Disqus for ومضات إيمانية

الأربعاء، 29 مايو 2013

الصلاة على أصحاب النبى وزوجاته


لا خلاف بين الأئمة في جواز الصلاة على الصحب تبعا، وإنما 

الخلاف في الصلاة عليهم استقلالا  ثم اعلم أن من قال من 

العلماء: إن آل النبي صلى الله عليه وسلم هم أتباعه المؤمنون ـ 

فالصلاة على الصحب بعد الصلاة على الآل تكون من باب عطف 

الخاص على العام، لأنهم أولى الناس بالدخول في وصف الآل 

على هذا الوجه، ومن قال إن آله: هم المؤ منون من قرابته ـ  

فالصلاة عليهم بعد الصلاة على الآل أتت بطريق القياس, جاء 

في حاشية الجمل: قدم الآل، لأن الصلاة عليهم وردت بالنص، 

وأما الصلاة على الصحب فبالقياس.

قال تعالى إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ 

آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) .


عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ 

يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا 

تَسْلِيمًا ) قُمْتُ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : السَّلاَمُ عَلَيْكَ قَدْ عَرَفْنَاهُ ، فَكَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : قُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حُمَيْدٌ مَجِيدٌ ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حُمَيْدٌ مَجِيدٌ.رَوَاهُ أَهْلُ الصِّحَاحِ، وَالسُّنَنِ، وَالْمَسَانِيدِ. كَالْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ، وَأَبِي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنِ مَاجَهْ، وَالْإِمَامِ أَحْمَدَ فِي مُسْنَدِهِ، وَغَيْرِهِمْ.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكْتَالَ بِالْمِكْيَالِ الْأَوْفَى إذَا صَلَّى عَلَيْنَا أَهْلُ الْبَيْتِ فَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ الْمُؤمِنِينَ، وَذُرِّيَّتِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ كَمَا صَلَّيْت عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ}  
سُنَنِ أَبِي دَاوُد
وقال تعالى وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا* ) وأهل البيت هنا هم زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن السياق يقول ذلك . فالآيات من قبل ومن بعد تتحدث عن زوجات النبي وحدهن ، وتعبر عنهن ( بأهل البيت ) .. أما علي وفاطمة والحسن والحسين فقد دخلوا في عداد أهل البيت يوم جمعهم النبي وغطاهم بكسائه ، ودعا أن يكونوا مشمولين بذهاب الرجس والتطهير ، الواردين في هذه الآيات أسوة بزوجاته الطاهرات المطهرات . عن عائشة أم المؤمنين عند مسلم ، وعن أم سلمة عند الترمذي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أدخل علياً وفاطمة والحسن والحسين في كساء كان معه وقال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، وهم أحق ... وقوله ( وهم أحق ) فيه دلالة أخرى على أن زوجاته صلى الله عليه وسلم هن الأسبق إلى كونهن ( أهل بيت النبي ) من أصحاب الكساء . لأن اسم التفضيل ( أحق ) يشير إلى وجود مفضل ومفضل عليه . 

ولو تتبعنا لفظ الآل والأهل في القرآن لتبين أن هذين التركيبين في اللغة العربية متقاربان ، وبينهما خصوص وعموم . فالأهل أخص ، والآل أعم .. فقد يطلق لفظ ( الآل ) ويراد به أهل بيت الرجل وأتباعه ، وقد جاء ذلك في قوله تعالى : فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ) وآل لوط وأهله هنا هم أفراد بيته وأتباعه في الدين . وقيل لم يكن معه سوى زوجته وابنتيه ( رغواء وريفاء ) ومن تبعه من المؤمنين .. 
ولوط عليه السلام يدخل مع أهل بيته حكماً ، لأن رب البيت ملاحظ في هذا الاستدلال ، بدليل قوله تعالى ( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ* النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِفقد دخل في النص فرعون وآله أي من تابعه على الكفر من أقرباء وأتباع . فهو معذب قبلهم في البرزخ وفي الآخرة . 

ومن هذا القبيل قوله تعالى في قصة موسى عليه السلام ( وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى* إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى*فالمراد بالأهل هنا : إما زوجته خاصة ، والتعبير عنها بالجمع لظاهر لفظ الأهل أو للتفخيم ، وإما : المراد بالأهل هم : المرأة والولد والخادم ، الذين كانوا بصحبته في تلك الليلة الشاتية المظلمة . 

ومن هذا المعنى أيضا قوله تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام ( قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ، رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) فدَخَلَ إبراهيم وزجته سارة معاً في الخطاب . 
وقد يطلق لفظ ( الأهل ) ويراد به الزوجة خاصة ، لا يدخل معها غيرها ، كما في قوله تعالى على لسان امرأة العزيز قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فقول امرأة العزيز ( بأهلك ) هنا إنما كانت تعني به نفسها خاصة . 

وربما عبر القرآن بلفظ ( الأهل ) عن الأخ كما في قصة موسى وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي* هَارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي* ) حيث اعتبر موسى أخاه ( هارون ) واحداً من أهله ، وهو كذلك . 

وقد يراد بالأهل الأبوان وأولادهما وزوجات الأبناء والأحفاد ، كما في قوله تعالى في قصة يوسف ( اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ ) حيث أراد أن يأتوه بوالده وأمه وسائر أفراد عائلة يعقوب وأبنائه وأحفاده وحاشيته . 

بل ربما جاء لفظ ( الأهل ) بمعنى صاحب شيء ، ومنه قوله تعالى ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ )يعني يا أصحاب الكتاب من يهود نصارى ...

وبناء على ما تقدم بيانه ، ومن استخدامات القرآن لمعنى لفظتي ( أهل ) و( آل ) نلاحظ أن المقصود بـ ( أهل البيت ) في آية الأحزاب (إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) 
هم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة ، لأن سياق الآيات من قبل ومن بعد يخص أمهات المؤمنين ولا يتعداهن إلى أية جهة أخرى ... ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب أن يكون لابنته وصهره وأحفاده نقاء من الرجس وطهارة من الدنس ، فجمعهم كما ذكر في حديث الكساء ، ودعا لهم ، فألحقوا إلحاقا بأهل البيت المطهرين ، ببركة دعائه صلى الله عليه وسلم .

وإذا تقرر هذا المعنى في الأذهان ، صار بالإمكان القول بجواز الصلاة على أمهات المؤمنين لأنهن ( أهل بيت النبي ) صلى الله عليه وسلم . لا أن يخص بذلك علي وفاطمة والحسن والحسين ونسلهم ، دون أمهات المؤمنين .. 

بل ويمكن أيضا أن نحمل معنى ( الأهل ) أو ( الآل ) على معنى الأتباع ، فيدخل تحتهما كل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وبناء عليه نقول بجواز الصلاة عليهم تبعا للصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم . لأنهم أيضا ( آل النبي ) وأتباعه ، وقد ورد النص بالصلاة على ( الآل ) . 

ولكن هل يصلى على غير الأنبياء صلاة مستقلة ؟ فيقال مثلا : اللهم صل على فلان بن فلان ؟ أم لا يجوز أن يصلى إلا على الأنبياء .؟ هذان قولان للعلماء . أخذ بالجواز قوم ، فرووا أحاديث تؤيد مذهبهم منها :

ما جاء في صحيح البخاري :

عند قَوْلِهِ تَعَالَى : ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ) قال البخاري : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَتِهِمْ قَالَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ فُلاَنٍ فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى . 

وجاء في عمدة القاري :

في حديث الباب عن عبد الله ابن أبي أوفى قال كان رسول الله إذا أتى بصدقة قوم صلى عليهم فأتاه أبي بصدقة فقال اللهم صل على آل أبي أوفى وفي حديث آخر إن امرأة قالت يا رسول الله صل عليَّ وعلى زوجي فقال صلى الله عليك وعلى زوجك .. وذلك قوله تعالى : ( إن صلاتك سكن لهم ) . ومن هذه النصوص يرى قوم جواز الصلاة على أي شخص ، لأن الصلاة هنا معناها الدعاء للشخص بأن يرحمه الله ويغفر له .. وهذا عندهم جائز . قَالَ أَحْمَد بن حنبل وَجَمَاعَة : يُصَلَّى عَلَى كُلّ وَاحِد مِنْ الْمُؤْمِنِينَ مُسْتَقِلًّا وَاحْتَجُّوا بِأَحَادِيث الْبَاب ...


احتج بالحديث المذكور ـ يعني: قوله: اللهم صل على آل أبي 

أوفى ـ من جوز الصلاة على غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام 

بالاسقلال، وهو قول أحمد أيضا. وقال أبو حنيفة وأصحابه 

ومالك والشافعي والأكثرون: إنه لا يصلى على غير الأنبياء 

عليهم الصلاة والسلام استقلالا فلا يقال: اللهم صل على آل أبي 

بكر ولا على آل عمر أوغيرهما، ولكن يصلى عليهم تبعا.
ومنع من ذلك فريق آخر ، فقالوا : هذا الأمر يؤخذ من استعمال السلف ، لأنهم هم الأقرب إلى فهم النصوص ، وَلَمْ يُنْقَل اِسْتِعْمَالهمْ ذَلِكَ ، وإنما خَصُّوا الْأَنْبِيَاء بالصلاة عليهم وحدهم ، مثلما خَصُّوا اللَّه تَعَالَى بِالتَّقْدِيسِ وَالتَّسْبِيح وحده . وَأَمَّا الصَّلَاة عَلَى الْآلِ وَالْأَزْوَاج وَالذُّرِّيَّة فَإِنَّمَا جَاءَ عَلَى التَّبَع لَا عَلَى الِاسْتِقْلَال ، وَيَحْتَمِل فِي التابع مَا لَا يَحْتَمِل اِسْتِقْلَالًا . وقد استدل هؤلاء بأحاديث منها : 

ما جاء في كتاب : المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - لأبي العباس القرطبي قال :

عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ ؛ أَنَّهُمْ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ! كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ ؟ قَالَ : ( قُولُوا : اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) . فقد صلى عليهم تبعا كما ترى ...



قال النووي في شرحمسلموقوله: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ـ 

احتج به من أجاز الصلاة على غير الأنبياء, وهذا مما اختلف العلماء فيه, 

فقال الشافعي ـ رحمهما الله تعالى والأكثرون: لا يصلى على 

غير الأنبياء استقلالا، فلا يقال: اللهم صل على أبي بكر, أو 

علي, أو غيرهم، ولكن يصلى عليهم تبعا فيقال: اللهم صل على 

محمد وآل محمد وأصحابه  وأزواجه وذريته, كما جاءت به 

الأحاديث.

وقال أحمد وجماعة: يصلى على كل واحد من المؤمنين مستقلا، 

واحتجوا بأحاديث الباب, وبقوله صلى الله علييه وسلم: اللهم 

صل على آل أبي أوفى ـ وكان إذا أتاه قوم بصدقتهم صلى عليهم 

ـ وقالوا: وهو موافق لقول الله تعالى: هو الذي يصلي عليكم 

وملائكته

ولهذا هنالك شبه إجماع بين علماء الأمة على جواز أن نقول ( اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ) فنذكر الصحب مع الآل . ولم يشذ عن ذلك إلا الشيعة ، الذين يعادون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، كما يعادون زوجاته أمهات المؤمنين ، ويأمرون بسبهم ، ويحرمون الصلاة عليهم .. والعياذ بالله من حال أهل النار ,!!؟

الأحد، 26 مايو 2013

أول خلق الله وأكرمهم عند الله سيدنا محمد صل الله عليه وسلم


 أدلة أوليته صل الله عليه وسلم من القرآن الكريم 


«إن الدين عند الله الإسلام»، آل عمران 19. وقوله تعالى: «ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه»، آل عمران: 85، ونتساءل : ما هذا الدين الذى لا يقبل الله من الخلق غيره، وما تعريفه ومواصفاته؟! 1- الإسلام: نقرأ قوله تعالى: – «أفغير دين الله يبغون وله أسلم من فى السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون» آل عمران : 83. – «إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات» الأحزاب: 35. – «وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين» يونس: 90. –

النمل: 91. – «فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين» الذاريات 36: 35. – «وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين» يونس: 84. – «قالت رب إنى ظلمت نفسى وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين» النمل: 44. – «.. قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون» آل عمران: 52. – «فاطر السماوات والأرض أنت وليى فى الدنيا والآخرة توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين» يوسف : 101. – «قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون» البقرة 133. ونلاحظ فى الآيات أعلاه أمرين:
إذا كان الدين عند الله الإسلام  وليس ثمة غير الإسلام دين
إذا كان كل من فى السموات  والأرض اسلم لله طوعا وكرها
وإذا كان كل الأنبياء واتباعهم مسلمين
فمن هو أول من اسلم :؟ إنه سيدنا محمد
أذن أول المسلمين هو سيدنا محمد وليست لأحد غيره 

قول موسى صلى الله عليه وسلم لما أفاق من صعقته حين سأل ربه عز وجل أن يريه أن ينظر إليه من قوله { فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين } أى المصدقين أنه لا يراك أحد ،
لكنه لم يقل أنا أول المسلمين 

وفى تفسير القرطبى:
وقد روى النسائي عن محمد بن مسلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام يصلي تطوعا قال : الله أكبر . وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين . إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين . لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين . اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ثم يقرأ . وهذا نص في التطوع لا في الواجب . وإن صح أن ذلك كان في الفريضة بعد التكبير ، فيحمل على الجواز والاستحباب ، وأما المسنون فالقراءة بعد التكبير ، والله بحقائق الأمور عليم . ثم إذا قاله فلا يقل : وأنا أول المسلمين وهي : 
الرابعة : إذ ليس أحدهم بأولهم إلا محمدا صلى الله عليه وسلم . فإن قيل : أوليس إبراهيم والنبيون قبله ؟ قلنا عنه ثلاثة أجوبة : الأول : أنه أول الخلق أجمع معنى ; كما في حديث أبي هريرة من قوله عليه السلام : نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ونحن أول من يدخل الجنة . وفي حديث حذيفة نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق . الثاني : أنه أولهم لكونه مقدما في الخلق عليهم ; قال الله تعالى : [ ص: 141 ] وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح .
 قال قتادة : إنالنبي صلى الله عليه وسلم قال : كنت أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث . فلذلك وقع ذكره هنا مقدما قبل نوح وغيره . 
( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ( 7 ) ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما ( 8 ) ) 
وقد رتبت الآيه الأنبياء ترتيب زمنى فبدأت به صل الله عليه وسلم وجاء ترتيب الأنبياء زمنيا 
وجاء فى تفسير ابن كثير لآية ميثاق النبيين :
 قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة الدمشقي ، حدثنا محمد بن بكار ، حدثنا سعيد بن بشير ، حدثني قتادة ، عن الحسن ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، في قول الله تعالى : ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح ) الآية : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كنت أول النبيين في الخلق [ ص: 383 ] وآخرهم في البعث ، [ فبدئ بي ] قبلهم " سعيد بن بشير فيه ضعف . 
وقد رواه سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة مرسلا وهو أشبه ، ورواه بعضهم عن قتادة موقوفا ، والله أعلم . 
قال تعالى :( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ( 81 )الزخرف

 جاء فى تفسير ان كثير لهذه الآيه :
وقال أبو صخر : ( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ) أي : فأنا أول من عبده بأن لا ولد له ، وأول من وحده . وكذا قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم .
وقال مجاهد : ( فأنا أول العابدين ) أي : أول من عبده ووحده وكذبكم .
وقال السدي [ في قوله ] ( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ) يقول: لو كان له ولد كنت أول من عبده ، بأن له ولدا ، لكن لا ولد له . وهو اختيار ابن جرير ، ورد قول من زعم أن " إن " نافية .

وجاء فى تفسير الطبرى لهذه الآية ما يلى :
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : ( فأنا أول العابدين ) قال : قل إن كان لله ولد في قولكم ، فأنا أول من عبد الله ووحده وكذبكم .
حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : ( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ) يقول : لم يكن للرحمن ولد فأنا أول الشاهدين .
ـ ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوحوإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا )
 فذكر الله رسوله سيدنا محمد فىالبدء ثم جاء بالترتيب الزمنى للأنبياء وليس ترتيب أفضلية
لأنه لو كان ترتيب أفضلية لتقدم ذكر سيدنا ابراهيم
على سيدنا نوح لكنه ترتيب زمنى ( ومنك )

أدلة من السنة النبوية المطهره 
في رواية ابن سعد قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:كنت أوّل النّاس في الخلق وآخرَهم في البعث.معناه: أوّل الخلق في عالم الأرواح
قلت: رواه عن قتادة سعيد بن أبي عروبة وهو أثبت النّاس في قتادة كما قال يحيي بن معين، وتابعه أبو هلال الرّاسبي كما عند ابن سعد وهو صدوق علق له البخاري،وشيبان بن عبد الرحمن الحافظ عنه كما ذكره ابن كثير في البداية (2/393) ثلاثتهم رووه عن قتادة مرسلا، وخالف في ذلك سعيد بن بشير وخليد بن دعلج فروياه عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم موصولا وهو منكر،لأنهما ضعيفان،لذلك قال ابن كثير في المرسل: وهذا أثبت وأصحّ والله أعلم.
الشاهد الاول من 
حديث أبي هريرة:
فأخرجه الطبري في تفسيره (ج 24 / ص 366-377)وفي تهذيب الآثار (ج1/ص441) والبيهقي في دلائل النبوة - (ج 1 / ص 443) وابن أبي حاتم في التفسير(7/2309) والبزار في مسنده (1/44) كما في كشف الأستار وابن بطة في الإبانة الكبرى - (ج 5 / ص 236) والخلال في السنة (1/ 187) من طرق عن عِيسَى بن عَبْد الله التميمي يَعْنِي أبا جعفر الرازي، عَنِ الرَّبِيعِ بن أنس البكرى، عَنِ ابى العالية أو غيره، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ تعالى:{سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام}فذكر الحديث ، أعني حديث الإسراء حتى بلغ إلى قوله:قال الله تعالى لي -أي ليلة الإسراء-:وجعلتك أوَّلَ النَّبيين خَلْقًا، وآخِرَهُمْ بَعْثًا .... وَجَعَلْتُكَ فَاتِحًا وَخَاتِمًا.
ثم قال الخلال:قال الفضل ، : قال لي أحمد : أوليس أوّل النّبيين خلقا ، يعني {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح} ، فبدأ به.
قلت: اسناده حسن لو لا التردد من أبي جعفر عمن رواه،وعليه فالحديث حسن ويعتضد بالمرسل الصحيح،ومنه تعرف بطلان قول من حكم عليه بالوضع.

ـ ( كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ )
(أخرجه أحمد والبخاري في تاريخه والترمذي وصححه الحاكم)

(إِنِّي عَبْدُ اللهِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، وَإِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ )
( أحمد 4/128(17295)

 “ كتبت نبيا و آدم بين الروح و الجسد “ .

قال الألباني في “ السلسلة الصحيحة “ 4 / 471 : أخرجه أحمد في “ المسند “ ( 5 / 59 ) و في “ السنة “ ( ص 111 ) : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا منصور بن سعد عن بديل عن عبد الله بن شقيق عن # ميسرة الفجر # قال : “ قلت : يا رسول الله متى كتبت نبيا ? قال : و آدم ... “ . أخرجه ابن أبي عاصم في “ السنة “ ( رقم 410 بتحقيقي ) و أبو نعيم في “ الحلية “ ( 9 / 53 ) من طريق أخرى عن ابن مهدي به إلا أنه وقع في “ الحلية “ : “ كنت “ . و الأرجح رواية أحمد و ابن أبي عاصم . و تابعه إبراهيم بن طهمان عن بديل عن ميسرة بلفظ “ الحلية “ . أخرجه البخاري في‎” التاريخ “ ( 4 / 1 / 374 ) و ابن سعد ( 7 / 60 ) . و تابعه خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن رجل قال : “ قلت ... “ الحديث .‎أخرجه ابن أبي عاصم ( 411 ) : حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن خالد به . و أخرجه ابن سعد ( 1 / 148 و 7 / 59 ) : أخبرنا عفان بن مسلم و عمرو بن عاصم الكلابي قالا : أخبرنا حماد بن سلمة به . إلا أنهما سميا الرجل “ ابن أبي الجدعاء “ , و الأول أقرب إلى الصواب , فقد قال ابن سعد أيضا : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية عن خالد الحذاء به مثل رواية هدبة . فاتفق ابن علية مع حماد بن سلمة في رواية هدبة عنه على عدم تسمية الرجل , فهو المحفوظ عن خالد الحذاء , و يفسر الرجل المبهم برواية بديل المبينة أنه ميسرة الفجر , و إسناده صحيح . ثم أخرجه ابن سعد من مرسل مطرف بن عبد الله بن الشخير , و سنده حسن , و من مرسل عامر و هو الشعبي , و إسناده ضعيف . و له شاهد موصول من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه .‎أخرجه أبو نعيم في “ أخبار أصبهان “ ( 2 / 226 ) . و آخر من حديث العرباض بن سارية , مخرج في الكتاب الآخر ( 2085 ) . 

*أخرج ابن جرير في تهذيب الآثار (ج1/ص410) والضياء في الأحاديث المختارة (ج6/ص259) والخِلعي في فوائده (1/131) وابن عساكر في التاريخ(3/501) والحافظ البيهقي في دلائل النبوة (1/417) من طرق عن ابن وهب، قال: ثني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، عن أنس بن مالك قال: لمَّا أتى جبريل بالبراق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فكأنها صرَّت أذنيها، فقال جبريل عليه السلام: مَهْ يا بُراق والله ما ركبَك مثلُه، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو بعجوز على جنب الطريق، فقال: ما هذه يا جبريل؟ قال: سر يا محمد، فسار ما شاء أن يسير، فإذا شىء يدعوه مُتنَحيًّا عن الطَّريق: هَلُمَّ يا محمد، قال له جبريل: سر يا محمد، فسار ما شاء الله أن يسير، قال: لَقِيَهُ خلقٌ من الخَلْق فقال أحدهم: [السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَوَّلُ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا آخِرُ ] وَالسَّلَامُ عليك يا حاشر، فقال له جبريل اردد السَّلام يا محمد، قال: فردَّ السَّلامَ، ثمُّ لَقَيُه الثَّانى فقال له مثل مقالة الأوَّل، ثم لَقيَهُ الثَّالث فقال له مثل مقالة الأوَّلين حتى انتهى إلى بيت المقدس....الحديث"
اسناده صحيح ورجاله كلهم ثقات، وقد صححه الضياء المقدسي في المختارة.وعليه قد ثبت لك،إن كنت من أهل الدراية بالاسناد:أن الحبيب صلى الله عليه وسلّم أولّ خلق الله في عالم الارواح.وجمع تخريج الحديث ابن كثير في تفسيره ج: 3 ص: 470

وهذا رابط فيه تخريج حديث ( كنت أول الأنبياء فى الخلق ) : 

قول الإمام ابن حجر الهيتمي:
وقال الإمام ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الحديثية ص189: (ومما صح عند الحاكم أيضاً عن ابن عباس  قال : ( أوحى الله تعالى إلى عيسى  يا عيسى آمن بمحمد ومُرْ من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به فلولا محمد ما خلقت آدم ، ولولا محمد ما خلقْتُ الجنة والنار، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن )
قال ابن حجر: ومثل هذا لا يقال من قبل الرأي فإذا صح عن مثل ابن عباس يكون في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما قرره أئمة الأصول والحديث والفقه وحينئذ فما في الأول (
[2]) من ضعف لو سلم لقائله يكون مجبورا بهذا لأن هذا وحده كاف في الحجية فضم الأول إليه يزيده قوة إلى قوة
وفي حديث رواه صاحب شفاء الصدور وغيره ( قال الله يامحمد وعزتي وجلالي لولاك ما خلقت أرضي ولا سمائي ولا رفعت هذه الخضراء ولا بسطت هذه الغبراء ) وفي رواية (من أجلك اسطح البطحاء وأموج الماء وأرفع السماء وأجعل الثواب والعقاب والجنة والنار ) وفي أخرى ذكرها عياض في الشفاء (فقال آدم ... فأوحى الله إليه: وعزتي وجلالي إنه لآخر النبيين من ذريتك ولولاه ما خلقتك) وبهذا كله اتضح بطلان ذلك الاعتراض وأن قائله زل عن درك الصواب فطغى قلبه وزل قدمه) اه كلام ابن حجر الهيتمي
وقال الهيتمي في الصواعق المحرقة (2/ 448): (إن الله لما خلق الدنيا بأسرها من أجل النبي جعل دوامها بدوامه ودوام أهل بيته؛ لأنهم يساوونه في أشياء مر عن الرازي بعضها؛ ولأنه قال في حقهم: اللهم إنهم مني وأنا منهم؛ ولأنهم بضعة منه بواسطة أن فاطمة أمهم بضعته، فأقيموا مقامه في الأمان)اه

قول الإمام ابن تيمية:
وها هو الإمام ابن تيمية  يقر بهذا المعنى ففي مجموع الفتاوى 11/ 96: (وقد ظهر فضل نبينا على الملائكة ليلة المعراج لما صار بمستوى يسمع فيه صريف الأقلام وعلا على مقامات الملائكة والله تعالى اظهر من عظيم قدرته وعجيب حكمته من صالحى الآدميين من الأنبياء والأولياء ما لم يظهر مثله من الملائكة حيث جمع فيهم ما تفرق في المخلوقات فخلق بدنه من الأرض وروحه من الملأ الأعلى ولهذا يقال هو العالم الصغير وهو نسخة العالم الكبيرومحمد سيد ولد آدم وافضل الخلق وأكرمهم عليه ومن هنا قال من قال: إن الله خلق من أجله العالم أو انه لولا هو لما خلق عرشا ولا كرسيا ولا سماء ولا ارضا ولا شمسا ولا قمرا
لكن ليس هذا حديثا عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لا صحيحا ولا ضعيفا !!!! ولم ينقله أحد من أهل العلم بالحديث عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم !!!! بل ولا يعرف عن الصحابة !!! بل هو كلام لا يدرى قائله !!!
ويمكن أن يفسر بوجه صحيح كقوله: (سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض), وقوله (وسخر لكم الفلك لتجرى فى البحر بأمره وسخر لكم الأنهار وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وآتاكم من كل ما سألتموه وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها), وأمثال ذلك من الآيات التي يبين فيها انه خلق المخلوقات لبنى آدم ومعلوم أن لله فيها حكما عظيمة غير ذلك وأعظم من ذلك ولكن يبين لبنى آدم ما فيها من المنفعة وما أسبغ عليهم
فإذا قيل فعل كذا لكذا لم يقتض أن لا يكون فيه حكمة أخرى وكذلك قول القائل لولا كذا ما خلق كذا لا يقتضي أن لا يكون فيه حكم أخرى عظيمة
بل يقتضي إذا كان أفضل صالحي بنى آدم محمد وكانت خلقته غاية مطلوبة وحكمة بالغة مقصودة (اعظم) من غيره صار تمام الخلق ونهاية الكمال حصل بمحمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم
والله خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وكان آخر الخلق يوم الجمعة وفيه خلق آدم وهو آخر ما خلق خلق يوم الجمعة بعد العصر في آخر يوم الجمعة وسيد ولد آدم هو محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم , آدم فمن دونه تحت لوائه, قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ( إني عند الله لمكتوب خاتم النبيين وان آدم لمجندل في طينته ) أي كتبت نبوتي وأظهرت لما خلق آدم قبل نفخ الروح فيه كما يكتب الله رزق العبد واجله وعمله وشقي أو سعيد إذا خلق الجنين قبل نفخ الروح فيه
فإذا كان الإنسان هو خاتم المخلوقات وآخرها وهو الجامع لما فيها وفاضله هو فاضل المخلوقات مطلقا ومحمد إنسان هذا العين وقطب هذه الرحى وأقسام هذا الجمع كان كأنها غاية الغايات في المخلوقات فما ينكر أن يقال انه لأجله خلقت جميعها وانه لولاه لما خلقت, فإذا فسر هذا الكلام ونحوه بما يدل عليه الكتاب والسنة قبل ذلك ) اه

وفي مجموع الفتاوى لابن تيمية 2/150 : ( وقد رواه أبو الحسين بن بشران من طريق الشيخ أبى الفرج بن الجوزي في الوفا بفضائل المصطفى حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو حدثنا احمد بن إسحاق بن صالح ثنا محمد ابن صالح ثنا محمد بن سنان العوفي ثنا إبراهيم بن طهمان عن يزيد بن ميسرة عن عبد الله بن سفيان عن ميسرة قال قلت يا رسول الله متى كنت نبيا؟ قال : لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وخلق العرش كتب على ساق العرش محمد رسول الله خاتم الأنبياء وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام وآدم بين الروح والجسد, فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمى فأخبره الله انه سيد ولدك فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه
وفي الإصابة 6/239 : ( ... من طريق بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال قلت يا رسول الله متى كنت نبيا؟ قال: وآدم بين الروح والجسد
وهذا سند قوي لكن اختلف فيه على بديل بن ميسرة فرواه منصور بن سعيد عنه هكذا, وخالفه حماد بن زيد فرواه عن بديل عن عبد الله بن شقيق قال قيل يا رسول الله ولم يذكر ميسرة, وكذا رواه حماد عن والده وعن خالد الحذاء كلاهما عن عبد الله بن شقيق أخرجه البغوي
وكذا رواه حماد بن سلمة عن خالد عن عبد الله بن شقيق قال قلت يا رسول الله أخرجه البغوي أيضا, وأخرجه من طريق أخرى عن حماد فقال عبد الله بن شقيق عن رجل قال قلت يا رسول الله... وأخرجه أحمد من هذا الوجه وسنده صحيح)اه
وقال ابن تيمية في معرض الاستدلال على فضل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كتابه الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان (1/90): (روى ابن عساكر  عن سلمان الفارسي  قال: هبط جبريل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إن ربك يقول: "إن كنت قد اتخذت إبراهيم خليلا فقد اتخذتك حبيبا، وما خلقت خلقا أكرم منك، ولقد خلقت الدنيا وأهلها لأعرفهم كرامتك ومنزلتك عندي، ولولاك ما خلقت الدنيا)اه

قول الإمام ابن دحية الكلبي :
قال الإمام ابن دحية الكلبي في مقدمة كتابه ( تنبيه البصائر ) : ( وظهر دينه صلى الله عليه وآله وسلم على الأديان كلها فطلع بدره ودام ... ولولاه لم تخلق شمس الدنيا ولا نهارها ) اه بواسطة محقق الآيات البينات ص 94


قول الإمام الصالحي وحكايته ذلك عن بعض أهل العلم:
عقد الإمام الصالحي في كتابه سبل الهدى والرشاد فصلا في المسأل فقال (1 /74): (الباب الثاني في خلق آدم وجميع المخلوقات لأجله صلى الله عليه وآله وسلم )
ثم أورد حديث ابن عباس  ثم قال : ( رواه أبو الشيخ في طبقات الأطبهانيين، والحاكم وصححه، وأقره السبكي في شفاء السقام، والبلقيني في فتاويه. قال الذهبي: في سنده عمرو بن أوس لا يدري من هو انتهى. ولبعضه شاهد من حديث عمر بن الخطاب رواه الحاكم ) اه

ثم قال الإمام الصالحي : ( قال الإمام جمال الدين محمود بن جملة: ليس مثل هذا [يعني أن المحلوقات خلقت من أجله] للملائكة ولا لمن سواه من الأنبياء. وما عجب إكرام ألف لواحد لعين تفدى ألف عين وتكرم )اه
ثم قال الإمام الصالحي : ( وفي فتاوي شيخ الإسلام البلقيني أن في مولد العزفي - بعين مهملة وزاي مفتوحتين وقبل ياء النسب فاء - و " شفاء الصدور " لابن سبع: عن علي رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الله  أنه قال: " يا محمد وعزتي وجلالي لولاك ما خلقت أرضي ولا سمائي ولا رفعت هذه الخضراء، ولا بسطت هذه الغبراء ".
قال: وذكر المصنفان المذكوران في رواية أخرى، عن علي رضي الله تعالى عنه أن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم : " من أجلك أبطح البطحاء وأموج الماء وأرفع السماء وأجعل الثواب والعقاب والجنة والنار ".
قول الإمام الآلوسي:
في تفسير الألوسي (19/242): (ومن باب الإشارة في بعض الآيات: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً) يشير عندهم إلى فتح مكة العَمَاءِ بإدخال الأعيان الثابتة ظاهرة بنور الوجود فيها أي إظهارها للعيان لأجله عليه الصلاة والسلام على أن لام (لَكَ) للتعليل، وحاصله أظهرنا العالم لأجلك وهو في معنى ما يروونه من قوله سبحانه: (لولاك لولاك ما خلقت إلافلاك)اه
وفي تفسير الألوسي (ج 4 / ص 496): (وقد يقال : إن إطلاقه على ما به بيان أمر النبي  بناءاً على ما قال الزجاج باعتبار كون الأمر المبين متعلقاً بأول الأنوار الذي لولاه ما خلق الفلك الدوار )اه
وفي تفسير الألوسي (ج 1 / ص 253): (ولا يخفي لطف الرب هنا مضافاً إلى ضميره  بطريق الخطاب وكان في تنويعه والخروج من عامه إلى خاصه رمزاً إلى أن المقبل عليه بالخطاب له الحظ الأعظم والقسم الأوفر من الجملة المخبر بها فهو  على الحقيقة الخليفة الأعظم في الخليقة والإمام المقدم في الأرض والسموات العلى ، ولولاه ما خلق آدم بل ولا ولا.. ولله تعالى در سيدي ابن الفارض حيث يقول عن لسان الحقيقة المحمدية :
وإني وإن كنت ابن آدم صورة ... فلي فيه معنى شاهد بأبوتي)اه

قول الإمام الرازي:
في تفسير الفخر الرازي (1/4774): (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا)... يقول الله: حين كنت صبياً ضعيفاً ما تركناك بل ربيناك ورقيناك إلى حيث صرت مشرفاً على شرفات العرش وقلنا لك : لولاك ما خلقنا الأفلاك ، أتظن أنا بعد هذه الحالة نهجرك ونتركك.)اه

قول الإمام النيسابوري:
قال في كتابه غرائب القرآن ورغائب الفرقان (1/4): (...ولا سيما المصطفى محمد الذي أشرق في سماه النبوة بدراً، وأشرف على بساط الرسالة صدراً، سيد الثقلين وسند الخافقين، إمام المتقين ورسول رب العالمين الكائن نبيا وآدم بين الماء والطين، المعفر له جباه الأملاك، المشرف بلولاك لما خلقت الأفلاك)اه
وفي تفسير النيسابوري (2/273): (إن الله اصطفى آدم) ولم يكن له جنس حين خلقه وأسجد له ملائكته ، واصطفاه على الجنس وعلى غير الجنس كاصطفاء محمد صلى الله عليه وآله وسلم على الكائنات كقوله : لولاك لما خلقت الأفلاك)اه

قول الإمام ابن شطا الدمياطي:
قال في حاشيته "إعانة الطالبين" (1/6): (ولا شك بأنه صلى الله عليه وآله وسلم الواسطة العظمى لنا في كل نعمة بل هو أصل الإيجاد لكل مخلوق كما قال ذو العزة والجلال لولاك لولاك لما خلقت الأفلاك)اه

وقد ذكر الحديث الوارد في ذلك في سياق فضائل النبي صلى الله عليه وآله وسلم كثير من أهل العلم, ما يدل على ارتضائهم لذلك المعنى في فضله صلى الله عليه وآله وسلم .
وممن أورد الحديث على سبيل الاستدلال به
الإمام الآجري
في الشريعة للآجري في باب (ورفعنا لك ذكرك) (ج 3 / ص 50): (فأوحى الله  إليه : يا آدم ، وعزتي وجلالي ، إنه لآخر النبيين من ذريتك ، ولولاه ما خلقتك. قال محمد بن الحسين الآجري : وقد روي عن ابن عباس أنه قال : » ما خلق الله ولا برأ ولا ذرأ أكرم عليه من محمد  ، وما سمعت الله  أقسم بحياة أحد إلا بحياته  قوله  : لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون قال : وحياتك يا محمد ، إنهم لفي سكرتهم يعمهون والله أعلم)اه
القاضي عياض
قال في كتابه الشفا بتعريف حقوق المصطفى (ج 1 / ص 174): (وفى رواية أخرى فقال آدم: لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنه ليس أحد أعظم قدرا عندك ممن جعلت اسمه مع اسمك فأوحى الله إليه (وعزتئ وجلالى إنه لآخر النبيين من ذريتك ولولاه ما خلقتك)اه
الإمام ابن الجوزي
قال في بستان الواعظين ورياض السامعين (ج 1 / ص 297): (في بعض الأخبار أن آدم عليه الصلاة والسلام رفع رأسه فنظر على ساق العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله فقال آدم يا رب من هذا الذي كتبت اسمه مع اسمك فقال الله تعالى يا آدم هو نبيي وصفيي وهو حبيبي ولولاه ما خلقتك ولا خلقت جنة ولا نارا)اه
الإمام ابن رجب الحنبلي:
قال في لطائف المعارف - (ج 1 / ص 89): (ذكر فضل النبي صلى الله عليه و سلم من لدن آدم 
وقد روي : أن آدم عليه الصلاة و السلام رأى اسم محمد صلى الله عليه و سلم مكتوبا على العرش و أن الله عز و جل قال لآدم : [ لولا محمد ما خلقتك ] و قد خرجه الحاكم في صحيحه فيكون حينئذ من حين صور آدم طينا استخرج منه محمد صلى الله عليه و سلم و نبىء و أخذ منه الميثاق ثم أعيد إلى ظهر آدم حتى خرج في وقت خروجه الذي قدر الله خروجه فيه و يشهد لذلك ما روي [ عن قتادة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : كنت أول النبيين في الخلق و آخرهم في البعث ] و في رواية : [ أول الناس في الخلق ] خرجه ابن سعد و غيره و خرجه الطبراني من رواية قتادة عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا و المرسل أشبه و في رواية عن قتادة مرسلة : ثم تلا :  و إذ أخذنا من النبيين ميثاقهم و منك و من نوح و إبراهيم و موسى و عيسى ابن مريم  فبدأ به قبل نوح الذي هو أول الرسل فمحمد صلى الله عليه و سلم أول الرسل خلقا و آخرهم بعثا فإنه استخرج من ظهر آدم لما صور و نبىء حينئذ و أخذ ميثاقه ثم أعيد إلى ظهره و لا يقال : فقد خلق آدم قبله لأن آدم حينئذ كان مواتا لا روح فيه و محمد صلى الله عليه و سلم كان حيا حين استخراج و نبىء و أخذ ميثاقه فهو أول النبيين خلقا و آخرهم بعثا فهو خاتم النبيين باعتبار أن زمانه تأخر عنهم فهو : المقفى و العاقب الذي جاء عقب الأنبياء و يقفوهم)اه
الإمام الشربيني:
في مغني المحتاج - (ج 1 / ص 512): (ويستشفع به إلى ربه لما روى الحاكم عن النبي  أنه قال لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد  إلا ما غفرت لي فقال الله تعالى وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب لأنك لما خلقتني ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت في قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعرفت أنك لم تضف إلى نفسك إلا أحب الخلق إليك
فقال الله تعالى صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي إذ سألتني به فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك قال الحاكم هذا صحيح الإسناد)اه
الإمام السيوطي
في الخصائص الكبرى (ج 2 / ص 288): (وما خلقت خلقا اكرم على منك وقد أعطيتك الحوض والشفاعة والناقة والقضيب والتاج والهرواة والحج والعمرة وشهر رمضان والشفاعة كلها لك حتى ظل عرشي في القيامة عليك ممدود وتاج الحمد على رأسك معقود وقرنت إسمك مع إسمي فلا أذكر في موضع حتى تذكر معي ولقد خلقت الدنيا وأهلها لعرفهم كرامتك ومنزلتك عندي ولولاك ما خلقت الدنيا)اه
" أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب " ( صلى الله عليه وسلم )
تأليف الإمام العلامة جلال الدين السيوطي
الفصل الأول
فيما اختص به صلى الله عليه وآله وسلم في ذاته من الدنيا
" اُختص صلى الله عليه وآله وسلم بأنه أول النبيين خلقاً، وبتقدم نبوته، فكان نبياً وآدم بين الماء والطين، وبتقدم أخذ الميثاق عليه، وأنه أول من قال: بلى يوم ((ألست بربكم))، وخلق آدم وجميع المخلوقات لأجله،وكتابة اسمه الشريف على العرش، وكل سماء وما فيها والجنان وسائر الملكوت "
وقال في نفس الكتاب :
" ولم يقع ظله على الأرض، ولا رؤي له ظل في شمس ولا قمر.
قال ابن سبع: لأنه كان نوراً، وقال رزين: لغلبة أنواره. "

الإمام القسطلاني
قال في المواهب اللدنية: (روي أنه لما خرج آدم من الجنة رأى مكتوبا على ساق العرش، وعلى كل موضع في الجنة اسم محمد  مقرونا باسمه تعالى، فقال: يا رب هذا محمد من هو؟ قال الله: هذا ولدك الذي لولاه ما خلقتك. فقال: يا رب بحرمة هذا الولد ارحم هذا الوالد. فنودي يا آدم لو تشفعت إلينا بمحمد في أهل السموات والأرض لشفعناك)اه
الإمام الحلبي صاحب السيرة
في السيرة الحلبية (ج 1 / ص 357): (وذكر صاحب كتاب شفاء الصدور في مختصره عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه عن النبي  عن الله  أنه قال يا محمد وعزتي وجلالي لولاك ما خلقت أرضي ولا سمائي ولا رفعت هذه الخضراء لا بسطت هذه الغبراء وفي رواية عنه ولا خلقت سماء ولا أرضا ولا طولا ولا عرضا
وبهذا يرد على من رد على القائل في مدحه 
لولاه ما كان لا فلك ولا فلك كلا ولا بان تحريم وتحليل
بأن قوله لولاه ما كان لافلك ولا فلك مثل هذا يحتاج إلى دليل ولم يرد في الكتاب ولا في السنة ما يدل على ذلك فيقال له بل جاء في السنة ما يدل على ذلك والله أعلم)اه
الإمام ابن عجيبة:
في البحر المديد (ج 4 / ص 154): (جعل آدم خليفته ، وجعل ذريته خلفاء أبيهم ، الملائكة والجن في خدمتهم ، والأمر والنهي والخطاب معهم ، والكتاب أُنزل إليهم ، والجنة والنار والسماوات والأرض والشمس والقمر والنجوم ، جميع الآيات ، خُلِقَ لهم. والخلق كلهم طُفيل لهم ، ألا ترى الله يقول لحبيبه  : " لولاك ما خلقت الكون " ؟ ولهم كرامة الظاهر)اه
وفي البحر المديد (ج 6 / ص 309): (وعَجبوا أن جاءهم مُّنذر منهم ، رأوا أنفسهم خالية عن مشاهدة الغيوب ، وإدراك نور صفات الحق ، فقاسوا نفس محمد  بأنفسهم ، ولم يعلموا أنه كان نفسَ النفوس ، وروحَ الأرواح ، وأصل الخليقة ، وباكورةً من بساتين الربوبية. يا ليتهم لو رأوه في مشاهدة الملكوت ، ومناصب الجبروت ، إذ خاطبه الحق بلولاك ما خلقتُ الأفلاك)اه
البحر المديد - (ج 5 / ص 71): (وقال بعضهم : إنما أظهر الله الكون لأجل نبينا  تشريفاً له ، فهو من نوره. قال ابن عباس  : أوحى الله تعالى إلى عيسى  : يا عيسى ابن مريم ؛ آمن بمحمد ، ومُر أمتك أن يؤمنوا به ، فلولا محمد ما خلقت آدم ، ولولا محمد ما خلقت الجنة والنار... الحديث.)اهفإن قيل : هذا ينافي قول الله تعالى ( وما خلقت الجني والأنس إلا ليعبدون ) فالحكمة من خلق الإنس والجن هي عبادة الله 
فالجواب هو : ما قاله الإمام ابن تيمة سابقا أي قوله : (ومعلوم أن لله فيها حكما عظيمة غير ذلك وأعظم من ذلك ولكن يبين لبنى آدم ما فيها من المنفعة وما أسبغ عليهم, فإذا قيل: فعل كذا لكذا لم يقتض أن لا يكون فيه حكمة أخرى وكذلك قول القائل: لو لا كذا ما خلق كذا لا يقتضي أن لا يكون فيه حكم أخرى عظيمة...) اه
هل ثمة تعارض بين قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]،
 وبين قول طائفة من المحققين: "إن الكون كله خلق من أجله صلى الله عليه وسلم"،وهل ثمة حرج من القول بقولهم؟

قال الشيخ يوسف الرفاعي في كتابه: أدلة أهل السنة والجماعة المسمى " الرد المحكم المنيع " (ص: 17، بترقيم الشاملة آليا): 

.فمن ذلك أن الله سبحانه وتعالى أخبر في كتابه العزيز أن النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين . قال تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) فثبت أنه صلى الله عليه وسلم رحمة . وان هذه الرحمة للعالمين ، ولا بد لتحقيق هذه الرحمن وجود العالمين . 
.....

فهم مظهر تحقق تلك الرحمة ، فلا حرج أن يقال : إن العالم خلق من أجل تلك الرحمة المتعلقة به .ومنذلك ، أن الله سبحانه وتعالى قال : ( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ) .وهذا يفيد أن من الحكم الالهية لايجاد الخلق هو العبادة له - سبحانه وتعالى . وهذه العبادة التي من أجلها خلق الخلق لا تكون إلا في الدنيا . فهي مظهر تلك العبادة ومحلها ومشدها ، فمنلازِم القضية أن نقول أن الكون كله خلق من اجل إقامة العبادة لله سبحانه وتعالى ، فلا حرج لو قال قائل: أن الله سبحانه وتعالى خلق الكون من اجل عباده الخالصين المخلصين العابدين الطائعين .

ومحمد صلى الله عليه وسلم هو سيدهم وإمامهم وخلاصتهم ومرشدهم وخاصتهم فما الحرج لو قال قائل :إنه خلق الكون من أجله أيضا ؟.........ولما كان حال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في العبادة التي من أجلها خلق الكون ليس كغيره ، صح أن يقال ( خلق الكون من أجله ) ولم يقل أحد في غيره ذلك القول .ومن ذلك قوله تعالى : ( خلق لكم ما في الارض جميعا ) .( وسخر لكم الشمس والقمر دائبينوسخر لكم الليل والنهار ) .وإذا كانت هذه الأمور إنما خلقت لأجل البشر وأبي البشر إنما خلق لأجله صلى الله عليه وسلم . كانت الدنيا إنما خلقت لأجله صلى الله عليه وسلم . وذلك لمجرد التكريم .....
.....وبهذا ظهر أن من قال بهذه الخصوصية (وهي أن الكون كله خلق من أجله صلى الله عليه وسلم")

( فلك النبوة ) للشيخ الأكبر قدس الله سرّه


اعلم أيدك الله أنه لما خلق الله الأرواح المحصورة المدبرة للأجسام 

بالزمان عند وجود حركة الفلك لتعيين المدة المعلومة عند الله

و كان عند أول خلق الزمان بحركته خلق الروح المدبرة روح 

سيدنامحمد صلى الله عليه و سلم ثم صدرت الأرواح عند الحركات 

فكان لها وجود في عالم الغيب دون عالم الشهادة و أعلمه الله 

بنبوته و بشره بها و آدم لم يكن إلا كما قال بين الماء و الطين ..

و انتهى الزمان بالاسم الباطن في حق سيدنامحمد صلى الله 

عليه و سلم إلى وجود جسمه و ارتباط الروح به انتقل حكم الزمان 


في جريانه إلى الاسم الظاهر فظهر سيدنامحمد صلى الله عليه و 

سلم بذاته جسما و روحا فكان الحكم له باطنا أولا في جميع ما 

ظهر من الشرائع على أيدي الأنبياء و الرسل سلام الله عليهم

أجمعين ثم صار الحكم له ظاهرا فنسخ كل شرع أبرزه الاسم الباطن 

بحكم الاسم الظاهر لبيان اختلاف حكم الاسمين و إن كان المشرع 

واحدا و هو صاحب الشرع فإنه قال كنت نبيا و ما قال كنت إنسانا و لا 

كنت موجودا و ليست النبوة إلا بالشرع المقرر عليه من عند الله 

فأخبر أنه صاحب النبوة قبل وجود الأنبياء الذين هم نوابه في هذه 

الدنيا كما قررناه فيما تقدم من أبواب هذا الكتاب ..


فكانت استدارته انتهاء دورته بالاسم الباطن و ابتداء دورة أخرى 

بالاسم الظاهر فقال استدار كهيئته يوم خلقه الله في نسبة الحكم 

لنا ظاهرا كما كان في الدورة الأولى منسوبا إلينا باطنا أي إلى 

سيدنامحمد صلى الله عليه و سلم و في الظاهر منسوبا إلى من 

نسب إليه من شرع إبراهيم و موسى و عيسى و جميع الأنبياء

أئمة أهل السنة والجماعة الذين قالوا بذلك 
كالحاكم والبيهقي والسبكي والسيوطي وابن الجوزي والزرقاني والقسطلاني .
 لهم دليل يستمسكون به وأصل يرجعون إليه لا من هواهم أو تعصبهم 

وهو أول شافع وأول مشفع وأول من تنشق عنه الأرض وأول من تفتح له الجنة 

وبقي بعد ذلك البحث في صحة هذا الأصل أو عدم صحته وللمنكر أن يقول إن الأصل ليس بصحيح مثلا فينبني عليه عند من يعرف أصول البحث والنظر أن يقال للمستمسك به إنه مخطئ ولا يصل به الحال إلى أن يقال عنه إنه مشرك أو ضال
( سبحانك هذا بهتان عظيم ) إن هذه المسألة لا صلة لها بالشرك والكفر.اهـ