Disqus for ومضات إيمانية

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

أذن رسول الله صل الله عليه وسلم






هل أذننا مثل أذن رسول الله؟ هل آذاننا تسمع كلام الملائكة أو الجن؟ نحن تجلس معنا الملائكة فهل نراها أو نسمعها؟ هل تسمع آذاننا أصوات السموات؟
كان صلى الله عليه وسلم يسمع تسبيح الكائنات وكان يفقه لغة الحيوانات والطيور والحشرات ، بل وكانت تكلمه وهذا الأمر يحتاج إلى آلاف الصفحات لكى نحكى كل ما ورد عن رسول الله من كلامه للحيوانات والطيور والحشرات وكل ذلك كانت تستوعبه أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان يقول لصحابته: {إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لاَ تَسْمَعُونَ ، أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعٍ إِلاَّ وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ لله سَاجِداً}{1}
وسمع الجنة وحفيف أوراق أشجارها وسمع هذا وسمع ذاك ، فكانت أذنه صلى الله عليه وسلم غير الآذان العادية ، ولم يكن سمعه صلى الله عليه وسلم سمعا لهذه الغيبيات أو المغيبات فحسب ولكنه كان سمعاً تاماً مقرونا بفهم وعلم بلا صوت ولا حرف
وقد ضرب الله تعالى لهم مثلاً يوماً إذ أسمعهم الله جميعا صوت وجبة أو دقة شديدة وهم جلوس عنده صلى الله عليه وسلم ، فسألهم صلى الله عنها - وهو أعلم بإجابتهم - ولكن ليضرب لهم المثل ويقيم الحجة لكل مؤمن إلى يوم القيامة أن بشريته صلى الله عليه وسلم ليست ككل بشرية - ويروى القصة أبو هريرة رضي الله عنه فيقول:
{كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فسمعنا وجبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم ، قال: هذا حجرٌ أرسل في جهنم منذ سبعين خريفاً ، فالآن انتهى إلى قعرها}{2}
فكان سمعه ليس ككل سمع وأذنه ليست ككل أذن بل كان يسمع ويعقل ويفهم ويترجم ويعلم كل شىء عن الصوت وصاحبه من أوله إلى منتهاه ؛ مثل ما كان يسمع أصوات من يعذبون فى قبورهم ويخبر أصحابه لماذا يعذبون ولأى شىء يضربون والأمثلة النَيِّرة لا حد لها ولا حصر

{1} باقى الحديث: {وَالله لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيراً ، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بالنِّسَاءِ عَلَى الفُرُشِ ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى الله} عن أبى ذر ، قال أبو عِيسَى: وفي البَابِ عنْ عَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وابنِ عَباسٍ وَأَنَسٍ
{2} مسند الإمام أحمد وغيره عن أبى هريرة رضي الله عنه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق