وصف النبى لتسحضره عند نومك
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق