Disqus for ومضات إيمانية

الخميس، 31 يوليو 2014

كتاب الخطب الإلهامية فى الحج وعيد الأضحى




ركزنا في هذا الكتاب على ثواب الحج ودرجات الحجاج ومنزلتهم عند الله ، وفضائل البيت الحرام وآياته الظاهرة والباطنة ، وألمحنا إلى قدر الرحمة الواسعة التي يُنزلها الله عز وجل على عباده في هذه الأماكن المباركة، والأزمنة الفاضلة ، وخاصة في يوم عرفة ، وذكرنا فيه قصة الخليل إبراهيم ، والذبيح إسماعيل ، واستخلصنا العبر وموطن القدوة التي يأخذها كل مسلم منها
وذكرنا أيضاً فضائل الأعمال التي يجب أن يتحلى بها المؤمن في أيام عشر ذي الحجة ، وفضل صيام يوم عرفة ، وبينا السنن التي ينبغي على المسلم مراعاتها في أيام التشريق كالأضحية ، والتكبير وغيرها وذلك بأسلوب سلس ممتع للعامة والخاصة
وأحب أن أنوه فى ختام هذه المقدمة إلى أننا عرضنا في هذا الكتاب ما رأيناه أقرب إلى الصواب وقد تأسّينا في ذلك بقول إمامنا الشافعي رضي الله عنه : رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب
أسأل الله تعالى التوفيق والسداد والهدى والرشاد وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجه الكريم ، وأن يجزى خير الجزاء كل من ساهم أو شارك فيه من البدء للختام حتى وصل للقارىء الكريم بهذه الصورة الطيبة ، كما أسأله سبحانه أن يسامحنا فى كل قصور أو تقصير خالطه ، وعذرنا فى ذلك كما قال الأولون أن الله تعالى أبى أن يكون كتابٌ صحيحاً إلا كتابه
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...EC&id=75&cat=3
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية_ج6_الحج وعيد الأضحى}
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً


كتاب الخطب الإلهامية الحج وعيد

حكم الحج العاجلة والآجلة للشيخ فوزى محمد أبوزيد


عندما فرض الله علينا الحج قال لخليله عليه السلام : {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} الحج27
وما الحكمة؟ 
{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم} الحج28
حكمتين اثنتين :
الحكمة الأولى: 
{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} أي جهزها الله لهم في تلك الأماكن وهي منافع عاجلة ومنافع آجلة ، أما المنافع العاجلة فهي أن يتوب عليهم ويغفر لهم ذنوبهم ويردهم كما ولدتهم أمهاتهم خالصين من الذنوب والخطايا مستورين ومجبورين من الآثام والعيوب ، ويستجيب دعائهم ويصلح أحوالهم ويجيبهم في أحبابهم فقد قال صلى الله عليه وسلم {يُغْفَرُ لِلْحَاج وَلِمَنْ اسْتَغْفَرَ لَهُ الْحَاجُّ}{1}
والهدف المشترك بين جميع العبادات{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ} ولم يكتف بأن هذه هي الحكمة العالية والغاية السامية من تلك العبادات الراقية ولم يكتف بالتنبيه عنها وكلها في تلك الآية ، بل في كل خطوة من خطوات الحاج يذكرهم بتلك الحكمة ، فعندما ينزلوا من عرفات يقول الله لهم جميعاً {فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} البقرة198
فمرة يقول: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} البقرة203
ومرة يقول: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} الحج28
أي اجعلوا ذكر الله هو الغاية العظمى فالغاية العظمى من الحج في كل خطواته وحركاته وسكناته هي ذكر الله
، وكذلك الصلاة فيقول فيها الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} الجمعة9
فهو ذكر الله ، وذكر الله هنا التذكير فهو في هذا الموقف التذكير بالوعد والوعيد والجنة والنار في الطاعات والقربات بآيات من كتاب الله وبأحاديث رسول الله من باب فضل الله عز وجل {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} الذاريات55
و {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} طحكمة الحج    حكمة الحج حكمة الحج4
والصلاة فيها ذكر الله ، فيها التحميد والتكبير والتهليل ، وفيها تلاوة كتاب الله وكلها في حركات الصلاة وكل حركة من حركاتها لها ذكر مخصوص يحب أن يسمعه الله من عباده المؤمنين {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} العنكبوت45
فكلها أحوال ذكر وكذلك الصيام فالهدف منه {وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} البقرة185
يعني من العبادات الجسمانية الهدف منها آية الذكر ، وقد علمنا صلى الله عليه وسلم أنه ما أقيمت الصلاة وما فرض الصيام ولا نُسك الحاج إلا لذكر الله عز وجل ، لماذا؟ ليعرفنا أن الدرجة الأولى في حياتنا هو ذكره عز وجل ، وليس هناك نهاية لنعم الله عز وجل ، فلو حاول الواحد فينا أن يعد نعم الله عليه في نفس واحد ما استطاع إلى ذلك سبيلاً {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} النحل18
نعمة واحدة إذا كانت ظاهرة أو باطنة بل نعمة واحدة من نعم الواحد كنعمة البصر أو السمع أو الكلام أو العقل أو الحركة أو القدرة أوالإرادة أو الحياة أو الرزق نعم ليس لها نهاية ، نعمة واحدة منها لا يستطيع الواحد أن يحدها أو يحصرها من معطيها عز وجل ، ولكنه عز وجل طلب منا أن نذكره على ذلك وطب منا أن نشكره على ذلك ، فإذا قمت من نومي وقد وهبني الحياة بعدما كنت في نومي كالأموات كما ذكر الله عز وجل {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} الزمر42
عندما أقوم من نومي وقد وهب لي الحياة لابد أن أشكره وأذكره وأقول كما علمني الرسول صلى الله عليه وسلم : {الْحَمْدُ لّلهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا ، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}{2}
فأشكره على أن وهب لي الحياة ، وإذا نظرت إلى نعمة الأكل أذكره وأشكره وأقول {الـحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي أطْعَمَنـي هذا ورَزَقَنِـيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ منِّـي ولا قُوَّة}{3}
وإذا أعطاني ماءاً أقول: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَقَانَا عَذْباً فُرَاتاً بِرَحْمَتِهِ ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ مِلْحاً أُجَاجاً بِذُنُوبِنَا}{4}
أي نعمة من النعم حتى نعمة الشهوة عندما انتهي منها أقول {الحمد لله الذي جعل من الماء نسباً وصهراً وكان ربك قديراً} لابد للإنسان يشكر الله على نعمائه ، هي نعم كلمات وليست شكراً وافراً ولا شكراً إيجابي لكن الله يقبلها منا ويدخرها لنا ، ويعطينا عليها من الأجر ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
إذاً كل العبادات تهدف إلى ذكر الله عز وجل وليس حلق الذكر فقط هي الذكر ، لكن ذكر الله حسب الحالة التي أوجدني عليها الله وحسب النعمة التي ساقها إلي الله حتى ولو نزل بي غم أو نزلت بي مصيبة وهي في نظري مصيبة لكنها في الحقيقة نعمة من الله عز وجل وبعدها تمر ، علي أتحدث على أنها نعمة من الله حتى هذه النعمة علمني رسول الله أن أشكر الله عليها ماذا علمني؟ { كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إذَا أَتَاهُ الأَمْرُ يُعْجِبُهُ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُنْعِمِ المُتَفَضِّلِ الَّذِي بِنِعْمَتِه تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ، وَإذَا أَتَاهُ الأَمْرُ مِمَّا يَكْرَهُ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلىٰ كُلِّ حَالٍ}[5]
ساعة النعمة أقول الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وهذا يعني أن النعمة التي جاءت ليست بشطارتي أو بمهارتي أو بذكائي أو بمالي أو بقوتي لكنها تمت بنعمة الله ومعونة الله وتوفيق الله عز وجل وإذا جاءت مصيبة في نظري فهي نعمة لكن لا أعلمها الآن لقوله عز وجل {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} البقرة216 

{1} رواه البزار والطبراني في الصغير عن أبي هريرة
{2} رواه أحمد في مسنده والبخاري في صحيحه عن أبي ذر، وحذيفة
{3} رواه صاحب مسند الشاميين عن أنس
{4} جامع المسانيد والمراسيل عن أبى جعفر مرسلا
{5} رواه ابن ماجة في زوائده، والبيهقي في الدعوات والحاكم في المستدرك عن عائشة وأبو هريرة

http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...EC&id=75&cat=3
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية_ج6_الحج وعيد الأضحى}
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً


حكمة الحج    حكمة الحج حكمة الحج


اختلاف النبى عن اقرانه وأهل زمانه


هذا السؤال موجه من أجانب غير مسلمين
هل كان النبى محمد مختلف عن أقرانه وأهل زمانه؟
الإجابة :
نعم كان النبي صلى الله عليه وسلم مختلف عن أقرانه وأهل زمانه في أمور كثيرة منها :
1. أنه صلى الله عليه وسلم تجمل بمحاسن الأخلاق حتى كان أهل مكة يسمونه الصادق الأمين وكانوا مع شدة عدائهم له لا يستودعون أماناتهم إلا عنده.
2. كان صلى الله عليه وسلم لا يحضر معهم أعيادهم التى يعبدون فيها الأصنام ويقدمون لها القرابين فما سجد صلى الله عليه وسلم لصنم قط
3. كان صلى الله عليه وسلم في شبابه لا يلهو ولا يميل إلى اللعب كغيره من الشباب وعندما أراد مشاهدة اللهو في عرس أنامه الله عز وجل ولم يستيقظ إلا أن مس جسده حرارة الشمس في الصباح حفظاً له من أفعال الجاهلية وقد تكرر ذلك معه مرتين
4. كان صلى الله عليه وسلم يخرج في كل عام إلى غار حراء ويمكث فيه شهراً يتعبد لله تعالى على ملة أبيه ابراهيم ويتفكر في خلق الله تعالى
5. حفظه الله تعالى من أفعال الجاهلية فلم يقارب الخمر قط رغم شيوعها وإباحتها في ذلك
الزمن ، ولم يقترب من الزنا مع إشاعته في هذا البلد ، ولم يظلم أحداً بل كان عادلاً في كل تصرفاته حتى أحبه الناس أكثر من آبائهم وأمهاتهم 

ويكفينا دليلاً على ذلك زيد بن حارثة الذي كان عبداً لزوجته خديجة ووهبته له وبينا هو كذلك إذا بأبيه وعمه وأخواته وكانوا يبحثون عنه قد عرفوا مكانه ، فجاءوا إليه وطلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعطيهم زيداً لأنه إبنهم ويأخذ ما يريد من المال
لكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لهم مامعناه : خير لكم من هذا أن تجلسوا معه وتسألوه فإن وافق على أن يعود معكم فهو لكم ولا آخذ منكم شيئا ، وتركهم معه صلى الله عليه وسلم يساومونه ثلاثة أيام ولكنه كان وأصر على ألا يترك محمدا صلى الله عليه وسلم وكان ذلك قبل الرسالة ، وهذا ما دعى النبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى تمسكه به أن يعلن أنه إبنه ، فهل رأيت مثل ذلك في حسن التعامل قط؟
[/frame]

وحدة الوجود والتوحيد والشرك والإلحاد للشيخ فوزى محمد أبوزيد


هذا السؤال موجه من أجانب غير مسلمين


ما الفرق بين وحدة الوجود والشرك والإلحاد والتوحيد؟


1- وحدة الوجود:

قضية فلسفية ليس لها أصل في الأديان ولا في عالم الحقيقة ، يظن المتوهمون لها أن الوجود كله واحد هو الله عز وجل ولا ينفك عنه شيء ، ويرون أن الوجود وإن تعددت صوره فله حقيقة واحدة تحركة وتسيره وهي الحقيقة الإلهية ، ويتهمون زورا وبهتانا بعض صوفية الإسلام الكبار كابن عربي والسهراوردي بالقول بهذه الحقيقة مع أن أقوالهم وأفعالهم تنافي ذلك

2- الشرك:

هو اتخاذ شريك واحد أو شركاء مع الله عز وجل يدّعون أنهم يساندونه ويؤازرونه ويعاونونه في أعمال الألوهية وهذا باطل إذا الأمر كما يقول القرآن الكريم: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} الأنبياء22

3- الإلحاد:

