قربات رمضان
أولاً: صلاة التراويح
أولاً: صلاة التراويح
وهي صلاة القيام في ليالي شهر رمضان والتراويح في اللغة: جمع ترويحه وهي المرة الواحدة من الراحة وسميت الترويحة بهذا الاسم في شهر رمضان لاستراحة القوم بعد كل أربع ركعات ولقد اتفق المسلمون على سُنِّية قيام ليالي رمضان عملاً بقول النبي{مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)[1]وخاصة الليالي العشر الأخيرة طلباً لليلة القدر فقال{اطْلُبُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ}[2] وكان رسول الله {إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ}[3] وهي سُنَّة مؤكدة للرجال والنساء وليست واجبة فمن تركها حُرِمَ أجراً عظيماً ومن زاد عليها فلا حرج عليه ومن نقص عنها فلا حرج عليه وتكون بعد صلاة ركعتي سُنَّة العشاء البعدية ويستمر وقتها إلى طلوع الفجر يُسن أن تكون في جماعة ويُسن أن يوتر بعدها وقد صلاها رسول الله ثماني ركعات كما ورد في الموطأ وصلاها إحدى وعشرون كما قال الحافظ في الفتح وصلاها سيدنا عمر بن الخطاب عشرين ركعة وهذا الأخير هو ما عليه عمل المسلمون سلفاً وخلفاً في اجتماعهم لهذه الصلاة وهو معتمد المذاهب الفقهية الأربعة أنَّ صلاة التراويح عشرون ركعة من غير الوتر وثلاث وعشرون ركعة بالوتر، وهذا بإجماع الصحابة من عهد عمر ويُستحب ختم القرآن في صلاة التراويح خلال شهر رمضان قال العلامة الدردير في الشرح الصغير{وندب الختم فيها: أي التراويح بأن يقرأ كل ليلة جزءاً يفرِّقه على العشرين ركعة} وجرت عادة الناس في عصرنا على تخصيص عدد من الركعات في آخر ساعات الليل غير صلاة التراويح سموها صلاة التهجد وذلك في الليالي العشر الأخيرة من رمضان وهو أمر محمود لما فيه من الالتماس لبركة هذا الوقت وللأحاديث الواردة في فضل قيامه وإجابة دعاء السائلين فيه وتحرِّياً لليلة القدر التي أمرنا أن نتحراها لفضلها والدليل على ذلك قوله تعالى {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً }
ثانياً: ختم القرآن
كان للسلف عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه فمنهم من كان يختم القرآن في اليوم والليلة مرَّة وبعضهم مرتين وانتهى بعضهم إلى ثلاث ومنهم من كان يختم في الشهر مرة ويُسن الدعاء عقب ختم القرآن لما رُوى عن النبي أنه قال{مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فَلَهُ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ}[4]قال النووي{قال السلف:يستجاب الدعاء عند الختم وتنزل الرحمة واستحبوا الدعاء بعد الختم استحباباً متأكداً وجاء فيه آثارٌ كثيرة ويلح في الدعاء ويدعو بالمهمات ويكثر من ذلك في صلاح المسلمين وصلاح ولاة أمورهم ويختار الدعوات الجامعة}[5] ويستحب حضور مجلس ختم القرآن استحباباً متأكداً فقد ثبت في الصحيحين أن النبي قال{لِتَخْرُجْ الْعَوَاتِقُ ذَوَاتُ الْخُدُورِ - أَوِ الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الْخُدُورِ - وَالْحُيَّضُ فَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ}[6] ورُوي عن أنس{أنه كان إذا ختم القرآن جمع ولده وأهل بيته فدعا لهم }[7] ويُسن إذا فرغ من الختمة أن يشرع في أخرى عقب الختم لما رُوي عن ابن عباس أنه روى عن النبي{ قال رجل: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ قَالَ: وَمَا الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ؟ قَالَ: فَتْحَ الْقُرْآنَ وَخَتَمَهُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، وَمِنْ آخِرِهِ إِلَى أَوَّلِهِ، كُلَّمَا حَلَّ ارْتَحَلَ }[8]
وهو : الإقامة الكاملة في المسجد وعدم الخروج في مدة معينة على نية التقرب إلى الله ومقصده وروحه إنما هو عكوف القلب على الله وجمعيته عليه والفكر في تحصيل مرضاته وما يقرب منه حتى لا يصير أُنسه إلا بالله واختُصَّ الاعتكاف بالمسجد لئلا تُترك به الجمعة والجماعة فإن الخلوة القاطعة عنها لا خير فيها ومن ثم سُئل ابن عباس عمن يصوم النهار ويقوم الليل ولا يشهد جمعة ولا جماعة فقال {هذا في النار}[9] والاعتكاف ثابت بالقرآن والسُنَّة والإجماع أما القرآن فقد قال الله تعالى {وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}ومن السُنَّة عن عائشة قالت{ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ } [10] وعنها أيضاً قالت{ كَانَ النَّبِيَّ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ}[11] والاعتكاف مستحب في كل وقت سواء أكان في رمضان أم في غيره وهو في العشر الأواخر من رمضان أفضل منه في غيره لطلب ليلة القدر بالصلاة والقراءة وكثرة الدعاء فإنها أفضل ليالي السنة وليس للاعتكاف وقت محدد وأقله الزيادة على قدر الطمأنينة ولا حدَّ لأكثره واتفق العلماء على أنه يستحب لداخل المسجد أن ينوي الاعتكاف ولو كان مكثه يسيراً وشروط صحته : الإسلام والعقـــل والخلوُّ من الحدث الأكبر وأركانه : اللبث في المسجد -- النيَّـة – المعتَكِف - المعتَكَفُ فيه (وهو المسجد) ويجوز في جميع المساجد وأجاز بعضهم للمرأة أن تعتكف في مسجد بيتها ويستحب للمعتكف أن يذكر الله، ويسبحه ويستغفره ويُصلِّي على النبي ويتلو القرآن ويذاكر العلم ولا يشغل نفسه بما لا يعنيه ويُكره له الصمت عن الكلام ويُستحب له الخروج لقضاء حاجته وأن يتطيب ويحلق رأسه ويُقلم أظفاره وينظف بدنه ويلبس أحسن الثياب ولو خرج بغير عذر مباح فسد اعتكافه.
وتنزل فيها مقادير الخلائق إلى السماء الدنيا ويستجيب الله فيها الدعاء وهي الليلة التي نزل فيها القرآن العظيم وسميت ليلة القدر بذلك لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السَنَة لقوله تعالى{فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}وقيل: سميت به لعظم قدرها عند الله وقيل: لضيق الأرض عن الملائكة التي تنزل فيها وقيل: لأن للطاعات فيها قدر ويستحب طلبها في جميع ليالي رمضان وفي العشر الأواخر آكَد وفي ليالي الوتر منه آكَد، فقد قال النبي { تََحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ}[12] وعن عائشة قالت{ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: تَقُولِينَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي }[13] ويستحب أن يجتهد المسلم فيها بطاعة الله وذكره والدعاء قال ابن قدامة في المغني{ قال بعض أهل العلم: أبهم الله تعالى هذه الليلة على الأمة ليجتهدوا في طلبها ويجِدُّوا في العبادة في الشهر كله طمعاً في إدراكها كما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة ليكثروا من الدعاء في اليوم كله وأخفى اسمه الأعظم في الأسماء ورضاه في الطاعات ليجتهدوا في جميعها وأخفى الأجل وقيام الساعة ليجِدَّ الناس في العمل حذراً منهما} وقد ورد في الحديث الشريف أنه من علامات ليلة القدر:أن تطلع الشمس لا شعاع لها فقد ورد عن أبي كعب في ذكر علامة ليلة القدر كما أخبر النبي أصحابه أن أمارتها{ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا}[14] وفي بعض الأحاديث{كَأَنَّهَا طَسْتٌ}[15] ورُوي عن النبي أنه قال{وَهِيَ طَلْقَةٌ[16] بَلْجَةٌ[17] لا حَارَّةٌ وَلا بَارِدَةٌ كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا يَفْضَحُ كَوَاكِبَهَا لا يَخْرُجُ شَيْطَانُهَا حَتَّى يَخْرُجَ فَجْرُهَا}[18] وقيل: إن المـُطَّلع على ليلة القدر يرى كل شيء ساجداً وقيل: يرى الأنوار ساطعة في كل مكان حتى في المواضع المظلمة وقيل: يسمع سلاماً أو خطاباً من الملائكة وقيل: من علاماتها استجابة دعاء من وفق لها ولا ينبغي أن يُعتقد أن ليلة القدر لا ينالها إلا من رأى الخوارق بل فضل الله تعالى واسع ورُبَّ قائم تلك الليلة لم يحصل منها إلا على العبادة من غير رؤية خوارق وآخر رأى الخوارق من غير عبادة والذي حصل على العبادة أفضل والعبرة إنما هي بالاستقامة بخلاف الخارقة فإنها قد تقع كرامة وقد تقع فتنة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله{مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ }[19]
[1] أخرجه البخاري ومسلم[2] أخرجه أحمد في مسنده والطبراني في المعجم الكبير[3] أخرجه البخاري ومسلم[4] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير[5] المجموع شرح المهذب[6] أخرجه البخاري والإمام أحمد في مسنده[7] أخرجه الدارمي[8] أخرجه الدارمي في سننه[9] اتحاف أهل الإسلام للهيثمي[10] أخرجه البخاري ومسلم[11] أخرجه البخاري ومسلم[12] أخرجه البخاري[13] أخرجه أحمد في مسنده[14] أخرجه مسلم[15] أخرجه أحمد في مسنده – والمعنى كأنها طست من نحاس أبيض[16] طيبة لا حرَّ فيها ولا برد[17] مشرقة[18] أخرجه ابن حبان في صحيحه[19] أخرجه البخاري ومسلم والترمذي
منقول من كتاب [الصيام شريعة وحقيقة]
ثانياً: ختم القرآن
كان للسلف عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه فمنهم من كان يختم القرآن في اليوم والليلة مرَّة وبعضهم مرتين وانتهى بعضهم إلى ثلاث ومنهم من كان يختم في الشهر مرة ويُسن الدعاء عقب ختم القرآن لما رُوى عن النبي أنه قال{مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فَلَهُ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ}[4]قال النووي{قال السلف:يستجاب الدعاء عند الختم وتنزل الرحمة واستحبوا الدعاء بعد الختم استحباباً متأكداً وجاء فيه آثارٌ كثيرة ويلح في الدعاء ويدعو بالمهمات ويكثر من ذلك في صلاح المسلمين وصلاح ولاة أمورهم ويختار الدعوات الجامعة}[5] ويستحب حضور مجلس ختم القرآن استحباباً متأكداً فقد ثبت في الصحيحين أن النبي قال{لِتَخْرُجْ الْعَوَاتِقُ ذَوَاتُ الْخُدُورِ - أَوِ الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الْخُدُورِ - وَالْحُيَّضُ فَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ}[6] ورُوي عن أنس{أنه كان إذا ختم القرآن جمع ولده وأهل بيته فدعا لهم }[7] ويُسن إذا فرغ من الختمة أن يشرع في أخرى عقب الختم لما رُوي عن ابن عباس أنه روى عن النبي{ قال رجل: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ قَالَ: وَمَا الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ؟ قَالَ: فَتْحَ الْقُرْآنَ وَخَتَمَهُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، وَمِنْ آخِرِهِ إِلَى أَوَّلِهِ، كُلَّمَا حَلَّ ارْتَحَلَ }[8]
ثالثاً: الاعتكاف
وهو : الإقامة الكاملة في المسجد وعدم الخروج في مدة معينة على نية التقرب إلى الله ومقصده وروحه إنما هو عكوف القلب على الله وجمعيته عليه والفكر في تحصيل مرضاته وما يقرب منه حتى لا يصير أُنسه إلا بالله واختُصَّ الاعتكاف بالمسجد لئلا تُترك به الجمعة والجماعة فإن الخلوة القاطعة عنها لا خير فيها ومن ثم سُئل ابن عباس عمن يصوم النهار ويقوم الليل ولا يشهد جمعة ولا جماعة فقال {هذا في النار}[9] والاعتكاف ثابت بالقرآن والسُنَّة والإجماع أما القرآن فقد قال الله تعالى {وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}ومن السُنَّة عن عائشة قالت{ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ } [10] وعنها أيضاً قالت{ كَانَ النَّبِيَّ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ}[11] والاعتكاف مستحب في كل وقت سواء أكان في رمضان أم في غيره وهو في العشر الأواخر من رمضان أفضل منه في غيره لطلب ليلة القدر بالصلاة والقراءة وكثرة الدعاء فإنها أفضل ليالي السنة وليس للاعتكاف وقت محدد وأقله الزيادة على قدر الطمأنينة ولا حدَّ لأكثره واتفق العلماء على أنه يستحب لداخل المسجد أن ينوي الاعتكاف ولو كان مكثه يسيراً وشروط صحته : الإسلام والعقـــل والخلوُّ من الحدث الأكبر وأركانه : اللبث في المسجد -- النيَّـة – المعتَكِف - المعتَكَفُ فيه (وهو المسجد) ويجوز في جميع المساجد وأجاز بعضهم للمرأة أن تعتكف في مسجد بيتها ويستحب للمعتكف أن يذكر الله، ويسبحه ويستغفره ويُصلِّي على النبي ويتلو القرآن ويذاكر العلم ولا يشغل نفسه بما لا يعنيه ويُكره له الصمت عن الكلام ويُستحب له الخروج لقضاء حاجته وأن يتطيب ويحلق رأسه ويُقلم أظفاره وينظف بدنه ويلبس أحسن الثياب ولو خرج بغير عذر مباح فسد اعتكافه.
