Disqus for ومضات إيمانية

الثلاثاء، 30 أبريل 2013

الشجر والحجر يحنُّ إلى رسول الله صل الله عليه وسلم



الأمين, الله, الصادق, الشوق, عليه, والحنين, وسلم


چآءت لدعوته آلأشچآر سآچدة ************ تمشى إليه على سآقٍ پلآ قدم

گأنَّمآ سطرت سطرآ لمآ گتپت ***********فروعهآ من پديع آلخطِّ في آللقم 


تشتاق إليه الأرواح عند صفائها وتهفو إليه القلوب السليمة

أَبداً تَحنُّ إِلَيكُمُ الأَرواحُ ******* وَوِصالُكُم رَيحانُها وَالراحُ
وَقُلوبُ أَهلِ وِدادكم تَشتاقُكُم****وَإِلى لَذيذ لقائكم تَرتاحُ


حب أنطق الحجر و حرك الشجر و أبكى الجذع و أسكب دمع البعير
حب حرّك الجمادات والنباتات شوقا وحنينا 

عن سهل عن أبيه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( أحدٌ جبلٌ يحبنا ونحبه ) رواهالبخاري . وعن قتادة أن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ حدثهم : ( أن النبي ـ صلى اللهعليه وسلم ـ صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم ، فقال : اثبت أحد ، فإنما عليك نبي وصِّديق وشهيدان ) رواه البخاري . والصِّديق هو أبو بكر ، والشهيدان هما عمر وعثمان وقد ماتا شهيدين .
قال بعض الدعاة و إنما اهتز فرحاً و طرباً و شوقاً للقاء رسول صلى الله عليه و سلم و صحبه


لا تلوموا اُحداً لاضطراب *** إذ علاه فالوجد داءُ
أُحد لا يلام فهـو محبٌ *** ولكم أطرب المحب لقاءُ


وإذا كان الجبل أحب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقد تألم الجذع لفراقه
وشوقا إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
نعم حنَّ الجذع شوقا إليه ، وألما من فراقه ، وقد ورد ذلك ـ كما قال الحافظ ابن كثير ـ من حديث جماعة من الصحابة بطرق متعددة تفيد القطع عند أئمة الشأن وفرسان هذا الميدان .

عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ : ( أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة ، فقالت امرأة من الأنصار ـ أو رجل ـ : يا رسول الله : ألا نجعل لك منبرا ؟ ، قال : إن شئتم . فجعلوا له منبرا . فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر ، فصاحت النخلة صياح الصبي ، ثم نزل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فضمه إليه يئن أنين الصبي الذي يسكن ، قال : كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها )رواه البخاري .
وفى رواية من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما- قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ولو لم أحتضنه لحنَّ إلى يوم القيامة ) رواه أحمد .
و زاد في سنن الدارمي بسند صحيح قال : ( أما و الذي نفس محمد بيده لو لم التزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة حزناً على رسول الله صلى الله عليه و سلم ) فأمر به فدفن .

قال العلامة تاج الدين السبكي : " حنين الجذع متواتر ، لأنه ورد عن جماعة من الصحابة ، إلى نحو العشرين ، من طرق صحيحة كثيرة تفيد القطع بوقوعه " ، وقال القاضي عياض في الشفاء : " إنه متواتر " .
وكان الحسن البصري إذا حدث بحديث حنين الجذع يقول : " يا معشر المسلمين : الخشبة تحن إلى رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ شوقاً إلى لقائه ، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه " .


عن ابن عباس قال : جاء رجل من بني عامر إلى النبي صلى الله عليه وسلم كأنه يداوي ويعالج فقال : يا محمد إنك تقول أشياء هل لك أن أداويك ؟ قال : فدعاه رسول الله صلى اللهعليه وسلم إلى الله ثم قال : ( هل لك أن أريك آية ) ؟ وعنده نخل وشجر فدعا رسول الله صلىالله عليه وسلم عذقا منها قأقبل إليه وهو يسجد ويرفع رأسه ويسجد ويرفع رأسه حتى انتهى إليه صلى الله عليه وسلم فقام بين يديه ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ارجع إلى مكانك ) فقال العامري : والله لا أكذبك بشيء تقوله أبدا ثم قال : يا آل عامر بن صعصعة والله لا أكذبه بشيء) رواه ابن حبان و قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح
و في قصة رحلته صلى الله إلى الشام التي رواها الترمذي و صححها الألباني قال الراهب : ( هذا سيد العالمين بعثه الله رحمة للعالمين . فقال له أشياخ من قريش ما علمك ؟ فقال : إنكم حيث أشرفتم منم العقبة لم يبق شجر و لا حجر إلا خر ساجدا و لا يسجدون إلا لنبي و إني لأعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه ...الحديث

قال ابن الجوزي رحمه الله في وصفه : [ من تحركت لعظمته السواكن فحن إليه الجذع ، و كلمه الذئب ، و سبح في كفه الحصى ، و تزلزل له الجبل كلٌ كنى عن شوقه بلسانه يا جملة الجمال ، يا كل الكمال ، أنت واسطة العقد و زينة الدهر تزيد على الأنبياء زيادة الشمس على البدر ، و البحر على القطر و السماء على الأرض . أنت صدرهم و بدرهم و عليك يدور أمرهم ، أنت قطب فلكهم ، و عين كتبهم و واسطة قلادتهم ، و نقش فصهم و بيت قصدهم .
ليلة المعراج ظنت الملائكة أن الآيات تختص بالسماء فإذا آية الأرض قد علت .
ليس العجب ارتفاع صعودهم لأنهم ذوو أجنحة ، إنما العجب لارتفاع جسم طبعه الهبوط بلا جناح جسداني ... ] .

عن يعلى بن مرة عن أبيه قال : سافرت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فرأيت منه شيئاً عجباً ، نزلنا منزلاً ، فقال انطلق إلى هاتين الشجرتين ، فقل إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لكما أن تجتمعا ، فانطلقت فقلت لهما ذلك ، فانتزعت كل واحدة منهما من أصلها فمرت كل واحدة إلى صاحبتها فالتقيا جميعاً ، فقضى رسول الله حاجته من ورائها ثم قال : انطلق فقل لهما : لتعد كل واحدة إلى مكانها ، فأتيتهما فقلت ذلك لهما ، فعادت كل واحدة إلى مكانها ، و أتته امرأة ، فقالت إن ابني هذا به لمم ـ مس من الجن ـ منذ سبع سنين يأخذه كل يوم مرتين ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( أدنيه ) فأدنته منه فتفل في فيه ، و قال : أخرج عدو الله أنا رسول الله ثم قال لها رسول الله إذا رجعنا فأعلمينا ما صنع ، فلما رجع رسول الله استقبلته و معها كبشان و أقط و سمن ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : خذ هذا الكبش و اتخذ منه ما أردت ، قالت و الذي أكرمك ما رأينا شيئاً منذ فارقتنا ، ثم أتاه بعير ، فقام بين يديه ، فرأى عيناه تدمعان ، فعث إلى أصحابه ، فقال : ما البعير كم هذا البعير يشكوكم ؟ فقالوا : كنا نعمل عليه ، فلما كبر و ذهب عمله تواعدنا عليه لننحره غداً فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لا تنحروه ، و اجعلوه في الإبل يكون معها ) صححه الحاكم و وافق الذهبي و صححه الأرناؤط .
و عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( أين تريد ) قال إلى أهلي قال هل لك في خير ؟ ) قال : ما هو ؟ قال ( تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمداً عبده و رسوله ) قال : من شاهدٌ على ما تقول ؟ قال ( هذه الشجرة ) فدعاها رسول الله صلى اللهعليه و سلم و هي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض خداً حتى جاءت بين يديه فاستشهدها ثلاثاً فشهدت أنه كما قال ثم رجعت إلى منبتها و رجع الأعرابي فقال إن يبايعوني آتك بهم و إلا رجعت إليك فكنت معك ) رواه الدارمي .
عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال: (جاء أعرابي إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال بم أعرف أنك نبي؟ ، قال : إن دعوت هذا العذق (الذي فيه الرطب) من هذه النخلة أتشهد أني رسول الله؟ ، فدعاه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فجعل ينزل من النخلة حتى سقط إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ثم قال : ارجع، فعاد ، فأسلم الأعرابي ) رواه الترمذي . 


وعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: ( كنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ في سفر فأقبل أعرابي ، فلما دنا منه قال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أين تريد ؟ ، قال : إلى أهلي ، قال: هل لك في خير؟ ، قال : وما هو ؟ ، قال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، قال : ومن يشهد على ما تقول ؟ ، قال : هذه السلمة (شجرة من أشجار البادية) ، فدعاها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي بشاطئ الوادي ، فأقبلت تخد (تشق) الأرض خدًا حتى قامت بين يديه ، فأشهدها ثلاثًا فشهدت ثلاثًا أنه كما قال ، ثم رجعت إلى منبتها ، ورجع الأعرابي إلى قومه وقال : إنِ اتبعوني آتك بهم ، وإلا رجعت فكنت معك ) رواه الطبراني .
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: ( جاء جبريل إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذات يوم وهو جالس حزينا قد خضب بالدماء (ملأت الدماء رأسه) ، ضربه بعض أهل مكة ، قال : فقال له : مالَك ؟ ، قال : فقال له : فعل بي هؤلاء وفعلوا ، قال : فقال له جبريل ـ عليه السلام ـ : أتحب أن أريك آية ؟ ، قال نعم ، قال : فنظر إلى شجرة من وراء الوادي ، فقال : ادع تلك الشجرة ، فدعاها ، فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه ، فقال : مرها فلترجع ، فأمرها فرجعت إلى مكانها ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حَسْبي ) رواه أحمد.

بل إن الله ـ عز وجل ـ أنطق الشجرة له ـ صلى الله عليه وسلم ـ : فعن مِعن قال : سمعت أبي قال : ( سألت مسروقًا : من آذن (أعلم) النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالجن ليلة استمعوا القرآن ؟ ، فقال : حدثني أبوك ـ يعني ابن مسعود ـ : أنه آذنته بهم شجرة ، وكان ذلك ليلة الجن عندما غاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أصحابه ، وجاءه داعي الجن فذهب معهم ، وقرأ عليهم القرآن ، وآمنوا به واتبعوا النور الذي أنزل معه ) رواه مسلم .
هذا حنين الشجر والحجر إلى الحبيب صل الله عليه وسلم
حنينا حرك الجمادات والنباتات فأين نحن من هذا الحب والحنين
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ(74)

الشجر والحجر يحنُّ إلى رسول الله صل الله عليه وسلم



الأمين, الله, الصادق, الشوق, عليه, والحنين, وسلم


چآءت لدعوته آلأشچآر سآچدة ************ تمشى إليه على سآقٍ پلآ قدم

گأنَّمآ سطرت سطرآ لمآ گتپت ***********فروعهآ من پديع آلخطِّ في آللقم 


تشتاق إليه الأرواح عند صفائها وتهفو إليه القلوب السليمة

أَبداً تَحنُّ إِلَيكُمُ الأَرواحُ ******* وَوِصالُكُم رَيحانُها وَالراحُ
وَقُلوبُ أَهلِ وِدادكم تَشتاقُكُم****وَإِلى لَذيذ لقائكم تَرتاحُ


حب أنطق الحجر و حرك الشجر و أبكى الجذع و أسكب دمع البعير
حب حرّك الجمادات والنباتات شوقا وحنينا 

عن سهل عن أبيه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( أحدٌ جبلٌ يحبنا ونحبه ) رواهالبخاري . وعن قتادة أن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ حدثهم : ( أن النبي ـ صلى اللهعليه وسلم ـ صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم ، فقال : اثبت أحد ، فإنما عليك نبي وصِّديق وشهيدان ) رواه البخاري . والصِّديق هو أبو بكر ، والشهيدان هما عمر وعثمان وقد ماتا شهيدين .
قال بعض الدعاة و إنما اهتز فرحاً و طرباً و شوقاً للقاء رسول صلى الله عليه و سلم و صحبه


لا تلوموا اُحداً لاضطراب *** إذ علاه فالوجد داءُ
أُحد لا يلام فهـو محبٌ *** ولكم أطرب المحب لقاءُ


وإذا كان الجبل أحب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقد تألم الجذع لفراقه
وشوقا إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
نعم حنَّ الجذع شوقا إليه ، وألما من فراقه ، وقد ورد ذلك ـ كما قال الحافظ ابن كثير ـ من حديث جماعة من الصحابة بطرق متعددة تفيد القطع عند أئمة الشأن وفرسان هذا الميدان .

عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ : ( أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة ، فقالت امرأة من الأنصار ـ أو رجل ـ : يا رسول الله : ألا نجعل لك منبرا ؟ ، قال : إن شئتم . فجعلوا له منبرا . فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر ، فصاحت النخلة صياح الصبي ، ثم نزل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فضمه إليه يئن أنين الصبي الذي يسكن ، قال : كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها )رواه البخاري .
وفى رواية من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما- قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ولو لم أحتضنه لحنَّ إلى يوم القيامة ) رواه أحمد .
و زاد في سنن الدارمي بسند صحيح قال : ( أما و الذي نفس محمد بيده لو لم التزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة حزناً على رسول الله صلى الله عليه و سلم ) فأمر به فدفن .

قال العلامة تاج الدين السبكي : " حنين الجذع متواتر ، لأنه ورد عن جماعة من الصحابة ، إلى نحو العشرين ، من طرق صحيحة كثيرة تفيد القطع بوقوعه " ، وقال القاضي عياض في الشفاء : " إنه متواتر " .
وكان الحسن البصري إذا حدث بحديث حنين الجذع يقول : " يا معشر المسلمين : الخشبة تحن إلى رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ شوقاً إلى لقائه ، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه " .


عن ابن عباس قال : جاء رجل من بني عامر إلى النبي صلى الله عليه وسلم كأنه يداوي ويعالج فقال : يا محمد إنك تقول أشياء هل لك أن أداويك ؟ قال : فدعاه رسول الله صلى اللهعليه وسلم إلى الله ثم قال : ( هل لك أن أريك آية ) ؟ وعنده نخل وشجر فدعا رسول الله صلىالله عليه وسلم عذقا منها قأقبل إليه وهو يسجد ويرفع رأسه ويسجد ويرفع رأسه حتى انتهى إليه صلى الله عليه وسلم فقام بين يديه ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ارجع إلى مكانك ) فقال العامري : والله لا أكذبك بشيء تقوله أبدا ثم قال : يا آل عامر بن صعصعة والله لا أكذبه بشيء) رواه ابن حبان و قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح
و في قصة رحلته صلى الله إلى الشام التي رواها الترمذي و صححها الألباني قال الراهب : ( هذا سيد العالمين بعثه الله رحمة للعالمين . فقال له أشياخ من قريش ما علمك ؟ فقال : إنكم حيث أشرفتم منم العقبة لم يبق شجر و لا حجر إلا خر ساجدا و لا يسجدون إلا لنبي و إني لأعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه ...الحديث

قال ابن الجوزي رحمه الله في وصفه : [ من تحركت لعظمته السواكن فحن إليه الجذع ، و كلمه الذئب ، و سبح في كفه الحصى ، و تزلزل له الجبل كلٌ كنى عن شوقه بلسانه يا جملة الجمال ، يا كل الكمال ، أنت واسطة العقد و زينة الدهر تزيد على الأنبياء زيادة الشمس على البدر ، و البحر على القطر و السماء على الأرض . أنت صدرهم و بدرهم و عليك يدور أمرهم ، أنت قطب فلكهم ، و عين كتبهم و واسطة قلادتهم ، و نقش فصهم و بيت قصدهم .
ليلة المعراج ظنت الملائكة أن الآيات تختص بالسماء فإذا آية الأرض قد علت .
ليس العجب ارتفاع صعودهم لأنهم ذوو أجنحة ، إنما العجب لارتفاع جسم طبعه الهبوط بلا جناح جسداني ... ] .

عن يعلى بن مرة عن أبيه قال : سافرت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فرأيت منه شيئاً عجباً ، نزلنا منزلاً ، فقال انطلق إلى هاتين الشجرتين ، فقل إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لكما أن تجتمعا ، فانطلقت فقلت لهما ذلك ، فانتزعت كل واحدة منهما من أصلها فمرت كل واحدة إلى صاحبتها فالتقيا جميعاً ، فقضى رسول الله حاجته من ورائها ثم قال : انطلق فقل لهما : لتعد كل واحدة إلى مكانها ، فأتيتهما فقلت ذلك لهما ، فعادت كل واحدة إلى مكانها ، و أتته امرأة ، فقالت إن ابني هذا به لمم ـ مس من الجن ـ منذ سبع سنين يأخذه كل يوم مرتين ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( أدنيه ) فأدنته منه فتفل في فيه ، و قال : أخرج عدو الله أنا رسول الله ثم قال لها رسول الله إذا رجعنا فأعلمينا ما صنع ، فلما رجع رسول الله استقبلته و معها كبشان و أقط و سمن ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : خذ هذا الكبش و اتخذ منه ما أردت ، قالت و الذي أكرمك ما رأينا شيئاً منذ فارقتنا ، ثم أتاه بعير ، فقام بين يديه ، فرأى عيناه تدمعان ، فعث إلى أصحابه ، فقال : ما البعير كم هذا البعير يشكوكم ؟ فقالوا : كنا نعمل عليه ، فلما كبر و ذهب عمله تواعدنا عليه لننحره غداً فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لا تنحروه ، و اجعلوه في الإبل يكون معها ) صححه الحاكم و وافق الذهبي و صححه الأرناؤط .
و عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( أين تريد ) قال إلى أهلي قال هل لك في خير ؟ ) قال : ما هو ؟ قال ( تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمداً عبده و رسوله ) قال : من شاهدٌ على ما تقول ؟ قال ( هذه الشجرة ) فدعاها رسول الله صلى اللهعليه و سلم و هي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض خداً حتى جاءت بين يديه فاستشهدها ثلاثاً فشهدت أنه كما قال ثم رجعت إلى منبتها و رجع الأعرابي فقال إن يبايعوني آتك بهم و إلا رجعت إليك فكنت معك ) رواه الدارمي .
عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال: (جاء أعرابي إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال بم أعرف أنك نبي؟ ، قال : إن دعوت هذا العذق (الذي فيه الرطب) من هذه النخلة أتشهد أني رسول الله؟ ، فدعاه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فجعل ينزل من النخلة حتى سقط إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ثم قال : ارجع، فعاد ، فأسلم الأعرابي ) رواه الترمذي . 


وعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: ( كنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ في سفر فأقبل أعرابي ، فلما دنا منه قال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أين تريد ؟ ، قال : إلى أهلي ، قال: هل لك في خير؟ ، قال : وما هو ؟ ، قال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، قال : ومن يشهد على ما تقول ؟ ، قال : هذه السلمة (شجرة من أشجار البادية) ، فدعاها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي بشاطئ الوادي ، فأقبلت تخد (تشق) الأرض خدًا حتى قامت بين يديه ، فأشهدها ثلاثًا فشهدت ثلاثًا أنه كما قال ، ثم رجعت إلى منبتها ، ورجع الأعرابي إلى قومه وقال : إنِ اتبعوني آتك بهم ، وإلا رجعت فكنت معك ) رواه الطبراني .
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: ( جاء جبريل إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذات يوم وهو جالس حزينا قد خضب بالدماء (ملأت الدماء رأسه) ، ضربه بعض أهل مكة ، قال : فقال له : مالَك ؟ ، قال : فقال له : فعل بي هؤلاء وفعلوا ، قال : فقال له جبريل ـ عليه السلام ـ : أتحب أن أريك آية ؟ ، قال نعم ، قال : فنظر إلى شجرة من وراء الوادي ، فقال : ادع تلك الشجرة ، فدعاها ، فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه ، فقال : مرها فلترجع ، فأمرها فرجعت إلى مكانها ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حَسْبي ) رواه أحمد.

بل إن الله ـ عز وجل ـ أنطق الشجرة له ـ صلى الله عليه وسلم ـ : فعن مِعن قال : سمعت أبي قال : ( سألت مسروقًا : من آذن (أعلم) النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالجن ليلة استمعوا القرآن ؟ ، فقال : حدثني أبوك ـ يعني ابن مسعود ـ : أنه آذنته بهم شجرة ، وكان ذلك ليلة الجن عندما غاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أصحابه ، وجاءه داعي الجن فذهب معهم ، وقرأ عليهم القرآن ، وآمنوا به واتبعوا النور الذي أنزل معه ) رواه مسلم .

هذا حنين الشجر والحجر إلى الحبيب صل الله عليه وسلم
حنينا حرك الجمادات والنباتات فأين نحن من هذا الحب والحنين

ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ(74)

الأحد، 28 أبريل 2013

كيف نحيا الحياة الطيبة ؟




جعل الله وأعلم الأولين والآخرين والخلق أجمعين أن ختام النبيين وخاتم المرسلين والذي لا يرسل بعده رسول إلى يوم الدين هو سيدنا محمد أشرف خلق الله أجمعين لماذا أراد أن يعرفنا أنه آخر الرسل وأنه خاتم الأنبياء؟ 
:ros:

نحن نعلم أجمعين أن الرسل والأنبياء اختارهم الله لتبليغ رسالات السماء وحل مشكلات الأرض بوحي ونور من السماء في عصورهم وأزمانهم والقوم الذين أرسلوا لهم إذاً هذا يقتضي أن كل مشكلات الأرض الفردية والاجتماعية والسياسية والكونية والنفسية كل مشكلات الأرض التي ظهرت أو لم تظهر إلى يوم الدين حلها مع مَنْ؟ مع أمير الأنبياء والمرسلين {وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} انظر إلى التعقيب {وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} بمعنى أن من يريد حلا لأي مشكلة أو لأي معضلة في نفسه أو في بيته في بلده أو في وطنه أو في أُمته ويريد حلا من الله هذا الحل عند رسول الله صلي الله عليه وسلم 
:bl9i2f0uh7qc:
لأن الله أوحى إليه بالحلول الناجعة للمشكلات التي حدثت في زمانه وينزل من قلبه ومن أنوار آيات كتاب الله على قلوب المقربين وأهل الخشية من العلماء العاملين والوارثين لنوره وعلمه ينزل لهم في قلوبهم حلاً لمشكلات أزمانهم ومجتمعاتهم إلى يوم الدين لكن لماذا لم تنزل الحلول كلها في زمن رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ لأن المشكلة لا ينزل حلها أو لا يُفتح كنز حلها إلا إذا شاع أمرها {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} 
roos1:
لم يقل الله أنزلنا وانتهى النزول ولكن قال (ونُنَزِّل) إذاً النزول مستمر نزول المعاني العلوية والعلوم التي وهبها للنبي العدنان ومما أجراه الله على يديه صلي الله عليه وسلم في إصلاح بني الإنسان الحلول الناجعة والنافعة لأهل الإسلام في كل زمان وفي كل مكان 
:bl9i2f0uh7qc:
لماذا نبحث نحن عن بيوت الخبرة الأمريكية والخبرة اليابانية والخبرة الألمانية؟ ونبحث في علوم قوم يقول فيهم خالقهم والعالم بهم {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} إذاً هذه الحلول منقوصة أم حلول كاملة؟ حلول منقوصة نحل بها المشاكل الدنيوية لكن توقع صاحبها في هموم وغموم لا نهاية لها إذا انتقل إلى الدار الأخروية لكن حلول الحبيب تحل مشاكل الدنيا وتسعد أهلها يوم الدين 
:17-67-46:
نحن الآن نشتكي من قلة الزاد ومن ضيق الأرزاق ومن غلاء الأسعار ومن عدم توافر الوظائف للعاطلين من أبنائنا والعنوسة التي انتشرت في بناتنا وهؤلاء يخوفوننا حتى من الماء الذي أنزله الله يقولون سيأتي عليكم يوم لن تجدوا فيه قطرة من الماء حتى قطرات المياه التي أنزلها خالق الأرض والسماء يخوفوننا بها ونحن نريد أن نعيش في هذه الدنيا طيبين صالحين وفي نفس الوقت يكون لنا عند الله يوم الدين أجر الصالحين وسعادة المقربين فأين هذه المنازل؟ 
:ros:
{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}هذا الأمر في الدنيا ولكن أين الآخرة؟ {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} نحن نريد حلولاً مثل هذه تجعلنا نعيش في الدنيا في عيشة طيبة وفي الآخرة في سعادة وارفة لا نريد حلولا تحل مشاكلنا في الدنيا ونجد أنفسنا في ورطة في الآخرة ويا خيبة من خسر يوم لقاء الله جل في علاه 
roos1:
نحن نعرف أن الدنيا دار والآخرة دار ولكن الدار التي بها القرار والاستقرار هي الدار الآخرة لذا فنحن نريد الحلول التي مثل حلول القرآن الحلول النبوية التي مشى عليها وأجراها سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنتم تعلمون كلكم مهما يحدث لنا من مشاكل اقتصادية وضائقات مالية ومن حرق من مقاطعات عالمية ومن حروب كفرية وشركية كل ما يحدث لنا هذا لن يساوي ذرة مع ما حدث لسيدنا رسول الله وأصحابه الكرام

تركوا أهاليهم وهاجروا وأهل الشرك جردوهم فمن يهاجر يستولون على ما عنده إن كان تاجراً يأخذوا بضاعته وإن كان صاحب ماشية يأخذوا ماشيته وإن كان زارع يأخذوا زراعته ويُمنع من الخروج ومعه أي مال في يده أوفي جيبه وذهبوا كلهم إلى المدينة وقام اليهود بعمل مقاطعة كاملة لكل من في المدينة لا يبيعون لهم ولا يشترون منهم ولا يتاجرون معهم ولا يساعدونهم ولا يعاونونهم في حرب وتحزبوا وكَوَّنوا الأحزاب كما وصفهم الله في الكتاب 
Icon83
لكن النبي علمهم وهذبهم وأدبهم كلما كثرت المصائب يقولون {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} فماذا كانت النتيجة؟ {فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} فهل نستطيع أن نعيد الحال الذي كان عليه هؤلاء القوم؟ سيرجع لنا إكرام الله إكراما لهؤلاء الأقوام إن بحثنا عن حل ثاني أو ثالث أو رابع ستبقى الهموم في القلب والأنكاد ممسكة بنا ولن ينتهي النكد ولا الهم ولا الغم من عندنا أبداً فمن عنده مشكلة يريد حلها حل جذري هل يذهب ليقترض حتى يجد لها حلاً؟ وهل هذا حل؟ ليس هذا بحل ناهيك عن عدَّاد القرض الذي يعد عليه الفوائد
Cuorechevola
منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]


http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...C9&id=92&cat=2

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

  

تسبيح الكون وسجودة لغة لا تسمعها إلا القلوب الساجدة


إن لهذا الكون لحن تسبيح شجى لا تفقهه له إلا آذان الأرواح 

ولا تصغى  له إلا آذان القلوب التى سجدت لربها وله سبحت 

فتجانست مع هذا الكون المسبح وصار بينهما نسب وقرابة 

ففهمت خطابه وهامت به 

لقد أبدع الله هذا الكون كله عاليه ودانيه ظاهره وخافيه بكل ذرة فيه على غير مثال  وكان من وراء هذا الإبداع  حكم بالغة لا تحصيها العقول السليمة وتدق عن عقول ذوى النهى ،لكنه لواسع رحمته وعلى حكمته تفضل على خواص خلقه من الأنبياء وورثتهم من الأولياء وكمل الصالحين والعارفين ففتح لهم ابواب القرب ويسر لهم سبل العلم  وفتح لهم فتوح العارفين الواصلين إليه سبحانه ففهموا مراد الله من خلقه
وفى كل شئ له آية ***** تدل على أنه الواحد 
وعاشوا لكي يحققوا هذا المراد ، فتراهم رضوان الله عليهم وقد نشئوا في مدرسة سيد الخلق وسيد المعلمين صلى الله عليه وسلم علمهم كيف يعيشون في هذه الحياة علمهم كيف ينظرون في خلق الله فيعلموا ما مراد الله من خلقه علمهم عليه الصلاة والسلام ، عرفوا مراتب الوجود وشهدوا حكمة الخلق ارتبطوا بالحب مع كل مراتب الوجود فإن حقيقة هذا  الكون وحقائقه تربط بين المسلم  وبين الكون برباط نورانى
لتجعلها في مرتبة الأخوة في الله.. وتجعل المحبة بينها وبينه محبة في الله.واجتماع وتآلف على طاعته وذكره سبحانه وتعالى فهذه الجماداتوهذا الكون كله عابد لله ساجد له ومسبح وقانت له ومستسلم له 
﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)(فصلت:11)
لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ. 
{آلعمران: 83}.
كذلك المسلم استسلم لله وانصاع لأوامره وخضع له وترك كل ما نهى عنه وها هو الكون كله قانت لله 
﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ) (البقرة:116)، وقال تعالى:﴿ وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ) (الروم:26)
والقنوت هو دوام الطاعة، ولذلك يقال للمصلي إذا طال قيامه أو ركوعه أو سجوده هو قانت في ذلك كله، كما قال تعالى:
﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ)(الزمر: من الآية9)
 فاعتبره تعالى قانتا في حال السجود والقيام.
ومثله ما ورد في الحديث حين سئل رسول الله صل الله عليه وسلم أي الصلاة أفضل فقال:( طول القنوت) ولم يرد به طول القيام فقط، بل طول القيام والركوع والسجود
وعلى هذا يدل ـ كذلك ـ قوله تعالى:
﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(النحل:120) فقد كان إبراهيم تعالى يمارس جميع أنواع الطاعات وفي جميع الأوقات.فالقنوت إذن هو دوام الطاعة واستمرارها وشمولها ويقال أيضا القنوت فى الصلاة هو الدعاء 
قال ابن القيم:( والسجود من جنس القنوت، فإن السجود الشامل لجميع المخلوقات، وهو المتضمن لغاية الخضوع والذل، وكل مخلوق فقد تواضع لعظمته وذل لعزته واستسلم لقدرته، ولا يجب أن يكون سجود كل شيء مثل سجود الإنسان على سبعة أعضاء ووضع جبهة في رأس مدور على التراب، فإن هذا سجود مخصوص من الإنسان)
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا. {الرعد : 15}. أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ. {الحج: 18}.
 وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ {النحل: 49}.
﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ) (النحل:48)
 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي رَأَيْتُنِي اللَّيْلَةَ وَأَنَا نَائِمٌ كَأَنِّي أُصَلِّي خَلْفَ شَجَرَةٍ ، فَسَجَدْتُ فَسَجَدَتِ الشَّجَرَةُ لِسُجُودِي ، فَسَمِعْتُهَا وَهِيَ تَقُولُ : اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا ، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا ، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا ، وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَقَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجْدَةً . ثُمَّ سَجَدَ ، فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ : مِثْلَ مَا أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ عَنْ قَوْلِ الشَّجَرَةِ .
ومعنى الآية - كما قال أهل التفسير-: ألم تر أن الله يسجد له... 

الرؤية هنا رؤية القلب وهي للعلم والخطاب لكل من يتأتى منه 

ذلك (يسجد له) يخضع لعظمته كل شيء طوعاً وكرها، الملائكة 

في أقطار السماوات، والإنسوالجن وسائر المخلوقات..

 قال ابن كثير:وخص الشمس والقمر
 والنجوم بالذكر لأنها قد عبدت من دون الله
فبين أنها تسجد لخالقها وأنها مربوبة مسخرة.

(وكثير من الناس) أي المؤمنين الموحدين.. الذين يسجدون لله 

تعالى طوعاً وعبادة .. ( وكثير حق عليه العذاب ) وهم الكفار 

لعدم سجودهم طوعا 

روي عن سهل بن عبدالله رضى الله عنه أنه سئل:
( أيسجد القلب) قال:( نعم سجدة لا يرفع رأسه منها أبدا)
إن الإسلام يربطنا بهذا الكون بكل مراتبه لنتوحد ظاهرا وباطنا مع أنفسنا ومع من وما حولنا فى طلب الله عبادةا وعلما حباً وخضوعاً وتذللاً
وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم مرّ على قوم وقوف على ظهور دوابهم ورواحلهم يتنازعون الأحاديث، فقال صلى الله عليه وسلم:( لا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق،
فربّ مركوب خير من راكبه)
كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فركبت بعيرا، فكانت ترجعه بشدة، فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: ( عليكِ بالرفق) رواه مسلم في صحيحه. وفي رواية أن السيدة عائشة رضي الله عنه ركبت بعيرا فيه صعوبة، فجعلت تردده وتزجره، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يحبّ الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف،وما لا يعطي على ما سواه).
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ' ألا أخبركم بشيء أمر به نوح ابنه إن نوحا قال لابنه يا بنيآمرك أن تقول : سبحان الله فإنها صلاة الخلق وتسبيح الخلق وبها يرزق الخلق ' قال الله تعالى : وإن من شيء إلا يسبح بحمده
وأخرج أحمد وابن مردويه عن ابن عمر رضي اله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ' إن نوحا لما حضرته الوفاة قال لابنيه : آمركما بسبحان الله وبحمده فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق كل شيء '
وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في فضائل الذكر عن عائشة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ' صوت الديك صلاته وضربه بجناحيه سجوده وركوعه 
' ثم تلا هذه الآية : وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ينادي مناد من السماء اذكروا الله يذكركم فلا يسمعها أول من الديك فيصيح فذلك تسبيحه
وأخرج أبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ' لا تضربوا وجوه الدواب فإن كل شيء يسبح بحمده 'وأخرج أبو الشيخ عن عمر رضي الله عنه قال : لا تلطموا وجوه الدواب فإن كل شيء يسبح بحمده
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا * تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ {الإسراء: 43-44}. أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ {النور:41}.
قال تعالى:﴿ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْأِشْرَاقِ) 

(صّ:18)،

وكما أن الجبال يسبحن بالعشى والإشراق يأمرنا الله فى كتابه 

الكريم أيضا (اذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)
(آل عمران: من الآية41)( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْأِبْكَارِ) (غافر:55)
لِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) (الرعد:15)
وقال عن المؤمنين مخبرا:( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)(النور:36 ـ 37)
وقال عنهم آمرا:( وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ) (لأعراف:205)
حتى نتفاعل ونترابط ونتحد جماعة كل ما فينا من حقائق وكل ما حولنا من كائنات لنسبحه سبحانه 
أتي أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ بغراب وافر الجناحين، فجعل ينشر جناحه ويقول: ما صيد من صيد ولا عضدت من شجرة إلا بما ضيعت من التسبيح) رواه ابن راهويه في مسنده.
وقد ورد في الحديث قوله صل الله عليه وسلم :( ما صيد من صيد ولا وشج من وشج إلا بتضييعه التسبيح) رواه أبو نعيم في الحلية وابن مردويه.
وقال صل الله عليه وسلم :( ما اصطيد طير في بر ولا بحر إلا بتضييعه التسبيح)رواه أبو نعيم في الحلية وابن مردويه.
قال صل الله عليه وسلم :( ما صيد من طير في السماء ولا سمك في الماء حتى يدع ما افترض الله عليه من التسبيح) رواه ابن عساكر
فإن هذا الكون فريقان وحزبان 
 أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
وحزب (" اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ"
لذلك قال الفضيل بن عياض :( ما أحد سب شيئا من الدنيا دابة ولا غيرها، ويقول: خزاك الله أو لعنك الله إلا قالت: بل أخزى الله تعالى أعصانا لله تعالى)
ويقول سيد قطب في تفسير الظلال:

 لا تفقهون تسبيحهم لأنكم محجوبون بصفاقة الطين، ولأنكم لم 

تستمعوا بقلوبكم ولم تتوجهوا إلى أسرار الوجود الخفية وإلى 

النواميس التي تنجذب إليها كا ذرة فى هذا الكون الكبير 

وتتوجه بها إلى خالق النواميس ومدبر هذا الكون وحين تشف 

الروح وتصفو فتتسمع لكل متحرك أو ساكن وهو ينبض بالروح 

ويتوجه بالتسبيح، فإنها تتهيأ للاتصال بالملأ الأعلى وندرك من 

أسرار هذا الوجود ما لا يدركه الغافلون الذين تحول صفاقة 

الطين بين قلوبهم وبين الحياة الخفية السارية فى ضمير هذا 

الوجود، النابضة في كل متحرك وساكن

وفي كل شيء في هذا الوجود.

قال ابن كثير: لا تفقهون تسبيحهم، لأنها بخلاف لغاتكم.

ويقول الألوسي في تفسير روح المعاني:

 وقد ذكروا أن الذكر (ذكر الله تعالى)، إذا تمكن في العبد سرى 

في جميعأجزاء البدن، فيسمع الذاكر كل جزء منه ذاكراً، فإذا 

ترقى حاله سمع كل مافي عالم الملك كذلك، فإذا ترقى يسمع كل 

ما في الوجود كذلك... (وإن منشيء إلا يسبح بحمده ولكن لا 

تفقهون تسبيحهم).

 وكشف الله بعض حقائق هذا الكون وخصائصه وأسراره لأنبيائه 

و لخاصةأحبابه وكمل أوليائه ليقربهم إليه ويشهدهم بدائع صنعه

وحكمته فهاموا به سبحانه وشهدوا جماله 

يقول سيد قطب عن تأثير الشفافية الروحية

 في هذا النوع من الإدراك:

( وإن الكون ليبدو في هذا المشهد الخاشع متجها كله إلى خالقه،

مسبحا بحمده، قائما بصلاته ؛ وإنه لكذلك في فطرته،

وفي طاعته لمشيئة خالقه الممثلة في نواميسه. وإن الإنسان 

ليدرك - حين يشف - هذا المشهد ممثلا في حسه كأنه يراه ؛ وإنه 

ليسمع دقات هذاالكون وإيقاعاته تسابيح لله. وإنه ليشارك كل 

كائن في هذا الوجود صلاتهونجواه.. 

كذلك كان محمد بن عبد الله - صلاة الله وسلامه عليه -

إذا مشى سمع تسبيح الحصى تحت قدميه. 

وكذلك كان داود عليه السلام
 يرتل مزاميره فتؤوب الجبال معه والطير)
وكان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أبر الناس قلوبا وأطهرهم سرائر، فقد كانوا يسمعون تسبيح الماء، يقول ابن مسعود:

( كنا أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم

 نعد الآيات بركة، وأنتم تعدونها تخويفا، بينما نحن مع رسول 

الله صل اللهعليه وسلم  ليس معنا ماء فقال لنا:

( اطلبوا من معه فضل ماء)، 

فأتي بماء فوضعه في إناء ثم وضع يده فيه،

فجعل الماء يخرج من بين أصابعه. ثم 

قال:( حي على الطهور المبارك والبركة من الله)

فشربنا منه، قال عبد الله: كنا نسمع 

صوت الماء وتسبيحه وهو يشرب ) رواه النسائي وابن مردويه.

عن ابن مسعود قال:( كنا نأكل مع النبي صل الله عليه وسلم

 فنسمع تسبيح الطعام وهو           
 يؤكل) رواه أبو الشيخ في العظمة وابن مردويه.

:( تناول رسول الله صل الله عليه وسلم 

 سبع حصيات فسبحن في يده حتى سمعت لهن حنينا , ثم 

وضعهن في يد أبي بكر فسبحن , ثم وضعهن في يد عمر فسبحن 

, ثم وضعهن في يد عثمان فسبحن)

رواه البـزار والطبراني في الأوسط، 

فعن أبي حمزة الثمالي قال: قال محمد بن علي بن الحسين،

وسمع عصافير يصحن 

قال: تدري ما يقلن؟ قلت: لا. قال: يسبحن ربهن تعالى
ويسألن قوت يومهن ويروي عن علي بن الحسين ـ رضي الله 

عنهما ـ قال:( كنا معه فمر بنا عصافير  يصحن فقال: أتدرون ما 

تقول هذه العصافير؟ فقلنا: لا. قال: أما أني ما أقول إنا نعلم 

الغيب، ولكني سمعت أبي يقول: سمعت علي بن أبي طالب أمير 

المؤمنين ـرضي الله عنه ـ يقول: إن الطير إذا أصبحت سبحت 

ربها، وسألته قوت يومها )رواه أبو الشيخ وأبو نعيم 
، ومما يروى من ذلك أنه كان بيد أبي مسلم الخولاني ـ رضي الله عنه ـسبحة يسبح بها، فنام والسبحة في يده، فاستدارت السبحة، فالتفت على ذراعه، وجعلت تسبح فاستيقظ أبو مسلم والسبحة تدور في يده، وإذا هيتقول:( سبحانك يا منبت البنان ويا دائم 

الشأن)فقال:( هلمي يا أم مسلم فانظري إلى عجب العجائب) 

فجاءت أم مسلم والسبحة تدور وتسبح، فلما جلست سكنت.

ويروى عن مطرف ـ رضي الله عنه ـ

أنه كان إذا دخل بيته فسبح سبحت معه آنية 

بيته، وعن سليمان بن المغيرة قال: كان مطرف ـ رضي الله عنه 

إذا دخل بيته فسبح سبحت معه آنية بيته ) رواه الخطيب 

ويذكر النورسي أن أربع قطط كانت تلازمه،

وكانت تقول في هريرها:( يا رحيم يا 

رحيم يا رحيم..) رواه أبو الشيخ.

يقول الشيخ / فوزى محمد أبو زيد 

رئيس الجمعية العامة للدعوة إلى الله تعالى 

وهناك من يفقهه فيعَلِّمه الله لغات الأشياء حتى لغة الجمادات

ويسمع نطقها بألفاظ فصيحات 

                وفى ذلك يقول الأمام محمد ماضى أبو العزائم 

نغمات تسبيح الكيان مدامى يصغى لها قلبى يزيد هيامىقلبى لدى التسبيح يصغى واجداً وجد المؤله من فصيح كلامى

فيسمع تسبيح الكائنات أو الحقائق أو الملائكة

وقد يكرمه الله بإكرامات القلب فيكون هذا 

القلب له إطلالة علوية على الأحوال الربانية

وقد يكرمه الله بالإلهام وقد يكرمه الله 

بالسكينة تتنزل عليه على الدوام وقد يكرمه الله

بالطمأنينة لذكر الله وقد يكرمه الله فيفتح 

له كنوز الحكمة فى قلبه وقد يكرمه الله

فيُفرغ له من أسراره التى لا يُطلع عليها

إلا خواص عباده وقد يكرمه الله فيجعل فى قلبه وسعة حقيَّة

كما روى فى الأثر عنه عز 

وجل{إِنَّ السَّمواتِ والأَرْضَ ضَعُفْنَ عَنْ أَنْ يَسَعْنَني وَوَسِعَنِي قَلْبُ عَبْدِي

المُؤْمِنِ الوَادِعِ اللَّيِّنِ} إذاً قلب العبد المؤمن أوسع من السموات

والأراضين ومن فيهن بما فيه من 

ألطاف إلهية خفية وعلوم ربانية وأسرار ذاتية

سبح الكون أسمع الروح لحنا  ** هامت الروح عند فهم المعنى 

لحن ذا الكون هيج الصب لما **** أسمع الروح لحن هذاالمعنى 

ايها الكون فيك غيب على    *** اخفى تلك الأسرار عنى المبنى 

كيف سترت يا كيان غيوباً ***** فيك تجلى لكل عبد حنّ 

كنت يا كون حاجبى عن جمال ** صرت يا كون للمدامة دنّ 

سبح الكون ربه فى مقام **** فوق قدر الأرواح فى أو أدنى 

رب أسمع قلبى وأسمع روحى ** غيب تسبيح ذا الكيان المبنى