هو إنكار الألوهية نكراناً تاماً وإدعاء أن هذا الكون وجد صدفة أو طبيعياً وليس هناك إله أبدعه أو صنعه أو صَوُّره ، وقد استشرى هذا الإلحاد في عصرنا مع تقدم العلم لأن أغلب الشباب يسيطر عليهم غرائزهم ولا يريدون أن يخضعونها لأي سلطان بشري أو مجتمعي أو حتى إلهي ، ولما كان الدين هو الذي ينظم الغرائز البشرية ويجعل للحصول عليها طرقاً إلهية نزلت بها الأديان ، وقد أنكر هؤلاء الأديان جملة وتفصيلا من أجل إطلاق غرائزهم البشرية بحرية تامة ولو كان فيها إضرار بهم وبغيرهم ، ولكنهم كما قال الله تعالى في شأنهم: {فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} الأعراف186

4- التوحيد : 

هو إفراد الله تعالى بالألوهية والإقرار قلبا وقالبا أن لهذا الكون إله واحد أوجده من لا شيء ودبره ونظمه تدبيراً محكما ً، لا نجد فيه أي ثغرة أو تفاوت ولا نستطيع أن نزيد ولو شيئاً قليلاً على ما نجده ونراه من إبداع صنعة الله جل في علاه ، هذا الإله لا في شيء ولا من شيء ولا على شيء ولا مفتقرا إلى شيء ولا محمولا على شيء: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} الشورى11

وليس له والد ولا والده ولا زوجة ولا إبنة ولا بنتاً: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{4} الإخلاص

وهو عز وجل مطلع على كل حركاتنا وسكناتنا ، ظاهرنا وباطننا ، لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ، ولا يغيب عنه شيء حتى في سرائر الإنسان وضمائره ، له القدرة مطلقة والتصرف المطلق في ملكه وملكوته وكل عباده ، {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} الأنبياء23

الأحد، 27 يوليو 2014

نجد أرض الزلازل والفتن



نجد أرض الزلازل والفتن

يتغافل السلفيون عن حديث سول الله صلى الله عليه وسلم المتعلق بأرض نجد لما يصفها بها عليه الصلاة والسلام بأنها أرض الزلازل فتنة ومنها يخرج قرن الشيطان ، وإذا لزمهم التكلم عنه قالوا أن المقصود أرض العراق، ويستشهدون ببعض الوقائع التي حدثت في تاريخنا الإسلامي ويتناسون الواقع والموقع
ولقد بحثت في فتاوى ابن تيمية وفي فتاوى ابن عثيمين وفتاوى ابن باز رحمة الله عليهم فلم أقع على مادة ( نجد أرض الزلازل والفتن) مما يدل على أنهم قد غيبوا الحديث عنها لحاجة في أنفسهم والله أعلم .

وهذا بحث متواضع حول أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسال الله العلي القدير أن ينفع به ، فلنقرأ هذا الحديث الصحيح

‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏قال ‏ذكر النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم : ( ‏اللهم بارك لنا في ‏ ‏شأمنا ‏ ‏اللهم بارك لنا في ‏ ‏يمننا!! ‏ ‏قالوا : يا رسول الله وفي ‏ ‏نجدنا؟ ‏ ‏قال : اللهم بارك لنا في ‏ ‏شأمنا ‏ ‏اللهم بارك لنا في ‏ ‏يمننا!! ‏ ‏قالوا : يا رسول الله وفي ‏ ‏نجدنا؟؟ ‏ ‏فأظنه قال في الثالثة هناك الزلازل والفتن وبها يطلع‏ قرن الشيطان)

تفسير الحديث على رأي السلفيين الوهابيين الذين يريدون أن يبرئوا أهل نجد من مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم : وقد صرح كثير من المحدّثين بأن المقصود بنجد في حديث الدعاء إنما هي العراق ، وانظر ما يقول صاحب الألباني في حديث " اللهم بارك لنا في شامنا .... " وبعد أن ساق طرقه ومروياته قال : (( فيستفاد من مجموع طرق الحديث أن المراد من نجد في رواية البخاري ليس هو الأقليم المعروف اليوم بهذا الاسم ، وإنما هو العراق ، وبذلك فسّره الإمام الخطابي والحافظ ابن حجر العسقلاني .... وقد تحقق ما أنبأ به عليه السلام ، فإن كثيراً من الفتن الكبرى كان مصدرها العراق ، كالقتال بين سيدنا علي ومعاوية ، وبين علي والخوارج ، وبين علي وعائشة - رضي الله عنهم أجمعين - وغيرها مما هو مذكور في كتب التاريخ . فالحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم وأعلام نبوته ... )) المصدر ( كتاب مرآة علماء الشرق والغرب صفحة 88) .

ولكن هذا التأويل لا يقبله الواقع الجغرافي لمنطقة نجد والعراق ، فإن أرض نجد هي تماما في جهة المشرق التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا نظرت في الخارطة الجغرافية تجد أن نجدا تقع شرق المدينة تماما حيث تشرق الشمس ، كما في حديث رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏الصحيح الذي ‏يقول ‏فيه : (‏إن الفتنة تجيء من هاهنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان) .

وأما العراق فلا تقع جهة المشرق أصلا إنما تقع جهة الشمال تماما بما يدل على أن أرض العراق هذه ليست هي المقصودة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أنظر من خلال هذا الموقع
http://earth.google.com/outreach/index.html
لتتأكد بنفسك من صحة ما ذهبت إليه من المقصود من نجد هي نجد الحجاز لا غير ، فدعوى أن المقصود بأرض نجد هي أرض العراق دعوى ساقطة من الناحية الجغرافية.

إن أرض العراق أرض في غالبها أرض منبسطة بينما أرض نجد الحجاز أرض مرتفعة وهذا هو معنى نجد كما ورد في قواميس اللغة العربية أنظر إلى هذا التعريف
نجد هي هضبة تقع في وسط شبه الجزيرة العربية وترتفع مابين 700 إلى 1500 متر فوق سطح البحر وتشمل المناطق الواقعة مابين جبال السروات في الحجاز غرباً إلى صحراء الدهناء شرقاً، وتعني نجد في اللغة الأرض المرتفعة.

أما العراق فإنها أرض منبسطة سهلية في غالبها وهي بلاد كثيرة الأنهار كما هو معروف وبهذا تسقظ دعوى أن المراد بأرض نجد أرض العراق.


ويستدل أيضا الوهابيون والسلفيون المدافعون عن أرض نجد بأن أرض العراق هي أرض الفتن حيث قتل الحسين بن علي وحدث فيها الاقتتال بين على ومعاوية ، ثم مجازر هولاكو ثم التاريخ الحديث ، وهذا أيضا دليل واه مهلهل والسبب في ذلك أن كثيرا من البلاد حدث فيها ويحدث مثل ذلك سواء في التاريخ القديم أو الحديث فإن القتل مستشر في بني آدم منذ خلق الله آدم وزوجه حواء عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام وأنزلهما في الأرض . وكانت هذا الاقتتال مقصور على فئات معينة لم تشمل العالم الإسلامي.

ويستدلون ايضا بأنه قد وقع فيها زلازل متكررة ، وهذه الكرة الأرضية تشهد زلالزل يتلوا بعضها بعضا بل أن منها ما هو مدمر لمدن بأكملها ويقتل مئات الآلاف من البشر، أما الزلازل التي حدثت في العراق حتى يومنا فليس فيها مثل ذلك .

إذا ما مقصود رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف الصحيح (هناك الزلازل والفتن وبها يطلع‏ قرن الشيطان). الذي يظهر بعد سقوط دعاوى الوهابيون والسلفيون إنما هو الفتنة في الدين، فلا شك أن الفتنة في الدين أشد من أي فتنة مهما كانت ومهما اشتدت ، لأن الفتنة في الدين مصير متبعيها نار جهنم والعياذ بالله أما فتنة القتل فأمرها هين فالمقتول إما ظالم أو مظلوم.


وأنظر إلى واقع الدعوة الوهابية والدعوة السلفية الحديثة ما أحدثته من فتن لا حصر لها في واقعنا المعاصر في العالم كله على جهة التعداد وليس على جهة الدراسة :
– 1إنها دعوى أخرجوا بها جماهير المسلمين من دائرة أهل السنة والجماعة ومن دائرة الإسلام بدعوى أنهم الفرقة الوحيدة الناجية . ولا يخفى عليك أنه من كفر مسلما فقد كفر، ومن قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، كما في الحديث الصحيح.

– 2أنها دعوى فرقت بين الآباء والآبناء فقد كان الآباء يتبعون المذاهب الفقهية ولا يتعرضون لمسائل العقيدة لما فيها من خلافيات والبحث فيها وخصوصا في الأسماء والصفات لا قيمة له من الناحية الدينية والعقادية . وصار الأبناء يتلقون في مدارس الوهابية والسلفية قواعد العقيدة لتثبيت عقيدة الإيمان في بحوث لا شأن لأبنائنا الصغار فيها فصاروا يحفظونهم آراء ومصطلحات لا علاقة لها بتثبيت العقيدة بقدر ما تغرس في نفوس الأبناء الغرور والكبر والتعالي على الآخرين بما يظنونه دينا وهو ليس من الدين في شيء.


– 3أنهم شغلوا العامة بأمور الخاصة أي شغلوا عامة الناس ببحوث هي من أختصاص العلماء ، فزجوا عامة الناس في تلك المسائل ، فوضعوا بينهم العداوة والبغضاء والأحقاد ، والمعلوم أنه لكل مقام مقال ويقول في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خاطبوا الناس على قدر عقولهم ) عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( نحن معاشر الأنبياء نخاطب الناس على قدر عقولهم) وقال البخاري قال علي رضي الله عنه : حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون , أتحبون أن يكذب الله ورسوله

وقال ابن مسعود : ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعض , رواه مسلم في المقدمة وعزاه بعضهم إلى البخاري

. وقال ابن الجوزي : ولا ينبغي أن يملي ما لا يحتمله عقول العوام .

وهذا ما فعلته الدعوى الوهابية والسلفية الجديدة من فتنة للناس في دينهم .

- 4أنهم أهانوا علماء الأمة وفقهائها ومجتهديها وهم من العصور المفضلة الذين قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: ( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) فاغتابوهم على المنابر واستهزءوا بهم في مجالسهم وفي حلقات دروسهم حتى.

- 5فرقوا الأمة إلى فرق فلقد كان الناس كما قلت يتبعون فقهاء المذاهب ويعتنون بما يصلح عباداتهم ومعاملاتهم فإنك تجد أهل المغرب يتبعون المذهب المالكي ، وأهل تركيا وما جاورها يتبعون المذهب الحنفي، ومصر والعراق وكثير من الجزيرة العربية المذهب الشافعي. وأهل الجزيرة العربية يتبعون المذهب الحنبلي ، وكانت الأمور مستقرة فلما خرج هؤلاء الوهابيون ومدعي السلفية إلا وهم يضعون الخلاف بين أهل كل بلد دخلوها فحاربوا تقليد الأئمة الأعلام ليقلدوا آراء واجتهادات هؤلاء المدعين ، وليظهروا للناس دينا جديدا ، بل صار كل واحد منهم يخالف شيخه في مسالة أو مسائل إذا به يفتتح مدرسة جديدة ويخلق أتباعا جدد يختلفون مع الآخرين بدعوى النهي عن التقليد وعند كل واحد من الناس الكتاب والسنة فليطبقهما ، وكل واحد منهم يقول لا تأخذ برأيي ولا بقولي وبهذا قد أبطلوا قول الله تعالى : { ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم } فإن الله سبحانه وتعالى قد خصص العلم بفئة متخصصة إذا هم يجعلون الاجتهاد لكل فرد .

– 6خرج منهم طائفة استباحت دماء المسلمين وأموالهم واعراضهم وهم الذين يسمون الآن بالإرهابيين والمتطرفين فما خرج هؤلاء إلا من بين أظهر أولئك وما زالوا يعيثون في الأرض فسادا وسفكا لدماء المسلمين. سواء كان فعلهم ذلك بوعي أو بدون وعي.
ولو شئت أن استعرض كل ما أعلم لطال المقال ويكفي ما ذكرت من طامات كبرى أحدثها مدعوا السلفية وأتباع الوهابية.
فأي الفتن أعظم الفتنة في الدين أم فتنة القتل والزلازل الأرضية ؟؟

قال حدثنا ‏ ‏عبد الله بن عمر بن أبان ‏ ‏وواصل بن عبد الأعلى ‏ ‏وأحمد بن عمر الوكيعي ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لابن أبان ‏ ‏قالوا حدثنا ‏ ‏ابن فضيل ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏سالم بن عبد الله بن عمر ‏ ‏يقول ‏ ‏يا أهل ‏ العراق ‏ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة ‏ ‏سمعت ‏ ‏أبي ‏ ‏عبد الله بن عمر ‏ ‏يقول ‏ : ‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏إن الفتنة تجيء من هاهنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان ، وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض ، وإنما قتل ‏ ‏موسى ‏ ‏الذي قتل من آل ‏ ‏فرعون ‏ ‏خطأ ، فقال الله عز وجل له ‏{ وقتلت نفساُ فنجيناك من الغم وفتناك فتونا }

والنتيجة أن ارض نجد الحجاز يصدق عليها واقعا أنها أرض الفتنة وبها يخرج قرن الشيطان :
– 1أنها تقع شرق المدينة المنورة تماما من غير أي انحراف.
– 2أنها الأرض التي تشرق من جهتها الشمس على مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإليها أشار صلى الله عليه وسلم : (‏إن الفتنة تجيء من هاهنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان) .
– 3أنها الأرض المرتفعة وبذلك سميت نجد لارتفاعها عن سطح البحر بنحو 700-1500 قدم .
– 4انها الأرض التي تخرج منها الفتنة في الدين وقد وقعت في ايامنا العجاف.
إن هذا الموضوع عبارة عن تحليل واقعي جغرافي مدعم بالدليل فلا يستوي من ينظر للناس ممن لا دليل له إلا الاجتهاد الشخصي ومن يبني كلامه على الدليل والبرهان الواقعي والعقلي فجميع الروايات المذكورة تشير إلى أن الفتنة تخرج من المشرق ومن نجد ، ولاشك أن نجدا كانت معروفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومعروفة لمن طلب الدعاء لها بالبركة وليست مجهولة .

ثم أن العراق أيضا كانت معروفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومعروفة للمسلمين وليست أرضا مجهولة أو أسما جديدا ودليل ذلك ما ورد في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنَعَتْ الْعِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا) والأحاديث على منهجكم تؤخذ على ظاهرها ولا تقبلون التأويل فيها).
فإذا كانت العراق معروفة ونجدا معروفة فلا شك أن مقصود رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذكره بالاسم.

وأما موضوعي فإنه تحليل واقعي جغرافي مدعم بالدليل



التبرك بقيور الصالحين


معنى التبرك: 

البركة كما جاء في مختار الصحاح للجوهري 1/20 النماء والزيادة، والتَّبْرِيكُ الدعاء بالبركة ويقال بارَك الله لك وفيك وعليك وباركك ومنه قوله تعالى { أن بورك من في النار }, وقوله تعالى {و تَبَاركَ الله} أي بارك, و تَبَّركَ به تيمن به). اهـ

فالبركة: هي النماء والزيادة والكثرة , ومعنى التبرك: هو التيمن وطلب البركة. ثانياً: مشروعية التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم وآثاره، وهذا محل إجماع بين السلف والخلف، قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: (هَذَا فِيهِ التَّبَرُّك بِآثَارِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا مَسَّهُ أَوْ لَبِسَهُ، أَوْ كَانَ مِنْهُ فِيهِ سَبَب، وَهَذَا نَحْو مَا أَجْمَعُوا عَلَيْهِ وَأَطْبَقَ السَّلَف وَالْخَلَف عَلَيْهِ مِنْ التَّبَرُّك بِالصَّلَاةِ فِي مُصَلَّى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّوْضَة الْكَرِيمَة، وَدُخُول الْغَار الَّذِي دَخَلَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْر ذَلِكَ، وَمِنْ هَذَا إِعْطَاؤُهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا طَلْحَة شَعْره لِيَقْسِمهُ بَيْن النَّاس، وَإِعْطَاؤُهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِقْوَة لِتُكَفَّن فِيهِ بِنْته رَضِيَ اللَّه عَنْهَا، وَجَعَلَهُ الْجَرِيدَتَيْنِ عَلَى الْقَبْرَيْنِ، وَجَمَعَتْ بِنْت مِلْحَانِ عَرَقَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَمَسَّحُوا بِوُضُوئِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَلَّكُوا وُجُوههمْ بِنُخَامَتِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَاه هَذِهِ كَثِيرَة مَشْهُورَة فِي الصَّحِيح، وَكُلّ ذَلِكَ وَاضِح لَا شَكّ فِيهِ).انتهى

وقد استند هذا الإجماع على أدلة كثيرة، فمن ذلك:

1- مارواه البخاري ومسلم, عن عِتبان بن مالك الأنصاري رضي الله عنه وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَنْكَرْتُ بَصَرِي وَأَنَا أُصَلِّي لِقَوْمِي فَإِذَا كَانَتْ الْأَمْطَارُ سَالَ الْوَادِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ آتِيَ مَسْجِدَهُمْ فَأُصَلِّيَ بِهِمْ وَوَدِدْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّكَ تَأْتِينِي فَتُصَلِّيَ فِي بَيْتِي فَأَتَّخِذَهُ مُصَلًّى قَالَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ عِتْبَانُ فَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ حِينَ ارْتَفَعَ النَّهَارُ فَاسْتَأْذَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَذِنْتُ لَهُ فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ ثُمَّ قَالَ أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ قَالَ فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنْ الْبَيْتِ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَبَّرَ فَقُمْنَا فَصَفَّنَا فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ...).

والشاهد في الحديث قول عِتبان رضي الله عنه (فأتخذه مصلى) وفي إقرار النبي –صلى الله عليه وسلم- ومعنى قول عتبان هذا: لأتبرك بالصلاة في المكان الذي ستصلي فيه.

2- مارواه البخاري ومسلم أنه (كَانَ سَلَمَةُ يَتَحَرَّى الصَّلَاةَ عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ الَّتِي عِنْدَ الْمُصْحَفِ فَقُلْتُ لَهُ يَا أَبَا مُسْلِمٍ أَرَاكَ تَتَحَرَّى الصَّلَاةَ عِنْدَ هَذِهِ الْأُسْطُوَانَةِ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى الصَّلَاةَ عِنْدَهَا).

والشاهد في الحديث هو تبرك سلمة رضي الله عنه بالصلاة في الموطن الذي كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي فيه.

3- مارواه الإمام أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي: ونصه كما في مسند أحمد: ( عن داود بن أبي صالح قال: أقبل مروان يوما فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر فقال أتدري ما تصنع فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب فقال نعم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم آت الحجر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله)).

ورواه الحاكم 4/560 , وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الذهبي في التلخيص: صحيح)

قال الإمام الذهبي في معجم شيوخه ص55 عن ابن عمر: أنه كان يكره مس قبر النبي صلى الله عليه وسلم.

قلت: كره ذلك لأنه رآه إساءة أدب.

وقد سئل أحمد بن حنبل عن مس القبر النبوي وتقبيله فلم ير بذلك بأسا، ورواه عنه ولده عبد الله بن أحمد كما جاء سابقاً.

فإن قيل: فهلا فعل ذلك الصحابة ؟! قيل: لأنهم عاينوه حيا وتملوا به وقبلوا يده وكادوا يقتتلون على وضوئه واقتسموا شعره المطهر يوم الحج الأكبر، وكان إذا تنخم لا تكاد نخامته تقع إلا في يد رجل فيدلك بها وجهه، ونحن لما لم يصح لنا مثل هذا النصيب الأوفر ترامينا على قبره بالالتزام والتبجيل والاستلام والتقبيل، ألا ترى كيف فعل ثابت البناني ! كان يقبل يد أنس بن مالك ويضعها على وجهه ويقول: يد مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إذ هو مأمور بأن يحب الله ورسوله أشد من حبه لنفسه وولده والناس أجمعين، ومن أمواله ومن الجنة وحورها.

ألا ترى الصحابة من فرط حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم قالوا: ألا نسجد لك ؟ فقال: لا , فلو أذن لهم لسجدوا له سجود إجلال وتوقير لا سجود عبادة كما قد سجد إخوة يوسف -عليه السلام- ليوسف). 

ثالثاً: التبرك بآثار الصالحين:

وإلى جواز التبرك بالصالحين ذهب الجماهير من المحدثين والفقهاء والأئمة قديما وحديثاً:

قال الإمام المحدث الحافظ الفقيه ابن عبد البر في التمهيد بعد أن ذكر حديثاً عن عبد الله بن عمر بن الخطاب: (وفي هذا الحديث دليل على التبرك بمواضع الأنبياء والصالحين ومقاماتهم ومساكنهم وإلى هذا قصد عبدالله بن عمر بحديثه هذا والله أعلم).

وقال الإمام ابن بطال المالكي في شرحه لصحيح البخاري: (قال المهلب: وفيه التبرك بمصلى الصالحين ومساجد الفاضلين. وفيه: أنه من دُعى من الصالحين إلى شىء يتبرك به منه، فله أن يجيب إذا أمن الفتنة من العجب).

وقال الإمام حجة الإسلام الغزالي في الإحياء: (كتاب أسرار الحج: ويدخل في جملته زيارة قبور الأنبياء عليهم السلام وزيارة قبور الصحابة والتابعين وسائر العلماء والأولياء وكل من يتبرك بمشاهدته في حياته يتبرك بزيارته بعد وفاته).

وقال الإمام الفقيهُ المحدِّثُ الحافظ أبو العبَّاس القرطبيُّ المالكي رحمه الله في كتابه المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم معقباً على حديث (كان يؤتى بالصبيان - إلى النبي صلى الله عليه وسلم - فيبرِّك عليهم ويحنكهم- : (ويؤخذ منه التبرك بأهل الفضل، واغتنام أدعيتهم للصبيان عند ولادتهم).

وقال الإمام المحدث الفقيه يحيى بن شرف النووي في شرح مسلم معقباً على حديث إتيان أم قيس بنت محصن بابن لها لم يأكل الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (فيه استحباب تحنيك المولود وفيه التبرك بأهل الصلاح والفضل وفيه استحباب حمل الأطفال إلى أهل الفضل للتبرك بهم).

وقال الإمام النووي أيضاً معقباً على حديث تسابق الصحابة على فضل وضوء النبي صلى الله عليه وسلم: (فَفِيهِ التَّبَرُّك بِآثَارِ الصَّالِحِينَ وَاسْتِعْمَال فَضْل طَهُورهمْ وَطَعَامهمْ وَشَرَابهمْ وَلِبَاسهمْ).

وقال الإمام المحدث بدر الدين العيني الحنفي في عمدة القاري شرح صحيح البخاري معقباً على حديث: (فيه الدلالة على جواز التبرك بآثار الصالحين).اهـ

وقال الإمام المحدث الفقيه ابن قدامة المقدسي الحنبلي في كتابه المغني: (وكان إمامنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل , رضي الله عنه , من أوفاهم فضيلة , وأقربهم إلى الله وسيلة , وأتبعهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمهم به , وأزهدهم في الدنيا وأطوعهم لربه , فلذلك وقع اختيارنا على مذهبه. وقد أحببت أن أشرح مذهبه واختياره , ليعلم ذلك من اقتفى آثاره , وأبين في كثير من المسائل ما اختلف فيه مما أجمع عليه , وأذكر لكل إمام ما ذهب إليه , تبركا بهم , وتعريفا لمذاهبهم )

وقال أيضاً في المغني: (وَيُسْتَحَبُّ الدَّفْنُ فِي الْمَقْبَرَةِ الَّتِي يَكْثُرُ فِيهَا الصَّالِحُونَ وَالشُّهَدَاءُ; لِتَنَالَهُ بَرَكَتُهُمْ, وَكَذَلِكَ فِي الْبِقَاعِ الشَّرِيفَةِ. وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ بِإِسْنَادِهِمَا {أَنَّ مُوسَى - عليه السلام - لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُدْنِيَهُ إلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ, قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ}

وقال الإمام الفقيه المرداوي الحنبلي في الإنصاف: (ويستحب للضيف أن يفضل - أي: يُبْقيَ - شيئا، ولا سيما إن كان ممن يتبرك بفضلته، أو كان ثم حاجة).

وقال الإمام ابن ملفح في كتاب الآداب: ( قال المروذي في كتاب الورع سمعت أبا عبد الله - أحمد بن حنبل - يقول قد كان يحيى بن يحيى أوصى لي بجبته فجاءني بها ابنه فقال لي فقلت رجل صالح قد أطاع الله فيها أتبرك بها قال فذهب فجاءني بمنديل ثياب فرددتها مع الثياب).

وذِكْرُ هذا من الإمامِ الحافظ الخطيب البغدادي هو إقرارٌ ورضى.

وذَكَرَ مثل ذلك عند ترجمته للإمام الرباني معروف الكرخي، فقد قال في تاريخ بغداد: (معروف بن فيروز أبو محفوظ العابد المعروف بالكرخي منسوب إلى كرخ بغداد كان أحد المشتهرين بالزهد والعزوف عن الدنيا يغشاه الصالحون ويتبرك بلقائه العارفون وكان يوصف بأنه مجاب الدعوة ويحكى عنه كرامات).

وحجة أهل العلم في جواز التبرك بآثار الصالحين هو القياس على التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهو أصل مجمع عليه، وقد أقَرَّ هذا القياس واعتمده الجماهير من أئمة الإسلام كابن عبد البر والبغوي والنووي وابن قدامة المقدسي وغيرهم ممن سبق ذكرهم.

بناء المسجد على القبور



الصلاه فى المسجد الذى به ضريح



والصلاه فى المسجد الذى به ضريح احد الأنبياء او الصالحين صحيح ومشروع وقد تصل الى درجه الإستحباب ويدل على هذا عده أدله من القرأن والسنه وفعل الصحابه وإجماع الأمه
اولا من القرأن قال تعالى (فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذهن عليهم مسجدا) ووجه الإستدلال من الأيه أن الذين غلبوا على أمرهم هم المؤمنون على الصحيح ، لأن المسجد إنما يبنيه المؤمنون ، وأما الكافرون فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ، والدليل من هذه الآية إقرار الله تعالى إياهم على ما قالوا وعدم رده عليهم ، فإن الله تعال إذا حكى في كتابه عن قوم مالا يرضاه ذكر معه ما يدل على فساده وينبه على بطلانه إما قبله وإما بعده ، فإذا لم ينبه على ذلك دل على رضاه تعالى به وعلى صحته إن كان عملاً وصدقة إن كان خبراً
كقوله تعالى : ( إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء ) فإنه أعقبه بقوله : ( قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى )
وقوله تعالى : ( وجعلوا مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً ) فإنه أشار إلى فساد ما زعموا بقوله بزعمهم
وبقوله تعالى : ( سيجزيهم بما كانوا يعملون )
وقوله تعالى : ( وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون )فرده بقوله : ( فقد جاءوا ظلماً وزوراً )
وقوله تعالى : ( وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً ) فعقبه بقوله ( انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا ) إلى غير ذلك من الآيات التي يطول ذكرها .
وإن من تأمل القرآن وجده لا يقر على باطل يحكيه قولاً كان أوعملاً إذ كتابه كله حق ونور وهدى وبيان وحجة لله على خلقه فلا يحكي فيه ما ليس بحق ثم يقره ولا ينبه على بطلانه فإذا ذكر نبأ وأقره دل على صحته وصدقه .
قال الإمام الطبرى فى تفسيره (17/639) فى تفسير الأيه السابقه:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن عبد العزيز بن أبي روّاد، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، قال: عمَّى الله على الذين أعثرهم على أصحاب الكهف مكانهم، فلم يهتدوا، فقال المشركون: نبني عليهم بنيانا، فإنهم أبناء آبائنا، ونعبد الله فيها، وقال المسلمون: بل نحن أحق بهم، هم منا، نبني عليهم مسجدا نصلي فيه، ونعبد الله فيه.
قال الشوكانى (3/277)فى كتاب فتح القدير طبعه دار عالم الكتب: ذكر المسجد يشعر بأن هؤلاء الذين غلبوا على امرهم هم المسلمون وقيل هم اهل الملوك والسلطان من القوم المذكورين فإنهم الذين يغلبون على أمر من عداهم والأول أولى .
ثانيا من السنه:1_ قال ابن حجر الهيتمى فى مجمع الزوائد(3/640): عن ابن عمر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مسجد الخيف قبر سبعون نبيا )) رواه البزار ورجاله ثقات وله شاهد ايضا

فى مجمع الزوائد ايضا (3/503)
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
في مسجد الخيف سبعون نبيا منهم موسى صلى الله عليه و سلم كأني أنظر إليه وعليه عباءتان قطوانيتان وهو محرم على بعير من إبل شنوءة مخطوم بخطام ليف له ضفيرتان 
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
2_ قال ابن هشام فى السيره النبويه (1/111) قال ابن اسحاق وكان عمر اسماعيل فيما يذكرون مائة سنة وثلاثين سنة ثم مات رحمة الله وبركاته عليه ودفن في الحجر مع أمه هاجر رحمهم الله تعالى.
3_ نقل الحافظ ابن عساكر الدمشقى فى تاريخ دمشق بإسنادين فى(23/79)

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي المكي النقيب أنبأ أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد الشافعي أنبأ أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن فراس ثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الفضل الديبلي ثنا أبو صالح محمد بن أبي الأزهري المعروف بابن زنبور المكي مولى بني هاشم ثنا أبو بكر بن عياش ( 3 ) عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنه قال في المسجد الحرام قبران ليس فيه غيرهما قبر إسماعيل وشعيب عليهما الصلاة والسلام فقبر إسماعيل في الحجر وقبر شعيب مقابل الحجر الأسود.
قلت :اذا كانت القبور فى المسجد الحرام فهل تحرمون الصلاه فى المسجد الحرام؟!!
3_فعل الصحابه: يتضح لنا من مانقله الإمام مالك فى الموطأ(2/232) حَدَّثَنِي يَحْيَى عَنْ مَالِك أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ يَوْمَ الْاثْنَيْنِ وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَصَلَّى النَّاسُ عَلَيْهِ أَفْذَاذًا لَا يَؤُمُّهُمْ أَحَدٌ فَقَالَ نَاسٌ يُدْفَنُ عِنْدَ الْمِنْبَرِ. وَقَالَ آخَرُونَ يُدْفَنُ بِالْبَقِيعِ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا دُفِنَ نَبِيٌّ قَطُّ إِلَّا فِي مَكَانِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَحُفِرَ لَهُ فِيهِ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ غُسْلِهِ أَرَادُوا نَزْعَ قَمِيصِهِ فَسَمِعُوا صَوْتًا يَقُولُ لَا تَنْزِعُوا الْقَمِيصَ فَلَمْ يُنْزَعْ الْقَمِيصُ وَغُسِّلَ وَهُوَ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.


ووجه الإستدلال من هنا : أن اصحابه رضى الله عنهم اقترحو ان يدفن عند المنبر وهو داخل المسجد قطعا ولم ينكر عليهم احد هذا الإقتراح .بل ان ابابكر اعترض عليهم لا لحرمه دفنه فى المسجد ولا لحرمه دفنه فى البقيع وإنما تطبيقا لأمره صلى الله عليه وسلم بأنه يدفن حيث يقبض وبتأملنا فى وبتأملنا الى دفنه صلى الله عليه وسلم فى هذا المكان نجد انه صلى الله عليه وسلم قبض فى حجره السيده عائشه وهذه الحجره كانت متصله بالمسجد الذى يصلى فيه المسلمين فوضع الحجره فى بالنسبه للمسجد هو تقريبا نفس وضع المساجد المتصله بحجره فيها ضريح لحد الأولياء فى زماننا بأن يكون ضريحه متصل بالمسجد والناس يصلون فى صحن المسجد .
رد بعض الإعتراضات حول الصلاه فى مسجد به ضريح
1_ان وجود قبر النبى فى المسجد خاص بالنبى

الرد
ان هذا لو كان خاصا بالنبى لما دفن بجانبه سيدنا ابى بكر الصديق رضى الله عنه وسيدنا عمر ابن الخطاب رضى الله عنه كما ان الخصوصيه فى الاحكام بالنبى تحتاج الى دليل والأصل ان الحكم عام مالم يرد دليل الخصوصيه.
2_حديث لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد


الرد
الله تعالى لعن اليهود والنصارى لأنهم جعلو القبر نفسه مكانا للسجود ويسجد عليه الساجد لمن فى القبر عباده له قال تعالى (اتخذوا احبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمرو إلا ليعبدوا إلها واحد لاإله إلا هو سبحانه عما يشركون) فهذا هو معنى السجود الذى استوجب اللعن او جعل القبر قبله دون القبله المشروعه كما يفعل اهل الكتاب حيث يتوجهون بالصلاه الى قبور احبارهم.
نقل الحافظ ابن حجر العسقلانى عن البيضاوى فى فتح البارى(1/524)(( قال البيضاوى لما كانت اليهود يسجدون لقبور الأنبياء تعظيما لشأنهم ويجعلونها قبله ويتوجهون اليها فى الصلاه فاتخذوها أوثانا لعنهم الله ومنع المسلمن عن مثل ذالك ونهاهم عنه اما من اتخذ مسجدا بجوار صالح او صلى فى مقبرته وقصد به الإستظهار بروحه ووصول اثر من اثار عبادته اليه لا التعظيم له والتوجه فلا حرج عليه ألا ترى ان مدفن اسماعيل فى المسجد الحرام ثم الحطيم ثم ان ذلك المسجد افضل مكان يتحرى المصلى بصلاته والنهى عن الصلاه فى المقابر مختص بالمنبوشه لما فيها من النجاسه.انتهى))
3_ مانقل عن عمر رضى الله عنه من أمره بهدم قبر دنيال

الرد
فذاك خاص به لما وجد عند قبره من الكتابة التي تخبر بأمور وكوائن غيبية ، وكان عمر – رضي الله عنه – يبالغ في التنفير من كل علم يخشى أن يفتتن الناس به ويعرضون معه عن الكتاب والسنة أو يعتقدون معه خلاف ما يجب أن يعتقد في ذلك المخلوق حتى كان إذا قبل الحجر الأسعد عند الطواف يقول رافعاً صوته ليسمع الناس إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقبلك ما قبلتك ، وإنما كان يفعل هذا لأنه خشى على العرب وهم حديثوا عهد بجاهلية وعبادة الحجر أنهم لما يرون المسلمين يقبلون الحجر ربما اعتقدوا أن ذلك لتأثير عنده وتصرف كما كانوا يعتقدونه في الأحجار التي كانوا يعبدونها فلما وجد عند قبر دانيال لوحاً مكتوباً فيه أخبار عن أمور مغيبة وكوائن آتية خاف أن يفتتن الناس بذلك فأمر بهدم البناء الذي على القبر.
4_ ان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال (( لا تدع تمثالاً إلا طمسته ولا قبراً مشرفاً إلا سويته ))


الرد
الصحيح عندنا أنه أراد قبور المشركين التي كانوا يقدسونها في الجاهلية وفي بلاد الكفار التي افتتحها الصحابة – رضي الله عنهم – بدليل ذكر التماثيل معها وإلا فالسنة وعمل الصحابة على خلافه بالنسبة لقبور المسلمين.
قلت :اذا كان النبى صلى الله عليه وسلم دفن بحجره السيده عائشه رضى الله عنها فأين كانت تصلى السيده عائشه؟هل كانت تصلى فى حجرتها التى بها القبور وتكون صلاتها باطله على زعم الوهابيه!! ام انها كانت لاتصلى فى حجرتها لانفلا ولا فرضا!! وتخالف قول النبى الوارد فى صحيح مسلم (4/178) فى باب استحباب صلاه النافله فى البيت وجوازها فى المسجد((حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنِي نَافِعٌ عَنْ ابْنِ عُمَرَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اجْعَلُوا مِنْ صَلَاتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا))
وهناك دليل اخر لنا حديث فى سنن ابى داود صحيح وصححه حتى الألبانى المجسم فى صحيح ابى داود(3/107)(( حدثنا القعنبي عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت


عبد الرحمن أنها أخبرته أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت:
لو أدرك رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما أحْدَث النساءُ؛ لمنعهن المسجد كما مُنِعَه نساءُ بني إسرائيل.
قال يحيى: فقلت لعمرة: أمُنِعه نساء بني إسرائيل؟ قالت: نعم.))
قلت اى الألبانى: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
قلت وهذا دليل على انها رضى الله تعالى عنها لم تكن تصلى فى المسجد قطعا!!

