Disqus for ومضات إيمانية

السبت، 8 أكتوبر 2011

زيارة الروضة وحديث ( لا تشد الرحال ....... )


زيارة روضة النبى والصالحين
حديث ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد .............)
كثير من الناس يخطئ فى فهم هذا الحديث عن جهل أو عن عمد ، فيستدل بعضهم به على تحريم شدّ الرحال لزيارة روضة النبي صل الله عليه وسلم وكذلك روضات الصالحين وغيرها
والحديث واضح جاء بأسلوب الاستثناء وهذا يقتضى وجود مستثنى ومستثنى منة فالمستثنى هو ما كان بعد (إلا ) وهى أداة الاستثناء والمستثنى منه هو ما كان قبلها ولابد من الأمرين إما وجودا أو تقديرا وهذا معروف ومقرر في أبسط كتب النحو
ومادام المستثنى هو(  مساجد ) إذن المستثنى منه هو ( مسجد ) فيكون سياق الحديث بلفظ : لا تشد الرحال إلى مسجد إلا إلى ثلاثة مساجد .......)
والدليل على ذلك وجود حديث آخر تم فيه التصريح بالمستثنى منه : أخرجه أحمد من شهر بن حوشب قال : سمعت أبا سعيد وذكرت عنده الصلاة والسلام في الطور فقال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم ( لا ينبغي للمطى أن يشدّ رحاله إلى مسجد تبتغى فيه الصلاة غير المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي وفى لفظ آخر ومسجدي هذا ) قال الحافظ بن حجر (شهر حسن الحديث وإن كان فيه ضعف وقال الحافظ الهيثمي : وفيه شهر فيه كلام وحديثه حسن  ( مجمع الذوائد ج4ص3 )
وقال السبكى الكبير : وقد التبس ذلك على بعضهم فزعم أن شد الرحال إلى الزيارة لمن فى غير الثلاثة داخل في المنع وهو خطأ ، لأن الاستثناء إنما يكون من جنس المستثنى فمعنى الحديث : لا تشد الرحال على مسجد من المساجد أو إلى مكان من الأمكنة لأجل ذلك المكان إلا إلى الثلاثة المذكورة وشد الرحال إلى زيارة أو إلى طلب علم ليس إلى المكان بل إلى من في ذلك المكان والله أعلم أه فتح الباري ج3 ص66

قال ابن حجر العسقلاني : قال بعض المحققين : قوله : } إلا إلى ثلاثة مساجد { المستثنى منه محذوف فإما أن يقدر عاما فيصير : لاتشد الرحال إلى مكان في أي أمر كان إلا إلى الثلاثة ، أو أخص من ذلك إذ لا سبيل إلى الأول لإفضائه إلى سد باب السفر للتجارة وصلة الرحم وطلب العلم وغيرها . فتعين الثاني والأولى أن يقدر ما هو أكثر مناسبة وهو لا تشد الرحال إلى مسجد إلا إلى الثلاثة ... ) . فيبطل قول من منع شد الرحال إلى زيارة القبر الشريف وغيرة من قبور الصالحين . والله أعلم ) فتح الباري لابن حجر العسقلاني 3/69
واستنكر بن حجر وقوع ابن تيمية في هذه المغالطة فيقول ( وهى من أبشع المسائل المنقولة عن ابن تيمية ) فتح الباري لابن حجر العسقلاني 3/69
وفهم العلماء من هذا الحديث ( لا تشد الرحال ......) أنه من نذر شد الرحال لغير المساجد الثلاث لا يجب عليه الوفاء بنذره
قال الأمام الغزالي رحمة الله ( إذا نذر إتيان مسجد سوى الثلاثة مساجد لم يلزمه شئ  ثم ذكر نص الحديث لا تشد الرحال .... )
أذن هذا الحديث لا يوجب تحريما ولا كراهية في شد الرحال إلى غيرة على الصحيح بل بين أن القربة هذا فقط ) فتح الباري للعسقلاني 3/69
قال ابن قدامة في السفر لزيارة القبور والمشاهد :.............والصحيح إباحته وجواز القصر فيه لأن النبي صل الله عليه وسلم كان يأتي قباء راكبا وماشيا وكان يزور القبور وقال زوروها تذكركم الآخرة ، وأما قوله :} لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ..... { فيحمل على نفى التفضيل لا على التحريم ) فتح الباري للعسقلاني 3/69
والنهى عن شد الرحال لمسجد غير الثلاثة ليس على التحريم ولكن يحمل على نفى التفضيل فقد ثبت أن النبي صل الله عليه وسلم قد شدّ الرحال لمسجد رابع هو مسجد قباء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال }  كان النبي صل الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيا وراكبا{
وكان عبد الله بن عمرو يفعله ولذلك قال الحافظ ( وفيه أن النهى عن شدّ الرحال لغير المساجد الثلاث ليس على التحريم )
أخرجه البخاري في صحيحة 1/399 وسلم بنخوة 2/ 1017 كلاهما من حديث ابن عمر رضى الله عنهما
قال العلامة ابن عابدين : } وفى الحديث المتفق عليه}لا تشد الرحال ..... {  والمعنى كما إفادة في} الإحياء {أنه لا تشد الرحال لمسجد إلا إلى هذه المساجد لما فيها من المضاعفة بخلاف بقية المساجد فإنها متساوية في ذلك ، فلا يرد أنه قد تشد الرحال لغير ذلك كصلة الرحم وتعلم علم وزيارة المشاهد كقبر النبي صل الله عليه وسلم وقبر الخليل صل الله عليه وسلم وسائر الأئمة )حاشية ابن عابدين 2/627
زيارة قبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال عند ابن القيم

قال ابن القيم في قصيدته المشهورة بالنونية
يذكر فيها آداب زيارة قبر سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
ويذكر أنها من أفضل الأعمال:


فإذا أتينا المسجد النبـــــوي صلينا التحيــــــة أولاً ثنتــــــان
بتمام أركان لها وخشوعها وحضور قلب فعل ذي الإحسان
ثم انثنيا للزيــــارة نقصـــد القبر الشريف ولو على الأجفان
فنقوم دون القبر وقفة خاضع متذلل في السر والإعـــــــــــلان
فكأنه في القبر حــــي ناطق فالواقفون نواكس الأذقـــــــــــان
ملكتهمُ تلك المهابة فاعترت تلك القوائم كثرةُ الرجفــــــــــان
وتفجرت تلك العيون بمائها ولطالما غاضت على الأزمـــان
وأتى المسلم بالســـلام بهيبة ووقار ذي علم وذي إيمـــــــــان
لم يرفع الأصوات حول ضريحه كلا ولم يسجد على الأذقــــــــان
كلا ولم ير طائفــــــاً بالقبـــر أسبوعاً كأن القبر بيت ثـــــــان
ثم انثنى بدعائــه متوجهــــاً لله نحو البيت ذي الأركــــــــان
هذه زيارة من غدا متمسكاً بشريعة الإسلام والإيمـــــــــان
من أفضل الأعمال هاتيك الزيارة وهي يوم الحشر في الميـــزان
كان سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يكثر منها ويهتم بها كما بين ذلك تلميذه نافع فقد ثبت أنه " سأل رجل نافعاً فقال :
- هل كان ابن عمر يسلم على القبر فقال : نعم ، رأيته مائة أو أكثر من مائة مرة يأتي القبر فيقوم عنده فيقول : السلام على النبي السلام على أبي بكر السلام على أبي " (في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم 2 / 668 قال ( روى ابن بطة بإسناد صحيح ... سأل رجل نافعاً ... ) .
) وإسناده صحيح وروى الإمام مالك في الموطأ ( عن عبدالله بن دينار قال رأيت عبدالله بن عمر يقف على قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي على النبي وعلى أبي بكر وعمر ) (موطأ الإمام مالك ص 115 برقم 397 .)، والصلاة معناها الدعاء .
قال الإمام النووي رحمه الله :
" واعلم أن زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهم القربات وأنجح المساعي فإذا انصرف الحجاج والمعتمرون من مكة استحب لهم استحباباً متأكداً أن يتوجهوا إلى المدينة المنورة لزيارته صلى الله عليه وسلم "وزيارته صلى الله عليه وسلم مستحبة في كل حين لا بعد الحج خصوصاً لكنها تتأكد بعده كما ذكره الإمام النووي هنا عملاً بما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" من حج فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي "وذلك لأن المرء يكون بعد الحج صافي القلب مقبلاً على الله تعالى أكثر من الأوقات الأخرى فيغتنم هذه الحالة ، ويغتنم قربه من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو في مكة - إذا كان منزله أبعد من مكة والمدينة زادهما الله شرفاً فربما لا تتيسر له بعد ذلك ، وإذا كانت المدينة المنورة في طريقه إلى مكة استحب له أن يزور النبي صلى الله عليه وسلم ولو قبل أن يحج إذا كان الوقت يتسع لذلك قال الإمام النووي " يستحب للزائر أن ينوي مع زيارته صلى الله عليه وسلم التقرب إلى الله تعالى بالمسافرة إلى مسجده صلى الله عليه وسلم والصلاة فيه "  ، إذ إن السفر وسيلة إلى هذه العبادة وتلك ، ووسيلة العبادة لها حكم العبادة أي هي مستحبة مثلها هنا وجمع النيتين مستحب فيكون له أجر مضاعف

وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال "ليهبطنّ المسيح ابن مريم حكما مقسطا وليسلكنّ فجّا حاجّا أو معتمرا وليأتينّ قبري حتّى يسلّم عليّ ولأردّنّ عليه" في هذا الحديث والّذي قبله دليل على استحباب زيارة قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأنّها قربة إلى الله تعالى. وفي الحديث الثّاني دليل على نزول عيسى من السّماء قبل القيامة وهذا النّزول من العلامات الكبرى لقيام السّاعة وعرف من الأحاديث الصّحيحة ومن قول الله تعالى "وإنّه لعلم للسّاعة" قال ابن عبّاس نزول المسيح من السّماء إلى الأرض. وقوله "حكما مقسطا" فيه أنّ عيسى سيحكم في الأرض بالعدل. وقوله "وليسلكنّ فجّا" أي طريقا. وقوله "وليأتينّ قبري" فيه دليل على استحباب قصد قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم لزيارته والسّلام عليه وفي هذا ردّ على المانعين من السّفر بقصد زيارة قبر النّبيّ وهم بذلك خالفوا هذا الحديث والإجماع، ونون التّوكيد في قوله "وليأتينّ" فيها إشارة إلى تأكيد قصده قبر النّبيّ لزيارته والسّلام عليه. وقوله "حتّى يسلّم عليّ" فيه دليل على استحباب السلام على النبيّ صلى الله عليه وسلم. وقوله "ولأردّن عليه" فيه دليل على أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم حيّ في قبره يسمع سلام المسلّمين عليه ويردّ عليهم بإذن الله
الأمام مالك رضي الله عنه ( كره أن يقال زرنا قبر النبي صل الله عليه وسلم كأنه أراد أن يقول القائل زرنا النبي صل الله عليه وسلم
قال الحافظ ابن حجر : إنه إنما كره اللفظ أدبا لا أصل الزيارة فإنها من أفضل الأعمال وأجلّ القربات الموصلة إلى ذى الجلال وإن مشروعيتها محل إجماع بلا نزاع ) فتح الباري ج3ص166
وكذلك الإمام الحافظ ابن عبد البر قال : إنما كره مالك إن يقال زرنا قبر النبي صل الله عليه وسلم لاستعمال الناس ذلك بعضهم لبعض أي فيما بينهم فكره تسوية النبي صل الله عليه وسلم مع الناس وأحب أن يخص بأن يقال سلمنا على النبي صل الله عليه وسلم
قال الشيخ ابن قدامة إمام الحنابلة وصاحب كتاب المغنى : ويستحب زيارة قبر النبي صل الله عليه وسلم لما روى الدارقطنى بإسناده عن ابن عمر قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : من حج فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي ) وفى رواية : من زار قبري وجبت له شفاعتي )


قال الإمام أبو الوفاء بن عقيل الحنبلي الذي هو من أعمدة المذهب الحنبلي إنه مما يستحب قوله عند زيارة قبر النبي : اللهم إنك قلت في كتابك لنبيك: ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما وإني قد أتيت نبيك تائبا مستغفرا فاسألك أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته اللهم إني أتوجه إليك بنبيك صلى الله عليه وسلم نبيّ الرحمه يا رسول الله إني أتوجه بك إلى ربي ليغفر لي ذنوبي.اهـ فبعد هذا كيف يقول بعضهم إن زيارة قبر النبي للتبرك به والتوسل به زيارة شركية فما ابعد هؤلاء عن الحق

وقد قال الإمام مالك للخليفة المنصور لما حجّ فزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسأل مالكا قائلا يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله قال : ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك ءادم عليه السلام إلى الله  تعالى بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله .ذكر ذلك القاضي عياض في كتاب الشفا.

ويروى عن العتبى قال : كنت جالسا عند قبر النبي صل الله عليه وسلم فجاء إعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله ! سمعت الله يقول : ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربى ثم أنشد يقول : يا خير من دفنت بالقاع أعظمه        
                                           فطاب من طيبهن القاع والأكم
  نفسي الفداء لروض أنت ساكنه       فيه  العفاف وفيه الجود والكرم
ثم انصرف الإعرابي فحملتني عيني فنمت فرأيت النبي صل الله عليه وسلم فى النوم فقال لى : يا عتبي ألحق الإعرابي فبشرة أن الله قد غفر له ، اه ( المغنى لإبن قدامة ج3 ص556 )
الشيخ أبو الفرج بن قدامة أمام الحنابلة وصاحب الشرح الكبير: }مسألة {فإذا فرغ من الحج استحب زيارة قبر النبي صل الله عليه وسلم وقبر صاحبيه رضي الله عنهما .
ثم ذكر الشيخ ابن قدامة صيغة تقال عند السلام على النبي صل الله عليه وسلم وفيها أن يقول : ( اللهم إنك قلت وقولك الحق : ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما  ) وقد أتيتك مستغفرا من ذنوبى مستشفعا بك إلى ربى فأسألك يارب أن توجب لى المغفرة كما أو جبتها لمن أتاه فى حياته ، اللهم اجعله أول الشافعين وأنجح السائلين وأكرم الأولين والآخرين برحمتك يا أرحم الراحمين )
وقال مثل ذلك الشيخ منصور بن يونس البهوتى الحنبلى وكذلك شيخ الإسلام محمد تقى الدين الفتوحى الحنبلى : يسن زيارة قبر النبى صل الله عليه وسلم وقبر صاحبي رضى الله عنهما وكذلك الشيخ مرعى بن يوسف الحنبلي وكذلك الرافعى والغزالى والبغوى فى التهذيب والشيخ عزالدين بن عبد السلام فى مناسكه وأبو عمروبن صلاح والنووى رحمهم الله تعالى وكذلك قال الشيخ الكرمانى شارح البخارى شرح الكرمانى ج7 ص12. و

قال المرداوى الحنبلى يستحب زيارة قبر النبى وقبر صاحبيه وهذا المذهب الحنبلى وعليه الأصحاب قاطبة متقدمهم ومتأخرهم ( الإنصاف للمرداوى 4/53
مذهب الحنفيه : قال الأمام كمال الدين بن محمد عبد الواحد فى شرح فتح القدير ( قال مشايخنا رحمهم الله تعالى : من أفضل المندوبات , وفى مناسك الفارسى وشرح المختار : انها قريبة من الوجوب لمن له سعة ) شرح فتح القدير لإبن عبد الواحد 3/179
وفى مذهب المالكيه قال القرافى : وزيارة النبى من السنة المتأكدة ) الذخيرة للقرافى 3/375
وفى المذهب الشافعى قال الأمام النووى ( واعلم أن زيارة قبر رسول اللله صل الله عليه وسلم من أهم القربات وأنجح المساعى فإذا انصرف الحجاج والمعتمرون من مكه استحب لهم استحسانا متأكدا أن يتوجهوا إلى المدينة لزيارته صل الله عليه وسلم وينوى الزائر من الزيارة التقرب وشد الرحل إليه والصلاة فيه ) المجموع للنووى 8/201

ولا يصح أن يتمسك البعض من إخواننا ويصروا على فهم أحد العلماء الذي شذّ بفهمه وينكرون فهم باقي العلماء مما جعلهم يتخبطون وينتجون لنا قولا غريبا عجيبا محصلته : استحباب الشئ وتحريم الوسيلة الموصلة إليه ، أو يقتصر حكم استحباب زيارة الروضة لمن يسكن بجوار القبر الشريف .مع القاعدة المعروفة المتفق علها أن الوسائل تأخذ أحكام المقاصد .
وفى الحقيقة القبر بذاته لا يقصده ولا يتوجه إليه أي مسافر إنما يتوجه المسافر إلى صاحب القبر ويشد الرحال لزيارته


هناك تعليق واحد:

  1. وروى ابن عساكر بسند جيد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قصة نزول بلال بن رباح بداري بعد فتح عمر رضي الله عنه بيت المقدس قال :" ثم إن بلالا رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول له:" ماهذه الجفوة يابلال ؟ أما آن لك أن تزورني!" فانتبه حزينا خائفا فركب راحلته وقصد المدينة فأتى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يبكي عنده ومرغ وجهه عليه. " وقال الحافظ تقي الدين السبكي في كتابه شفاء السقام في زيارة خير الأنام:" وممن روي ذلك عنه من الصحابة بلال بن رباح مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم سافر من الشام إلى المدينة لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم روينا ذلك بإسناد جيد إليه ." وفي تحفة ابن عساكر عن علي رضي الله عنه قال:" لما رمس رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت فاطمة رضي الله عنها فوقفت على قبره وأخذت قبضة من تراب القبر ووضعتها على عينها وبكت وأنشأت تقول : ماذا على من شم تربة أحمد * أن لايشم مدى الزمان غواليا صبت علي مصائب لو أنها * صبت على الأيام عدن لياليا . " وروى الإمام أحمد في المسند أن مروان أقبل يوما فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر فقال:" أتدري ما تصنع؟ " فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب فقال:" نعم ! جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم آت الحجر! سمعت رسول الله يقول:" لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله." وأخرجه من هذا الوجه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي في التلخيص . وذكر القرطبي في تفسيره عند قوله تعالى:"{ ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك...} الآية روى عن علي قال:" قدم علينا أعرابي بعدما دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث أيام فرمى بنفسه على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحثا على رأسه من ترابه فقال:" قلت يارسول الله فسمعنا قولك ووعيت عن الله فوعينا عنك وكان فيما أنزل الله عليك {ولو أنهم ظلموا أنفسهم .....}الآية وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي فنودي من القبر :" أنه قد غفر لك !"

    ردحذف