رابعاً: ليلة القدر
وتنزل فيها مقادير الخلائق إلى السماء الدنيا ويستجيب الله فيها الدعاء وهي الليلة التي نزل فيها القرآن العظيم وسميت ليلة القدر بذلك لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السَنَة لقوله تعالى{فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}وقيل: سميت به لعظم قدرها عند الله وقيل: لضيق الأرض عن الملائكة التي تنزل فيها وقيل: لأن للطاعات فيها قدر ويستحب طلبها في جميع ليالي رمضان وفي العشر الأواخر آكَد وفي ليالي الوتر منه آكَد، فقد قال النبي { تََحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ}[12] وعن عائشة قالت{ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: تَقُولِينَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي }[13] ويستحب أن يجتهد المسلم فيها بطاعة الله وذكره والدعاء قال ابن قدامة في المغني{ قال بعض أهل العلم: أبهم الله تعالى هذه الليلة على الأمة ليجتهدوا في طلبها ويجِدُّوا في العبادة في الشهر كله طمعاً في إدراكها كما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة ليكثروا من الدعاء في اليوم كله وأخفى اسمه الأعظم في الأسماء ورضاه في الطاعات ليجتهدوا في جميعها وأخفى الأجل وقيام الساعة ليجِدَّ الناس في العمل حذراً منهما} وقد ورد في الحديث الشريف أنه من علامات ليلة القدر:أن تطلع الشمس لا شعاع لها فقد ورد عن أبي كعب في ذكر علامة ليلة القدر كما أخبر النبي أصحابه أن أمارتها{ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا}[14] وفي بعض الأحاديث{كَأَنَّهَا طَسْتٌ}[15] ورُوي عن النبي أنه قال{وَهِيَ طَلْقَةٌ[16] بَلْجَةٌ[17] لا حَارَّةٌ وَلا بَارِدَةٌ كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا يَفْضَحُ كَوَاكِبَهَا لا يَخْرُجُ شَيْطَانُهَا حَتَّى يَخْرُجَ فَجْرُهَا}[18] وقيل: إن المـُطَّلع على ليلة القدر يرى كل شيء ساجداً وقيل: يرى الأنوار ساطعة في كل مكان حتى في المواضع المظلمة وقيل: يسمع سلاماً أو خطاباً من الملائكة وقيل: من علاماتها استجابة دعاء من وفق لها ولا ينبغي أن يُعتقد أن ليلة القدر لا ينالها إلا من رأى الخوارق بل فضل الله تعالى واسع ورُبَّ قائم تلك الليلة لم يحصل منها إلا على العبادة من غير رؤية خوارق وآخر رأى الخوارق من غير عبادة والذي حصل على العبادة أفضل والعبرة إنما هي بالاستقامة بخلاف الخارقة فإنها قد تقع كرامة وقد تقع فتنة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله{مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ }[19]
[1] أخرجه البخاري ومسلم[2] أخرجه أحمد في مسنده والطبراني في المعجم الكبير[3] أخرجه البخاري ومسلم[4] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير[5] المجموع شرح المهذب[6] أخرجه البخاري والإمام أحمد في مسنده[7] أخرجه الدارمي[8] أخرجه الدارمي في سننه[9] اتحاف أهل الإسلام للهيثمي[10] أخرجه البخاري ومسلم[11] أخرجه البخاري ومسلم[12] أخرجه البخاري[13] أخرجه أحمد في مسنده[14] أخرجه مسلم[15] أخرجه أحمد في مسنده – والمعنى كأنها طست من نحاس أبيض[16] طيبة لا حرَّ فيها ولا برد[17] مشرقة[18] أخرجه ابن حبان في صحيحه[19] أخرجه البخاري ومسلم والترمذي
منقول من كتاب [الصيام شريعة وحقيقة]
للتحميل أو المطالعة مجانا أضغط :
الصيام شريعة وحقيقة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق