Disqus for ومضات إيمانية

الخميس، 31 أكتوبر 2013

من أسرار الهجرة للشيخ فوزى محمد أبو زيد.wmv

http://www.youtube.com/v/T9MNKjMge2w?version=3&autohide=1&feature=share&autoplay=1&autohide=1&attribution_tag=Ge4BN-8qEclKtPZV4YiMBA&showinfo=1

الإعجاز العلمى فى السواك






نوّهت الأحاديث النبوية إلى أكثر من سبعين فائدة للسواك أهمها أنه يطهر الفم ويرضى الرب ويبيض الأسنان ويطيب النكهة ويشدّ اللثة ويصفى اللون ويجرى اللسان ويذكّى الفطنة ويقطع الرطوبة ويحد البصر ويبطئ الشيب ويسوّى الظهر ويضاعف الأجر ويسهل النزع ويذكر الشهادة عند الموت

أما عن العلة الطبية الداعية إلى استخدام السواك فيذكرها الدكتور/ محمد ناظم النسيمى في كتابه (الطب النبوي والعلم الحديث) فيقول صـ 284 من الجزء الأول [ بسبب اتصال الفم بالمحيط الخارجي يكون مضافا لكثيراً من الجراثيم التي نسمّيها الزّمرة الجرثومية للفم 

وأكثر هذه الجراثيم تكون عاطلة عند الشخص السليم وتنقلب مؤذية إذا أهمل الإنسان صحة فمه أو إذا طرأ عليه ما يضعف مقاومة بدنه وإن تكاثر تلك الجراثيم في الفم وما تؤدى إليه من تخمر وتفسّخ في الفضلات الباقية فيه يسيء إلى رائحته ثم يضيف قائلا والسواك كما أنه واسطة لتنظيف الأسنان فهو واسطة لتدليك اللثة وتدليكها ولو بالأصبع ضروري للحفاظ على صحتها ونموها وإبقاء سترها لعنيقات الأسنان] 

وقد أثبت الطب الحديث علاج السواك لكثير من أمراض الفم والأسنان نستطيع أن نلخصها ونجملها من رسالة ( السواك ) للصيدلي الكيماوي السيد صلاح الدين الحنفي فيما يلي :

1- نخر الأسنان : وهو ينشأ عن عاملين :

أولهما : بعض الخمائر التي تفرزها بعض الجراثيم وهى تؤثر في الهيكل العضوي للمينا 

وثانيهما : المواد الحمضية الناشئة عن تخمر السكاكر والتي تحل الأملاح الكلسية في المينا فينشأ عن كلا السببين تصدّع في المينا وبالتالي تنخر في السن 

2- التيح السنخى: وهو داء يصيب الحافة السّنخية للسن

3 - القلح : وهو رسوب بعض الأملاح الكلسية على سطوح الأسنان وبازدياد تراكمه يصبح قاسيا ويشكل طبقة كثيفة مصفرة ولا شك أن السواك يمنع تراكم هذه الأملاح 

4 - التهاب الفم واللثة

5 - التهاب الفم القرحى 

6 - التهاب الفم القلاعي 

7 - التهاب اللوزات والتهاب البلوغ 

ومن الاختلاطات الجسمية الناشئة عن أمراض الأسنان : 

التهاب المعدة وتقيحها . الالتهابات الرئوية . الآلام العصبية والوجهية بسبب وجود تقيح في الأسناخ السنيّة. التهاب الشبكية العينية بسبب النخر في الأسنان . إنتانات عامة كانت جراثيمها أو حماتها الراشحة في الفم

ومن هنا يتبين لنا حكمة سنية السواك في هدى الرسول صلى الله عليه وسلم وخاصة في ابتداء كل وضوء وعقب الطعام وعند تغير رائحة الفم وقبل النوم وعقب الاستيقاظ 

هذه الفوائد العجيبة والغريبة للسواك دعت كثيرا من الباحثين لدراسة الأراك الذي يتخذ منه السواك دراسة علمية نلخص نتائجها فيما يلي عن (رسالة السواك) 

1- أنه فرشاة بأليافه الدقيقة للتنظيف وإزالة الفضلات من بين الأسنان . وهو ألطف من السواك المتخذة من أعواد الأشجار الأخرى

2- وهو كمعجون صحي للأسنان بما يحويه من مواد مطهرة وبلورات السيسليس وحماضات ومواد عطرية وأملاح معدنية ومواد صمغية ونشاء 

والبلورات المذكورة تفيد كمادة منظفة وزالقة للأوساخ وهى بسبب صلابتها تحك القلح من الأسنان وباستعمال الماء مع السواك وبالمضمضة تنطرح تلك الأوساخ 

3- في الأراك مواد مضادة للعفونة وقاتلة للجراثيم ولقد بيّن العالم رودات مدير معهد علم الجراثيم والأوبئة في جامعة روستوك في ألمانيا أنه وضع مسحوق عود الأوراك المبلل على مزارع الجراثيم فظهرت على المزارع آثار كتلك التي يقوم بها البنسلين ولقد استعمل هذا العالم مزارع المكوّرات العنقودية وهى أهم الجراثيم الموجودة في الفم ومن أسباب أمراضه كالتقيح السنخى

4- في الأراك مادة عطرية زيتية منحلة في الأثير تعطى الفم رائحة زكية وطعما مستحسنا ومن أجل تلك الفوائد يحسن إدخاله في المستحضرات السّنية بأن يدق وتؤخذ خلاصته المعروفة باسم Poudre de Sauak

ومما سبق تتبين لنا الحكم الصحية الكثيرة في استعمال الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين للسواك المتخذ من عود الأراك وصدق صلى الله عليه وسلم إذ يقول {عَلَيْكُمْ بِالسوَاكِ فَنِعْمَ الشَّيْءُ السوَاكُ يَذْهَبُ بِالْحَفْرِ وَيَنْزِعُ الْبَلْغَمَ وَيَجْلُو الْبَصَرَ وَيَشُدُّ اللَّثَةَ وَيَذْهَبُ بِالْبَخَرِ وَيُصْلِحُ الْمَعِدَةَ وَيَزِيدُ فِي دَرَجَاتِ الْجَنَّةِ وَيُحَمدُ الْمَلاَئِكَةَ وَيُرْضِي الرَّبَّ وَيُسْخِطُ الشَّيْطَانَ}[1] 

وإن كان هذا لا يمنع من استخدام معجون الأسنان والفرشاة بل إننا نحبّذ الجمع بينهما 

طريقة استخدام السواك 

1- ينقع عود الأراك في الماء ثم يدق ذلك الطرف حتى تتفرق ألياف العود وتصبح بشكل الفرشاة مع نزع القشرة الخارجية 

2- تمرر على الأسنان من أعلى لأسفل على أن تبدأ من الناحية اليمنى

3- تغسله بالماء وتنشفه جيدا عقب كل استعمال 

4- كلمـا تـآكل الجـزء الداخلي يقطـع هذا القــسـم الأخير ويصنع من جديد من نهاية العود فرشاة جديدة 


[1] رواه السيوطي في الجامع الصغير عن أنس رضي الله عنه

http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...2&id=128&cat=2

منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً


الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

جهاد العارفين والصالحين للشيخ فوزى محمد أبو زيد.wmv


 فضيلة الشيخ المربى  / فـوزي محمد أبو زيد
الجميزة ـ غربيـة
تلــــيفون
5340519-40-020
فاكــــس
5344460-40-020
الموقع على شبكة الإنترنــت
WWW.Fawzyabuzeid.com
البريد الإليكتروني :
fawzy@Fawzyabuzeid.com

http://www.youtube.com/v/sN8w2AjULZc?
version=3&autohide=1&feature=share&autohide=1&attribution_tag=cOwldv2sEN4fB4O5xy7apA&showinfo=1&autoplay=1

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

مشاهد الأصفياء وألفة القلوب


                                                      ألفة القلوب

*******
وهل يقدر واحد أن يؤلف بين اثنين هنا؟!! أين هو؟!!
حتى لو ألفت بينهم!!! المصالح كذلك تنفرهم من بعضهم ...
المصالح...!!!!
لكننا نتكلم عن الألفة التى ستدوم ، لازم تكون من الحي القيوم ، من هناك .
ولكن الله ألف بينهم ، لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ...لكي تعطيه لهم - كذلك ... ما ألفت بين قلوبهم !! 
ستؤلف بين الأجساد ، ولكننا نتكلم عن ألفة القلوب ..!
لأن المصالح هي التي تؤلف بين الناس ، فيشتركون في تجارة ، أو يشتركون في زراعة ،.... هذه ألفة المصالح ،
لكن الذي يتكلم عليه حضرة الله " ألفة القلوب " ، وهذه من هناك
( وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ )
[ 63 ، الأنفال]
-عندما يرى الإنسان واحداً ما ، يقول لقد رأيت فلان هذا ... متى..!! ؟..وهذه أمور يحتار فيها الإنسان!!!!



لكن عندما يرجع لسيدنا رسول الله ، يعرف أن هذه الألفة حدثت قبل القبل ،
فعندما يحضرون إلى هنا فالأرواح تعارفت ، 
وكان دائما ما يحدث هذا بين الصالحين وبين المريدين ، فيعرفون بعضهم فوراً من غير حاجة ؛ 
وهذا من باب الألفة السابقة
(وما تناكر منها اختلف) ... فيحاول أن يتقرب ، ويتودد إليه ، بكل الطرق!! بلا جدوى..!!
- لماذا؟ لأن الحالة سابقة !!
هل هناك أحد من الأولين ، والآخرين ، يقدر يعمل عملية ...تصلح هذه الأحوال ؟ مستحيل !
- سيدنا أويس - رضي الله عنه وأرضاه ... عندما سمع عنه واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - 
وهو هرم بن سنان - فأخذ يبحث عنه .
وفي يوم من الأيام ، وهو يسير على شاطئ دجلة ، وكان سيدنا أويس قاعد على النهر يتوضأ ، فقال لسيدنا أويس :
السلام عليكم
فرد عليه قائلاً : وعليك السلام يا هرم بن سنان..!
فقال : كيف عرفتني؟ 
قال: عرفت روحي روحك ، فعرفت اسمك !!
لأن الروح تعرف الروح من هناك
قال له : هل أنت أويس القرني؟ 
قال : نعم
وكذلك الرجل الصالح الذي رأى في المنام أنه سيتزوج امرأة ما - وكان اسمه الشيخ عبدالواحد بن زيد من التابعين - 
سيتزوج امرأة - اسمها ميمونة المجنونة - فأخذ يبحث عنها ، فقالوا له : إنها مجنونة في صحراء البصرة .
فظل يبحث عنها ، إلى أن وجدها واضعة عكـازها في القبلة ، وتصلي - والذئاب في وسط الغنم ولا تؤذيها - 
وبعد أن فرغت من الصلاة ، قالت له : ما الذي جاء بك يا عبدالواحد ؟
فقال: كيف عرفتيني ؟
قالت : عرفت روحي روحك 
فأراد أن يكلمها ، فقالت : ليس هنا ولكن في الجنة !. الزواج في الجنة..!
من أين هذا يا إخواني؟
من عالم الحقائق ، والتي سمعناها ، ورأيناها :
( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) 
[الآية (18) آل عمران]
شهدوا هذه الحالة!!!
شهدوا الوحدانية ، وحيطة القيومية ، وظهور أنوار الصمدانية ،
في هذه العوالم الخفية ، 
قبل النزول إلى الحياة الكونية ، وقبل نزول الأرواح في هذه الأجساد الآدمية.
**************
مشاهد الأصفياء
**********
فعندما ينزل الإنسان هنا، يتذكر هذه المشاهد، ويعيش في رحابها، ويتهنى بمشاهدها،
ويتمنى بالشوق والحنين أن يرجع لها ثانية !! ولذلك ربنا عندما يذكرنا في القرآن ، يقول:
( إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى )
[الآية (8) العلق]
سترجع ثاني ، وعندما ترجع ثانية لعالم الحقائق بشرط أن تتجرد من الجسم وأنت فيه!!
وتتجرد من النفس وشهواتها وأهوائها وهي معك!! فترجع لهذه الحالة من الصفاء .. فترجع لما كنت فيه
( إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى ) ...
( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ . ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ )

أي أرجع تاني للطريق الذي أتيت منه ، أليس كذلك ؟
( إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً )
أين تذهب إذاً ؟
( فَادْخُلِي فِي عِبَادِي . وَادْخُلِي جَنَّتِي ) 
(28: 30 – الفجر)
فهذه مشاهد الجنات، ومشاهد العباد التي كنت تعيشها هناك
ومتى يكون هذا؟ عندما ترجع لهذا الطريق مرة أخرى!!!
كل الموضوع أنه يريد الرجوع إلى الحال والمشاهد التي كان الإنسان فيها قبل خلق الخلق، وقبل القبل،
عندما كنا في حيطة الواحد الأحد الفرد الصمد ،
قبل خلق المال والأهل والولد، وانشغالنا بالبلد، وما بداخل البلد، ومشاغل البلد، ومشاكل البلد، وهذا ما شغلنا .
فإذا رجع الإنسان للواحد الأحد ، انتهى الأمر ؛
ويشهد ما قد شهده من المشاهد الأولى ، وهي :
( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ )
[104 - الأنبياء]
فتكون هذه هي الإعادة إن شاء الله رب العالمين.
**********


 

ذرة نورانية من رسول الله هى سر محبة الله


                                               سر معرفة الله
**********
من الذي يعرف ربنا؟ 
الذي أحبه الله عزَّ وجلَّ، ( أحببت أن أعرف )
فالذي أحبه الله ؛ يعرِّفُـه بحضرته ..كيف سيعرَّفه؟!! عن طريق رسول الله ..
هل هناك من يعرف الله بدون رسول الله؟ لا..!!
فكون الإنسان عرف الله ؛ فهذا دليل على محبة الله عزَّ وجلَّ له
لأن الله عرَّفه بذاته وعرَّفه بسيد كائناته صلى الله عليه وسلم.
وقد بين سيدنا رسول الله الدليل الذي لا يحتاج الإنسان بعده لأي سند أو دليل، فقال صلى الله عليه وسلم :
إن الله خلق الخلق في ظلمة ، ثم رشَّ عليهم من نوره – ونوره يعني نور رسول الله صلى الله عليه وسلم- 
فمن أصابه ذلك النور - اسمعوا وعوا - وفِّق ، واهتدى، ومن لم يصبه ذلك النور ؛ ضلَّ وغوى }
(سنن الترمذي- الجامع الصحيح عن عبدالله بن عمرو بن العاص)
وهذا حديث صحيح ؛ رواه الإمام البخاري ، والإمام مسلم ، وموجود في كتب الصحاح
(إن الله خلق الخلق - كلهم - في ظلمة)!!! ومن أراد أن يعرِّفه به ، ماذا فعل له؟ رش عليه من نور حبيبه ومصطفاه
(ثم رش عليهم من نوره ) على من؟ على الأحباب
(فمن أصابه ذلك النور)، يكون هذا المراد والمطلوب (وفَّق واهتدى)
(ومن لم يصبه ذلك النور ضل وغوى) حتى ولو علم علوم الأولين والآخرين
وحتى ولو كان من الأساتذة الكبار في المعاهد العلمية الأوربية أو الأمريكية مثل المستشرقين الذين درسوا الدين الإسلامي
لكن هل سيهتدي أحدهم؟ لا، إلا من سبقت له من الله العناية!
لأنه درس ، ولكنه لم يرث!!!
فالذي ورث ... هو من أخذ ذرة من نور المحبة، وظهرت عليه أنوار الأحبة، بعد طلاوته من نور رسول الله صلى الله عليه وسلم 
فقد أخذنا هذا بفضل الله ، وبكرم الله ، وبمحض عطاء من الله جلَّ في علاه . ولذلك عندما نسمع ؛ نـَحِنُّ ...
إلى ماذا نَحِـنُّ ؟ نـَحِنُّ للأصل!!
مثلما يرى الواحد منا في الدنيا شخصاً ويجالسه ... وتمر على هذه الحادثة سبع سنين مثلاً 
ويرجع بعد هذه السنين يقابله فبمجرد أن تصوب عليه الكاميرات الإلهية - فوراً –
تعطي صورة للذاكرة الربانية ؛ فيقول له : 
لقد رأيتك قبل ذلك !!... أين..؟ لا أعرف ..! ثم بعد ذلك يتذكر ، ويقول له : 
لقد رأيتك في المكان الفلاني ، يوم كذا ، وقد قلت لك كذا ، وقلت لي كذا... 
ألا يحدث ذلك؟
وهذا الكلام في الدنيا، وهذا بالنسبة لنا أجمعين، وللناس جميعاً ، أي انسان إن كان مؤمناً أو غير مؤمن، مهتدى أو ضال!!
لكن بالنسبة للمؤمنين ، والموحِّـدين ، والموقنين ، المحسنين ... لقد رأى هؤلاء مشاهد عالية في الحضرة التى حكاها لنا رسول الله صل الله عليه وسلم
ثم رشَّ عليهم من نوره
رأينا فيها مشاهداً روحانية، حيث كانت الأرواح هي الموجودة فقط ، ولم تكن الأجسام، ولا النفس!!
مشاهـد روحانيـة!!!
الدُّرةُ النـورانيَّـة
*****************
وهذه المشاهد علِّقت، ثم تنزل إلى القـلوب في حالة الصفا ، فتجعل الإنسان يحنُّ دائماً لمراتع الصفاء هذه
والتي يقول فيها سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه:
على الدُّرة البيضــاء كان اجتماعنــا ******* وفي قــاب قوسين اجتمــاع الأحبة
كنا مجموعين هناك على " الدرة البيضاء " ...
وهـي الدرة النورانيـــة ، قبل خلق الطين ، وقبل خلق الأفلاك ، وقبل خلق الأملاك
كانت هناك درة نورانية أشار إليها النبي فقال :" قبضت قبضة من نوري "... هذه هي الدرة .." وقلت لها كوني محمداً.."
وهذه القبضة ...ليست كقبضتنا هذه..!! حاشا لله عن هذه القبضة
كلمة " قبضة ": يعني مجمع ؛ يعني جمعت مجمعاً من نوري !!... جميع أنواري ، وجميع أسراري ، وقلت لها كوني محمداً .
يعني فيه جميع جمالات الله ، وجميع كمالات الله وجميع أسرار الله ؛ لأنه قبضة الله الجامعة الشاملة لجميع عطاءات الله جلَّ في علاه .
فاجتمعنا جميعاً ، ورأينا هذه الأشياء ، وسمعنا ، ولكن بالسمع الروحاني ، للأسرار التي أذاعتها إذاعة الحق ، ونحن في رحاب الحق ، منظورين بنظرات سيد الخلق ..!
-ويتكلم الإمام أبو العزائم في هذا الموضوع ويقول:
من ألست لم ننسَ مـا قــد شهــدنا ***** من جمـال الجميــل إذْ خـاطبنـــا
لم ننسَ هذه المشاهد ، ولا الخطاب الذي سمعنــاه في هذا الموقف...:
كيف أنســاك يا جميــل وأنت ****** ســرُّ مجلى الأسمــاء عرش المعنى
هذه معاني راقية ، وعالية ، وقد عشنا فيها .
ولذلك كلمة الإيمان ماذا تعني؟
يعرفوها - باللغة - بالتصديق ... التصديق بماذا ؟
بما سمعه ، ورآه الإنسان من قبل ، وذُكِّر به في هذه الحياة الدنيا ..!عندما يُذَّكَّر..! يَذْكُر...! ثم يصدق .
والذي لم يعش هذه المشاهد العالية هناك ، مهما قال له القائلون ..!هل يُصدِّق..؟
لا.!! لأنه لم يعش في عالم المعاني هذه .
-وهؤلاء هم الجماعة الكافرون - والعياذ بالله - لأنه عايش في المحسوسات ، وكل هذه الأحاديث معنويات ! ، كمالات إلهية ! ،
ولكنه يريد أن يحضَّرُ الكمالات الإلهية في المعمل !!؟، لأنه لم يعشها ولم يرها قبل ذلك .
جمالات محمدية ، يريد أن يراها على شاشة التلفاز ، ويحس بها ، ولا يعرف التلفاز القلبي ..!! ولا يدركه ..!! ولا يقدر أن يستورد ، أو يصنع جهازاً منه ..!!
وهذا مخصوص لمخصوصين ! ، كل واحد فينا يستطيع أن يشترى جهاز توشيبا أو ناشيونال أو غيره ؟
لكن من منا يستطيع أن يشترى جهاز يشاهد هذه القنوات الربانية العالية ؟ !!..أين يباع..!!..؟
ولكنه مخصوص لمخصوصين ، هدايا ، وعطايا ، لا يباع ، ولا يشترى ...!! بماذا يشتريه؟
هذا هدية ، وعطية ، ...لمن..؟
لأهل الاجتباء ، وأهل الإصطفاء ، الذين أحسنوا ؛ فأجمل الله عزَّ وجلَّ لهم الهدية ، والأجر العظيم ، والعطاء.
************

حقيقة القيام لرسول الله صل الله عليه وسلم



حقيقة القيام لرسول الله صلى الله عليه وسلم

******************
إذا كان الجمال الذي يقول فيه سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه:
قيــامي للحبيب علــيَّ فـرضٌ ******* وترك الفَـرض مــا هو مســتقيم
عجبت لمــن له عقــلٌ وفهـمٌ ******* يرى هــذا الجمـــــــال ولا يقــوم
وطبعاً بعض الناس - الذين على قدرهم - قالوا: يقوم يعني يقوم له واقفاً!!
وكيف يتم هذا الوقوف الآن؟!!
ولكن حقيقتها: يقوم لخدمته، ويسعى لنصرته، ويمشي لتأييد شريعته، ويذوب عن ناسوته وبشريته، شغلاً بحضرتهصلى الله عليه وسلم.
وليس القيام أن يقف كما قالوا، لأن سيدنا رسول الله نفسه لا يريد هذا، لكن يريد من يقوم بخدمته - وليس خدمته هو – ولكن خدمة الشريعة .
وهذا أمر سيدنا رسول الله، وسدنة الشريعة الأمناء في كل زمان ومكان .
وهذا ما جعل الصالحين دائماً منشغلين البال ، ودائماً مشغولين قلباً وقالباً بالحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم



ولكننا جميعاً والحمد لله - وكل مؤمن - عند سماعه لسيرة الحبيب ؛ يحن قلبه ، ويهيم فؤاده ، ويشتاق على الأقل لزيارته ، إن لم يكن سيشتاق لرؤياه .
وهذه هي البشرى التي يطمأننا بها ربنا عزَّ وجلَّ .
وما دام الإنسان يحنُّ عند سماعه لسيرة حضرة النبي صلى الله عليه وسلم 
ويريد أن يزوره، ويريد أن يراه، ويحنُّ له هنا، 
لا بد أن يتيقين أن له سابقة عناية من الله ، ويتأكد أنه من الجماعة الداخلين في قول الله :
(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ)
[101 سورة الأنبياء]
لماذا؟ 
لأن رسول الله هو الذي أذاع هذه الحقيقة، وأبان هذا الأمر، عندما حكى عن ربه عزَّ وجلَّ في الحديث القدسي
(( كنت كنزاً مخفياً؛ فأحببت أن أعرف ؛ فخلقت الخلق ليعرفوني )) 
المعرفة هنا ؛ دائرةٌ مع المحبة .
************

طيب الحبيب وجمال طلعته



                                                                                                                     
                         الحقيقة أنه عندما تسمع القلوب أي شيء عن الحبيب تطيب
 تطيب من الهموم ، والغموم ،    ومن المشاكل .

هل منا من يتذكر هذه الأشياء الآن؟ كلا..!
لأنه عندما تأتي سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ربنا سبحانه وتعالى يُذْهِب كلَّ همٍّ وغمّ، وكربٍ وضنـك وسـوء 
عن القلب المشـغول بحبيب الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم



وتقريباً للحقيقة: 



الإنسان خلقه الله عزَّ وجلَّ ذائقاً للجمال، وراغباً في الكمال. كلما رأى الإنسان جمالاً رغب فيما هو أجمل!!
إن كان الجمال في المنظر؛ إن كانت مناظر بشرية ، أو منـاظر طبيعية .
أو كان الجمال في الشئون؛ في مسكن ، أو سيارة .
أو كان الجمال في ما تشتهيه الأنفس .. من مـآكل أو مشارب ، أو مفارش ، أو مناكح ..!!
كل هذا تشتهيه الأنفس.
لكن إذا لاح للأرواح جمال حبيب حضرة الفتاح صلى الله عليه وسلم
فإن الإنسان لا يتمنى ولا يشتهي شيئاً في الدنيا ولا الآخرة ولا الجنة، سواه!! 
لأنه لا يوجد أكمـل ولا أجمـل - إن كان في الدنيا، أو الآخرة أو حتى الجنـة - من جمال رسول الله الروحاني النوراني .
وليس الجمال الجسدي ؛ لأن الجمال الجسدي فانٍ. 
ولكن الجمال النوراني ، والجمال القدسي الذي لـمَّعه ربنا عزَّ وجلَّ بجمال ذاته
وأفاء عليه من تنزل كمالاته وجمالاته عزَّ وجلَّ!!!
ورؤية هذا الجمال هو ما يؤدي ببعض الناس أن تتعجب من أقوام لا تشغلهم الدنيا بجميع مشتهياتها التي ذكرناها؛
ويقولون: لماذا لا تشغلهم هذه المشتهيات والمطارف؟!!
لأنهم رأوا بقلوبهم وبأرواحهم الأنعَم والأبهى والأجمل، والأكمل والأعظم!! فلماذا يلتفتون لغيره؟!!!
بعد أن رأوا هذه الطلعة البهية، والحضرة النورانية للمصطفى صلى الله عليه وسلم.
********************

الميدان العملى لتربية النفس وتزكيتها



العمل الخالص لله

**********
ننتقل إلى نقطة أخرى في حديثنا: 
من أعظم أبواب القرب التي يتقرب منها العبد إلى ربه
باب: " فعل الخير مع الناس - ومع أهل الخير - ابتغاء مرضـاة الله 
وهذا باب عظيم، ولكن له آفات لا ينجو منها إلا من حفظه العزيز الحكيم عزَّ وجلَّ 
كيف؟!! 
قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:
{إن المـرء ليعمل الخير فيما بينـه وبين الله، فلا يـزال الشيطــان بـه حتى يُحَدِّثُ بـه،
فإذا حَدَّث بـــه؛ حبط عمله
}
(شعب الإيمان للبيهقي عن أبي الدرداء)
- فالذي يريد أن يكون من رجالات الله ، يحرص أن يكون عمله في طي الكتمان بينه وبين مولاه، 
إذا كان عبادة خاصة، أو إذا كان صدقة، أو إذا كان بِرًّا ، أو إذا كان معروفاً، أو أي خير قدمه لأحد من العالمين؛ 
يكون جميعه بينه وبين الله !!
- من الذي سيجاهد النفس على هذا الأمر؟
أنت الذي ستجاهد نفسك!!
فالذين سيكونون تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله: 
منهم رجل تصدق بصدقة حتى لا تعلم شماله ما قدمت يمينه،
إذا كانت الشمال لا تعلم ما أنفقت اليمين، هل سيعلم صاحب الشمال، وصاحب اليمين، 
والصاحب بالجنب، والسامعون؟!!!
ولذلك كان الصالحون - ولا يزالون: 
يخفون أمور المعروف والبرّ حتى عن أزواجهم ولا يعلمونهن بها
لأن السيدات لا تقدر على الكتمان؛ فتبيح .. وربما تكون الإباحة داخلة في قول الله:
(لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى
[الآية 264 - سورة البقرة]
- ولأن الإنسان في رحاب الله .. النظـرة التي سينظرها لأخيه؛ يعطيه الله عليها أجراً
الكلمة الطيبة؛ يعطيه الله عليها أجراً.
إذا أطعمه لقمة حلواء:
من أطعم أخاه لقمة حلواء؛ وقاه الله شر مرارة الموقف يوم القيامة }
(الترغيب في فضائل الأعمال عن أبي هريرة رضي الله عنه)
إذا سقاه كوب عصير أو شاي:
(وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا
[21- سورة الإنسان]
(إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً
[ 30- سورة الكهف ]
لا يضيع شيئٌ بشرط إذا عملت – يكون الكشف الذي سجل فيه العمل - يُرفع إلى الله:
وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ )
[الآية (10) فاطر]
لكن الذي يحدث - مثلاً: أن جماعة من أهل الخير زاروني ،
فتذيع زوجتي لصاحبتها أو جارتها، أو حتى لأختها الخبر، وتقول:
لقد زارنا أمس فلان وفلان، وعملت لهم كذا وكذا، 
وذلك قد يضيِّع ثواب العمل لي ولها!!!
سأل أحد الحاضرين: وما ذنبي؟!!
- فأجاب الشيخ: لأنك لم تعلِّمها!! لأنك يجب أن تعلمها، وتقول لها: 
إذا كنت تريدين أن يكون هذا العمل لله؛ إذن فلا تقولي لأحد.
- استطرد أحد الحاضرين بسؤال آخر:
سيقال إنه كان عنده فلان، ولم يقل لنا؟

كان عندي فلان يزورني، لكن ليس من حقِّهم أن يسألوا: 
ماذا أكَّلْتُموه؟ أو شرِّبْتُموه؟!! لأن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
- عندما يسألني سائل: فلان كان عندك؟
- أقول: نعم. 
- فيم تكلمتم؟
- أقول له: هذا ليس من شأنك 
(من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)
وعندما يعلم الناس عني ذلك، لن يسألوا مرة ثانية. فيجب أن نعلِّم الناس هذه السلوكيات.
سأخاف وأستحي من الناس؛ ضـاع الدين كما نرى الآن، ضاع الدين بسبب الحياء والجهل، لا يعلِّمهم أحد!!
ونحن نستحي أن نوجِّههم. مع أن كل حركة أو سكنة في حياتك، تستطيع أن تجعلها عبادة لربك، 
على أن تكون عملاً خالصاً بينك وبين الله .
فسيدنا علي زين العابدين ابن الإمام الحسين رضي الله عنهما – وكانوا يسمونه (السجَّاد)، 
وكان من أثرياء المدينة، ومن المرفَّهين، لما مات؛ وهم يُغسِّلونه؛
وجدوا أن ظهره مصاب "بكلُّو" كأنه كان يعمل عتالاً، وهو رجل من المرفَّهين، وعنده خدم!!
فتعجبوا من هذه الإصابة في ظهره!!! وما الذي أصابه بها؟!!
وبعد شهر، فوجئوا بثلاثين عائلة في المدينة وقد انكشفوا، وأصبحوا لا يجدون الكفاف، 
فسألوهم: كيف كنتم تعيشون قبل ذلك؟ فقالوا كلهم: 
كنا مع مطلع الهلال، كان يحضر شخص لا نعرفه، يحمل جوال دقيق على ظهره، 
ووعاء سمن في يد، وصرة فيها دنانير في اليد الأخرى، ويطرق الباب، 
فنخرج لاستقباله؛ فنجد المؤنة على الباب، ولا نجد هذا الشخص!!!
أخذ يكفل هذه الثلاثين أسرة، ولا يعلم به أحد إلا الواحد الأحد!!
لا زوجة ولا خادم ، ولا بنت ولا ولد!! وذلك لأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
{صدقة السر تفضل صدقة العلانية بسبعين ضعف}
(رواه البيهقى عن عبدالله رضى الله عنه)
لم يقل بسبعين مرة، ولكن سبعين ضعف، ويضاعف الله لمن يشاء:
(وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
[آية 5 سورة البينة]
تربيةُ الإنسانِ لنفسه
**************
من الذي سيربِّي الإنسان على مثل هذه الخصال؟
هل المحاضرات النظرية الأكاديمية التي نحن فيها الآن؟ أم الميدان العملي؟
والميدان العملي, الإنسان مسئول عنه، وكذلك مسئول عمن حوله، لازم ينبِّه عليهم؛ 
لأن السيدات ضعيفات في مثل هذه الأمور وتكشف المستور!!
يقول لها: إذا كنت تريدين أن تكوني من أهل الصفا والنور، وفي معية العزيز الغفـور، فيجب أن تسيري مثل:
النساء المؤمنات ، القانتات ، التائبات ، العابدات..
ما أوصافهن؟
أنا لا أسمع! أنا لا أنظر! أنا لا أتكلم!
فيم؟ 
في أي خير تراه، أو تعمله لعباد الله .. لا تريد أن تسمع حسن ثناء عليه، ولا تضعه أمام عينيها، 
ولا تحكي لمن حولها - حتى ولو كان أعز الناس عليها – 
والإسلام أعطانا درساً عملياً عظيماً في هذا الأمر، 
فإذا كانت الأمور العـادية التي بين الرجل وزوجته أمَرَ ألا يفشيها أحد لأحد:
إن شـــر الناس منزلة عند الله يوم القيامة ؛ الرجــل يفضي إلى زوجته ، وتفضي إليه ؛ فيصبح فينشر سرها ، وتنشر سره }
(رواه مسلم عن أبى سعيد الخدرى) 
حتى البنت لأمها!!! ولازم أربي ابنتي على ذلك من البداية ؛ أقول لها: إياك أن تقول لأمك حصل أو لم يحصل 
وكذلك أقول لأمها: إياكِ أن تسأليها ... إلا إذا كان هناك مشكلة؛ تتدخل لكي تحل المشكلة فقط
ولما وصى النبي النساء؛ فواحدة من البنات قالت: يا رسول الله إنهن ليقلن!! فقال صلى الله عليه وسلم فيما معناه :
(من يقل ذلك ، فكأنهما شيطان وشيطانة ، فعلا ذلك على قارعة الطريق ، والناس يشهدون )
فإذا كان ذلك في الأمور العادية فما بالكم في الأمور الإلهية؟!!
من يريد أن تكون له منزلة عند رب البرية .. ماذا يفعل؟
يجب أن يكون ما بينه وبين مولاه؛ لا يعلمه إلا الله!!
إذا كانت شمالك يجب ألا تعرف ما أنفقت يمينك، فكيف يعرف غيرك ؟!!
فالذي يريد أن يكون من أهل الإخلاص، ويستودعه الله حقائق الإخلاص يجب أن يدرب نفسه على أفعال الخواص. 
وكل عمل يسديه إلى الناس، أو يرفعه إلى الله؛ فلا يعلمه إلا حضرة الله - حتى ولو كان كوباً من الشاي –
لماذا يقول ؟ ولماذا نقول: فلان زارنا اليوم؟!!
لازم نقطع ألسنتنا وألسنة نسائنا عن ماذا أكَّلتُـه؟ أو ماذا شرَّبتُـه؟
لأن هذا كلام لا يليق وليس من أدب الإسلام
ولنفرض أنني عندي حاجة على قدري في هذا اليوم،
ولا أستطيع أن أبوح بها، وسوف تضطر أن تكذب .. فترتكب إثماً كبيراً .
هذه أسرار! لازم يتعلم عليها الصغار والكبار، السيدات من طبعهن أن يستدرجن الأطفال
تعال ياولد من كان عندكم اليوم؟
يقول: كان عندنا فلان وفلان، 
تقول: ماذا أكلَّته أمك؟ - وهذا من الفضول .
ومن أراد الوصول فعليه بترك الفضول ، فمن لا يربي نفسه على ترك الفضول ؛ لا يطمع في الوصول .
مثلاً :
رأى اثنين يتكلمان مع بعضهما ...من الفضول : أنه يريد أن يعرف فيما يتكلمان ؟..ويلف ، ويدور ؛ ليعرف الخبر
ولماذا أعرف؟
-السالك في طريق الله يجب أن يبني نفسه على هذه الشاكلة ...يرى أحوال الصالحين ، ويمشي عليها .
-فقد قرأت - وذلك على سبيل المثال وليس على سبيل التباهي - أن سيدنا سعيد بن المسيَّب - رضي الله عنه وأرضاه - صلى في مسجد رسول الله أربعين سنة
كان لا يعلم في هذه السنين من على يمينه ولا من على شماله .
فكنت أطبق هذا النهج :
كنت أذهب لصلاة الجمعة ؛ وأحاول مع نفسي أن لا أعرف من على اليمين ولا من على الشمال ؛ وأقصد أن لا أخرج من المسجد إلا بعد خروجهم ...
طبعاً في الأول ، كانت عيني تريد أن تلتفت ، وتريد أذني أن تسمع ، .فهذا هو الجهاد.
-سأل أحد الحاضرين:
لقد سمعت قريباً ، أن صلاة الجمعة بالذات غير محتاجة أن الواحد يصلي ويخرج من المسجد ، ولكنها محتاجة إلى أن يمكث الواحد ليصافح إخوانه ؟
طبعاً !. لكن الحالة التي أحكي عنها ... للنقاء والصفاء ، من أجل الجمال والبهاء ، لا يريد أن يشتغل بالخلق ، هذه مرحلة أخرى إنه يدرب نفسه .
لكنا الآن ؛ لازم نصافح ، ونتكلم ، ونبتسم ، لكي نأخذ الأجور .
لكن الأخرى ؛ كانت مرحلة عندما يقرأ الواحد عن حالة من حالات الصالحين ؛ يحاول أن ينفذها.
-أين ينفذها؟
في المعمل ، مع نفسه ...!!
والمعمل ممكن في الجامع !! ممكن في السوق!! ممكن في الشارع!! ممكن في العمل!! ممكن في البيت!!
المهم أن ينفذها !!!!
-لكن إلى متى نسمع نظري؟
العلــم يهتف بالعمل ... فاعمــل تنل كل الأمل
لازم ندخل ميدان العمل...!!
-من سيدخلك؟ أنت ...!!
-من الذي سيهذب نفسك؟ أنت...!!
-من الذي سيرقيها؟ أنت...!!
-أما نحن فنوجِّه ، ونساعد ، ونعين .... لكن عليك أن تبدأ .
لكنك نائم ومعتمد أنك عند مدرس شاطر ، ومعتقد أنك ستحصل على 99% في الثانوية ، بدون أن تذاكر أو تفتح كتاب
هل ينفع ذلك؟ لا...!!!
لازم تدخل الميدان ...!! وتفتح المختبر ..!! وتجاهد النفـــس..!!
وهذا ما أريد أن أقوله لكي ننال ما نتمنى
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الدراسة فى أكاديمية الصالحين


                    نظامنا الذي نسير عليه -

                       وكذلك الصالحون                           كانوا وما زالوا يمشون عليه :

إن الدراسة في أكاديمية الصالحين
تنقسم إلى قسمين:
- جانب نظري أكاديمي في الدروس والمحاضرات ،
- وجانب عملي في المعمل .

والمعمل يعني: أن كل واحد يُحْضِر نفسه فيما بينه وبين نفسه وربه، في معمل نفسه، ويعمل معها الواجب؛
لكي يطبق هذه الدروس في الناحية العملية 
ولا توجد إفادة أو إثابة، ولا فتح؛ إلا بعد التطبيق العملي!!
فلو أن الإنسان حصَّل دروساً نظرية – مثل بعض إخواننا الذين معنا منذ ثلاثين سنة – 
لكنه يحصَّل نظري، ولا يريد أن يفتح معملاً أبداً عنده، ماذا نفعل له ؟
- وبالمثال يتضح المقال: 
واحد يعمل (حلواني عند جروبي)، وأخذ دراسـات أكاديمية ويطبخ كل أنواع الحلوى،
والجاتوهات الشرقية والغربية والهندية والصينية، وغيره، ولكن لم يتذوقها أبداً!! 
هل يستطيع معرفة نكهة أي حلوى من التي يصنعها؟ لا !!! متى يدرك نكهتها؟ 
عندما يصنعها، ويتذوقها!! لكن الشرح النظري لا يكفي، 

ومبدأ الصالحين في معرفة الحقائق: " ذق تعرف "
والذوق لا يكون إلا بعد الممارسة العملية!!!

- مثال آخر: لكي يكون الواحد من الصالحين لازم يتجمل بجمال الصالحين ، 
وجمال الصالحين .. هل هو جمال الصورة؟ لا..
ولكنه جمال الطبع ، وجمال الأخلاق ، وجمال الأحوال ، وجمال السلوكيات ، .. هذا جمالهم!!!
ولكي أدرك هذه الأشياء، وأصبح معهم:
لا بد من أن أغيِّر نمط أخلاقي ، وسلوكياتي ، وحياتي ، وأجعلها على نمطهم؛ وإلا سأظل محلك سِرْ!!
وإن كنت معهم خمسين سنة، أو ستين سنة، أو أكثر أو أقل!!

- مثال ثالث: لكي يكون الواحد منا من الصالحين، سيباح له أسـرار!! وسيُكشف له عن أنوار!! 
لا تباح إلا للأخيار 
متى يباح له الأسرار؟ ويماط اللثام عن قلبه ليرى الأنوار؟ إذا كان كاتماً للأسرار!!
وإذا كان هذا الشخص لا يقدر أن يكتم كلمة سمعها من واحد!! فكيف سيكون كاتماً للأسـرار؟!!
فلو إستمع إلى خمسين محاضرة عن كتمان السر وعنوانها:
المجالس بالأمانات "
لكنه لم يطبق هذه المحاضرات على حياته العملية، فسيظل طوال عمره غربال!! 
كم يحفظ الغربال من الماء؟..لا شيء!!
فهل يباح لمثل هذا في أي وقت من الأوقات سر من الأسرار الإلهية؟ ...لا، ... لماذا؟
لأنه لم يدرِّب نفسه على كتمان الأســـرار ؛ 
وإذاً ! لا تباح له الأســرار.
من الذي سيدربه؟ هو...!!
لكنني أرى كثير من إخواني ، مثل تلاميذ هذه الأيام:
فالولد عندي ، وعندك ، لا يذاكر - وكذا البنت!!
فإذا قلنا له: يا بني نحن نريد منك الحصول على مجموع عال في الثانوية
فإنه يقول لك: دبر لي أمْهَرُ مدرس في الدروس الخصوصية، وليس لك شأن!!
ولكن هل المدرس سيذاكر بدلاً منه؟!!!
كذلك نفس الأمر بالنسبـة لأغلب المريدين في هذا الزمان؛
فهم متخيلون أنهم ما داموا في صحبة فلان من العارفين؛ 
فسيصبح كل واحد منهم في يوم من الأيام من أولياء الله المتقين!!
ونحن نقول له: 
في إمكانك ذلك، لكن عندما تفتح المعمل الخاص بك، وتدخل فيه نفسك، وتحجِّمها، وتحدِّدها، 
ويا حبذا لو تسحقها وتَمْحَقُها، وتجعلها تنبت من جديد على النهج السديد للنبي الرشيد 
صلى الله عليه وسلم.
فقد تكون معجباً بنفسك، وترى أنك على ما يرام!! وتريد أن يأتي الخير على ذلك، 
بينما ربما يكون حالك في رأي سيد الأنام، والصالحين الذين في معيته : غير تمام!! 
فكيف يتحقق لك ذلك؟!!
على الأقل تكون مثل أولاد الأنصار: 
السيدة أم سليم - أم أنس بن مالك - كانت لا تنجب، فلما حملت بأنس؛ 
نذرت إن رزقها الله بغلام؛ أن تجعله خادماً للكعبة، فولدت أنس. 
وعندما بلغ سبع سنين وهاجر سيدنا رسول الله ودخلت في الإسلام 
(( وكانت من الفضليات العظيمات في الإسلام ومن الصالحات؛ حتى أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يذهب ويقيل عندها في بيتها – من إيثاره لها، وهذا يعني أن لها منزلة عظيمة)) 
فأخذت ابنها أنس وقالت: يا رسول الله، هذا أُنيس، كنت قد وهبته للكعبة،
واليوم أهبه لك. 
فكان خادماً لرسول الله وفي يوم من الأيام، وجدت أنساً يلعب، فنادت عليه:
يا أنس ماذا تفعل؟ قال: ألعب ... وأين تذهب؟..
قال: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر
قالت: ما هو؟ قال: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم – وهي أمه - فاحتضنته والتزمته، وقالت: 
(هكذا فكن)
وهذا طفل صغير!!! 
فما بالك لو كان رجل وعمره ستين سنة، أو سبعين سنة، وماشي معنا منذ ثلاثين سنة، لكنه لا يستطيع أن يكتم كلمة سمعها من أخيه!!
 كيف يكون مثل هذا رجلاً؟!!
إنه لم يحصل حتى على منزلة " صبيّ " في طريق الله عزَّ وجلَّ .
 المجالس بالأمانات

************
ولكي يكون رجلاً من الرجال؛ ستكون أسرار الناس كلها في صدره - 
وكما قالوا: " صدور الأحرار قبور الأسرار "
ولذلك قالوا: " يموت الولي ، وأسرار الناس معه "
لأنه دفنها معه، ولا يذيعها لأحد، 
فكيف يكون في هذه المهمة ... والذي يسمعه من هذا يقوله لهذا؟!!
أين (المجالس بالأمانات)؟!!

فالذي لا يريد أن يدرب نفسه عليها لا ينفع في طريق الله عزَّ وجلَّ
فبداية روضات الصالحين: أن الطفل فيها يتعلم: (أن المجالس بالأمانات)
المجلس الذي يجلسه أمانة، فإذا حدَّث أحداً بما دار في المجلس – بدون إذن أهل المجلس- تكون خيانة، 
لأنه لا بد أن يعرف أنهم راضون عن نقل هذا الكلام، أو غير راضين؟!!
لكن غير ذلك لا يُحدَّث .
- مثلا: جلست مع صديقك، وحكى لك عن سرٍّ 
فلو كنت تريد أن تتوسط؛ تسأله أولاً: أحكي لفلان؟
فمع أنك تسعى في الخير، تسأله أولاً
كذلك - ولو توسَّطت - لا تنقل إلا الكلام الذي يسرُّ ، لكن الكلام الذي يضرُّ ..هل ستنقله ؟ لا. 
لأنك لو فعلت ذلك في هذه الحالة ؛ لن تكون حكيماً أساساً
فهذا هو مبدأ الإسلام، الذي اتفق عليه أهل الإسلام، 
وكان عليه المصطفي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام .

فأول رتبة يأخذها السالك ( كاتم للأسرار )
إذا تعرض للاختبار، ونجح في الاختبار؛ يعطوه:
(صالح للأنوار، وقابل لتلقي الأسرار)
حتى أن الصالحين لهم اختبارات عجيبـة في هذا الموضوع، 
يقول فيها الإمـام أبو العزائم - رضي الله عنه أرضاه:
" قد يُظْهِـر الرجل الصالح بعض أسراره الخاصة للمريد ليمتحنه، 
كأسرار بيته وعياله .. فإن أذاعها ؛ فلا يؤتمن على الأسرار العلية!! 
وإن ائتمن عليها ؛ فهو لغيرها أأمن ، فيباح له أسرار حضرة الله جلَّ في علاه ".

إذن من الذي سيدرب الأخ على هذا الخلق؟ هو بذاته !!
يأخذ دورة تطبيقية عملية في حياته في هذا الأمر، ويحاسب نفسه:
حاسب ضميرك والحظن أسراري **** وقف على باب الصفا يا ساري
هم يعطونك محاضرات نظرية، وأنت تطبِّق.
من الذي يحاسب؟ أنت تحاسب نفسك!! 
أنت المهندس، وأنت الميكانيكي، وأنت المشرف، وأنت المراقب، 
وأنت التنظيم والإدارة، وأنت الجهاز المركزي للمحاسبات، 
فكل حاجة معك أنت!! فتحاسب نفسك؛ 
لكي تصلح لربك عزَّ وجلَّ 
يسمُّونه: " رجل صالح 
" ماذا يعنون بصالح؟ أي صالح للحضرة
من الذي يصلحه؟ هو الذي يصلح نفسه.
وهذه الدورة لا بد أن تنزلها بنفسك، 
وإن لم تنزلها . بماذا يفيد كلامي؟!! محاضرات نظرية فقط
وتكون في هذه الحالة .. عالم بأحوال الصوفية!!