Disqus for ومضات إيمانية

الخميس، 26 يوليو 2018

فضل الشكر والشاكرين

فضل الشكر والشاكرين
فشكر الله على النعمة أننى أنفق مما رزقنى الله، قال تعالى:
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) [3 البقرة )]
- أعطانى مال أنفقه على المحتاجين.
- أعطانى جاه أقضى به مصالح السائلين .. هذه هى عبادتى ... وهذا هو شكرى لله عز وجل.
- أعطانى حسن تدبير الأمور وحسن إخراج المسلمين من معضلاتهم ومشاكلهم فيصبح شكرى لله وعبادتى لله أننى أصلح بين عباد الله المتخاصمين والمتفارقين وتصبح هذه عبادتى لله وتهجدى لله وطاعتى لله عز وجل .. ، فعندما يقضى أحدنا ليلة يصلح بين متخاصمين أفضل؟ .. أم أن يقضى ليلة مع كتاب الله عز وجل؟ أيهما أفضل يا إخوانى؟
 الصلح قال :صلى الله عليه وسلم 
صلى الله عليه وسلم  ألا أدلكم على ما هو أفضل من درجة الصلاة والصيام والزكاة والحج؟ صلى الله عليه وسلم  النوافل وليست الفرائض، قالوا بلى يا رسول الله عز وجل قال إصلاح ذات البين ( (18)
فالشكر يا إخوانى لله عز وجل عمل:
والشكر يشمل الشكر لله ويشمل الشكر لخلق الله، قال تعالى:
 أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ) [14 لقمان )]
تشكر الله وتشكر والديك على النعم التى أعطاها لك، وشكر الوالدين هنا البر بهما وطاعتهما وقضاء حاجاتهما طالما لا تخالف الشرع. 
وأيضاً أى شخص أجرى الله عز وجل نعمة على يديه لى كأن علمنى مهنة أو حرفة أو علمنى كلمة علم أو صنع لى معروفاً فربنا علمنا ليدوم المعروف أن نشكر الناس وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ لم يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشكُرِ الله)  سنن الترمذي عن أبى سعيد 
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 { أخبرني جبريل عليه السلام أنه إذا كان يوم القيامة جمع اللـه الأولين والآخرين يقول اللـه لعبده عبدي هل شكرت فلانا على ما كان منه إليك فيقول لا يا رب شكرتك لأن النعمة كانت منك قال فيقول اللـه ما شكرتني إذ لم تشكر من أديت لك النعمة على يديه } شعب الإيمان للبيهقى. 
ما الذى قلل صنع المعروف فى المجتمع الآن يا إخوانى؟ 
أن الناس لا تعترف بالجميل، يذهب إلى الرجل ويلاطفه ويداهنه ويلاينه إلى أن يقضى مصلحته وبعد ذلك حتى كلمة السلام عليكم يبخل بها عليه فتنكسر نفسه ويقول لقد صنعت له الجميل ولم يقل حتى السلام عليكم ونحن بشر والبشرية موجودة فتقتل فى نفسه الرغبة فى عمل الخير!!
لكن عندما كان الناس يعترفون بالخير ولا ينكرون الجميل كانوا يتنافسون فى عمل الخير ويريد كل واحد منهم أن يصنع الخير حتى يرضى الله ويرضى خلق الله!
فالله عز وجل هو الذى أمرنى أن أشكر الناس على الجميل وعلى الخير الذى صنعوه معى وكل واحد يكفر بهذه النعم يكون له عقاب شديد يوم لقاء الله عز وجل.
أضرب مثلاً بسيطاً حتى أنهى حديثى الآن:
لو أحدنا احتاج مائة جنية من يعطيه الآن؟
لا أحد، لماذا؟
لأنه إذا أعطاه المبلغ يقول له سأردها بعد شهر وبعد الشهر يقول له بعد شهرين وبعد الشهرين يقول له بعد سنة وبعد هذا يهرب منه وبعدها يقول له اذهب إلى القضاء واطلبنى ويسمع ما يكره!!
فالذى يعمل هذا العمل مرة هل سيفعلها مرة أخرى؟ لا !!
لكن الإسلام لم يقل هذا إنما قال لابد أن أفى بالعهد:
وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا)  [34 الإسراء )]
العهد نفسه سيُسأل!!
العهد الذى أنت أخذته سوف يُسأل !!
أنا قصرت بى الأمور أذهب إليه وأستسمحه وأقول له اصبر علىَّ هذا الشهر، الشهر التالى ليس معى أقول له أيضاً ..
بل إن الله عز وجل كما أمر حبيب الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم ، أوصى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم  عندما أسدد الدين الذى على؛ قال لابد أن أزيد شيئاً عليه من عندى بدون شرط عليه حتى لا يكون ربا، أزيد شيئاً من عندى حتى يكون دليلاً على شكرى لهذا الرجل واعترافاً بالجميل أقول له هذه هدية منى لك، ولذلك أخذ النبى من الرجل اليهودى سبعة أوسق، وعندما جاء ليطالبه قال يا عمر أعطه ثلاثين !، انتبهوا أخذهم سبعة .. وأعطاهم له ثلاثين ليجذبه إلى الله عز وجلوليعرفنا كيفية رد الجميل فلم يردهم ناقصين أو على مراحل بل قال ردهم وزدهم.
لذلك لو هذا الفعل موجوداً الآن سيظل الخير موجوداً فى المجتمع وبالتالى المؤمن فى الوقت الذى يحتاج فيه سوف يجد ألف يد تمتد بالخير إليه لأنه سيشكر الله ويشكر عبيد الله على فضل الله عز وجل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 



أفضل عباد الله يوم القيامة

🌻🌹💧❅وصف الحامدين   ❅🌻🌹💧

الإنسان الحامد لله هو المقر والمعترف ليس بلسانه بل بقلبه وجنانه بأن الفضل كله من الله وإلى الله عز وجل، يقولون له أولادك ما شاء الله ربنا بارك فيهم وبرره ومطيعين ومتفوقين، يقول الحامد: هذا من فضل الله هو الذى هداهم ووفقهم وماذا كنت فاعلاً لهم لولا توفيق الله ومعونته، فهذا الرجل أصبح إنساناً حامداً لأنه نسب الفضل لله عز وجل، أما الآخر فيقول: إنني أقوم بتأديبهم وأحضر لهم العصا وأراقبهم ليل نهار وأتابعهم وينسب الفضل لنفسه، فمثل هذا خرج من دائرة الحامدين لأن الحامد ينسب الفضل كله والنعمة كلها لله رب العالمين.
وهكذا يا إخوانى فى أى أمر فإن كان طبيباً يقولون له أنت السبب فى علاج فلان يقول لا الفضل لله ومن الله وإلى الله عز وجل، لكن النساء الواحدة منهن تقول لصاحبتها انظرى ما أنجبت؟ وكيف شكله وصورته؟ والحقيقة أنها لم تأت به أو بشكله أو صورته فالذى أعطي هو الله الذى يقول: 
هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ) ( [6 آل عمران )]
من فيهن صورت؟ ومن فيهن قصرت أو أطالت أو لونت؟ هذا أبيض وهذا أسود وهذا أحمر، ومن فيهن كونت؟ لكن يا إخوانى لمن الفضل؟ لله عز وجل هو الذى صور وهو الذى كون وهو الذى لون وهو الذى دبر وهو الذى هيأ هذا الإنسان فالفضل من الله وإلى الله عز وجل، فالإنسان الحامد هو الذى ينسب كل شئ إلى الله عز وجل وهذا مثله واضح فى قول سيدنا إبراهيم عليه السلام:
( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )((80)  [الشعراء]
مع أن المرض ليس منه لكنه أدب الحضرة نسب المرض لأنه عيب لنفسه عليه السلام، فينسب الحامد كل كمال إلى الله وكل نقص وكل تقصير وكل سهو وكل غفلة إلى نفسه، وهذا يا إخوانى فى كل حال، الكلام سهل لكنه فى حال الفعال صعب ولا يأتى به إلا كمل الصالحين وكمل المقربين والذين إحساسهم دائماً فى كل وقت وحين انه معهم وأنه سبحانه لو تخلى عنهم طرفة عين لا يستطيع الواحد أن يطرف أو يحرك أصبع أو لسان أو أى عضو ويعلم أن الله  هو الفعال لما يريد ... هذا يا إخوانى الحمد.
فالحمد يا إخوانى أجمله سيدنا أبو بكر فى جملة واحدة قال فيها:
 { الحمد لله الذى لم يصل أحد إلى معرفته إلا بالعجز عن معرفته }
 وهذه خطبة كاملة خطبها سيدنا أبو بكر ونزل!!
ومعنى هذه الخطبة أن أهل الحمد الأعظم هم الذين وصلوا ووقفوا على لا حول ولا قوة إلا بالله فيرى الواحد منهم فى نفسه أنه ليس له حول ولا طول ولا قوة ولا فضل
 إلا إذا أمده بذلك الله عز وجل.
فعندما يطلب من أحدهم مصلحة يقول إذا وفقنى ربنا سأفعلها، وعندما يطلب منه علماً يقول إذا ألهمنى ربنا سأعلمك فهو دائم واقف على أعتاب فضل الله يستمطر الخير والنعم كلها من الله لأنه يرى الفضل كله من الله وإلى الله عز وجل.

🌻♢♢❅• ❅♢♢❅• ❅• ❅♢♢🌻
🌹💧مكتبة فضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد🌹💧


الأربعاء، 25 يوليو 2018

نعم الله فى الإنسان

🌻🌹💧❅ نعم الله فى الإنسان.   ❅🌻🌹💧
فعندما ذهب رجل إلى أحد العلماء العاملين يشتكى سوء الزمان وأن الزمان جنى عليه وأنه ليس به خير .. ولا بر ... ولا شئ !!  فقال له: يا أخى أترضى أن يأخذوا عينيك ويعطوك عشرة آلاف دينار؟ ... قال: لا، ...فقال له: أترضى أن يأخذوا أذنيك ويعطوك عشرة آلاف دينار؟ .... قال: لا،  فقال له: أترضى أن يأخذوا لسانك ويعطوك عشرة آلاف دينار؟ ... قال: لا، فقال له: أترضى أن تكف رجلاك عن المشى وتأخذ عشرة آلاف دينار؟ قال: لا، فقال له: أترضى أن يمسك يديك عن الحركة وتأخذ عشرة آلاف دينار؟ قال: لا، فقال له يا أخى معك خمسين ألف دينار من هؤلاء فقط وتقول إننى فقير ومحتاج ولا أحد يعطف على ويعطينى، فما بالك لو أتى بالنعم الأخرى ومنها العقل وما الذى يساويه فى الدنيا والآخرة؟
 فهذه النعم من الذى يحفظها؟ ومن الذى يؤمن عليها؟
 الله عز وجل، فلو أنه أخذ نعمة من هذه النعم:
لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) [23 الأنبياء ) ]
من الذى يقول له لم فعلت هذا؟ إذا أصبحت فى الصباح ووجدت العين لا ترى هل أقول له لماذا أخذتها أبداً:
 ( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة  بعباده بصيرا  ) [45 فاطر]
لو يؤاخذنا ببعض ذنوبنا لا نساوى شيئاً لكنها نعم لا عد لها ولا حصر لها سواء بداخلى أو من حولى أو فى منزلى أو بعقلى وكل هذه النعم من أجلى صنعت لماذا؟ 
قال: لأنك مطلوب لله تـعالى وقد حملك الأمانة التى من أجلها صرت خليفة عـن الله عز وجل فى هذا الكون !!!
من أجل هذا كل شئ مجهز لك.
فأنا مطالب عندما لأقف بين يدى الله عز وجل فى الصلاة أن أستحضر أولاً نعم الله علىّ، من الذى أتى بى إلى هنا؟ ومن الذى حرك الأعضاء وسارت إلى هنا؟ ومن الذى فكر العقل وجعله يتذكر الكلمات التى تقولها فى الصلاة؟
لو ضغط الله على مفتاح الإيقاف هل أتذكر شيئاً وأنا فى الصلاة يا إخواني؟
لا، فكما أدخل أخرج لكن من الذى يشغل ومن الذى يعطل؟ أنا .. العقل .. لكن هل يستطيع احد أن يشغله أو يعطله يا إخوانى؟
يعنى هل تستطيع أن تقول للعقل انتظر نصف ساعة بدون تفكير حتى أستريح، لا تستطيع لأن الذى يشغله الله رب العالمين، حتى الأعضاء العادية فالجهاز الذى يأكل ويحضر الأنزيمات ويهضم الطعام من منا يستطيع تشغيله أو إيقافه؟
ومن يستطيع أن يقول للمعدة انتظرى نصف ساعة وبعد ذلك اهضمى!
الأجهزة بداخلى لكن من الذى يشغلها يا إخوانى؟
الله رب العالمين، وإن كانت معى فلكى أشكر أنا وأنت الله الشكر المطلوب فإننى مطالب أن أعرف جميع هذه النعم التى فىّ والتى من حولى والتى لى هنا والتى لى عند الله والتى لى فى الجنة حتى أشكر الله عليها هل يستطيع أحد منا أن يحيط بهذه النعم يا إخواني؟    أبداً !!
( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها  )  [18 النحل] 
نعمة واحدة وليست نعم، الله يقول نعمة واحدة من نعم الله لا نستطيع أن نعد الفضل الذى لنا فيها من الله عز وجل !!!!!!
الفضل الذى لنا فى نعمة البصر لا نستطيع أن نعده والفضل الذى لنا فى نعمة السمع لا نستطيع أن نعده، من الجائز أن بعض الأطباء الأجانب المهرة حاولوا أن يعدوا بعض هذه الوظائف فأتوا بالكبد وعدوا له حوالى ثلاثمائة وخمسين وظيفة وقالوا ربما فى المستقبل نكتشف وظائف أخرى له لا نعرفها الآن، هذا فى الكبد فقط فما بالك بباقى الأعضاء أين نذهب لا نستطيع، ماذا نفعل يارب؟
قال سبحانه إنى أعلم أنكم عاجزون فأنا أشكر نفسى وأنتم تقولون مثلما أقول كيف؟ يعنى أحدنا يعد ويستحضر هذه النعم وبعد ذلك يقول إنى لا أعرف أن أشكرك ولكنى أقول ما كلفتنى بقوله فى الصلاة وأعرف أننى عاجز: 
( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
هكذا يشكر الله وهو شاعر أنه مقصر!!
 وهو يشعر أنه لم يقم بالذى عليه وهو يشعر أنه لا يستطيع أن ينهض بشكر نعمة واحدة من النعم التى غمره بها الله.
لكن الذى دخل الصلاة وهو يظن أن ربنا غبنه وكيف أنه أعطى فلاناً كذا وكذا ولم يعطه فهذا يقول بلسانه:  
 (الحمد لله  رب العالمين) وقلبه غير راض عن الله لأنه غاضب 
منه، هل هذا يصبح شاكرًا لله  يا إخواني؟ لا !!
أو الذى يرى نفسه أنه قدم شيئاً كبيراً لله حيث يقول فى نفسه استيقظت من نومى وتوضأت وخرجت من بيتى ووقفت أمامك وبهذا فقد فعلت شيئاً عظيماً، وهذا قد تباعد صلاته بينه وبين الله عز وجل لأنه لبس رداء الكبرياء أمام المتكبر عز وجل وهذا لا يصح أبداً فالذى يقف بين الله يكون كما قال عز وجل: 
( إِنَّمَا الصَّلاةُ تَمَسْكُنٌ وَتَوَاضُعٌ وَتَضَرُّعٌ وَتَأَوُّهٌ وَتَنَادُمٌ وَتَضَع يَدَيْكَ فَتَقُولُ: اللَّهُمَّ اللَّهُمَّ فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَهِيَ خِدَاجٌ ) (6)
فحال الإنسان المؤمن أثناء الصلاة هو هذا الحال.


🌻♢♢❅• ❅♢♢❅• ❅• ❅♢♢🌻
🌹💧مكتبة فضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد🌹💧