دليل اخر لنا


روى ابن حبان فى صحيحه (5/596)(( أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ابن وهب، حدثنا داود بن قيس، عن عبد الله بن سويد الأنصاري عن عمته، أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إني أحب الصلاة معك، قال: “قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي”. قال: فأمرت، فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه، وكانت تصلي فيه حتى لقيت الله جل))
دليل اخر لنا


فى مسند الإمام احمد (13/73) ((حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ وَلَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ائْذَنُوا لِلنِّسَاءِ بِاللَّيْلِ إِلَى الْمَسْجِدِ
فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ وَاللَّهِ لَا نَأْذَنُ لَهُنَّ يَتَّخِذْنَ ذَلِكَ دَغَلًا فَقَالَ فَعَلَ اللَّهُ بِكَ وَفَعَلَ اللَّهُ بِكَ تَسْمَعُنِي أَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ أَنْتَ لَا قَالَ لَيْثٌ وَلَكِنْ لِيَخْرُجْنَ تَفِلَاتٍ)) 

قلت اذا فهم كانو غير راضين حتى عن خروجهم ليلا تفلات اذا كان هذا الإذن عن ذهابهم ليلا فأين كانت تصلى صلاه الظهر والعصر والمغرب !!
دليل اخر
حديث فى مسند الإمام احمد وسنن ابوداود
((لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن وليخرجن تفلات )) .
اجابت السيده عائشه بنفسها عن هذا الحديث فقالت فى حديث اخر صحيح صححه الألبانى المجسم(3/108)فى صحيح ابى داود ورواه الإمام مالك فى الموطأ فى الموطأ((عن عمرة ” ثنا الحكم: ثنا


عبد الرحمن بن أبي الرِّجَال فقال أبي: يذكره عن أمه عن عائشة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
” لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن تفلات “. قالت عائشة: ولو رأى حالهن اليوم؛ منعهن))
قلت وهذا دليل قاطع على انها لم تصلى فى المسجد وانما كانت تصلى فى حجرتها التى بها ثلاثه قبور
أخيرا الإجماع: أولا : إجماع الصحابة على دفنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في بيته
ثانيا: أجمع التابعون في عهد وجود عدد من الصحابه و كبار أئمه التابعين مثل عمر بن عبد العزيز والحسن البصرى وابن سيرين وفقهاء المدينة والكوفة والبصرة والشام وغيرها من أقطار الإسلام . ثم أجمعت الأمة بعدهم على إدخال بيته المشتمل على قبره داخل المسجد وجعله في وسطه . وإجماعهم حجة ولو كان ذلك منهياً عنه لاستحال أن تتفق الأمة في عصر التابعين على المنكر والإجتماع على الضلالة.
(ملحوظه) انا لم اذكر تصحيح الألبانى وتضعيفه من باب الإعتماد عليه كلا ثم كلا فعند اهل السنه والجماعه الجم الغفير من الحفاظ وانما أذكر كلامه من باب إلزام الخصم فقط لا أكثر علما بأننى لا اعتد لا بتصحيح الألبانى ولا بتضعيفه والحمد لله رب العالمين.
كتبه أحمد السيد
طالب بجامعه الأزهر

أروع القصائد فى وداع رمضان




رمضان ما لك تلفظ الأنفاسا


أولم تكن في أفقنا نبراسا 

لطفا .. رويدك بالقلوب فقد سمت

و استأنست بجلالك استئناسا 

أ تغيب عن مهج تجلك بعدما

أحيا بك الله الكريم أناسا 

فلكل نفس في وداعك آهة

و العين تدمع والحشاشة تاسى 

اسمع وداعك في نشيج مشيع 

ولظى فراقك يلهب الإحساسا 

قد كنت غيثا للنفوس فأثمرت

برا و إشفاقا .. و كن يباسا 

للتائبين مدامع رقراقة

تحيي الفؤاد وتغسل الأرجاسا 

كم في مقام الذل من تنهيدة

تجلو الصدأ والران والأكداسا 

والنفس ترتشف الضياء فتعتلي

وتكاد تسبح في الفضا استئناسا 

أنبت بالتقوى شعاب قلوبنا

و سقيت بالآي الكرام غراسا 

و كسوت من حلل الفضائل أنفسا

فسعت إلى رب الملا أجناسا 

و ربا الأخوة أينعت من مؤثر

أو منفق لله .. أو من واسى 

نفحاتك الغناء رفد سعادة

تستنزل الرحمات والإيناسا 

و نسائم الأسحار تذهب بالضنى

وتهدهد الوجدان مما قاسى 

و بكل سانحة مآثر سنة

من نور أحمد أشرقت نبراسا 

وتجول في رؤياك صحوة أمة

رفعت بأنوار العقيدة راسا 

و تقلدت تاج الحضارة، وامتطت

ظهر العلا المتمنع المياسا 

هذا هو التاريخ يشهد فافتحوا

سفر الحقيقة واقرءوا الكراسا 

وتمسكوا بسنا الرسالة وادحروا

دعوى الدعي، وأخرسوا الأرجاسا 

ذودوا عن الهادي.. وأحيوا أمة

تتجرع الويلات كاسا كاسا 

فمعارك الأفكار أضرى شوكة 

فقفوا على ثغر الحجا حراسا 

يا شهر كم لي فيك من إشراقة

تطوي الظلام وتستجيل الياسا 

ومعالم تبني الحياة هدى، وفي

جنات عدن تنشر الأعراسا




سبحان من أسداك جلباب التقى

و كفاك زادا بالتقى ولباسا 


ومضى هلال الصائمين فحشرجت

ووقفت أجترع الأسى والباسا 

و مضى الحبيب فهل لنا من ملتقى

يسلين.. أم تجني المنون غراسا 

وآها لقلبي في غروبك بعد أن

ألف الطريق .. وعاشر الأكياسا 

أستودع الله الكريم مآثرا

تعظ القلوب و تطرد الوسواسا 

و لسوف تبقى ذكرياتك حية 

الواعظات .. وإن بدين خراسا.... 


شعر : د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل



رَمَضَـانُ دَمْعِـيْ لِلْفِرَاقِ يَسِيْلُ ** وَالْقَلْبُ مِنْ أَلَمِ الْـوَدَاعِ هَـزِيْلُ

رَمَضَـانُ إِنَّكَ سَـيِّدٌ وَمُهَـذَّبٌ ** وَضِيَـاءُ وَجْهِـكَ يَا عَزِيْزُ جَلِيْلُ

رَمَضَـانُ جِئْتَ وَلَيْلُنَا مُتَصَـدِّعٌ ** أَمَّا النَّـهَـارُ بِلَهْـوِهِ مَشْغُـوْلُ

فَالْتـَفَّ حَـوْلَكَ سَادَةٌ ذُو هِمَّـةٍ ** لَمْ يُثْنِهِمْ عَنْ صَـوْمِهِمْ مَخْـذُوْلُ

قَامُـوا لَـيَالٍ وَالدُّمُـوْعُ غَـزِيْرَةٌ ** وَيَدُ السَّخَـاءِ يَزِيْـنُهَا التّـَنْوِيْلُ

سَجَـدُوا لِبَارِئِهِمْ بِجَبْهَةِ مُخْلِـصٍ ** وَأَصَـابَ كُلاًّ زَفْـرَةٌ وَعَـوِيْلُ

كَمْ فِيْكَ مِنْ مِنَـحِ الإِلَهِ وَرَحْمَـةٍ ** وَالْعِتْـقُ فِيْكَ لِمَنْ هَفَا مَأْمُـوْلُ

وَسَحَائِبُ الرَّحَمَاتِ فِيْ فَلَكِ الدُّجَى ** فِيْ لَيْـلَـةٍ نَادَى بِهَا التَّنْـزِيْـلُ

وَمَلاَئِـكُ الرَّحْمَـنِ تُحْيِـيْ لَيْلَهَا ** فِيْـهِمْ أَمِـيْنُ الْوَحْـيِ جِبْرَائِـيْلُ

وَعِصَـابَـةُ الشَّيْطَانِ فِيْ أَصْفَادِهَا ** قَـدْ ذَلّـَهَا التَّسْبِيْـحُ وَالتَّهْلِيْلُ

تِلْكَ الْمَسَاجِـدُ وَالدُّعَـاءُ مُدَوِّيٌ ** لِلَّهِ جَـلَّ جَلالُـهُ التَّـبْجِـيْلُ

رَبَّاهُ فَارْحَـمْ فَالذُّنُـوْبُ تَتَـابَعَتْ ** كَالْمَـوْجِ فِي لُجَجِ الْبِحَاِر يَسِيْرُ

وَاغْفِـرْ لِعَبْـدٍ آبَ أَوْبَـةَ صَادِقٍ ** وَاقْبَلْ دُعَـاءً حَرْفُـهُ مَذْهُـوْلُ

أَنْتَ الْمُجِـيْبُ وَأَنْتَ أَعْظَمُ مَنْ عَفَا ** أَنْتَ السَّمِيْعُ وَإِنْ دَعَـاكَ جَهُولُ

ذَنْبِـيْ وَإِنْ مَلأَ الْبِـحَـارَ فَـإِنَّـهُ ** فِيْ عَفْوِ مِثْلِكَ يَا كَرِيْـمُ قَلِيْـلُ

ثُمَّ الصَّـلاةُ عَلَـى النَّبِـيِّ وَآلِـهِ ** وَالصَّحْبِ مَا شَمِلَ الدُّعَـاءَ قَبُوْلُ 

كَيْفَ يَسْلُو الْفُؤَاد
وَدِّعِ الشَّهْـرَ فَالرَّحِيلُ مُحَتَّمْ ** وَاسْكُبِ الدَّمْعَ فَالْخُطَا تَتَقَدَّمْ
فَدُمُوعُ الْفِرَاقِ يَاصَاحِ تَبْقَى ** أَثَرًا فِي النُّفُوسِ تَبْقَى كَمِيْسَمْ
كَيْفَ يَسْلُو الْفُؤَادُ عِنْدَ فِرَاقٍ ** لِحَبِيبٍ وُجُـودُهُ خَيْرُ مَغْنَـمْ
شَهْـرُ صَـوْمٍ مُكَلَّلٌ بِسَخَاءٍ ** طَاهِـرُ الرُّوحِ لِلأَحِبَّةِ بَلْسَمْ
أَنْتَ يَا شَهْـرُ كَوْكَبٌ مُسْتَنِيرٌ ** وَضِيَاءٌ وَفِيكَ يَا شَهْـرُ نَنْعَمْ
فِيَكَ يَا شَهْـرُ لِلسَّقِيمِ شِفَاءٌ ** مِنْ ذُنُوبٍ يَا شَهْرُ يَا مَاءَ زَمْزَمْ
مِنْحَةٌ أَنْتَ فِيكَ تُمْحَى ذُنُوبٌ ** لِمُسِيءٍ بَكَـى إِذَا اللَّيْلُ أَظْلَمْ
مَنْ أَتَـى تَائِبًا بِوَجْـهٍ كَئِيبٍ ** وَخَجُـولٍ وَبِالذُّنُوبِ تَلَـثَّمْ
يَلْقَ يَا شَهْرُ عَفْـوَ رَبٍّ كَرِيمٍ ** وَرَحِيـمٍ وَمَنْ تَسَاهَلَ يَنْـدَمْ
رَكِبَ الشَّهْرُ مُهْرَ بَيْنٍ فَهَـلاَّ ** تُبْتَ يَا صَاحِ قَبْلَ أَنْ تَـتَأَلَّـمْ
تُبْ إِلَى اللهِ مُخْلِصًا فِي دُعَـاءٍ ** إِنَّ رَبِّي بِنَا لَطِيـفٌ وَأَرْحَـمْ
وَصَـلاَتِي عَلَى الرَّسُولِ وَآلٍ ** وَصِحَابٍ مَا دَامَ فِي الْخَلْقِ صُوَّمْ
للهِ مِـنْ  زَائِـرٍ
دَعْنِـي أُرَدِّدُ  مَـا تُمْلِيهِ أَفْكَـارِي  **  وَمَـا انْطَوَى فِي ضَمِيْرِي أَيُّهَا الْقَارِي
نَظَمْتُ شِعْرًا لِضَيْفٍ  حَلَّ فِي كَبِدِي  **  وَفَـرْحَتِي فِي الْجَـوَى  تَيَّارُ أَنْهَارِي
للهِ مِـنْ  زَائِـرٍ حُلْـوٌ شَمَـائِلُـهُ  **  عَبِيْـرُ مِسْـكٍ  وَأَنْسَـامٌ  لأَزْهَـارِ
مُكَلَّلٌ بِشَـذَى الإِفْضَـالِ ذُو كَرَمٍ  **  أَنِيْسُ أَهْلِ  التُّقَـى يَسْمُـو بِأَنْـوَارِ
عَشِقْتُ فِيهِ جَمَالَ الرُّوْحِ فِي صِغَرِي  **  وَهِمْتُ فِي كِبَرِي   فِي مِنْحَةِ الْبَارِي
شَهْرَ الصِّيَامِ يَكَادُ الْحُزْنُ يَعْصِفُ بِي  **  وَالْقَلْبُ يَنْـدُبُ لَمْ  يَهْنَـأْ  بِإِفْطَـارِ
أَرَاكَ تَـرْكَبُ مُهْـرَ الْبَيْنِ فِي عَجَلٍ  **  لِمَ الْفِـرَاقُ وَعَيْنِي  دَمْعُهَـا جَارِي
أَبِيْتُ أَهْتِـفُ أَدْعُو اللهَ  فِي سَحَـرٍ  **  فَإِنَّنِـي فِي الدُّنَـا مَأْسُـورُ  أَوْزَارِي
ذَنْبٌ يُصَارِعُنِـي فِي كُـلِّ  آوِنَـةٍ  **  كَأَنَّـهُ الْمَـوْجُ  أَوْ  آفَاتُ إِعْصَـارِ
وَأَنْتَ مِنْ  مِنَحِ الْمَوْلَى لِمَنْ عَصَفَتْ  **  بِهِ الذُّنُـوبُ لِـذَا قَـدَّمْتُ أَعْذَارِي
رُحْمَـاكَ رَبِّـي فَإِنِّي تُبْتُ  مِنْ زَلَلٍ  **  فَاغْفِـرْ لَعَبْـدٍ أَتَى يَدْعُو بِـإِصْرَارِ
وَأَنْتَ أَنْتَ إِلَـهُ الْعَـرْشِ مَلْجَـأُنَا  **  ضَاقَ الْخِنَـاقُ  لِذَنْبٍ شَبَّ كَالنَّـارِ
ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى الْمُخْتَارِ مِنْ مُضَـرٍ  **  وَالآلِ وَالصَّحْبِ مَا نَجْمُ السَّمَا سَارِي
كَمْ فِيْكَ مِنْ مِنَـحِ
رَمَضَـانُ دَمْعِـيْ لِلْفِرَاقِ يَسِيْلُ  **  وَالْقَلْبُ مِنْ أَلَمِ الْـوَدَاعِ هَـزِيْلُ
رَمَضَـانُ إِنَّكَ سَـيِّدٌ وَمُهَـذَّبٌ  **  وَضِيَـاءُ وَجْهِـكَ يَا عَزِيْزُ جَلِيْلُ
رَمَضَـانُ جِئْتَ  وَلَيْلُنَا مُتَصَـدِّعٌ  **  أَمَّا النَّـهَـارُ بِلَهْـوِهِ  مَشْغُـوْلُ
فَالْتـَفَّ حَـوْلَكَ سَادَةٌ ذُو هِمَّـةٍ  **  لَمْ يُثْنِهِمْ عَنْ صَـوْمِهِمْ مَخْـذُوْلُ
قَامُـوا لَـيَالٍ وَالدُّمُـوْعُ غَـزِيْرَةٌ  **  وَيَدُ السَّخَـاءِ يَزِيْـنُهَا التّـَنْوِيْلُ
سَجَـدُوا لِبَارِئِهِمْ بِجَبْهَةِ مُخْلِـصٍ  **  وَأَصَـابَ كُلاًّ زَفْـرَةٌ وَعَـوِيْلُ  
كَمْ فِيْكَ مِنْ مِنَـحِ الإِلَهِ  وَرَحْمَـةٍ  **  وَالْعِتْـقُ فِيْكَ لِمَنْ هَفَا  مَأْمُـوْلُ
وَسَحَائِبُ الرَّحَمَاتِ فِيْ فَلَكِ الدُّجَى  **  فِيْ لَيْـلَـةٍ نَادَى بِهَا التَّنْـزِيْـلُ
وَمَلاَئِـكُ الرَّحْمَـنِ تُحْيِـيْ لَيْلَهَا  **  فِيْـهِمْ أَمِـيْنُ الْوَحْـيِ جِبْرَائِـيْلُ
وَعِصَـابَـةُ الشَّيْطَانِ فِيْ أَصْفَادِهَا  **  قَـدْ ذَلّـَهَا التَّسْبِيْـحُ  وَالتَّهْلِيْلُ
تِلْكَ الْمَسَاجِـدُ وَالدُّعَـاءُ مُدَوِّيٌ  **  لِلَّهِ جَـلَّ جَلالُـهُ  التَّـبْجِـيْلُ 
رَبَّاهُ فَارْحَـمْ فَالذُّنُـوْبُ تَتَـابَعَتْ  **  وَالدَّمْعُ  مِنْ عِظَمِ  الذُّنُوْب ِ يَسِيْلُ
وَاغْفِـرْ لِعَبْـدٍ  آبَ أَوْبَـةَ صَادِقٍ  **  وَاقْبَلْ دُعَـاءً حَرْفُـهُ مَذْهُـوْلُ
أَنْتَ الْمُجِـيْبُ وَأَنْتَ أَعْظَمُ مَنْ عَفَا  **  أَنْتَ السَّمِيْعُ وَإِنْ دَعَـاكَ جَهُولُ
ذَنْبِـيْ وَإِنْ مَلأَ الْبِـحَارَ فَـإِنَّـهُ  **  فِيْ عَفْوِ مِثْلِكَ يَا كَرِيْـمُ قَلِيْـلُ
  ثُمَّ الصَّـلاةُ عَلَـى النَّبِـيِّ  وَآلِـهِ  **  وَالصَّحْبِ مَا شَمِلَ الدُّعَـاءَ قَبُوْلُ    





شَهْرُ الصِّيَامِ هَزَّنِي
دَعِ التَّغَنِّـي بِـهُـدَى  **  وَالْغِيـدِ لَيْلَـى  وَنَدَى
وَدَعْ  نَشِيدَ  مُضْحِـكٍ  **  أَوْ سَاخِـرٍ إِنْ أَنْشَـدَا
وَدَعْ نَشِـيـدَ مُغْـرَمٍ  **  يَهْوَى الْغِنَى  وَالْعَسْجَدَا
فَلَيْسَ  لِي مِـنْ  مَأْرَبٍ  **  حُزْنِي رَمَانِي  فِي الرَّدَى
دَمْعِي هَمَى ثُمَّ  هَمَـى  **  حَـتَّى  بَقِيتُ  أَرْمَـدَا
شَهْرُ الصِّيَامِ  هَـزَّنِـي  **  فَالْقَلْبُ  أَمْسَى مُوْصَدَا
حَـانَ الرَّحِيـلُ  أُمَّتِي  **  وَمَنْ  سَيَبْقَـى  سَرْمَدَا
شَهْـرُ الصِّيَامِ رَاحِـلٌ  **  رُوْحِيْ لِمَحْبُوبِيْ  فِدَى
آهٍ  لِشَـهْـرٍ  نَـيِّـرٍ  **  فِيهِ اهْتَدَى  مَنِ اهْتَدَى
شَهْـرٌ كَرَوْضٍ نَضِـرٍ  **  فِيهِ النَّدَى تِلْوَ النَّـدَى
كَمْ رَاكِـعٍ  فِي لَيْلِـهِ  **  وَكَـمْ تَرَاهُمْ سُجَّـدَا
وَالْكَـوْنُ غَنَّى فَرِحًـا  **  بِشَهْـرٍصَـوْمٍ مُذْ بَدَا
وَكَمْ وَكَمْ  مِنْ تَـائِبٍ  **  كَمْ مُـذْنِبٍ مَـدَّ يَدَا
ثِـمَـارُهُ قَـدْ أَيْنَعَتْ  **  عِتْقًا  وَعَفْـوًا  مُنْجِدَا
وَلَيْلَـةٌ فِـي طَـيِّـهِ  **  فَاقَـتْ  سِنِينًا عَـدَدَا
فَمَـنْ تَحَـرَّى  لَيْلَهَا  **  نَـالَ الْمُنَى وَالسُّؤْدَدَا
أَكْرِمْ  بِشَهْـرٍ  فَاضِلٍ  **  طَـابَ عُلاً وَمَـوْرِدَا
فَـاللهُ جَـلَّ  شَأْنُـهُ  **  أَبْـوَابُهُ  لَمْ  تُوْصَـدَا
فَـادْعُ  إِلَـهًا سَرْمَدًا  **  تَنَلْ رِضًـا ثُمَّ هُـدَى
وَصَـلِّ رَبِّـي دَائِمًـا **  عَلَى الرَّسُولِ أَحْمَـدَا
وَآلِـهِ وَصَـحْـبِـهِ  **  مَا أَمَّ  شَيْخٌ  مَسْجِـدَا
رمضان هل من عودة
الرُّوْحُ تَنْدُبُ وَالْفُـؤَادُ يَـذُوْبُ  **  وَالدَّمْعُ مِنْ أَلَمِ الْجَوَى مَسْكُوْبُ
تِلْكَ الْمَسَاجِدُ وَالْمَآذِنُ تَشْتَكِيْ  **  أَلَمَ الْفِـرَاقِ وَقَلْبُهَـا مَقْلُـوْبُ
وَانْظُرْ إِلَى أَهْلِ التُّقَى مَنْ أَخْلَصُوا  **  عَمَلاً غَزَاهُـمْ يَا فَرِيْـدُ نَحِيْبُ
رَمَضَانُ هَلْ مِـنْ عَوْدَةٍ وَزِيَارَةٍ  **  أَمْ  يَا حَبِيْبُ قَدِ انْتَهَى التَّرْحِيْبُ
رَمَضَانُ هَـلْ سَأَرَاكَ أَمْ أَنَا مُنْتَهٍ  **  رَمَضَانُ وَعْـدُكَ بِاللِّقَاءِ مُرِيْبُ
قَسَمَاتُ وَجْهِـيْ قَدْ تَغَيَّرَ حَالُهَا  **  وَسَوَادُ شَعْرِيْ  قََدْ عَلاَهُ مَشِيْبُ
وَعِظَامُ جِسْمِيْ قَدْ تَوَانَـى عَزْمُهَا  **  أَمَّا الْتِهَابُ مَفَاصِلِـيْ فَرَهِيْبُ
كَمْ مِنْ شُيُوْخٍ فِي انْتِظَارِ لِقَائِكُمْ  **  مَاتُوا وَفَاتَ الْحِرْصُ وَالتَّرْتِيْبُ
وَلَكَمْ شَبَابٍ فِي انْتِظَارِكَ زَارَهُمْ  **  رَيْبُ الْمَنُوْنِ فَحَظُّهُمْ مَنْكُـوْبُ
يَا أُمَّـةَ الإِسْـلامِ أُمَّـةَ أَحْمَـدٍ  **  تُوْبُوا وَأُوْبُوا قَدْ دَنَى الْمُكْتُوْبُ
فَالْمَوْتُ حَقٌّ وَالْحَيَـاةُ كَلَمْحَـةٍ  **  وَالْبَعْضُ مِنْ حُبِّ الدُّنَا مَسْلُوْبُ
هَلْ رَجْعَةٌ تَمْحِي الذُّنُوْبَ وَيَنْتَهِيْ  **  دَاءُ الشَّقَـاءِ وَيَنْفَـعُ التَّأْنِيْـبُ
وَيَنَالُكُـمْ رِضْـوَانُ رَبٍّ غَافِـرٍ  **  فَرِضَا الرَّؤُفِ وَعَفْـوُهُ مَطْلُـوْبُ
وَاسْتَقْبَِلُوا عِيْـدًا بِقَلْـبٍ طَاهِـرٍ  **  وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيْمِ رَقِيْـبُ
ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى الْمُشَفَّعِ فِي الْوَرَى  **  مَا لاحَ بَـرْقٌ وَالرُّعُـوْدُ تُجِيْبُ
وَالآلِ وَالأَصْحَابِ مَا مُـزْنٌ هَمَـى  **  فَاخْضَرَّ عُـوْدٌ عَانَقَتْهُ حَلُـوْبُ
رمضانيات
رمضانيات
 وَدَاعًا حَلِيفَ الدُّعَا
وَدَاعًا وَدَاعًـا غِـذَاءَ  الْفِكَـرْ  **  حَبِيْبَ  الْقُلُـوْبِ عَظِيْـمَ الْعِبَرْ
عَشِقْتُ لَيَالِيْكَ  مُنْـذُ  الصِّبَـا  **  وَأَصْبَحْتُ  أَهْـوَاكَ  عِنْدَ الْكِبَرْ
وَإِنِّـيْ أَرَى فِيْكَ  أُنْشُـوْدَتِـيْ  **  وَضَوْءَ  اهْتِدَائِيْ وَحُلْـوَ السَّمَرْ
فَظِـلُّـكَ  رَوْحٌ  وَرَيْحَـانَـةٌ  **  شَذَاكَ  بِرُوْحِي  اسْتَوَى وَاسْتَقَرْ

سَأَبْكِيْكَ مَادُمْتَ عَـنْ نَـاظِرِيْ  **  بَعِيْـدًا فَبُعْـدُكَ  هَجْرٌ  أَمَـرّْ
فَفِيْكَ الشَّيَاطِيْنُ  قَـدْ صُفِّـدَتْ  **  وَلَيْسَ  لأَتْبَـاعِهَـا مِـنْ  أَثَرْ
وَأَوَّلُـكُـمْ رَحْـمَـةٌ  أُنْـزِلَتْ  **  هَنِيْئًـالِعَبْـدٍ بَـكَـى وَادَّكَرْ
وَأَوْسَطُكُمْ  مِنْحَةٌ  مِـنْ غَفُـوْرٍ  **  فَسُبْحَانَـهُ كَـمْ ذُنُـوْبٍ سَتَرْ
وَعِتْقٌ مِـنَ النَّـارِ فِـي آخِـرٍ  **  لِمَنْ كَفَّ عَـنْ ذَنْبِـهِ وَاعْتَذَرْ

وَدَاعًـاحَلِيْفَ الدُّعَـا وَالْقُنُوْتِ  **  وَشَهْرَ  الْقِيَـامِ وَنَفْـحِ السَّحَرْ
فَدَمْعِي عَلَى الْخَـدِّ مُسْتَرْسِـلٌ  **  وَمِنْ أَجْلِ بُعْدِكَ قَلْـبِي  انْفَطَرْ
فَهَلْ نَلْتَقِـيْ  يَاحَلِيْفَ  الصَّلاحِ  **  وَهَلْ عَـوْدَةٌ أَمْ سَيَأْبَـى الْقَدَرْ
وَهَـلْ رَجْعَةٌ لِلَّيَالِـي الْمِـلاحِ  **  وَنَـقْـرَأُ فِـيْ  مُنْتَدَاكَ السُّوَرْ
وَنَدْعُـوالإِلَـهَ بِقَلْبٍ خَشُـوْعٍ  **  تَسَرْبَـلَ بِالذَّنْبِ حَتَّى اسْتَتَـرْ
لَيَالِيْكَ بِالنُّـوْرِ قَـدْ أَشْرَقَـتْ  **  نَهَـارُكَ يَـزْهُـوْ بِوَجْـهٍ أَغَرْ

إِلـهـِيْ فَـإِنِّـيْ أُوَدِّعُ خِـلاًّ  **  بِدَمْعٍ  غَزِيـرٍ يُضَاهِـي  الْمَطَرْ
فَجُـدْ لِي بِعَفْـوٍ فَأَنْتَ كَـرِيْمٌ  **  وَتَعْلَـمُ  يَـارَبِّ ضَعْفَ الْبَشَرْ
وَصَلِّ  إِلهِيْ عَلَى أَفْضَلِ الْخَلْـقِ  **  مَا غَـرَّدَ  الطَّيْرُ فَـوْقَ الشَّجَرْ
وَآلٍ وَصَحْـبٍ  وَأَهْـلِ صَلاحٍ  **  وَمَنْ سَارَ فِي الدَّرْبِ يَقْفُو الأَثَرْ
رمضانيات
وَدِّعْ حَبِيْبَكَ شَهْرَ الذِّكْرِ
دَمْعٌ تَنَاثَرَ بَلْ قُلْ مُسْبِـلٌ هَطِـلُ  **  وَالْقَلْبُ مِنْ حَسْرَةٍ مُسْتَوْحِشٌ وَجِلُ
وَدِّعْ حَبِيْبَكَ شَهْرَ الصَّوْمِ شَهْرَ تُقًى  **  وَهَلْ تُطِيْقُ وَدَاعًـا أَيُّهَا الرَّجُـلُُ
شَهْـرٌ حَبَاهُ إِلَهُ الْعَـرْشِ مَكْرُمَـةً  **  فَيَرْحَمُ اللهُ مَنْ ضَاقَتْ بِهِ السُّبُـلُ
وَفِيـهِ مَغْفِـرَةٌ لِلتَّـائِبِيـنَ وَمَـنْ  **  زَلَّتْ بِهِ قَـدَمٌ حَـافٍ وَمُنْتَعِـلُ
وَالْعِتْقُ مِنْ شُعْلَةِ النِّيـرَانِ مَكْرُمَـةٌ  **  لِمَنْ يَمُـدُّ يَدًا يَدْعُـو وَيَبْتَهِـلُ
هُوَ الرَّؤُوفُ بِنَا هَلْ خَـابَ ذُو أَمَلٍ  **  يَدْعُو رَحِيمًـا بِقَلْبٍ ذَلَّهُ الْخَجَلُ
سُبْحَانَـهُ يَـدُهُ مَمْـدُودَةٌ كَرَمًـا  **  وَيَشْهَدُ اللَّيْلُ وَالإِصْبَاحُ وَالأُصُلُ
شَهْـرُ الدُّعَاءِ هَلِ الأَقْدَارُ تَجْمَعُنَـا  **  أَمِ اللِّقَاءُ سَيَأْتِي قَبْلَـهُ الأَجَـلُ
فَكَمْ تَمَنَّى أُنـَاسٌ صَاحِ رُؤْيَتَكُـمْ  **  فَحَالَ مِنْ دُونِهَا مُسْتَفْحِلٌ عَجِلُ
فَاللهُ أَعْطَـاكَ مِنْ إِفْضَالِـهِ مِنَنًـا  **  فَأَنْتَ أَفْضَلُ مِـنْ  أَنْدَادِكَ الأُوَلُ
وَفِيْكَ يَا سَيِّدِيْ الْخَيْرَاتُ فَائِضَـةٌ  **  دُنْيَا وَدِيْنًا وَفِيْكَ الْجُوْدُ مُكْتَمِـلُ
شَهْـرٌ تَنَزَّلُ أَمْـلاَكُ السَّمَـاءِ بِهِ  **  إِلِـى صَبِيْحَتِـهِ لَمْ تُثْنِهَـا الْعِلَلُ
فَلَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْـرٌ لَوْ ظَفِـرْتَ بِهَا  **  مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ وَأَجْرٌ مَا لَـهُ مَثَـلُ
وَدِّعْ حَبِيْبَكَ شَهْرَ الذِّكْـرِ لَيْسَ لَهُ  **  فِي الدَّهْرِ نِدٌّ فَطُوبَـى لِلأُلَى بَذَلُـوا
وَأَكْثَرُوا مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ وَانْتَظَمُـوا  **  فِي سِلْكِ أَهْلِ التُّقَى فَالْمُهْتَدِي بَطَلُ
رَبَّاهُ ذَنْبِـي كَغُـولٍ بَاتَ يَخْنُقُنِـي  **  وَمَنْ مِنَ الْخَلْقِ هَذَا الْغُوْلَ يَحْتَمِلُ
شَهْـرُ الصِّيَامِ إِلَهَ الْعَـرْشِ مُرْتَحِـلٌ  **  وَكُلُّ ذَنْبٍ صَغِيْـرٍ دُوْنَهُ الْجَبَـلُ
فَجُـدْ بِعَفْـوٍ وَتَوْفِيْقٍ فَلَيْـسَ لَنَـا  **  سِـوَاكَ يَرْحَمُنَا فَالْمُحْتَـوَى جَلَلُ
وَأَنْتَ أَنْـتَ إِلَهُ الْعَـرْشِ ذُو كَـرَمٍ  **  مَنْ حَازَ مِنْـكَ رِضًا مَا ضَرَّهُ زَلَلُ
صَلَّى الإِلَهُ عَلَى الْمُخْتَارِ مِنْ مُضَـرٍ  **  وَالآلِ وَالصَّحْبِ مَا الأَمْطَارُ تَنْهَمِلُ
_______________________
قصيدة وداع رمضان




شهر الصيام لقد كرمت نزيلا ** ونويت من بعد الاقام رحيلا
وأقمت فينا ناصحا ومؤدبا *** وشفيت من نار الفؤاد غليلا
أبكيك يا شهر الصيام بأدمع ** تنزل فتحكي علي الخدود سيولا
لتبكي المساجد حسرة وتأسفا ** من بعده إذ عطلت تعطيلا
لقدومه الجنان تزخرفت *** وتفيأت ولدانها تحفيلا
وتهيأت أشجارها وظلالها ** وقطوفها قد ظللت تظليلا


النار يغلق بابها من أجله ** إذ زاده رب العلا تبجيلا
والمارد الشيطان فيه قد انطرد ** عن صائميه مصفدا مغلولا
طوبي لعبد صح فيه صيامه ** ودعا المهيمن بكرة وأصيلا
شهر يفوق عن الشهور بليلة ** من ألف شهر فضلت تفضيلا
شهر الأمانة والصيانة والتقي ** والفوز فيه لمن أراد جميلا
يا فوز عبد قد رآها مرة ** في عمره إذ أدرك المأمولا
هي ليلة مستغنم أوقاتها ** أملاكها قد نزلت تنزيلا
والحور للصوام يشتقن اللقا *** والوصل والتقريب والتعجيلا
ثم اقتدي بالهاشمي محمدا ** اذكي الورى في العالمين أصولا
عليه صلاة الله ما هب الصبا ** أو ناح نحو القبلتين دليلا

****************


إذا بكت العيون علي عزيز ** فشهر الصوم أولي بالبكا
فكنا فيه بالقران نتلو *** ونرجو العفو من رب السما
لا أوحش الله منك يا شهر رمضان *** لا أوحش الله منك يا شهر القرآن
لا أوحش الله منك يا شهر الغفران *** لا أوحش الله منك يا شهر الرحمن
لا أوحش الله منك يا شهر التسابيح ** لا أوحش الله منك يا شهر الملك العلام

الوداع الوداع يا شهر الخيرات *** الوداع الوداع يا شهر الحسنات
الوداع الوداع يا شهر الزكاة *** الوداع الوداع يا شهر الصلاة
الوداع الوداع يا شهر **** أتي إلينا وانقضي
يا تري من المقبول منا فنهنيه ** ومن المردود فنعزيه
ألا أيها المقبول منا هنيئا لك هنيئا ** لقد فزت فوزا عظيما ونلت ثوابا كريما
ألا أيها المردود عليك صومك ** جبر الله مصيبتك
لقد خسرت خسرانا مبينا ** وعذبت عذابا أليما
ستظلم من بعدك يا رمضان المساجد ** ويقل فيها الراكع والساجد
بالله عليك يا شهرنا ** لا تشتكي لله سوء أفعالنا
واصفح يا شهر الصيام ** فان الصفح من سمة الكرام
ودعتنا يا شهرنا عاجلا ** فعليك يا شهر الصيام منا السلام
_______________

قصيدة وداع لرمضان

لما مضت أيــــــام شهر الصيام *** فاضت دموعي مثل فيض الغمام 
ناديت من وجدي و فرط الغرام *** لا أوحش الله منك ياشهر الصيام 

شهر الصيام لقد عزمت على الرحيل *** وليس يبقى فيك إلا القـــــليل 
وحسبنـــــــــــا الله و نعم الوكيــــــــل *** ياليتــــــــه للناس لو كان دام 

شهر الصيام كُرمت يا شهر الخلود *** يابهجة المحيا و ياأنس الوجود 
بشرى لنا بــــــهداك من رب ودود *** غفرانه لذنوبنا في كل عــــام 

شهر الصيام أذنت ياشهر العظات *** يابهجة المـــحيا و أنس الممات 
بشرى لـــــنا مالباقيات الصالحات *** إلا ليـــاليك الأخيرة أن تقـــــام 

شهر الصيام أذقتنـــــــا مرَّ الوداع *** وتركت فينا حـرقة لا تستطاع 
ياعين فيضي أدمعاً دون انقطـــاع *** وابكي لدى توديع أيـام الصيام

شهر الصيام صيامه مسك يفـــوح *** وقيامــــه يزكــــــي كـل روح 
لازلت للإسلام نعـم النصوح رمز *** الهدى و الفضل ياشهر الصيام

شهر الصيام قال فــــيه المصطفى *** صوموا تصحوا ياأهيل الوفــا 
صمنا و صحينا و نلنــــــــــا الشفا *** مرت لياليه وما نلنـــــا المرام 

شهر الصيام أذنت يانعم المجــــير *** برحيلٍ عز دونه الدمع الغزير 
لازلت محفوفاً بألطاف القديـــــــر *** بلغ إلى خير الورى منا السلام 

شهر الصيام لمـــــــا مشيت تودع *** حزنت عليك المآذن و الجوامع 
هل أنت يارمضــــــان إلينا راجع *** أحياك الله له في كــــل عـــــام 

شهر الصيام لنا به كـــــل اعتزاز *** في الدين و الدنيا و الآخرة جواز 
يافوز من أمضاه في أرض الحجاز *** مابين طيبتها إلى بيت الـحرام 

شهر الصيام لدائنــــــا نعم العلاج *** فيه الأماني و المنى و الابتهاج 
توجت يارمضان يخســــــــر تاج *** من نعمة المولى على كل الأنام 

طوبى لعبد مخلص في حـــــــــبه *** بشرى له بمقـــــــــالة من ربه 
الصوم لي و أنا أجزي بـــــــــــه *** نعم الجزاء بفضل أيــام الصيام 

شهر الصيام بصومه نلنـــا المنى *** فالخير زاد وانجلــــى عنا العنا 
بشرى لنا بالمغفرة من ربنــــــــا *** عند الحساب بفضل أيام الصيام 

شهر الصيام صيامه روح النفوس *** فاللهم زال و انجلت عنا النحوس 
هذا الوداع لتنحني منــــا الرؤوس *** وابكو على توديع أيام الصيام 

يارب فاغفر لنا ذنباً مضــــــــــى *** وارحم عبيداً قصده دار الرضا 
القلب عانى و الليالي في فضــــى *** مهلاً علينا داونا شهر الصيــام 

شهر الصيام كرمـت يا شهر التقى *** يابحر خير زاد ياكـــــنز النقـا 
هذا الوداع متــــــى يكون الملتقى *** أحياكم الله له في كــــــــل عام 

ختمت قولي بالصلاة على النبي *** مكــي حـجازي هاشمـي عربـي 
صلى عليه أله العرش في الكتب *** ماغرد القمري ونـــــاح الحمام

________________________

قصيدة في وداع رمضان… للشاعر مؤيد حجازي ….

يا خير من نزلَ النفوسَ أراحلُ         بالأمسِ جئتَ فكيفَ كيفَ سترحلُ

بكتِ القلوبُ على وداعك حرقةً         كيف العيونُ إذا رحلتَ ستفعلُ

من للقلوبِ يضمها في حزنها           من للنفوس لجرحها سيعلّلُ

ما بال شهر الصومِ يمضي مسرعاً     وشهورُ باقي العام كم تتمهّلُ

عشنا انتظارك في الشهورِ بلوعةٍ      فنزلتَ فينا زائراً يتعجّلُ

ها قد رحلت أيا حبيبُ، وعمرنا         يمضي ومن يدري أَأَنتَ ستقبلُ

فعساكَ ربي قد قبلت صيامنا             وعساكَ كُلَّ قيامنا تتقبَّلُ

يا ليلة القدر المعظَّمِ أجرها              هل اسمنا في الفائزينَ مسجّلُ؟

كم قائمٍ كم راكعٍ كم ساجدٍ               قد كانَ يدعو الله بل يتوسلُ

أعتقْ رقاباً قد أتتكَ يزيدُها              شوقاً إليكَ فؤادُها المتوكِّلُ

فاضت دموعُ العين من أحداقها        وجرت على كفِّ الدُّعاءِ تُبلِّلُ

يا من تحبُّ العفو جئتُكَ مذنباً           هلا عفوتَ فما سواكَ سأسألُ

هلاّ غفرتَ ذنوبنا في سابقٍ             وجعلتنا في لاحقٍ لا نفعلُ

يا سعدنا إن كانَ ذاكَ محقّقاً             يا ويلنا إن لم نفزْ أو نُغسَلُ

بكت المساجدُ تشتكي عُمَّارها           كم قَلَّ فيها قارئٌ ومُرتِّلُ

هذي صلاةُ الفجرِ تحزنُ حينما          لم يبقَ فيها الصفُّ إلا الأولُ

هذا قيامُ اللِّيلِ يشكو صَحْبَهُ             أضحى وحيداً دونهم يتململُ

كم من فقيرٍ قد بكى متعففاً              مَنْ بعدَ شهر الخير عنهم يسألُ؟

يا من عبدتم ربكم في شهركم          حتى العبادةَ بالقَبولِ تُكَلَّلُ

لا تهجروا فعلَ العبادةِ بعدَه             فلعلَّ ربي ما عبدتم يقبلُ

يا من أتى رمضانُ فيكَ مطهِّراً          للنَّفسِ حتى حالها يتبدَّلُ

يمحو الذُّنوبَ عن التقيِّ إذا دعا         ويزيدُ أجرَ المحسنينَ ويُجزِلُ

هل كنتَ تغفلُ عن عظيمِ مرادِه          أم معرضاً عن فضلِه تتغافلُ

إن كنتَ تغفلُ فانتبهْ واظفرْ به           أما التغافلُ شأنُ من لا يعقِلُ

فالله يُمهلُ إنْ أرادَ لحكمةٍ                لكنَّه ،ياصاحبي، لا يُهمِلُ

إن كانَ هذا العامَ أعطى مهلةً           هل يا تُرى في كُلِّ عامٍ يُمهِلُ؟

لا يستوي من كان يعملُ مخلصاً        هوَ والذي في شهره لا يعملُ

رمضانُ لا تمضي وفينا غافلٌ            ما كان يرجو الله أو يتذلَّلُ

حتى يعودَ لربه متضرِّعاً                 فهو الرحيمُ المنعمُ المُتفضّلُ

وهو العفوُّ لمن سيأتي نادماً             عن ذنبهِ في كلِّ عفوٍ يأملُ

رمضانُ لا أدري أعمري ينقضي        في قادم الأيامِ أم نتقابلُ !!

فالقلبُ غايةَ سعدِهِ سيعيشُها             والعين في لقياكَ سوف أُكحِّلُ

_____________________________


وداعا أيها الشهر الوداعا .... فقد أزف الرحيل وقد تداعى
وقد راع الفراق قلوب قوم .... وكم حبٍ عليّ قد أراعا
و كيف لنا سلوك بعد بين .... و قد نسخ الفراق الاجتماعا
و قد كنت الحبيب لنا و كنا .. نحاذر منك أن تنوي زماعا
و لكن كل جمع صاح فيه .. غراب البين ينصدع انصداعا
لياليك الحسان مضين عنا .. بأيام بنا مرت سراعا
مررت بنا مرور الطيف حيا.. محييه و ماأهنى اضطجاعا
ومن ذا فيك لائمنا إذا ما .. بكينا بعد فرقتك التياعا
ألفنا نسكك المحمود حقا ..وفارقناك مذ صرنا جذاعا
جدير أن نذوب عليك وجدا .. ونطلق في الوداع عليك باعا
أشهر الصوم هل لك من رجوع .. فندرك بالرجوع الارتجاعا
ملائكة السماء بك اصطحبنا .ز و آلفا المساجد و الجماعا
و كم ألبست نورك من ولي .. كما ملأ المدائن والبقاعا
إذا ما الليل أظلم شاع فيه .ز و في السبع الطباق الكل شاعا
و فيك الليلة المقدور فيها .. جميع الأمر ضرا و انتفاعا
فليل القدر تعدل ألف شهر .ز موفقة لمجتهد أطاعا 

و كم لك من فضائل ليس تحصى .ز رحلت بها و بر منك ذاعا
رحلت و ليت شعري كان ذنبي .. مع التوديع ممحى أم مراعا
فرعيا شهر رمضان رعيا .. فراقك بعد إلفك قد أراعا
لعل الله يسمح بالتلاقي .. ويبدل بالرضى العمل المضاعا

خَلِيلَيَّ شَهْرُ الصَّوْمِ زُمَّتْ  مَطَايَاهُ       وَسَارَتْ وُفُودُ  العَاشِقِينَ  بِمَسْرَاهُ
فَيَا شَهْرُ لا  تَبْعَدْ  لَكَ  الخَيْرُ  كُلُّهُ    

   وَأَنْتَ رَبِيعُ الوَصْلِ يَا طِيبَ مَرْعَاهُ
مَسَاجِدُنَا   مَعْمُورَةٌ   فِي    نَهَارِهِ     

   وَفِي  لَيْلِهِ  وَاللَّيْلُ  يُحْمَدُ   مَسْرَاهُ
عَلَيْكَ  سَلامُ   اللَّهِ   شَهْرَ   قِيَامِنَا      
  وَشَهْرَ   تَلاقِينَا    بِدَهْرٍ    أَضَعْنَاهُ

رمضانُ ودَّع وهو فى الآماقِ** يا ليتَه قد دام دون فراقِ
ما كان أقصَرَه على أُلاَّفِه** وأحبَّه فى طاعةِ الخلّاقِ
زَرَعَ النفوسَ هدايةً ومحبة** فأتى الثمارَ أطايبَ الأخلاقِ
«اقرأ» به نزلتْ، ففاض سَناؤُها** عِطرًا على الهَضَبات والآفاقِ
ولِليلةِ القدْر العظيمةِ فضلُها** عن ألفِ شهر بالهدى الدفَّاقِ
فيها الملائكُ والأمينُ تنزَّلوا **حتى مطالعِ فجرِها الألّاقِ
فى العامِ يأتى مرةً لكنّه **فاق الشهورَ به على الإطلاقِ
شهرُ العبادةِ والتلاوةِ والتُّقَى** شهرُ الزكاةِ وطيّبِ الإنفاقِ
لا (يا أمير الشِّعر) ما ولَّى الذي** آثارُه فى أعمقِ الأعماقِ
نورٌ من اللهِ الكريمِ وحكمةٌ** عُلْوِيّةُ الإيقاعِ والإشراقِ
فالنفسُ بالصوم الزكيّ تطهرتْ **مِن مأثمٍ ومَجانةٍ وشِقاقِ
لا (يا أميرَ الشعر) ليس بمسلمٍ** مَن صامَ فى رمضانَ صومَ نفاقِ
فإذا انتهتْ أيامُه بصيامِها** نادى وصفَّق (هاتها يا ساقي)
(الله غفّارُ الذنوبش جميعِها** إنْ كان ثَمّ من الذنوبِ بواقي)
عجبًا!! أيَضْلَع فى المعاصِي آثمٌ **لينالَ مغفرةً بلا استحقاقِ؟!
أنسيتَ يومَ الهولِ يومَ حسابِه** حينَ التفافِ الساقِ فوقَ الساقِ؟!
وترى المنافقَ فى ثيابِ مهانةٍ **ويُساقُ للنيرانِ شرَّ مَساقِ
لا (يا أميرَ الشعر) ما صام الذي** رمضانُه فى زُمْرة الفُسَّاقِ
لا (يا أميرَ الشعر) ما صام الذي** مُنع الطعامَ وهمّه فى الساقي
مَن كان يهوى الخمرَ عاش أسيرَها** وكأنه عبدٌ بلا إعتاقِ
الصومُ تربيةٌ تدومُ مع التُّقَى** ليكونَ للأدواءِ أنجعَ راقي
هو جُنّةٌ للنفس مِن شيطانِها** ومِن الصغائرِ والكبائرِ واقي
الصومُ - يا شوقي- إذا لم تدْرِه ** نورٌ وتَقْوى وانبعاثٌ راقي
واسمعْ - أيَا مَن أمَّروهُ بشعرِه ** ليس الأميرُ بمُفسدِ الأذواق
إنّ الإمارةَ قُدوةٌ وفضيلةٌ **ونسيجُها مِن أكرمِ الأخلاق
والشعرُ نبضُ القلبِ فى إشراقِهِ** ومعبِّرٌ عن طاهرِ الأشواقِ
فإذا بَغَى الباغي بدتْ كلماتُه **كالساعِرِ المتضرِّم .. الـحَرَّاقِ
وإذا دعتْه إلى الجمال بواعثٌ** أزْرى على زريابَ أو إسحاقِ
لكنه يبقى عفيفًا .. طاهرًا ** كالشّهدِ يحلو عند كلِّ مذاقِ
رمضانُ - يا شوقي - ربيعُ قلوبنا **فيها يُشيعُ أطايبَ الأعباقِ
إنْ يَمْضِ عشنا أوفياءَ لذكِرِه** ويظلَّ فينا طيّبَ الأعْراقِ



مدونة همســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات


جعلنا الله واياكم من عتقاء الله في شهره هذا وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال