Disqus for ومضات إيمانية

الثلاثاء، 29 مارس 2016

مقام جبريل ومقام الأنبياء في رحلة المعراج

انتهى مقام الأنبياء عند السماء السابعة وانتهى مقام جبريل عليه السلام عند سدرة المنتهى
فهل يصل مَلك إلى مقام فوق الأنبياء؟

---------
         هذا الكلام لا يوافق الحقيقة، فإن أمين الوحي جبريل قد اختصه الله عزَّ وجلَّ في هذا المقام بمرافقة رسول الله، وقوَّاه على ذلك وأعانه على ذلك، ليستطيع أن يصل في هذه الخصوصية إلى ما لا يصل إليه في أي أمر آخر.
والأنبياء غير الملائكة، الملائكة كما قال جبريل: (وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ) (164الصافات)، له مقام أقامه الله فيه منذ خلقه إلى يوم القيامة، لا ينتقل ولا يترقى عن هذا المقام، أما الأنبياء فلهم في كل نَفَس ترقيات ومقامات عند الله عزَّ وجلَّ، يرتقون فيها في القرب من حضرة الله جلَّ في علاه.
فإذا كان أرواح الأنبياء في السماوات فإن قلوبهم مع الله حيث كان وكيف كان، لا يحدها زمان ولا مكان، والقلوب لا يستطيع أحد الإباحة بقدرها ولا مكانتها عند علام الغيوب، والدرجات تكون كما قال الله: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (13الحجرات).
فدرجات الأنبياء فوق الملائكة أجمعين، لأن الملائكة خدم للأنبياء، وخدم للصالحين والمؤمنين، ولكن بمهام ووظائف، فكون رئيس الجمهورية عيَّن ساعياً على بابه ليأذن لمن يشاء بالدخول ويرافقه على الدوام، هل هذا معناه أنه أعلى رتبة من رئيس الوزراء والوزراء؟!. فهؤلاء يقومون بخدمة، لكن هؤلاء لهم مقامهم ولهم قدرهم ولهم نورهم عند الله عزَّ وجلَّ، غير هؤلاء الذين وظَّفهم الله في وظائف ثابتة لا يتحركون عنها ولا يرتقون منها أبداً إلى يوم القيامة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%AA%D8%AC%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%AC
منقول من كتاب {تجليات المعراج} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً

الثلاثاء، 1 مارس 2016

الرد على فتوى تحريم البوفية المفتوح

وقد سمعت في الفضائيات أن بعض المتشددين أفتى بتحريم البوفيه المفتوح،
لأن فيه إهدار للطعام، ولكن الأمر لم يصل للتحريم،
لأن التحريم يجب أن يكون فيه نصٌّ في ، أو في حديث رسول الله صل الله عليه وسلم، لكن إذا كان هذا الطعام يُلقى به فيدخل في دائرة أخرى، والمفروض في هذه الموائد كما يفعل بعض المطاعم والفنادق الكبيرة، يتفقون مع بنك الطعام، باقي الطعام يقومون بحفظه ويعطونه لبنك الطعام يوزعه على الفقراء والمساكين، وبالتالي ليست هناك قضية لأن الطعام المتبقي ذهب لموضعه.

لكن أحرَّم كل شيء بهذه الطريقة فهذا هو الذي أضاع كثيراً من المؤمنين، وهو الذي عقَّد الناس في زماننا هذا من الدين، لأن كل شيء يقولون فيه: هذا حلال وهذا حرام، الذي يحلل ويحرِّم هو النبي صل الله عليه وسلم، وغير النبي ليس من شأنه التحليل ولا التحريم، هو فقط يردد قول النبي، لكن الحلال والحرمة لله صل الله عليه وسلم وللنبي صل الله عليه وسلم.

لكن ربما يكون هذا البوفيه المفتوح عند بعض الناس فيه توفير، لأن كل واحد يأخذ في طبق كما في أصوله ـ البروتوكول ـ لما يأكله بحيث أن لا يفيض منه شيئاً وهذا هو المطلوب، والطريقة الشنيعة الأخرى فهي خارج أساس هذا البروتوكول، فليس لنا شأنٌ بها لأننا نحكم بحسب القواعد التي تمّ بها عمل هذا البروتوكول أو هذا القانون، وكل واحد يأخذ ما يغذيه وما يكفيه.

ودائماً الأمر الطبيعي أن الإنسان إذا رأى طعاماً كثيراً يحدث عنده زهدٌ فيه، وكان هذا من ضمن أهداف هذا البروتوكول، وإذا وجد أمامه طعاماً قليلاً تُفتح الشهية أكثر، ويريد أن يستزيد من هذا الطعام، وقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم يأمر بتوزيع اللحم على الحاضرين فيكون لكل نصيبه، وعلينا بعد ذلك فقط أن نأكل ونشكر الله عزوجل على هذه النعم التي أنعم الله عزوجل بها علينا.



http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D...5%D8%AF%D9%8A/

منقول من كتاب {الجمال المحمدي ظاهره وباطنه}
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً