Disqus for ومضات إيمانية

السبت، 31 مارس 2012

حقيقة المتابعة


حقيقة المتابعة
[قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي] قضية قرآنية ربانية تبين صدق الإيمان وخالص التعامل مع حضرة الرحمن كأن الله عزَّ وجلَّ يقول كل من يدعي محبة الله
ويزعم أنه من خيار عباد الله المسلمين والمؤمنين بالله لا بد له من دليل ليثبت دعواه ومن حجة يبرهن بها على صدق تعامله
مع مولاه ما الدليل وما البرهان وما الحجة على صدقه في حبه لله؟ أن يتبع حبيب الله ومصطفاه ومعنى ذلك أن كل من يدعي المحبة ولا يتابع الحبيب صلَّى الله عليه وسلَّم في هديه فليس من الأحبة لأن ذلك هو الدليل الذي أقامه الله وبينه كتاب الله
لأن ذلك جاء في الآية بأسلوب الشرط إن كنتم تحبون الله فإن شرط المحبة – فاتبعوني- والنتيجة العظيمة والثمرة الكريمة
[يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ] وهذه هي قضية القضايا للمسلمين في كل زمان ومكان كيف نتبع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في كل ما جاء به من عند الله؟
[وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا] ما هي الأضواء التي تبين أن المسلم قلبه خالٍ من كل داء ؟ أن يتابع الحبيب المصطفى على الدوام في كل الأفعال والأحوال والأقوال ولا يفرق فإن اتبعه في أمر وخالفه في أمر آخر فأين المتابعة إذن؟ فالمتابعة واضحة في الآية [فاتبعوني] أي في كل شيء اتبعوني في العبادات والأخلاق الكريمة والمعاملات اتبعوني في معاملة الزوجات ورعاية الأولاد والبنات ورعاية الجيران وصلة الأرحام حتى في معاملة الأعداء علينا أن نتبع سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في هديه لأنه هو الهدي الذي اختاره مولاه وكان الصالحون ولا يزالون يتابعونه في أكثر من هذا يتابعونه في هديه في الطعام وفي سنته في الشراب وفي طريقته في سرد الكلام وفي نظراته إلى الأكوان وإلى الأنام وفي مشيه وفي جلوسه وفي نومه وفي كل حركاته وسكناته ولا يفعل الإنسان منهم عملاً ولا يتحرك حركة إلا ونظر كيف كان صلَّى الله عليه وسلَّم يعملها ليقوم على هديه ليفوز بوده ويعمل بقول الله [فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ]ولم يقل الله عزَّ وجلَّ فيها اتبعوني فيما ظهر ولكن اتبعوني ظاهرياً وقلبياً وروحياً وفي كل الأحوال نتبعه في الظاهر في التواضع ولين الجانب والشفقة على الخلق والرحمة والمودة ونتبعه في الباطن في الخشية والخوف من الله والخشوع والإخبات والإقبال والحب والوجد الصادق لمولاه فلا بد وأن تكون المتابعة شاملة وفي جميع الجوانب وكلما زاد الإنسان في المتابعة كلما اقترب من المبايعة فإن الذين بايعوه هم الذين اختارهم الله عزَّ وجلَّ واتبعوه قال تعالى [إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ ] ولذلك عندما أمرهم صلَّى الله عليه وسلَّم في سر هذه الآية وكانت في صلح الحديبية فقد أمرهم رسول الله أن يحلقوا شعورهم وأن يذبحوا هديهم فلم ينفذوا حتى أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم دخل على السيدة أم سلمة رضي الله عنها وكانت معه في هذه المرة وقال لها: هلك الناس قالت: ولم يا رسول الله؟ قال: أمرتهم أن يحلقوا شعرهم ويذبحوا هديهم فلم يمتثلوا فقالت: يا رسول الله اخرج أمامهم واذبح هديك واحلق شعرك فلن يتخلف عنك رجل واحد وذلك لأنها تعلم أنهم كانوا يقتدون بفعله فالرسول صلَّى الله عليه وسلَّم بالنسبة لهم كان هو القدوة الحقيقية والرسول صلَّى الله عليه وسلَّم كانت له أقوال وله أفعال وكانت أقواله فيها يسر وتيسير لأنه يخاطب بها جميع الخلق أما أفعاله فقد كان يأخذ فيها بالعزيمة فيأخذ نفسه بالأشد ويأمر غيره بالأيسر والألين والأخف يأمر بالرخص ويأخذ نفسه بالعزائم وأصحابه من شدة حبهم وذكائهم وفطنتهم علموا هذه الحقيقة فكانوا يستمعون إلى أقواله ولا يقومون للعمل إلا إذا شاهدوا أفعاله وذلك من أجل [فاتبعوني]وليس فاستمعوا لي فاتبعوني لأنهم يريدون أن يكونوا معه يعني يشاركوه في نواياه وطواياه وباطنه الذي يتوجه بالكلية إلى مولاه وأعماله التي كان يتوجه بها إلى حضرة الله جل في علاه فكانوا يقتدون بفعاله ويمتثلون لأقواله لماذا؟ لأنهم يعلمون أن الأقوال للجميع لكن الأعمال بالعزيمة التي يأخذ بها رسول الله حتى كانوا يذهبون ويتساءلون عن أدق الأشياء يسألون زوجاته عن أكله وعن نومه عن عبادته وعن ذكره وعن طاعته ولذلك لم يحكِ التاريخ حركات رجل وسكناته كما حكى عن سيد الأولين والآخرين صلَّى الله عليه وسلَّم فلا توجد حركة صغيرة ولا كبيرة إلا وأظهرها الله لأحبابه لشدة تعلقهم بحضرته لأنهم كانوا حريصين على اتباعه صلَّى الله عليه وسلَّم فكانوا يقتدون بأفعاله ولذلك فإن الرجل في طريق الله هو الذي يأخذ نفسه بالأشد و يأمر غيره بالأيسر أما الذي يأخذ نفسه بالأيسر ويأمر غيره بالأشد فإن مثل هذا غير فقيه في دين الله عزَّ وجلَّ لأن هذه ليست سنة رسول الله فخرج سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم- وإياك أن تقول أنه خرج بمشورة السيدة أم سلمة فكأنك تزعم أنه لا يعرف ذلك - ولكنه أراد إظهار قدرها وإعلاء شأنها لكي يبين أن نساءه ذات فقه في الدين حيث قال فيهن رب العالمين[وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ]فقد كن فقيهات وحكيمات وعالمات فخرج صلَّى الله عليه وسلَّم وذبح هديه فكاد الناس أن يقتتلون لذبح هديهم لأنهم يقتدون بفعله قبل قوله وكذلك دعا الحلاق ليحلق شعره فتنافسوا على شعره فمنهم من فاز بخصلة ومنهم من فاز بشعرة ومنهم من فاز بأقل أو أكثر من ذلك ثم سارع الناس لحلق شعرهم لحرصهم على الإقتداء بسيدنا رسول الله صلَّى عليه وسلَّم في أفعاله.
كيف يحبك الله 

الجمعة، 30 مارس 2012

المطعم الحلال





المطعم الحلال
الحمد لله رب العالمين ، من سأله أعطاه ، ومن توكل عليه كفاه ، ومن تقرب إليه حباه بلطفه وكرمه وأدناه .. سبحانه سبحانه أقرب لكل قلب عبد مؤمن من نفسه التي بين جنبيه ، يسمع حنينه في قلبه قبل أن يعبر عنه بشفتيه لأنه عز وجل يحب عباده المؤمنين ، ويحب أن يلبي نداءهم ودعاءهم في كل وقتٍ وحين ..
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له لطفه لعباده المؤمنين ظاهر ، ورحمته لعباده المسلمين غامرة ، وخيراته المعنوية والمحسوسة وافرة ، لا عد لخزائن فضله ، ولا حجر علي نعمه التي أجزاها لخلقه ، لأنه يعطي لهم عطاءاً بغير حساب ..
وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله التقي النقي الصادق الوفي الذي ينبيء عن الله عز وجل بأقواله وأفعاله وأحواله ، فنطقه إلهام ووحي من الله ، وعمله لما فيه عز وجل رضاه ، وحاله الإخلاص والصدق في كل أحيانه : مع مولاه .. اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد كنز الغيوب ، والحبيب المقرب لحضرة علام الغيوب ، صلي الله عليه وعلي آله وصحبه و كل من اهتدي بهديه إلي يوم الدين .. آمين آمين يارب العالمين .. أما بعد فيا أيها الإخوة جماعة المؤمنين 
اقتضت عناية الله عز وجل لعباده المؤمنين ، ووعده الذي لا يتخلف لهم أن يجعل حياتهم في الدنيا طيبة وفي الآخرة سعادة وحسن جزاء ، وفي ذلك يقول عز شأنه في القرارالدستوري القرآني الإلهي
{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً }هذا في الدنيا .. وفي الآخرة :
{ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
 ( 97 النحل )
نص هذه المادة القرآنية يوضح أن لكل مؤمن ولكل مؤمنة ، تقي وتقية حياة طيبة في دنياه ، والحياة الطيبة يعني أنه علي صلة بمولاه ، إذا سأله لباه ، وإذا طلب منه أعطاه ، وإذا تقرب منه ناداه ، وإذا طلب من تفريج اي كربة فرجها في الحال ، وإذا طلب منه دفع أي بلاء ، دفعه عنه في الوقت والحين ، ونحن والحمد لله كلنا مؤمنون وعلي كتاب الله سائرون وبسنة الحبيب صلي الله عليه وسلم متمسكون ، فما لنا لا ينطبق علينا هذا الحال .. نشكوا من الهم ومن الضيق ومن القلق ومن التوتر ومن المتاعب ومن المشاكل التي لا عد لها ولاحصرلها وأطلب من الله كما طلب الله حينما قال لنا في كتاب الله:
{ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } (60 البقرة )
فلم يقل أنظر في أمركم ، أو أرجيء تلبية طلبكم ، ولكنه قال في الحال أستجب لكم ... فما السبب ؟ وكيف نعالج هذا الأمر لنكون مع الله كما وصف الله عز وجل أولياءه وأحبابه في كتاب الله ، حيث قال في شأنهم :
{ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ }
(34 الزمر )
أمر يسير لم يلتفت إليه الكثير، ظناً أن التقصير في الطاعات وفي الزيادة من النوافل والقربات ، ونسينا الأصل الذي يتوقف عليه قبول الطاعات والركن الركين الذي ترفع به النوافل والقربات ، وهو المطعم الحلال ، فعندما طلب سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه من حبيب الله ومصطفاه صلوات الله وسلامه عليه أن يكون ولياً لله ، ولا يطلب طلباً إلا ويلبيه الله ، فقال يارسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة ، فلم يكلفه الحبيب صلي الله عليه وسلم عبادة ٌزائدة من الفرائض المفترضات ، والنوافل التي تتبعها والتي رآها في سيد السادات ، وإنما بين له أمريسير قال فيه البشير النذير صلوات الله وسلامه عليه :
( ياسعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة )
فإطابة المطعم ، أن يكون من عمل حلال ، فمن يعمل في شرب الخمر سواءٌ في عصرها ، او المتاجرة فيها ، او عمل إعلانات لترويجها ، فهذا مطعمه حرام ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ، وكذلك من يعمل في أي عمل نهي عنه كتاب الله ، او حظر منه حبيب الله ومصطفاه صلوات الله وسلامه عليه ، وهذا نحن والحمد لله بعيدون عنه ، لكن الذي يقع فيه الكثير منا ولا يدري ، أضرب له بعض أمثلة قليلة علي حسب الوقت :
فقد جنى حبيبكم صلوات الله وسلامه عليه بعد غزوة حنين غنائم وفيرة وذهب إليه زعماء العرب يطلبون عطاءه ، وكان يعطيهم عطاء من لا يخشي الفقر ، فأعطي واحداً منهم غنماً بين جبلين وهوأمية بن خلف وذهب إليه حكيم بن حزام ، وكان قد شرح الله صدره للإسلام ، فأعطاه مائة جمل فاستزاده ، فزاده مائة أخري ، فاستزاده ، فقال له هذه الكلمة الهدية التي أرجو أن تعلقوها في أعلي القلب والفؤاد:
( ياحكيم بن حزام إن الدنيا حلوة خضرة وأن هذا المال لا يحل إلا بطيب نفس )
هذا أساس من أسس الدين لا يكون المال حلالا إلا إذا أخذه صاحبه بطيب نفس من معطيه ، فلو أخذه عن طريق الخدعة فهو حرام ، ولو أخذه عن طريق الغش فقد برئ منه النبي في الدنيا ويوم القيامة ، وقال فيه :
( من غش فليس منا )
تطلب منه عملاً في المنزل خاصاً بالنجارة أو بالسباكة أو بالكهرباء أ وغيرها ، وتريد أن تتفق علي الأجر ، فيقول لك ليس بيننا خلاف ، ويرجئ الأمر حتي إذا إنتهي من العمل طالبك بأجر كبير مما يجعلك في حيرة من أمرك ، وإذا إعطيته ماتراه مناسباً يقول لك خلي الفلوس وخلي الشغل وليس مهم، يعني يجبرك علي دفع ما يريد ، وهذا حرام بنص كلام النبي صلي الله عليه وسلم :
( إن هذا المال لا يحل إلا بطيب نفس )
ومن يذهب إلي تاجر ويساومه ويقف التاجر عند سعرٍآخر ، ولا يتفقان ، ثم يقول المشتري للتاجر إعطني البضاعة ، ويحضر في يده الثمن الذي حدده هو للبضاعة ، ويعطيه للتاجر ، فإذا رفض التاجر أن يأخذه أخذ البضاعة ومشي ، فإذا قال له التاجر أنا غير مسامحك يا فلان ، قال له : لايهم ؛؛ هذا حرام لأن هذا لم يأخذها بطيب نفس .
ومن يحضر إخوته عند تقسيم التركة ، ويقول لأخواته البنات أنتن قد تزوجتن ، وأنجبتن أولاداً ، ولا حاجة لكن إلي هذا المال ، فاتركنه للزمن ، حتي يكون لنا فرصة في زيارتكم وعيادتكم ، ويجعلهن تحت ضغط هذا الأمر ، يتنازلن عن نصيبهن غير راضيات بقلوبهن ، وهذا أيضاً حرام ، لأنه أخذ هذا المال بغير رضا نفس ..
فالمؤمن لا يأخذ مالاً بغير رضاء نفس ... ومن ذلك أيضاً ما يؤخذ بسيف الحياء ، ولقد قال صلي الله عليه وسلم :
( كل ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام )
كأن يذهب المرء إلي رجل ٍ من الأعيان أمام جمع ويقول له اعطني مبلغاً كذا من المال ، لنصنع كذا من أعمال البر ، وأمام إحراجه يدفع المبلغ ، ولكنه غير راض ٍ عن المبلغ بتمامه ، لأنه ربما كان يريد أن يدفع بعضه ،وهذا عرضه للحرج لدفع هذا البلغ ، فهذا حرام بنص حديث المصطفي عليه افضل الصلاة وأتم السلام ، أو من يدخل إلي بيت أخيه أو نفر من ذويه ، ويعجبه شيئاً في المنزل ، فيسأله بكم هذه ، ومن أين إشتريتها ، وكيف جئت بها ، وإنا أريد مثلها ، فيقول له صاحب المنزل ، حياءاً منه .. خذها حرجاً منه ، مع انه في حاجة ٍ إليها .. أيضاً فتكون أيضا هذه حرام .... والأساليب في في ذلك كثيرة ...
إسمعوا لهذا المثال الفريد لتقريب الحميد المجيد لأوليائه المربين ، فقد نام إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه في ليلة الإسراء والمعراج تحت صخرة بيت المقدس ، ورأى بين النوم واليقظة نفر من الملائكة يتحدثون مع بعضهم ، فقال بعضهم هذا إبراهيم بن أدهم ، فقال الآخر من الملائكة : نعم هذا الذي سقط من عين الله عز وجل .. قالوا : ولم ؟ قال : لأنه اخذ تمرتين ليستا له، فاستيقظ من نومه ففكر فلما تدبر في أمره ، تذكرأنه اشترى من البصرة تمراً، ووقع من تمر البائع تمرتين على تمر إبراهيم بن أدهم بعد تمام الميزان ليستا من حقه فرجع إلي البصرة ، وذهب إلى التاجر واشترى منه تمرا ً، وبعد أن تم له الميزان حمل بيده من تمره الذي دفع ثمنه جملة من التمر ووضعها على فرش التاجر .. ثم رجع إلى بيت القدس مرة أخرى ماشياً ، ونام تحت الصخرة ، ورأى الملائكة وهم يقولون لبعضهم :[هذا إبراهيم بن أدهم؟ قالوا : نعم ..
 قالوا هذا الذى رد الله عليه حاله ؟
 قالوا نعم لأنه رد التمرتين ]
هذا الأمر الذى يقع فيه كثير من الناس قد تعجبون إذا علمتم أن الله لا يؤخر حسابه كله إلى يوم الدين ، ولكن يحاسب أهله وفاعلوه فى الدنيا فقد ولىَ هارون الرشيد أخاه بهلول الحسبة ، وعينه محتسبا يعنى يراقب الموازين والمكاييل والأسعار فى الأسواق ، وبعد عام استدعاه ، وقال له : أراك لم ترسل إلينا بقضية واحدة فما بالك ؟ قال ياأمير المؤمنين رأيت الله عز وجل يقتص من الظالمين أولا ً بأول ، فقال له : كيف ذلك ؟ قال : المال الذى جمعوه من الحرام يجعلهم الله عز وجل ينفقونه فى المعاصى والذنوب والآثام ، فإذا جمع المال من غير حله عن طيب نفس أو عن غير طيب نفس يسلطه الله على إنفاقه ، أو يسلط أولاده على إنفاقه [ تارة فى البُودرة وتارة ًفى الشم وتارة ًفى كذا وتارة ًفى كذا ] مما نراه من مساخر هذا الزمان ... أما الذى يحصل المال الذى يتحرى فيه رضا الله ، فيجعله الله لا ينفق قرشا ً إلا فيما يحبه الله ويرضاه .. ينفقه فى الحج إلى بيت الله .. ينفقه فى عمارة المساجد .. ينفقه فى تشييد المعاهد الدينية .. ينفقه فى أعمال البر .. ينفقه فى أبواب الخير، لأن علامة حب الله لعبده ، ان يوفقه لينفق وقته وماله كله فى مراضى ربه عز وجل ، فهذا عقاب ..وهناك عقاب آخر قد لا يشعر به الكثير بأن يأخذ الله حلاوة الإيمان من قلبه ، فلا يجد طعمأ ً لتلاوة القرآن ، ولا يجد خشوعا ً عند أداء الصلاة وإقامتها للرحمن ، ويشعر بعبء ثقيل عند صيام شهر رمضان ، ويكون عمل البر كأنه جبل ثقيل ، وعمل الشر ميسر له وقريب التناول ويسير ، وهذا عقاب عاجل لا يحس به إلا عباد الله المؤمنين الذين يرجون رحمته فى كل وقت وحين ، فمن أراد ان يكون وليا ً لله ونحن والحمد لله جميعا ً أولياء لله ، فمن أراد منكم يا أولياء الله أن يكون بينه وبين الله صلة ً ، إذا سأله أعطاه ، وإذا دعاه لباه ، وإذا طلب منه أى أمر يسره له فيما يحب الله ، إذا كان له فيه خيرٌ فى الدنيا أو يوم لقاء الله ، لأنه قد يطلب ما فيه خيره وشره فيرجئه عنه الله ، لأنه يعلم ان هذا ليس فيه خيرا ً له ..فمن أراد ذلك فليتحرى ما قلناه ، وليعاهد نفسه أن لا يأخذ شيئا ً، إذا كان موظفا ًفى قطاع خاص أو عام ، فليعلم أنه عقد عقدا ً مع العمل ، أن يعمل كذا وكذا من الوقت .. فلا يجوز له أن يتهرب منه ولو بحجة أن
الأجر لا يكفى ، لن الحبيب صلي الله عليه وسلم قال فى أمرنا هذا :
( المؤمنون عند شروطهم إلا شرطا ً أحل حلالا ً أو حرم حراما ً)
فما دمت قد تعاقدت واشترطت فعليك أن تسعى إلى قضاء الوقت الذى تعاقدت عليه فى عملك فيما يرضى الله عز وجل .
فإذا فعلنا ذلك لا نظن ولا نشك أن الله عز وجل سيجعلنا كما قال فى قرآنه :
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ } (96 الأعراف)
فلم يقل الله خيرات ولكن قال : بركات ، وقال صلى الله عليه وسلم :
( إن المرء ليقذف باللقمة الحرام فى جوفه لا يقبل منه عبادة أربعين يوما ً )
أو كما قال { ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة }
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين الذى حبب إلينا الإيمان وزينه فى قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، وجعلنا من الراشدين ، وأشهد أن لا إله إلا الله قريب من كل عبد ٍقريب ، يحب كل تواب ٍ إلى حضرته ومنيب ، وينادى فى كل ليلة فى الثلث الأخير من الليل عباده المؤمنين :
( ألا من مستغفر فأغفر له ، الا من مسترزق فأ رزقه ، الا من مبتلى فأعافيه ، ألا من كذا ألا من كذا حتى مطلع الفجر)
وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله ، وصفيه من خلقه وخليله ، اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم واعطنا الخير وادفع عنا الشر ونجنا واشفنا وانصرنا على أعدائنا يارب العالمين .. أما بعد ..
فيا إخوانى جماعة المؤمنين : كذلك من ضمن الأمور التى تحرم المال ، ويجعله غير حلال ، أن يستغل المؤمن حاجة أخيه المؤمن ن فإذا كان مجتاجا ً لإجراء عملية جراحية ولا بد أن يجريها فى الحال ، ولا يستطيع التأخير ، وكان هذا التخصص حكرا ً على رجل ٍ أو نفرٌ من الأطباء ، وغالى فى السعر، واضطر المريض لأن يقترض من هنا وهناك ليسدد أجرة العملية ، فهذا إبتزاز للمؤمنين ولا يرضاه رب العالمين عز وجل .
وكذلك مايجعله التجار عند ما يخفون سلعة ً من السلع حتى تشح فى السوق ثم يظهرونها ، وقد زادوا ثمنها أضعافا ً مضاعفة ٌ ، وهذا ما يسمى فى شرع الله الإحتكار ، ويقول فيه النبى المختار صلى الله عليه وسلم :
( المحتكر خاطئُ اخطأ طريق الخير )
ويقول فيه صلى الله عليه وسلم :
( من إحتكر طعاماً ـ وفى رواية ٍ ـ قوتا ً على أمتى
 أربعين يوما ً فقد برئ من الله
وبرئ الله عز وجل منه )
لأن المؤمن لا يستغل حاجة إخوانه المؤمنين ، وكذلك الصناع الذين يستغلون حاجة إخوانهم المؤمنين لهم لقلة عددهم ، فيستشيطون فى الأسعار ويبالغون فى الأجور .. كل هؤلاء وغيرهم لا يوفقون فى سعيهم ، ولذلك نراهم يحصلون الكثير، وإذا جاءهم الموت لا يملكون النقير ولا القطمير ، ولا ينفقونها فى مراضى ذى الجلال والإكرام عز وجل ، فانتبهوا ياعباد الله إلى مهمة الدين ، والأساس الذي عليه قبول العمل عند رب العالمين وتحقيق الإستجابة للمؤمنين ، واعملوا بقول الله لنا أجمعين:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ }
( 173 البقرة ) 
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الموقع الرسمى لفضيلة الشيخ
فوزى محمد أبوزيد
http://www.fawzyabuzeid.com/
  

الخميس، 29 مارس 2012

ثورة النفس



ثورة على النفس

الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، الذى أكرمنا وكرَّمنا وجعلنا من عباده المسلمين، وأعزَّنا بعز شرعه فى الدنيا بين الخلق أجمعين، ونسأله عز وجل أن يتم علينا النعمة أجمعين فيجعلنا من الفائزين الناجحين يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، بيده مقاليد الأمور، وتصريف الدهور، سبحانه سبحانه هو وحده الذى يُغَير ولا يَتغير، ويُحَول ولا يتحول، ويُقَلب ولا يتقلب، ويُصَرف ولا يتصرف، بأنه وحده هو الفعال لما يريد، وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، النجم الساطع بين النبيين والمرسلين، والذى أصلح به مولاه أمور الدنيا وتعاليم الدين، وجعل الخلق به بعد الذلة يعزون، وبعد الفقر يستغنون، وبعد التفرقة يجتمعون، وجعلهم به خير أمة أخرجت للناس أجمعين، اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وارزقنا هداه، ووفقنا أجمعين للعمل بشرعه يا الله، واجعلنا أجمعين تحت لواء شفاعته يوم الدين، واحشرنا فى زمرته فى رياض جنات النعيم أجمعين ...... آمين آمين يارب العالمين.
وبعد أيها الأخوة المؤمنون:
الحمد لله الذى أكرمنا فى بلدنا وغيَّر حالنا وأصلح شئوننا، ولكن أريد أن أهمس فى آذان إخوانى الحاضرين والسامعين أجمعين، أنه لن يتغير حالنا إلى أحسن حال، ولن تفيض الأرزاق وتزيد الأموال إلا إذا غيَّرنا ما بنفوسنا، لابد لنا من ثورة فى نفوسنا أجمعين، نساءاً ورجالاً، شباباً وشيوخاً، أفراداً وجماعات، لأن الله عز وجل يقول: { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [11الرعد] وما الذى فى نفوسنا أو فى نفوس البعض ويحتاج إلى التغيير؟ لابد أن نقتلع الأنانية من جذورها، ويكون الفرد أحرص على الجماعة من نفسه لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم فى ذلك: { لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه } فتتلاشى النزعات الفردية، والأهواء الفردية فى سبيل المصلحة العامة الجامعة التى فيها خير لهذه الأمة المحمدية، ننتزع الأحقاد من جذورها، نقتلع الأحساد والبغضاء من صدورنا، ونكون كما وصف الله المؤمنين – ونحن إن شاء الله منهم – فى كتابه: { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } [47الحجر] لابد أن ينزع المؤمن كل ما فى قلبه من الأشياء الفردية التى تجعله يُؤثر نفسه على غيره، ويُفضل مصلحته الشخصية على مصالح الجماعة، وكل تكالبه على شهوته أو حظه أو على ما يرجوه فى هذه الساعة، ولا شأن له فى الآجل والعاجل بشأن الجماعة، لأن هذا هو أُس المرض الذى أخَّرنا هذه السنين الطوال، وكل من يجرى محاسبته الآن، وما نراه وما نقرأه لهذا المرض اللعين الذى استشرى فى صدورهم، ولذلك إذا أردنا إصلاح أحوالنا أجمعين لابد أن نعالج هذه الأمراض فى قلوبنا، قال حبيبى وقرة عينى صلى الله عليه وسلم: { إن فى الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب } وكان صلى الله عليه وسلم جالساً فى يوم بين إخوانه من الأنصار والمهاجرين، وجاء رجل عليه أثر الوضوء من بعيد، فقال حضرة النبى صلى الله عليه وسلم عندما رآه: { يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة } فجلس الرجل فى مجلس حضرة النبى، ثم بدا له أن يقوم فقام، فقال صلى الله عليه وسلم فى شأنه:
{ قام عنكم الآن رجل من أهل الجنة } ورُوى أنه تكرر منه هذا الحوار ثلاث مرات، وكان فى المجلس عُبَّاد الصحابة، وكان منهم عبد الله بن عمر رضى الله عنهما، وعبد الله بن عمرو رضى الله عنهما، وكانا يقومان الليل كله بين يدى الله راكعين ساجدين، ويصومان الدهر كله إلا الأيام التى حرَّم صيامها سيد الأولين والآخرين، فقالا فى نفسيهما وما العمل الذى يزيد به هذا الرجل علينا ليكون من أهل الجنة؟! فأخذهما الفضول فذهب أحدهما إلى بيته، ولما دقَّ عليه الباب وفتح له زعم أنه جرى خلاف بينه وبين أبيه ويطمع فى استضافته، فأضافه، وانتظر يراقب عمله، *** يجده يقوم بعد صلاة العشاء إلا قبل الفجر بساعة ويتوضأ ويذهب لحضور صلاة الفجر مع الحبيب فى الجماعة، وفى الصباح يُقدم له الفطور ويفطر معه، وفى اليوم الثانى كذلك وفى الثالث كذلك، فقال له: يا عماه لم يحدث بينى وبين أبى خلاف ولكنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فى شأنك: { يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة } ويقول بعد قيامك: { قام عنكم الآن رجل من أهل الجنة }فما العمل الذى تعمله وتستوجب به ذلك؟ قال: والله لا أزيد عما رأيت، ولما رأى الحيرة فى وجهه قال له: غير أنى أبيت وليس فى قلبى غل ولا غش ولا حقد لأحد من المسلمين، قال: فبذلك، فذهب عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا به صلى الله عليه وسلم يوجه الخطاب له ويقول: { يا بنى إن استطعت أن تبيت وليس فى قلبك غل ولا غش ولا حقد لأحد من المسلمين فافعل فإن ذلك من سنتى ومن فعل سنتى كان معى فى الجنة } هذا حال مجتمع المؤمنين الذين أصلح الله بهم الدنيا، وأصلح الله لهم شئونهم أجمعين، محو الفردية من نفوسهم، وأصبح كل همهم فى مصالح الجماعة، وفى الحرص على إخوانهم، ناهيك عن أن الله عز وجل جعل عبادة هذه الأمة الفاضلة بعد الفرائض هى التى تتعلق بالخلق، ليس العبادة التى ترفع المرء درجات عند الله قيامه الليل قائماً أو راكعاً أو ساجداً، أو صيامه الدهر، أو تلاوته لكتاب الله، أو تسبيحه وتهليله وذكره لله، لأن كل ذلك عمل صالح يقول فيه الله: { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ }[15الجاثية] أما العمل الأكبر فى الفضل والغنيمة عند الله هو الذى يتعلق بخلق الله، وقد أوجب النبى صلى الله عليه وسلم لكل مسلم حقوقاً فى أعناق إخوانه المسلمين أجمعين، وإذا كان المسلم يتغاضى عن المطالبة بحقوقه فى الدنيا فإن الذى يطالب بحقوقه يوم القيامة هو أحكم الحاكمين ورب العالمين عز وجل، جعل لك حقاً على كل مسلم أن يُسَلم عليك إذا قابلك، وحق على كل مسلم فى عنقك أن تُسَلم عليه إذا لقيته سواء عرفته أو لم تعرفه، لأن الحبيب قال لأبى هريرة رضي الله عنه: { يا أبا هريرة ألق السلام على من عرفت ومن لم تعرف ينشرح صدرك للإسلام } أين نحن الآن من هذه الشعيرة؟ أين نحن الآن من هذا الحق؟ إذا دخلت المسجد تُسَلم على الحاضرين، وإذا خرجت من المسجد تُسَلم على من تراهم فى الشارع، وإذا دخلت بيتك تُسَلم على أهلك، وإذا خرجت من عندهم تُسلم مودعاً لأهلك، لا تمر على مسلم تعرفه أو لا تعرفه إلا وتُلقى عليه السلام بتحية الإسلام، لا يجوز أن تحييه بما نقول كصباح الخير أو مساء الخير، أو ما شابه ذلك إلا بعد السلام لأنه تحية الإسلام، ينبغى على كل مسلم حقوق سأسردها عداً لأن شرحها يحتاج إلى وقت طويل، يقول فيها صلى الله عليه وسلم: { حق المسلم على المسلم أن يُسَلم عليه إذا لقيه، وأن يعوده إذا مرض، وأن يُشَيع جنازته إذا مات، وأن يُعينه إذا احتاج، وأن يُهنأه إذا فرح، وأن يُعذيه إذا أصيب } حقوق وواجبات لابد لكل مسلم أن يقوم بها لإخوانه حتى يكون المسلمون أجمعون كرجل واحد أو كأسرة واحدة يقول فيهم الله: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } [10الحجرات] فإذا لم يقم بهذه الحقوق وكان يوم الدين، يأتى رب العالمين بالرجل الذى قصَّر فى حقوق إخوانه المسلمين ويقول: { عبدى مرضت *** تعدنى، فيقول: سبحانك تنزهت كيف تمرض وأنت رب العالمين؟! فيقول: مرض عبدى فلان *** تعده، ولو عدته لوجدتنى عنده } من الذى نزوره فى حيز نطاقنا؟ قال الحبيب لنا: { امشى ميلاً وزر مريضاً } أى يجب عليك أن تتحسس المرضى وخاصة الفقراء على مسافة كيلو مترين إلا ربع من جميع الجهات حتى يتكافل المؤمنون ويكونون يسعون لمنافع بعض ويرفعون شأن بعض، ثم يقول: { عبدى جعت *** تطعمنى، فيقول العبد: سبحانك تنزهت كيف تجوع وأنت رب العالمين؟! فيقول: جاع عبدى فلان ولو أطعمته لوجدت ذلك عندى } أما المؤمن الذى يأكل فى بيته وسكنه ما لذ وطاب ولا يحس بمن حوله فيقول فى شأنه الحبيب: { والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع ولا يشعر به } لابد أن يستشعر هذا لإخوانه المؤمنين، أما من يغش المؤمنين فى كيل أو وزن أو بيع أو شراء أو كلام أو غيره فيقول فيه الحبيب: { من غشنا فليس منا } ليس من أمة الحبيب المختار، ومن يُخزِّن الطعام فى وقت ليُغلى سعره على المؤمنين يقول فيه صلى الله عليه وسلم: { من احتكر قوتاً ليُغلى على المؤمنين أسعارهم فليتبوأ مقعده من جهنم } والقوت هو الطعام الذى يؤكل كالدقيق والخبز والسكر والزيت أو ما شابه ذلك، فليس من المسلمين من يفعل ذلك لأنه وصف المسلمين فقال: { ترى المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى رأسه اشتكى كله } أو كما قال: { ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة }
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، الذى يُعز من يشاء ويُذل من يشاء ويؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء بيده الخير وهو على كل شئ قدير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، من تمسك بشرعه هداه، ومن هداه إلى قربه آواه، ومن آواه جعله فى أرغد عيش فى الدنيا وأسعد حال يوم لقياه، وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، التقى النقى، الذى جعله مولاه رحمة تامة سابغة للخلق أجمعين، اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله الطيبين وعلى صحابته المباركين، وعلى كل من اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وعلينا معهم أجمعين .... آمين آمين يارب العالمين.
أيها الأخوة المؤمنون:
دعانا الله عز وجل أجمعين إلى أن نتكاتف ونتعاون ونتماسك لنصلح شأن بلدنا وشأن أوطاننا وشأن كل شئ هو لنا، لا نقول الحكومة ونقف صامتين ونسعى إلى المظاهرات بين الحين والحين مطالبين الحكومة التى لم تثبت أقدامها بعد
بما لا تستطيع أن توفيه، وإنما نضع أيدينا فى أيدى بعضنا ونكون كما قال الله: { وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ } [105التوبة] نعمل ونبدأ العمل والله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملا، ونوقف هذه التُرهات وهذه الخلافات، ونعين شبابنا على ترشيد أمورهم وعلى تصويب أفكارهم وعلى الأشياء العظيمة التى يقومون بها لبلدهم، فنجدهم يسعون لتجميل الشوارع والميادين، لماذا لا نشاركهم؟! من شاء فليشاركهم بماله، ومن شاء فليشاركهم بنفسه، ومن شاء فليشاركهم بما يستطيع لأن الإسلام كما قال نبيه: { بنى الإسلام على النظافة } ديننا دين النظافة، يحب نظافة البيوت ونظافة الشوارع ونظافة الأفراد، دين يحرص لكل من يحضر صلاة الجمعة أن يغتسل ويلبس أحسن ما عنده ويضع أفخر عطر عنده حتى تكون المساجد كلها معطرة ولا يُشم فيها إلا الروائح الطيبة، ويأمر القائمين على المساجد أن يجمرونها بالبخور، فالمساجد تكون رائحتها بخور والأشخاص رائحتهم عطرة، هكذا حال هذا الدين لأن الله كما قال صلى الله عليه وسلم: { إن الله جميل يحب الجمال } فأعينوا شبابكم على تجميل بلدتنا وشوارعنا بما تستطيعون، وقولوا للناس حسناً، وإياكم والغيبة والنميمة فإن هذا زمان تكثر فيه الغيبة والنميمة، لا تسب أحداً إلا إذا تحققت، ولا تتكلم فى حق أحد إلا إذا وقعت فى يديك مستندات، لأن المسلم كما قال فيه صلى الله عليه وسلم: { كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه } وإذا وقعت معك المستندات فهناك جهات خُصصت لذلك فأرسلها إليها وهى تتولى ذلك، لكن علينا فى هذا الوقت الكريم أن نعمل بقول حبيبنا صلوات ربى وتسليماته عليه: { إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه }.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
خطبة الجمعة لسماحة الشيخ فوزى محمد أبو زيد بتاريخ29 من ربيع الأول1432هـ 4/3/2011م
http://www.fawzyabuzeid.com/

تقرير بمشاركة سيئة  

الثلاثاء، 27 مارس 2012

الحفاظ والمحدثين الذين توسلوا بالأنبياء والصالحين




إلى علماء السلفية الوهابية
إلى إخوانى المسلمين عامة 

كيف تدعى أن التوسل بدعة وشرك وقد ثبت التوسل بصحيح النقول وعمل الأئمة العدول ؟ لماذا تريد أن تكره الناس على فهمك وتقصى وترفض كل من يخالف فهمك ؟ هل تدعى أن فهمك هو الدين ومن خالف فهمك خالف الدين ؟ ما هذا الكبر والصلف والغرور ؟ إذا كان من هو أفضل منك قال عن رأيه ( صواب يحتمل الخطأ وهو إمام أهل السنة والجماعة ( الشافعى رضوان الله عليه ) فكيف تدعى أن رأيك صواب لا يحتمل الخطأ ورأى غيرك خطأ لا يحتمل الصواب ؟
هذة طائفة من خيرة علماء أهل السنة والجماعة القائلين بالتوسل بالنبى والصالحين والقاعدة الفقهية تقول ( لا انكار فيما اختلف فية )
( لا يحتج بعالم على عالم ولا بصحابى على صحابى وانما يحتج برسول الله صل الله عليه وسلم على الجميع ) ( ليس رأى عالم بأولى من رأى عالم آخر )

ذكر أسماء بعض الحفاظ والمحدثين المتوسلين بالنبي صلى الله عليه وسلم والصالحين من كتابات الدكتور محمود صبيح حيث له الجهد مشكورا قام بالاحصاءعلى الترتيب الأبجدي 
1- الحافظ إبراهيم الحربي : توسل بقوله " قـبر معروف الكرخي هو الترياق المجرب" تاريخ بغـداد ( 1 / 122 ) .
* 2 الحافظ أبو الربيع بن سالم : توسل بقبر محمد بن عبيد الله الحجري ( التكملة ( 2 /281 ) لكتاب الصلة الذهبي في سير أعلام النبلاء )(21 / 251 -253)
* 3 - الحافظ أبو الشيخ الأصبهاني : توسل بقوله " والشكوى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجوع " سير أعلام النبلاء ( 16 / 400 ) .
* 4 - الحافظ أبو الطيب المكي الفاسي : توســل بقوله " بمحمد ســـيد المرسلين " ذيل التقييد ( 1 / 69 ) .* 5 - الحافظ أبو المحاسن بن حمزة الحسيني الدمشقي : توسل بقوله " بجاه المصطفى " ذيل تذكرة الحفاظ ( 1 / 315 ) .
* 6 - الحافظ أبو زرعة الرازي : كان يقـول لعلي الرضا " حدثنا بحق آبائك " وقد تقدم ذكره في ثنايا الكتاب .
* 7 - الحافظ أبو عبد الله الصفار الإسفرائيني : أخـذ عنه الحاكم توسل كثير من الصالحين - تقدم ذكره في ثنايا الكتاب .
* 8 - المحدث أبو علي الخلال : قـال " فقصدت قـبر موسى بن جعفر فتوسلت به "* تاريخ بغـداد ( 1 / 120 ) .
* 9 - الحافظ أبو زرعة العراقي : أتى النبي أمام قـبره وقال " أنا جائـع "* المنتظم لابن الجوزي ( 9 / 74 ، 75 )
* 10 - الحافظ ابن أبي الدنيا : توسل بقوله " بحق النبي " قرى الضيف ( 5 / 225 ).
* 11 - الحافظ ابن أسلم الطوسي : كان يقول لعلي الرضا " حدثنـا بحق آبائك " وقد ذكرناه من قبل في الكتاب .
* 12 - الحافظ ابن الأبار : توسل بقوله " يا شافع البرية إن تشفع فيها لبارئ النسم " الحلة السيراء ( 2 / 284 ) .
* 13 - الحافظ ابن الجزري : قال بالتوسل في كتابه ( عده الحصن الحصين باب فضل آداب الدعاء ) .
* 14 - الحافظ ابن الجوزي : توسل بقوله " بحق محمد صلى الله عليه وسلم "* زاد المسير ( 4 / 253 ) .
* 15 - الحافظ ابن القيسراني : توسـل بقولـه " توسلـوا بـه إلى الله "تذكرة الحفاظ ( 4 / 1371 ) .
* 16 - الحافظ ابن المقرئ الأصبهاني : التوسل عند القبر والشكوى إلى الرسول من الجوع - مروية في سير أعلام النبلاء ( 16 / 400 ) .
* 17 - الحافظ ابن حبان : كان إذا أهمه أمر قصد قبر الإمام علي الرضا فينكشف همه قال : " وقد جربته مرارا وقد تم الإشارة إليه من قبل " الثقات ( 8 / 457 )
* 18 - الحافظ ابن حجر العسقلاني : وله كلام كثير في فتح الباري وغيره .
* 19 - الحافظ ابن طولون : استشهد بكلام الحافظ العلائي شيخ حافظ العراقي في* المسائل التي شذ بها ابن تيمية في الأصول والفروع ومنها التوسل ( ذخائر القصر مخطوط بالخزانة التيمورية بالقاهرة ) .* 20 - الحافظ ابن عساكر : كتب في أربعينياته " يا محمد إني أتوجـه بك إلـى ربي " وكتبــه عامـرة بالتوسـل ، وذكــره مناقب جعفر الصـادق بقوله فيـه " وبالنبي* متوسلا " وذكر عن أحد الصالحين أن قـبره يتبرك به . تاريخ دمشـق ( 6 / 443 )
* 21 - الحافظ ابن فهد : سأل الحافظ العراقي ما شذ به ابن تيمية في التوسل والزيارة .كتاب الأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية .
* 22 - الحافظ ابن كثــير : توســل بقولــه " بمحمــد وآلــه " - البداية والنهاية ( 13 / 192 ) .
* 23 - الحافظ الإمام أحمد : قال في منسكه الذي كتبه للمروذي : إنه يتوسـل بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه حتى ابن تيمية نقله .
* 24 الحافظ البيهقي : روى عنه ابن الجوزي في المنتظم ( 11 / 211 ) من مناقب أحمد بن حرب " استجابة الدعاء إذا توسل الداعي بقبره " .
* 25 - الحافظ الحاكم : من روى تعظيم ابن خزيمة لقبر علي الرضا وتوسل شيوخه بقبر يحيى بن يحيى وقد سبق ذكره وغير ذلك كثيرا .
* 26 - الحافظ الخطيب البغدادي : توسل بقوله " بحق محمد " . الجامع لأخلاق الراوي والسامع ( 2 / 261 ) .
* 27 - الحافظ الدارمي : باب ما أكرم الله به نبيه سنن الدارمي .
* 28 - الحافظ السخاوي : توسل بقوله " ووسيلتنا وسندنا "فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقي ( 4 / 410 ) .* 29 - الحافظ السلفي : له توسل في معجم السفر .
* 30 - الحافظ السيوطي : توسل بقوله " بمحمد وآله " الإتقان ( 2 / 502 ) وكتبه طافحة بالتوسل .
* 31 - الحافظ الطبراني : التوسل عند القبر والشكوى إلى الرسول من الجوع - مروية في سير أعلام النبلاء ( 16 / 400 ) - كما أنه صحح حديث التوسل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .
* 32 - الحافظ العلجونا d توسل بقوله " وبخير خلقك لم أزل متوسلاً " كشــف الخفاء ( 2 / 55 ) .
* 33 - الحافظ العلائي : ألف كتاب في الرد علي ابن تيمية في موضوع التوسل والزيارة
* 34 - الحافظ القضاعي : توســل بقوله " توسلوا به إلى الله " التكملة لكتاب الصلة ( 2 / 281 ).
* 35 - المحدث الكلاباذي : توسل بقوله " وبنبيه أتوسل " التعرف لمذهب أهل التصوف ( 1 / 21 ) .
* 36 - الحافظ الكلاعي : صاحب كتاب مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام في اليقظة والمنام كشف الظنون ( 2 / 1706 ) .
* 37 - الحافظ الكنوى أبو الحسنات : توسل بقوله " متوسلاً بنبيه " الرفع والتكميل في الجرح والتعديل (ص : 27 ) .
* 38 - الحافظ اللالكائى : ذكر حمزة الهاشمى " أنا من ذلك الذى استسقـى بشيبته عمر" وما زال يردد ويتوسل بهذه الوسيلة .* 39 - الحافظ المحاملى : يأتى قبر معروف الكرخى ويتوســـل به مـروية فى تاريخ بغداد ( 1 / 123 ) .
* 40 - الحافظ المروذى : وهو صاحب أحمد الذى سبق ذكره فى التوسل بالنبى فى منسك أحمد بن حنبل .
* 41 - الحافظ المناوى : ذكر أن ابن تيمية أصبح بين أهل الإسلام مثلة لإنكاره التوسل والاستغاثة .
* 42 - الحافظ المنذرى : له رسالة تسمى " زوال الظمأ فى ذكر من استغاث برسول الله صلى الله عليه وسلم من الشدة والعمى " ذكرهــا صاحــب هديةالعارفين ( 5 / 586 ) .
* 43 - الحافظ الهيثمى : توسل بقوله " بمحمد وآله " . مجمع الزوائد ( 9 / 420
* 44 - المحدث عابد السندى : له رسالة فى الرد على ابن تيمية فى التوسل .
* 45 - الحافظ عبد الحق الأشبيلى : فى كتابه العاقبة فى علم التذكير " ويسكن فى جوارهـم قبــور الصالحــين تبركــاً وتوســلاً " . فيـض القديـر* للمناوى ( 1 / 230 ) .
* 46 - الحافظ عبد الغنى المقدسى : وقد ذكرنا ذكر الضياء المقدسى له حينما كان يتمسح بقبر الإمام أحمد لما خرج دمل فى جسده لم يجد له دواء ، وله توسل آخر
* 47 - الحافظ محمد بن المنكدر : كان يضـع خـده على قبر النبى صلى الله عليه وسلم ، " قال استعين بقبر النبى " وسبق ذكره فى الكتاب من رواية ابن عساكر ، وعده الذهبى فى السير من مناقبه .* 48 - الحافظ محمد بن موسى التلمسانى : صاحب كتاب مصباح الظلام فى المستغيثين بخير الأنام كشف الظنون ( 2 / 1706 ) .
* 49 - المحدث محمد مرتضى الزبيدى : توسل بقوله " بجاه سيدنا محمد وآله "التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح ( ص : 9 ) .
* 50 - الحافظ ابن ماكولا : قال على قبر أحد الصالحين " قبره يتبرك به قد زرته "* الإكمال ( 1 / 267 ) .
* 51 - الحافظ ابن نقطة : ذكر أحد الصالحين وقال : " قبره بالقرافة يتبرك به "التقييد ( 1 / 370 ) .
* 52 - الحافظ الذهبى : ذكر أحد الصالحين وقال : " وكـان ورعـاً تقـياً محتشماً يتبرك بقبره " سير أعلام النبلاء ( 18 / 101 ) .* هل كل هؤلاء الفقهاء كفار ومشركون ؟
* بيان أسماء بعض الفقهاء المتوسلين بالنبي صلى الله عليه وسلم علي الترتيب الأبجدي
* 1- أبو إسحاق الخجندي الكازروني ( حنفي ) : كان من شعره " خافت النار إلهاً فانتحت تتشفع لائذة بالرسول " التحفة اللطيفة ( 1 / 83 ) .
* 2- أبو الإخلاص الشرنبلالى ( حنفى ) : توسل بقوله " جئنا كما نتوسـل بكما إلـى سيدنا رسـول الله " نور الإيضاح ( 1 / 156 ) .
* 3- أبو الحسن المالكى : توسل بقوله " بمحمد وآله وصحبه " كفاية الطالب* ( 2 / 678 ) .
* 4- أبو حامد الغزالى ( شافعى ) : توسل بقوله " وقصدنا نبيـك مستشفعـين به وحقه عليك " - إحياء علوم الدين ( 1 / 260 ) .
* 5- أبو عبد الله السامرى الحنبلى : ذُكر فيمن يقول بأن الزائر يقول لرسـول الله صلى الله عليه وسلم " يا محمد إنى أتوجه بك إلى ربى " ( شفاء السقام ).
* 6- أبو منصور الكرمانى الحنفى : قال فى أدب الزيارة : " أن يخاطب الإنسان رسـول الله صلى الله عليه وسلم ويقول أن فلان وفلان يستشفع بك يا رسول الله ".
* 7- ابن أبى الوفاء القرشى الحنفى : توسل بقوله " بجـاه رسول الله ". طبقات الحنفية ( 1 / 353 ) .
8- ابن أبى جمرة : ذكر زيارة الأنبياء ثم التوسل إلى الله تعالى بهم فى قضاء مآربه ومغفرة ذنوبه مختصر البخارى .
* 9- ابن الحاج ( مالكى ) : قال بالتوسل الشواهد ( ص : 85 ) شواهد الحق للنبهاوى .
* 10- ابن الخطيب : توسل بقوله " ومن توسـل إليه بمحمد نجاه ونفعه ". وسيلة الإسلام ( 1 / 31 ) .
* 11- ابن الرفعة ( شافعى ) :
له رد على ابن تيمية وكان هو الذى يناظره فى التوسل والزيارة وكان أحد أسباب سجنه .
* 12- ابن الزملكانى ( شافعى ) : توسل بقوله " يا صاحب الجــاه " وهذا أيضاً أحد علماء الأمة من ناظره ابن تيمية شواهــد الحـق ( صفحة 383 ) .
* 13- ابن الملقن ( شافعى ) : توسل بقوله " بمحمــد وآلــه " . خلاصـة البدر المنير ( 1 / 5 ) .
* 14- ابن جزى : بلفظ " يتشفع به " القوانين الفقهية ( 1 / 95 ) .
* 15- ابن حجر الهيتمى ( شافعى ) : قال بالتوسل - فى حاشيته على الإيضاح وفى كتابه الجوهر المنظم فى زيارة القبر الشريف النبوى المكرم .
* 16- ابن عابدين ( حنفى ) : توسل بقوله " بجاه سيد الأنبياء والمرسلين " . حاشية ابن عابدين ( 8 / 511 ) .
* 17- ابن عاشر المالكى : توسل بقوله " بجاه سيد الأنام " المرشد المعين على الضرورى من علوم الدين ( 2 / 300 ) .
* 18- ابن عجيبة الحسنى : توسل بقوله " بجاه نبينا المصطفى ". إيقاظ الهمم شرح الحكم ( صفحة 4 ) .
* 19- ابن عطاء الله السكندرى : توســــل بقولـــه " بجــاه محمـــد ". لطائف المنـن ( صفحة 11 ، 12 ) .
* 20- ابن عقيل( حنبلى ) : وكان يقول فى زيارة النبى صلى الله عليه وسلم " يا محمد إنى أتوجه بك إلى ربى " - (التذكرة 87 ) المكتبة الظاهرية بدمشق .
* 21- ابن علان : توسل بقوله " بجاه نبيك سيد المرسلين " .شرح الأذكار ( 2 / 29 ).
* 22- ابن قاضى شهبه ( شافعى ) : فى ترجمة أحمد بن على الهمدانى قال " والدعاء عند قبـره مستجاب " طبقات الشافعية ( 2 / 155 ) .
* 23- ابن قدامة المقدسى الحنبلى : قـال " ويستحب زيارة قـبر الرسـول " ثم ذكر قصة العتبى وما فيها من توسل بالنبى صلى الله عليه وسلم - المغنى ( 3 / 298)
* 24- ابن مفلح الحنبلى : ذكر قصة العتبى وأقرها المبدع ( 3 / 259 ) .
* 25- ابن ميارة المالكى : توسل بقوله " نتوسل إليك بجاه أحب الخلق " .الدر الثمين والمورد المعين ( 2 / 302 ) .* 26- الإمام القشيرى .
* 27- البارزى : له كتاب توثيق عرى الإيمان ( الباب الثالث إغاثته صلى الله عليه وسلم لمن استغاث به ) .
* 28- البجيرمى ( شافعى ) : " مع أنه أعظم وسيلة حياً وميتاً " حاشيةالبجيرمى .
* 29- البهوتى ( حنبلى ) : ذكر قصة العتبى وأقرها كشف القناع ( 2 / 516 ) .
* 30- الجاوى : توسل بقوله " بجاه النبى المختار " نهاية الزين ( 1 / 77 ) .
* 31- الجرجانى : قال بالتوسل - فى أوائل حاشيته على المطالع .
* 32- الرافعى القزوينى ( شافعى ) : توسل بقوله "متوسلاً بشفاعـة من عنده يوم الجزاء " التدويـن فى أخبار قزوين ( 2 / 76 ) .
* 33- الحطاب : وأمرنا بسؤال الوسيلة مواهب الجليل ( 2 / 545 ) .
* 34- الخرشى : أجاز التوسل وخص الإقسام على الله بالنبى صلى الله عليه وسلم الشرح الكبير على متن خليل ( الجزء الثالث ) .
* 35- الرملى ( شافعى ) : توسل بقوله " وبنبيه أتوسل " شرح زيد بن رسلان .
* 36- الزرقانى : توسل بقوله " بجاه أفضل الأنام " شرح الزرقانى ( 2 / 297 )
* 37- الزينى المراغى : رد على ابن تيمية وبدعه .
* 38- السمهودى : التوسل والتشفع به صلى الله عليه وسلم وبجاهه وببركته .خلاصة الوفـا ( 2 / 419 ) .
* 39- السيد البكرى ( شافعى ) : توسل بقوله " بجـاه سيدنا محمد " .إعانـة الطالبين ( 4 / 344 ) .
* 40- الشربينى( شافعى ) : ويتوسل به فى حق نفسه الإقناع للشربينى ( 1 / 258 )
* 41- الشروانى ( شافعى ) : توسل بقوله " بجاه محمد سيد الأنام ". حواشى الشروانى ( 6 / 381 ) .
* 42- الشهاب الخفاجى : باب الزيارة وفضل النبى صلى الله عليه وسلم نسيم الرياض شرح شفا القاضى عياض .
* 43- الشوكانى : توسل بقوله " بجاه المصطفى " البدر الطالع ( 1 / 422 ) .
* 44- الطحطاوى ( حنفى ) : توسل بقوله " بجاه سيدنا محمد " حاشية الطحطاوى على مراقى الفلاح ( 1 / 357 ) .
* 45- العز بن جماعة ( شافعى ) .
* 46- العز بن عبد السلام : أجاز الاقسام بالنبى إن صح الحديث والحديث صحيح باعتراف ابن تيمية تحفة الأحوذى ( 10 / 25 ) .* 47- العلامة خليل ( مالكى ) : توسل بقوله " وليتوسل به صلى الله عليه وسلم " ذكره الزرقانى فى شرحه على المواهب اللدنية
.* 48- الغزى : توسل بقوله " بجاه سيد المرسلين " فتح القريب المجيب فى شرح ألفاظ التقريب ( صفحة 71 ) .* 49- القاضى أبو الطيب ( شافعى ) : ذكر قصة العتبى وأقرها المجموع شــرح المهذب ( 8 / 256 ) .
* 50- القاضى تاج الدين ابن بنت الأعز ( شافعى ) : ممن ردوا على ابن تيمية .
* 51- القاضى عياض ( مالكى ) : ذكر قصة مالك مع أبى جعفر المنصور وأقرها الشفا فى تعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم .* 52- القسطلانى : ويسأل الله تعالى بجاهه المواهب اللدنية ( 8 / 308 ) .* 53- القونوي : كان من أسباب استمرار سجن ابن تيمية لما قاله في التوسل الدرر الكامنة .* 54- الكمال بن الهمام ( حنفي ) : توسل بقوله " بحضــرة نبيــك " شرح فتح القدير ( 3 / 181 ) .* 55- الماوردي ( شافعي ) : ذكـر قصة العتبى وأقـرها كما أقرها أبو الطيب المجموع شرح المهذب ( 8 / 256 ) .* 56- المحب الطبري : توسل بقوله " بمحمد وآله وصحبه " ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ( 1 / 261 ) .* 57- اليافعي : توسل بقوله " وبرسوله " مرآة الجنان ( 4 / 362 ) .* 58- تقي الدين أبو الفتح : توسل بقوله " وأرغب إليه بالنبي المصطفى " طبقات الشافعية الكبرى ( 9 / 181 ) .* 59- تقي الدين الحصني ( شافعي ) : له كتاب الرد علي من شبه وتمرد ونسب ذلك إلى . في تبديع ابن تيمية في موضوع التوسل والزيارة .* 60- تقي الدين السبكي ( شافعي ) : له كتاب مشهور في الرد علي ابن تيمية في مسألة التوسل بعنوان ( شفاء السقام في زيارة خير الأنام ) .* 61- تقي الدين بن دقيق العيد ( شافعي ) : توسل بقوله " أعـد لها جـاه الشفيع المشفع " طبقات الشافعيـة الكــبرى ( 9 / 221 ) .* 62- زكريا الأنصاري ( شافعي ) : قال " ويتوسـل به في حـق نفسـه ويستشفع به إلى ربـه " فتح الوهاب ( 1 / 257 ) .* 63- سعد الدين التفتازاني : قال " ولهذا ينتفع بزيارة القبور والاستعانة بمنفوس الأخيار من الأموات " شرح المقاصد ( 2 / 33 ) .* 64- صديق حسن خان : توسل بقوله " بجاه خير البرية " أبجد العلوم ( 3 / 280 ) .* 65- صفي الدين بن أبي منصور .* 66- عبد الغني الدهلوي : له رد علي ابن تيمية في التوسل .* 67- عبد القادر الجيلاني ( حنبلي ) : في كتابه الغنية يتوسل بقوله " يا رسول الله إني أتوجه بك إلى ربي ليغفر لي " مروية في شواهد الحق للنبهاني ( ص : 98 ) .* 68- عبد الوهاب السبكي ( شافعي ) : له رسائل في الرد علي ابن تيمية في مسألة التوسل .* 69- عماد الدين بن العطار - تلميذ النووي رحمهما الله - ( شافعي ) : قال " وأمرنا بسؤال الوسيلة والسؤال بجاهه " مواهب الجليل ( 2 / 544 ، 545 ) .* 70- محمد عميم الإحسان المجددي البركتي : توسل بقول " بحرمة سيدنا محمد* قواعد الفقه ( 1 / 256 ) .* 71- ملا علي القاري ( حنفي ) : قـال " كان مستشفع به صلى الله عليه وسلم عند الجـدب " مرقاة المفاتيح ( 3 / 1676 ) وبدع ابن تيمية بسبب موضوع التوسل .* 72- أبو منصور الصباغ : قال بالتوسل واستشهد بقصة العتبى - في كتابه الشامل .* 73- القرافي : قال بالتوسل وأقر قصة العتبى في الذخيرة ( 3 / 375 ، 376 ) .* 74- السهيلي : قـال " إن عمر أقسم علي الله بالعباس وبالنبي صلى الله عليه وسـلم" الروض الآنف ( 1 / 208).* 75- ابن نجيم الحنفي : رخص في زيارة قبور الصالحين للترحم والتبرك البحر الرائق شرح كنز الحقائق .* 76- البيضاوي : رخص باتخاذ مسجد في جوار قبور الصالحين بقصد التبرك فتح الباري ( 1 / 626 ) .* 77- ابن عماد الحنبلي : قال في ترجمة السيد أحمد النجاري الشريف " وقبره يزار ويتبرك به " شذرات الذهب ( 10 / 152 ) ونقل جمل كثيرة في التوسل .* 78- الفخر التبريزي : كان إذا أشكلت عليه المسائل ذهب إلى قبر شيخه التاج التبريزي ويفكر فيها فتنجلي سريعاً فيض القدير للمناوي ( 5 / 487 ) .* 79- أحمد الدردير : قال بالتوسل وفي خاتمة الكتاب أيضاً - أقرب المسالك (6 / 559 ).* 80- إبراهيم اللقاني ( صاحب جوهرة التوحـيد ) : قال " ليس للشـدائد مثل التوسل به صلى الله عليه وسلم " خلاصة الأثر للمحبي ( 1 / 8 ) .* 81- أحمد زروق ( المالكي ) : له رد علي ابن تيمية فيما أنكر من مسائل التوسل والاستغاثــة ومذكــور في مقدمــة شـرحه علي حــزب البحــر شواهــد الحـق ( صفحة 452 ) .* الأئمــــة الأربعـــــة الأعــــــــــلام* 1- أحمد بن حنبل* ورد بما لا مطعن فيه – والشيخ ابن تيمية مقر بصحته - أن الإمام أحمد بن حنبل قال في منسكه الذي كتبه للمروذي " أن في الاستسقاء يتوسـل بالنبي صلى الله عليه وسلم " . وكافة علماء الحنابلة يذكرون كلام أحمد بن حنبل في باب الاستسقاء .* 2- الإمام أبو حنيفة :* له كـــلام في كراهـــة أن يقـــول الرجل " وأسألك بمعاقد العز من عرشك " لكنه قـــال في نصيحة لأبى يوسف " وأكثر من زيارة القبور والمشايخ والمواضع المباركة واقبل من العامة ما يقصون عليك من رؤياهم للنبي صلى الله عليه وســلم في المساجد والمقابر " - الطبقات السنية في تراجم الحنفية .* وما جاء في الكنز لا يوجد اسم الامام ابو حنيفة* بل تجدِ المسألةَ مفروضةً في الإقسامِ على الله بخَلقِهِ، لا في مجرّدِ سؤالِهِ بهم،* 3- الإمام مالك بن أنس :* قال في قصة المناظرة بينه وبين أبي جعفر المنصور : " ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك وسيلة أبيـك آدم عليـه السلام إلى الله تعالى* 4- الإمام الشافعي :* قال " إني لأتبرك بأبي حنيفة وإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبـره وسألــت الله تعالـى الحاجــة عنــده فما تبعــد عنى حتـى تقضى " تاريخ بغداد ( 1 / 123 ) .وغيره تم تخريجه سابقا* أسماء بعض المتوسلين من مشهوري الفقهاء ممن لهم نص صريح في التوسل* نذكره علي الإجماع* من الشافعية :* القاضي الماوردي , والقاضي أبو الطيب , وأبو حامد الغزالي,* والعز بن عبد السلام , وتقى الدين بن دقيق العيد , والمحب الطبري, وابن الرفعة والرافعي, والالقزويني , وابن الزملكاني, وتقى الدين السبكي , والبارزي , وابن الملقن , وابن قاضى شهبه, والعز بن جماعة , والجلال الالقزويني, وتقي الدين الحصني , والتفتازاني, والشريف الجرجاني, وزكريا الأنصاري, وابن حجر الهيتمي .* ومن المالكية :* القاضي عياض , وابن أبي جمرة , وابن عطاء الله السكندري , وابن الحاج ,والعلامة خليل و, ابن الخطيب , وأبو الحسن المالكي, وابن جزى , وابن عاشر المالكي, وابن ميارة المالكي .* ومن الحنفية :* أبو إسحاق, الخجندي الكازروني, وأبو منصور الكرماني الحنفي, والكمال بن الهمام , وابن أبي الوفاء القرشي الحنفي, والخرشي , وابن عابدين , وأبو الإخلاص الشرنبلالى, وملا على القارى , وعبد الغنى الدهلوى , والطحطاوى , ومحمد عميم الإحسان المجددى البركتى .* ومن الحنابلة :* ابن عقيل , وعبد القادر الجيلانى , وابن قدامة المقدسى الحنبلى, وأبو عبد الله السامرى الحنبلى , وابن مفلح الحنبلى , والبهوتى , والشوكانى , وصديق حسن خان .* هل كل هؤلاء المفسرين كفار ومشركون* (1) عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : روى حديث توسل آدم عليه الســـلام بالنبى صلى الله عليه وسلم عندما ارتكب الخطيئة ،.* (2) الثعالبى : توسل بقوله" بجاه عين الرحمة " تفسير الثعالبى ( 4 / 458 ) .* (3) القرطبى : توسل بقوله " بحق محمد وآله " تفسير القرطبى ( 8 /240 ) .* (4) النسفى : أثبت التوسل بقصة العتبى فى تفسير الآية .* (5) الألوسى : توسل بقوله " بحرمة سيد الثقلين " روح المعانى ( 1 / 82 ) .* (6) الرازى : أقر زيارة القبور وفسر فائدتها فقال فى المطالب العالية عن سر زيارة القبور " وكلما حصل فى نفس الميت من العلوم المشرقة ينعكس منها نور إلى روح ذلك الزائر الحى " فيض القدير للمناوى ( 5 / 487 ) .* هل كل علماء لغة القرآن المتوسلين كفار ومشركون* أما من أصحاب المعاجم وعلماء اللغة فمنهم :* (1) ابن منظــور : صاحــب كتــاب لســان العـــرب ( 11 / 78 ) - توســل بقـوله " بمحمـد وآله ".* (2) الفيروزابادى : صاحب كتاب القاموس المحيط .. قال بالتوسل فى كتابه الصلات والبشر فى الصلاة على خير البشر.* (3) الفيومى : صاحب كتاب المصباح المنير (ص : 712 ) - توسل بقوله " بمحمد وآله".* (4) الهورينى : صاحـب كتـاب اصطـلاحات القامـوس على كتاب ترتيب القاموس المحيط ( ص : 27 ) - توسل بقوله " بجاه النبى ".* (5) الأصفهاني : صاحب كتاب الأغانى ( 10 / 375 ) - توســـل بقوله " نسألك بحق الله وبحق رسوله ".* (6) الأبشيهى : صاحب كتاب المستطرف فى كل فن مستظرف ( 2 / 508 ) - توسل بقوله " سألتك بحق محمد ".* (7) ابن حجة الحموي : صاحب كتاب خـــزانة الأدب ( 1 / 277 ) - توســـل بقوله " بمحمد وآله ".* (8) القلقشندي : صاحب كتاب صبح الأعشى فى صناعة الإنشاء ( 11/ 302 ) -توسل بقوله " بمحمد وآله ".* (9) النابغة الجعدى : روى عنه ابن عبد البر شعرا بالاستغاثة بقبر النبى صلى الله عليه وسلم .* (10) المقرى التلمسانى : صاحب كتاب نفح الطيب ( 1 / 32 ) - توسل بقوله " بجاه نبينا ".* (11) البوصيرى شرف الدين صاحب البردة الشريفة .* (12) الصرصرى : له أبيات شعر فى التوسل والاستغاثة مذكورة فى كتاب شواهد الحق للنبهاني* ( ص : 360 ) .. مثل :وسل الله عنده وتوسل . فبذاك الضريح تمحى الذنوب.* هل كل علماء تاريخ أمة محمد صلى الله عليه وسلم المتوسلين كفار ومشركون* (1) ابـن خلكـان : توســل بقولــه " بمحمـد النبى وصحبه وذويه " وفيات الأعيان ( 6 / 132 ) .* (2) ابن الأثير : توسل بقوله " بمحمد وآله " الكامل ( 1 / 433 ) .* (3) طاشكبرى زاده : توسل بقوله " بحرمة نبيك " الشقائق النعمانية ( 1 / 233 )* (4) ياقوت الحموى : توسل بقوله " وبحق محمد وآله " - معجم البلدان ( 5 / 87 ).* (5) ابن تغربردى : توسل بقوله " بمحمد وآله " النجوم الزاهرة ( 11 / 103 ) .* (6) العيدروس : توسل بقوله " إنى أتوسل بالمصطفى " النور السافر ( 1 / 15 )* (7) ابن العديم : توسل بقوله " ببركة سيد المرسلين وأهل بيته " بغية الطلب فى تاريخ حلب ( 7 / 3242 ) .* (8) البصروى : توسل بقوله " بمحمد وصحبه " تاريخ البصروى ( 1 / 157 ) .* (9) ابـن جبــير: توســل بقولـه " بحـرمـة الكـريم وبلده الكـريم رحلة ابن جبير ( 1 / 98 ) .* (10) ناصر خسرو : توسل بقوله " بحق محمد وآله الطاهرين ".سفر نامه ( 1 / 60 ).* (11) نظام الملك الطوسي : توسل بقوله " بحق محمد وآله " سيات نامه ( 1 / 44 ).* (12) البريهى : توســـل بقولـه " بمحمــــد وآلـه آمـــين " طبقات صلحاء اليمن ( 1 / 248 ) .* (13) الجبرتي : توسل بقوله " ويتوســـل إليه فى ذلك بمحمد صـــلى الله عليه وسلم " . عجائب الآثار ( 1 / 344 ) .* (14) الواقدى : توســل بقوله " فـأدع الله وأتوســــل إليـه بمحمــد " فتوح الشام ( 2 / 91 ) .* (15) أبو العباس الناصري : توسل بقوله " بجاه جده الرسول " كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى ( 3 / 29) .* (16) عبد الرحمن بن خلدون : صاحب التاريخ المشهور ، قال فى شعره " فبفضل جاهك " .* (17) الصالحى الشامى : جمع أبواب التوسل به صلى الله عليه وسلم - فى كتابه سبل الهدى والرشاد فى سيرة خير العباد .* (18) حاجى خليفة : توسل بقوله " بحرمة أمين وحيه " . كشف الظنون ( 2 / 2056 ).* (19) المرادى : توسل بقوله " فنتوجه اللهم إليك به صلى الله عليه وسلم إذ هو الوسيلة العظمى " سلك الدرر فى أعيان القرن الثانى عشر (1 / 2 ) .

*نختم بحديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الذي أخرجه أبو يعلى عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن مما أخاف عليكم : رجل قرأ القرآن حتى إذا رؤيت بهجته عليه وكان ردائه الإسلام اعتراه إلى ما شاء الله انسلخ منه ونبذه وراء ظهره ، وسعى علي جاره بالسيف ورماه بالشرك . قال : قلت : يا نبي الله ! أيهما أولى بالشرك المَرمِي أم الرامي ؟؟ قال : بل الرامي )) قال الحافظ : إسناده جيد .

تقرير بمشاركة سيئة  

غرس الإيمان




غرس الإيمان
الشيء الوحيد الذي يحفظ العبد من الافتتان ويوفقه للرضا عن الله في كل وقت وآن هو غرس الإيمان في صدره وتثبيت جذوره في قلبه ولذلك فإننا نتسائل لماذا أمرنا الله عزَّ وجلَّ أن نحتفي كل عام بالأعمال التي قام بها إبراهيم وزوجاته وإسماعيل؟ و يجيب الله على ذلك فيقول في كتابه {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ} دروس عظيمة ومن جملة هذه الدروس درس سار عليه خليل الله وكل أنبياء الله ورسله هذا الدرس جعلهم في حياتهم الدنيا يعيشون حياة هانئة زوجات قانتات مطيعات وأبناء بررة كرام لا يحدث بينهم وبين زوجاتهم مشكلات ولا بينهم وبين أبنائهم معضلات ولا خلافات ولا منازعات ناهيك عن فضل الله العظيم وثوابه الكريم في الدنيا ويوم الدين ما هذا الدرس الذي نريد أن نتعلمه أجمعين؟ هذا الدرس يشير إليه الخليل إبراهيم ومن بعده اسحق ويعقوب ومن وليهم وتبعهم من النبيين فيحكي عنهم الله قولهم {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } الدرس الأول الذى يلقنونه لأبنائهم وزوجاتهم هو الإيمان بـالله عز وجل الثقة في الله وتفويض الأمور كلها لحضرة الله والإعتماد في قضاء كل مصلحة وكل ملمة وكل أمر على حضرة الله والاستعانة بتوفيق الله ومعونة وقوة الله
على إنجاز أي أمر أو أي مهمة وإذا جاءت مشكلة أو كارثة أو نكبة رفعوا الأمر إلى الله وفوضوه لحضرة الله فيدفع الله عنهم ببأسه وقوته كل كرب وكل شدة ذلكم هو ملخص قصة إبراهيم وزوجاته وأبنائه أجمعين أول درس يلقنه له قبل تعلم اللغات وقبل دراسة الرياضيات وقبل الجلوس أمام الكمبيوترات وقبل مشاهدة الشاشات والفضائيات أن نحصن قلوبهم بتقوى الله وأن نملأ صدورهم بمراقبة الله ونعلمهم علم اليقين قول الله جل في علاه{مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} وبعد ذلك {ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} وإذا استوعبوا هذا الدرس نم قرير العين فإن زوجك لن تعصى لك أمراً وإن ابنك لن يخالفك في طرفة عين أو أقل لأنهم معك في تقوى الله وطاعة الله حتى ولو أحاط بهم ألد الأعداء ووجهوا بأعتى الطغاة فإن الله يجعل لهم مخرجاً ببركة تقوى الله جل في علاه تلكم هذه القصة : هذه هي الزوجه الجميلة التى كانت أجمل نساء حواء بعد حواء السيدة سارة ساقها الجنود الأشداء إلى فرعون مصر وكان رجلاً شهوانياً لا تعرف الرحمة إلى قلبه سبيل ماذا تصنع بعد أن اختلى بها والجنود يحيطون بالمكان من كل الجهات؟ رفعت القلب والأكف إلى من بيده الخلق والأمر كله وهي تعلم علم اليقين قول رب العالمين {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} ماذا كانت النتيجة؟مد يده إليها فشلت يده فاستغاث بها وقال لها: إدعي ربك أن يحل عن يدي ما هي فيه وأعاهدك ألا أمدها إليك مرة ثانية فدعت الله فاستجاب لها الله ففكت يده بأمر الله لكن الشيطان دار برأسه ونفسه لعبت بجسمه وحسه فنكث وعده وهم بأن يمد يده إليها مرة أخرى ماذا كانت النتيجة ؟
تخشب جسمه كله إلا لسانه وأصبح وكأنه قطعة من الثلج فأسرع إلى الإستغاثة بها وصاح وبأعلى صوته يدعوا جنده ويقول لهم أخرجوا هذه الشيطانة من عندى ويعاهدها على أنها إن دعت الله فرجع إلى حالته فلن يمسها بسوء ويغنيها من خير الله وفضل الله جل في علاه العجب في هذه القصة ليس من تخشيب يده أو جسمه ولكن أنها إذا دعت الله يستجيب لها ويفك يده ويفك جسمه فكأنها معنية بقول الله {لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ } وكانت في ذاك الوقت لا تخشى من فرعون ولكنها كانت تخاف من شدة غيرة إبراهيم فأسرعت إليه وهي ترتجف من شدة الخوف خوفاً من الظنون التي ربما يظنها فيها والوساوس التى هى على يقين أن الله يحفظه منها ولكن النفس البشرية لها تداعيات إنسانية فلما وقفت أمامه وأرادت أن تحدثه قال لها : لا تخافي لقد كشف الله القناع عن بصري فرأيت كل شيء يحدث لك وأنا في مكاني {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ } فأعطاها فرعون جارية تخدمها وأعطاها من خيرات الله التي عنده ما تغنى به وزوجها أبد الدهر ولما كانت لا تنجب قالت برضاء خاطر:يا إبراهيم تزوج بهاجر لعل الله يرزقك بولد منها يكون قرة عين لي ولك فرزقه الله عزَّ وجلَّ منها الولد وإياك أن تصدق قول اليهود ومن عاونهم أنها غارت من هاجر وابنها فقالت له إرميهما في الصحراء لأنها لو كانت قد غارت من هاجر وابنها وطلبت منه أن يبعدهما عنها وإبراهيم رجل عاقل حكيم لكان أبعدهما في بيت آخر في نفس البلدة أو أسكنهما في بلدة قريبة فيها أناس يأتنسون بهم وفيها طعام وشراب وما يحتاجون إليه لكن لماذا أخذهما إلى الصحراء التى ليس فيها زرع ولا ماء ولا أنيس ولا شيء؟ ليعطينا الله عزَّ وجلَّ الدرس الأمثل في تعليم أنبياء الله فإن إبراهيم بمجرد أن تزوج هاجر كان أحرص ما يحرص عليه أن يلقنها درس الإيمان والثقة بالله جل في علاه قبل أن يقضي شهوته وقبل أن يقضي حاجته كانت مهمته الأولى مع زوجته أن يحصنها بتقوى الله وصدق الإيمان في الله جل في علاه ولذلك عندما تركها وابنها في هذا المكان ومشى دار هذا الحوار قالت له: يا إبراهيم لمن تتركنا هاهنا؟ فلم يجبها فكررت السؤال مرتين ولم يجبها فقالت في الثالثة: أالله أمرك بهذا؟ قال : نعم قالت: إذن لا يضيعنا فلم تنازعه ولم تحاكمه ولم تشاتمه ولم تقل له لائمة وهو حقها لم تتركنا في هذا المكان الذي لا زرع فيه ولا ماء فيه ولا أنيس فيه؟لكنه علمها أن الله لا يضيع أهل الإيمان بالله جل في علاه ولذلك عندما نفذ زادها ونفذ ماؤها وجاع صبيها واحتارت في رضاعه أخذت تمشي مهرولة بين الصفا والمروة وهي مسرعة تبحث له عن ماء وأخيراً وجدت الطيور فوقه فخشيت عليه فأسرعت إليه فوجدت الماء قد نبع من تحت قدميه وجبريل أمين وحي السماء يقف بجواره يحرسه من طغيان الماء لأن الماء فار ولو ترك الوليد لغرق في هذا الماء الذي خرج من هذه الأرض فأخذت تزمه وتقول زمى زمى وقال لها الأمين جبريل: يا أمة الله لا تخشي الضيعة فإن الله عزَّ وجلَّ قيض لهذا الوليد وأبيه أن يبنيا بيتاً لله في هذا المكان فاطمأنت إلى صنع الله وعلمت أن الله عزَّ وجلَّ لا يضيع من اعتمد عليه في أي شأن وفي أي أمر مهما انقطعت الأسباب لكن باب مسبب الأسباب يحل كل المشاكل في الوقت والحين لأنه يرزق من يشاء بغير حساب ثم إن الغلام كان أول درس لقنه له أبوه هو الإيمان هل يوافق ولد على أن يقوم أبوه بذبحه ويستسلم له ولا ينازعه؟ وهل يجرأ والد أن يشاور ولده في ذبحه؟بل إنه إذا أراد ذبحه يأخذه على غرة وفجأة ولا يشاوره لأنه يعلم مسبقاً أنه لن يرضى بهذا الصنيع لكن الأستاذ العظيم في الإيمان في الله
يعلم أن تلميذه النجيب في درس الإيمان بالله سيستسلم معه لأمر الله فقال له كما قال كتاب الله {يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى} لو قال له إن الله أمرني بذبحك لكان هذا سهلاً على الغلام أن يصدق به ويستسلم له ولو قال إن وحي السماء وأمير الوحي نزل بكتاب من الله يأمرني بذبحك لكان عليه أن يصدق ويستسلم لأمر الله لكن البلاء شديد قال {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} ماذا قال الغلام الذي تعلم درس الإيمان؟{قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} من الذي عرف الغلام أن ذلك أمر وأن رؤيا الأنبياء وحي وأنها أمر من الله عز وجل؟ ثم انقلب الولد وإذ به هو الذي يسدي النصيحة لأبيه ويخاف على أبيه من أن يتقاعس في تنفيذ أمر الله الولد الذي سيذبح هو الذي يقول لأبيه يا أبت اشحذ المدية يعني حمي السكين جيداً واربطني جيداً بالحبال وكبني على وجهي حتى لا تنظر إلى وجهي فتأخذك الشفقة في تنفيذ أمر الله عزَّ وجلَّ وانزع القميص عنى حتى لا يقع عليه الدم فتراه أمي فتحزن الولد الذي سيذبح هو الذي ينصح الأب؟ نعم لا عجب لأنه الإيمان بالله جل في علاه الدرس الأول الذي علمه له أباه هو درس الإيمان بالله وفي الله جل في علاه ولما أوثقه وكتفه بالحبال قال: يا أبت ماذا تقول عني الملائكة أتقول أنى خائف من تنفيذ أمر الله عز وجل؟فك الحبال عني ولن يتحرك مني عضو ولن يضطرب مني عضو لأني سأستسلم لأمر الله جل في علاه فقد رأى أن الربط بالحبال يناقض التسليم الذي قال فيه المولى الكريم {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} فوضع إبراهيم السكين على رقبته ولم تقطع حتى أن الله عزَّ وجلَّ أمره أن يحدثها فقال لها: مالك يا سكين لا تقطعي عنق إسماعيل؟ فأنطقها الله وقالت له: وما للنار لم تحرق جسدك يا إبراهيم؟ وهنا نزلت العناية الإلهية وفداه الله بذبح عظيم كبش نزل من الجنة وهل الجنة فيها مراعي ترعى فيها الكباش؟إن الجنة يقول فيها الحبيب {فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر} والكبش تراه العين لكنه هو الكبش الذي قدمه هابيل عندما حدث خلاف بينه وبين أخيه قابيل وكان هابيل يرعى الأغنام فقدم كبشاً ثميناً وكان قابيل يشتغل بالزراعة فقدم زرعاً رديئاً فنزلت سحابة من السماء أخذت الكبش وصعدت به إلى السماء وأودعته في الجنة وظل في الجنة حتى نزل فداءاً لإسماعيل على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأتم السلام كان هذا المنهج النبوي هو الذي عليه الحبيب وصحبه الكرام فكانت زوجاتهم وبناتهم وأبناؤهم كلهم على تقوى من الله عزَّ وجلَّ فكانت البنت إذا خرج أبيها في الصباح لطلب الأرزاق هى التي تقول له: يا أبتاه تحرى لنا رزقاً حلالاً فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار وكان الرجل يمشي في الأرض ليس عليه شاهد إلا خالق السموات والأرض ويستحي من الله أن يراه الله عزَّ وجلَّ واقعاً في معصية تغضب الله جل في علاه فكانت المدينة المنورة في حياة آمنة مطمئنة هانئة لا يوجد فيها مشاكل ولا منازعات ولا خلافات بين الأفراد ولا بين الأسر ولا بين العائلات لأن قلوبهم كانت عامرة بالإيمان بالله ذهب سيدنا أنس بن مالك في جولة تفقدية إلى البصرة ليرى فيها أحوال المسلمين فوجد الغش في الأسواق والفساد في المعاملات ومثل هذه الأشياء وقد امتلأ بها هذا المجتمع فذهب إلى المساجد فوجدها عامرة بالمصلين ونظر إلى الكتاتيب فوجدها مليئة بالصبيان الذين يحفظون كتاب الله عن ظهر قلب فاختبرهم فوجدهم مع شدة حفظهم لكتاب الله يكذبون وينافقون ولا يتورعون فقال "كنا نتعلم الإيمان قبل القرآن وأنتم تتعلمون القرآن قبل الإيمان" كانوا يتعلمون الإيمان أولاً فإذا تعلموا القرآن راقبوا حضرة الرحمن عزَّ وجلَّ ونحن والحمد لله القرآن في كل ربوع بلادنا يتلى وما أكثر حفاظه وما أكثر التالين له والقارئين له والمساجد عامرة لكننا نحتاج لكي نرتاح في بيوتنا ونطمئن على أولادنا ولا يحدث ما يفسد العلاقات التي بيننا وبين زوجاتنا أو بيننا وبين إخواننا إلى أن نوثق الصلة التى في قلوبنا بالله جل في علاه فهذا هو العلاج الوحيد لما تفشى في مجتمعنا من أمراض أخلاقية وأحوال نفاقية وأمور استعصت على الحل بالقرارات الوزارية والقوانين الدستورية فإنه لا يصلحها إلا تعلق القلوب بعلام الغيوب عز وجل. 

كيف يحبك الله

تقرير بمشاركة سيئة  

الأحد، 25 مارس 2012

برهان صدق الإيمان


برهان صدق الإيمان

أنزل الله بني الإنسان إلى هذه الأكوان على أدوار بعد أن صنع هذا الهيكل من أطوار ليرى صدق إيمانهم ومدى صفاء ردودهم فيعطي لكل منهم درجاته التي إدخرها له عنده عزَّ وجلَّ ولذلك أشار إلى هذه الحقيقة وقال عزَّ شأنه {الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} وهذا لا يكون لماذا يا رب؟{وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} - ما الحكمة؟ وما السر يا إلهي {فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } إذ كيف سيعرف هذا من ذاك؟ فعند البلاء تظهر حقيقة الأنباء التي رددها الإنسان في عالم الطهر والصفاءوهذا سر تقدير البلاء على الناس أجمعين في هذه الدنيا أما اجتباء وابتلاء المرسلين والنبيين والمؤمنين فهو لرفع درجاتهم ولتعظيم مقاماتهم لأن الله لا يختبرهم وإياكم أن يقول أحد من إخواننا العلماء أن الله يختبر بالبلاء الأنبياء وهل الله عزَّ وجلَّ يختبر أنبياءه ورسله؟ وهل يختبر عباده المؤمنين الذين ارتضاهم لهذا الدين؟ لا لكن يختبر الكافرين والجاحدين والمشركين ولكن سر البلاء للنبيين والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين هو لرفعة المقدار وزيادة المقام وأقلهم شأناً لزيادة الأجر والثواب وأضعفهم حالاً تطهيره من الذنوب التي تستوجب العقاب فإذا كان ضعيفاً ولا يستطيع منع نفسه من الذنوب فإن الله يبتليه ليطهره من هذه الذنوب إذا فهو ليس إختبار وذلك لكي تعرفوا الفارق بين الاثنين ولا تعمموا كلام حضرة الله وإذا كان ضعيف في العبادة لله عزَّ وجلَّفإن الله يبتليه ليزيد له الأجر والثواب وإذا كانت عنده مطامح للدرجات العالية والمقامات الراقية وليس له همة تواتيه وتوافقه على بلوغ هذه المقامات والدرجات فإن الله يبتليه ليرفعه بها إلى هذهالدرجات وهذه المقامات ولذلك يبين الله عزَّ وجلَّ لخليله سر ابتلاءه له(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ ) ما هذه الكلمات؟ إن فيها أقاويل كثيرة
لأئمة التفسير وللعلماء العاملين وللأولياء والصالحين لكنها وفي جملتها بلاء في نفسه وبلاء في قلبه وبلاء في أهله وبلاء في ولده وبلاء في ماله وقد حددها الله وبينها، فيم ستبلونا يا رب ؟ (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) قال له: وبشر الصابرين وذلك لأنهم ليس معك في المنزلة.. وما حال الراضين؟ إنهم معك ولا يحتاجون للبشارة لأنهم بلغوا المراد ( مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم) فهل من يركبون الطائرة معاً عند عودتهم من الحج يهنئون بعضهم بسلامة الوصول وقبول الحج ؟ لا لكن من يستقبلونهم هم الذين يهنئون (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً) نسأل الله هذه الرفقة الطيبة المباركة فقال له ربه: يا إبراهيم أتدرى لم سميتك خليلاً؟ أي لماذا أخذت هذه الرتبة؟
( وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) قال: لايا رب؟ قال: "لأنك جعلت بدنك للنيران ومالك للضيفان وقلبك للرحمن وولدك للقربان" فمن يريد الخلة عليه أن يكون جاهزاً لمثل لهذه الأمور لكي يصبح خليلاً لله ولذلك فإن ربنا ينصحنا ويقول
(وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) 
أين مقام إبراهيم؟
هل هو ذلك الحجر الذي هناك؟
 إنه موضع أقدام الخليل ولكن مقامه هو مقام الخلة
واتخذوه مصلى أي عليكم أن تحاولوا الوصول إليه ورتبوا أنفسكم وجهزوا أرواحكم أن تعملوا وتفعلوا لتنالوا مقام الخلة لأنه هو المقام العظيم عند العظيم عزَّ وجلَّ ومقام الخلة علاماته وبشاراته (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) إذا فهو ليس وحده في الفصل لأنه كما أشارت الآية فإن الموقنين كثير فأول واحد في الكشف هو سيدنا إبراهيم لكن الكشف يحوي كثير غيره وهم الموقنون وأهل اليقين الذين اعدوا للبلاء الرضا عنالله عزَّ وجلَّ في كل وقت وحين وجهزوا لحضرته الرضا من أنفسهم فلا يتغير حالهم ولا يتوتر شأنهم ولا ترهق نفوسهم ولا يتعكر مزاجهم ولا يروح ويجئ فكرهم لأنهم على يقين أن محبوبهم إذا ابتلاهم فإنما ليجتبيهم ويصطفيهم ويبلغهم مقام عظيم عنده ولا شيء غير ذلك لأننا خرجنا من دائرة الإختبار بفضل الله ولأننا من الأطهار والأخيار وبذلك قد وضحنا البلاء وبيناه بالنسبة لأنبياء الله ورسل الله والصالحين من عباد الله أجمعين في هذه الدنيا وقد يقول واحد منا لماذا لا يعطينا الله عزَّ وجلَّ هذه المقامات العالية وهي مقامات الإجتباء والاصطفاء بدون بلاء؟ لأن الله عزَّ وجلَّ آل على نفسه العدل وحرم على نفسه الظلم (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) وحتى يكشف الله لجميع أهل الموقف أن هؤلاء ما أخذوا إلا ما يستحقونه ودس الله عزَّ وجلَّ في خفية عن العيون مدد لطفه ومعونته وتوفيقه للأتقياء الأنقياء فقبل أن ينزل لهم أو عليهم البلاء ينزل عليهم مدد اللطف والمعونة من السماء حتى إذا نزل البلاء كانوا جاهزين لتحمل الأمر والرضا عن الله فسبحان من انزل البلاء وأعان عليه ثم يثيب ويرفع الذكر والأجر عليه وهذا توفيق من الله وبالله وإليه لعباد الله عزَّ وجلَّ المؤمنين لكن الله لو انزل علينا ذرة واحدة من البلاء بدون لطف ومعونة من السماء هل يستطيع الواحد منا أن يتحمل شكة إبرة؟ لا والله يا إخواني لكنه ينزل جند لطفه ومعونته وتوفيقه ثم ينزل البلاء ليزيد الأجر والثواب أو يخفف الذنوب ويستر العيوب أو يرفع المقام ويجعل هذا الإنسان من عباد الله الصالحين الذين
استحقوا الدرجة العظيمة عند رب العالمين عز وجل ولذلك فإن الله يضرب لنا المثل تلو المثل بأنبيائه ورسله وقد نوع عليهم ألوان البلاء حتى لا تظن أنك وحدك الذي أفردت بالبلاء فلك مثل وأسوة وقدوة في كل بلاء بعباد الله المرسلين والنبيين وليس الأتقياء فقط فإذا أدخلت السجن ظلماً فإن يوسف دخل السجن ظلماً وإذا حرمت من الأب والأم صغيراً بغير جريرة ولا سبب فإن رسول الله وكذلك يوسف قد حرما من الأب والأم بلا ذنب ولا جريرة وإذا تعرضت لجبارين فإن كل أنبياء الله تعرضوا لأعتى الجبابرة إبراهيم للنمروذ وموسى لفرعون ورسول الله لأبي جهل وقد قال فيه: فرعوني أشد علىَّ من فرعون أخي موسى عليه وإذا كنت قد حرمت من نعمة الولد فإن إبراهيم لم يحصل على الولد إلا عند الثمانين عاماً وبعد أن أعطاه الله مناه أمره أن يأخذه وأمه ويجعلهم في صحراء جرداء لا زرع فيها ولا أنيس ولا ماء وبعد أن بلغ ريعان الشباب وأصبح يسر الناظرين أمره أن يذبحه حتى لا تبقى في قلبه شعبة لغير رب العالمين لكي لا ينشغل إلا بالله جل في علاه وهنا سر آخر من أسرار البلاء أن الله يريد من العبد ألا ينشغل إلا بمولاه فإذا مال القلب لأي ناحية من الأنحاء سلط الله عليه البلاء ليرجع إلى الله ويقول : يا رب ادفع عني هذا أو سهل لي هذا فيرجع إلى الله فلا يرد العبد إلى مولاه إلا البلاء الذي يتعرض له في هذه الحياة لكن لو غطى بالنعيم(كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى) وإذا كنت لم ترزق إلا بالبنات فإن نبي الله لوط لم يرزق إلا بالبنات وحبيبنا صلَّى الله عليه وسلَّم لم يعش له من جملة أولاده إلا البنات وإن كنت تقول الدنيا ومشاغلها تشغلني عن طاعة الله فما عذرك الذي تقدمه إلى الله إن أقام عليك الحجة وقال لك : أيهما كان أشغل أنت أم النبي الملك سليمان على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأتم السلام الذي سخر الله له الريح وسخر الله له الجن وأتاه ملكا لم يأته أحد من الأولين والآخرين ومع ذلك لم ينشغل عن الله طرفة عين وإن كانت تحدثك نفسك أنك مشغول بالعبادة فلا يجب أن تسعى لتحصيل القوت وعلى الخلق أن يعينوك ويكفونك القوت فقل لها وهل بلغت في العبادة مبلغ داود عليه السلام وقد قال في شأنه نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم السلام {ما أكل أحد طعاما قط خيراً من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده } وإن زعمت أنك تيأس من رحمة الله لأنك لا تجد من يعينك في بلدتك على طاعة الله ولا تجد إخواناً فقد قال الله في شأن لوط (فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ) ومع ذلك لم ينشغل عن عبادة الله لحظة أو أقل وهكذا أقام الله الحجة على عباده أجمعين
بالنبيين والمرسلين ثم أقام الحجة في كل عصر بالأولياء والصالحين فإن الله نوع عليهم البلاء وأقامهم في أصناف الابتلاء ليكونوا حجة على الخلق في زمانهم حتى يكون لله الحجة البالغة ستقول كيف أصل إلى الله
 وأنا مشغول بالسعي على الأرزاق يقول لك الكريم الخلاق:
اعلم علم اليقين أن أكمل الأولياء في زمانك وفي عصرك لا تشغلهم المشاغل الكونية رغم شدتها وزحامها عن الصلة بالله وعن دعوة الخلق إلى الله وعن القيام بمهام الرسالة التي كلفهم بها سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فما عذرك أيها المتواني وما قولك أيها القاعد والمتقاعد والمتكاسل؟ وإن قلت إن ما معي من المال لا يكفي لدعوة الله والعيال يقول لك المولى عزَّ شأنه :أتشك في الرزاق وأنت ترى مدى إغداقه وإكرامه الذي يملأ به الصالحين في زمانك وفي غير زمانك حتى أن الناس تحسبهم وجهاءوبعض الناس الجهلاء يحسبهم أغنياء من شدة تعززهم بالله وولاية الله التي شملتهمفي هذه الحياة عليك أن تقبل على الله وانظر ماذا سيصنع معك الله وهل رأيت مقبلا على اللهتركه مولاه وتخلى عنه لسواه؟ لا يكون ذلك أبداً وهو الذي يقول ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً) إذاً حجة الله على الخلق هم الأنبياء والمرسلين السابقين والأولياء والأفراد المعاصرين في كل زمان ومكان هكذا حكم الله ولذلك طلب منا الحبيب أن نقرأ قصص الأنبياء وقال في شأنهم ربي عز وجل (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ) وكان الحبيب يقص عنهم ويخبر عنهم وكذلك الصالحون أمرونا أن نقرأ قصص الصالحين لنمشي على نهجهم ونسير على هديهم وقد قال أحد الصالحين في شأنهم "حكايات الصالحين جند من جند الله تقوى قلوب المريدين على السير إلى حضرة الله جل في علاه"

كتاب : كيف يحبك الله


السبت، 24 مارس 2012

الخلق الأول



حكمة الخلق الجديد

فأراد الله عزَّ وجلَّ وهو الفعال لما يريد أن يضع أقدار ومقادير ورتب العبيد فجعل لهم خلقا جديد ينزلون به إلى هذه الحياة الدنيا ليختبر صدقهم في ترديد كلمة التوحيد ولذلك قال ربي عزَّ شأنه مبيناً سبب ما نحن جميعاً فيه 
{بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} ما سبب اللبس ؟الخلق الجديد وهو ما نحن فيه الآن وهو هذا الهيكل المصنوع من عناصر الأرض من الطين ومن التراب ومن الماء المهين لأنه يميل إلى هذه العناصر ويميل إلى ما منه قد صنع وما منه أوجد فيميل إليها بالكلية ولولا حفظ ربي عزَّ وجلَّ للعطية ما استطاع واحد منا أن يحفظ هذه العطية الإلهية [فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ] فكانت حكمة الله في توارد الخلق إلى هذه الدنيا بينّها وقال عزَّ شأنه [تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌالَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً] كما قال ربي عزَّ شأنه في الحقائق النورانية التي لا ترى بالعين الجسمانية 
[بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ] والملكوت هو عالم الأنوار والأسرار الذي ليس فيه أغيار وليس فيه فجار وإنما أهله هم أهل الصفاء والطهر من الملائكة المقربين وأهل عالين وعليين وأهل العبادة والطاعة الدائمة لرب العالمين عز وجل 
[بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ] أي خلقه بيد وقال في هذا الملك الذي نحن فيه 
[تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ] كل ما على الأرض من زينة ومن خلق ومن كائنات من حيوانات من طيور من حشرات من نباتات من بحار وأنهار كلها خلقها الله بيده وقال فيك أيها الإنسان معاتباً من رفض السجود فيك لأبيك 
{مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} أي أنك يا أيها الإنسان قد جمعت الإثنين ففيك الملك والملكوت وأنت الوحيد الذي فيك الملك والملكوت فإن الملائكة فيها الملكوت فقط وكل ما على الدنيا فيه الملك فقط وأنت الوحيد الذي فيك الملك والملكوت فيك عالم الغيب الروح والقلب والفؤاد والعقل والعوالم النورانية التي فيك وفيك عالم الشهادة والشهادة هي ما تراه العين فيك كل شيء أوجده الله في الدنيا كل عناصر الخلق فيك وكل ذرات الأنوار فيك فأنت الفرد الجامع لخالقك وباريك عزَّ وجلَّ لأن فيك جمع الله عزَّ وجلَّ الحقائق كلها ولذلك يقول إمامنا علىَّ رضى الله عنه وكرم الله وجهه:
أتزعم أنك جرم صغير ****وفيك إنطوى العالم الأكبر
دواؤك فيك وما تبصر**** وداؤك منك ولا تشعر

ويقول أحد الصالحين فى ذلك :
يا صورة الرحمن والنور العلي **يا سدرة الأوصاف والغيب الجلي
فيك العوالم كلها طويت فهل*** أدركت سراً فيك من معنى الولي

فالعوالم كلها فيك كل العوالم العالية والدانية فالسماء هي مافيك من عالم الطهر والنقاء والصفاء والأرض هي هذا الجسم وما يحويه من عناصر هذه الأرض
والقلب هو النور الذي ينزل فيه النور الذي يقول فيه [اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ] والسر هو باب البر الذي يفتح على سر الأسرار وترياق الأغيار وروح الأخيار ويأتيك منه المدد من كنوز المواهب من عند العزيز الغفار عزَّ وجلَّ والذي فيه سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وإن شئت رأيت فيك كل الحقائق العالية والعناصر الدانية فالعالية اسمها حقائق والدانية اسمها عناصركل الحقائق العالية وكل العناصر الدانية فيك وفيها يقول أحد الحكماء : "تبصرك فيما فيك يكفيك "كل شيء فيك .. فيك جبال وفيك أنهار وفيك وديان وفيك سهول فيك كل شيء في الوجود من عناصر وكل شيء من عالم الطهر من حقائق ولكن هذا يحتاج إلى أن تدير عدسات التليفزيون النورانية الإلهية التي أودعها فيك خالقك وباريك فترى فيك مالا يستطيع أحد أن ينعته من الأولين والآخرين وإليه الإشارة بقول الله عزَّ شأنه [سنريهم] – وهذا في المستقبل- {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} فأنت مختصر الأكوان والأكوان هي السر الجامع الذي في الإنسان بأجلى توضيح وأرقى بيان فأنت كون صغير والكون كله إنسان كبير لأن كل ما في الكون فيك فأنت ريموت كنترول رباني كل كنوز الكون العالية والدانية معك مفاتيحها وإن شئت حركتها وإن شئت دخلتها لكن كل شيء معك وليس خارجك فالإنسان فيه كل ما في الأكوان وهذا أمر لا أريد شرحه بالتفصيل لأن الإنسان يحب أن يمشي فيه ويجول فيه بفكره بعد نقاء سره وجلاء فؤاده فيرى بنور الله ما جعله فيه مولاه لكن لا يرى بنور الحظوظ ولا بظلمات الأهواء ولا بالدنيا الدنية إذا كانت مسيطرة على أرجاء القلب فإن كل هذه تجعل الرؤية دنية فلا بد من طهارة القلب بالكلية وصفاء السر لرب البرية حتى يرى الإنسان بعين اليقين ويكون كما قال رب العالمين 
[كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ] ثم بعد ذلك 
[ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ] أي سنرى النعيم كيف؟ كما قال أحد الصالحين :
بعين الروح لا عين العقول*** شهدت الغيب في حال الوصول

رأى أئمة أهل السنة والجماعة فى الصوفية والتصوف



(6) الإمام أبو حنيفة النعمان ، 

لإمام أبو حنيفة بالإضافة لكونه صاحب أحد المذاهب الفقهية الأربعة فهو صاحب طريقة في التصوف، قال علي الدقاق: أنا أخذت هذه الطريقة من أبي القاسم النصر أباذي وقال أبو القاسم: أنا أخذتها من الشبلي، وهو من السري السقطي، وهو من معروف الكرخي، وهو من داوود الطائي ،وهو أخذ العلم والطريقة من أبي حنيفة رضي الله عنه، وكل منهم أثنى عليه وأقر بفضله[76].
الإمام مالك بن أنس ، قال: من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق، ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن جمع بينهما فقد تحقق[77]. 


(7) - الإِمام مالك رحمه الله تعالى

يقول الإِمام مالك رحمه الله تعالى: (مَنْ تفقَّهَ ولم يتصوف فقد تفسق، ومَنْ تصوَّف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن جمعَ بينهما فقد تحقَّق) [حاشية العلامة علي العدوي على شرح الإِمام الزرقاني على متن العزية في الفقه المالكي ج3. ص195. وشرح عين العلم وزين الحلم للإِمام ملا علي القاري المتوفى 1014هـ. ج1. ص33. والإِمام مالك رحمه الله تعالى أحد الأئمة الأربعة المشهورين توفي سنة 179هـ في المدينة المنورة]ـ

8- الإِمام الشافعي رحمه الله تعالى

قال الإِمام الشافعي رحمه الله تعالى [الإِمام الشافعي رحمه الله تعالى أحد الأئمة الأربعة المشهورين توفي في مصر سنة 204هـ]: (صحبت الصوفية فلم أستفد منهم سوى حرفين، وفي رواية سوى ثلاث كلمات:
قولهم: الوقت سيف إِن لم تقطعه قطعك.
وقولهم: نفسَك إِن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
وقولهم: العدم عصمة) [تأييد الحقيقة العلية للإِمام جلال الدين السيوطي ص15]ـ
وقال أيضاً: (حُبِّبَ إِليَّ من دنياكم ثلاث: تركُ التكلف، وعِشرةُ الخلق بالتلطُّف، والاقتداء بطريق أهل التصوف) ["كشف الخفاء ومزيل الإِلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس" للإِمام العجلوني المتوفى سنة 1162هـ. ج1. ص341]ـ


9- الإِمام أحمد رحمه الله تعالى

كان الإِمام أحمد رحمه الله تعالى [الإِمام أحمد رحمه الله تعالى أحد الأئمة الأربعة المشهورين توفي سنة 241هـ] قبل مصاحبته للصوفية يقول لولده عبد الله رحمه الله تعالى: (يا ولدي عليك بالحديث، وإِياك ومجالسة هؤلاء الذين سموا أنفسهم صوفية، فإِنهم ربما كان أحدهم جاهلاً بأحكام دينه. فلمَّا صحب أبا حمزة البغدادي الصوفي، وعرف أحوال القوم، أصبح يقول لولده: يا ولدي عليك بمجالسة هؤلاء القوم، فِإِنهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد وعلو الهمة) ["تنوير القلوب" ص405 للعلامة الشيخ أمين الكردي المتوفى سنة 1332هـ]ـ
ونقل العلامة محمد السفاريني الحنبلي رحمه الله تعالى عن إِبراهيم بن عبد الله القلانسي رحمه الله تعالى أن الإِمام أحمد رحمه الله تعالى قال عن الصوفية: (لا أعلم أقواماً أفضل منهم. قيل: إِنهم يستمعون ويتواجدون، قال: دعوهم يفرحوا مع الله ساعة..) "غذاء الألباب شرح منظومة الآداب" ج1. ص120.
قال عن الصوفية: لا أعلم أقواماً أفضل منهم. قيل له: إنهم يستمعون ويتواجدون؟ قال: دعوهم يفرحوا مع الله ساعة[79]. وكان الإِمام أحمد بن حنبل قبل مصاحبته للصوفية يقول لولده عبد الله: يا ولدي عليك بالحديث، وإِياك ومجالسة هؤلاء الذين سموا أنفسهم صوفية، فإِنهم ربما كان أحدهم جاهلاً بأحكام دينه. فلمَّا صحب أبا حمزة البغدادي الصوفي، وعرف أحوال القوم، أصبح يقول لولده: يا ولدي عليك بمجالسة هؤلاء القوم، فِإِنهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد وعلو الهمة. 

10ـ الإمام أبو حامد الغزالي ، قال:
إني علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة، وأن سيرتهم أحسن السير، وطريقهم أصوب الطرق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق. بل لو جُمع عقل العقلاء، وحكمة الحكماء، وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء، ليغيروا شيئاً من سيرهم وأخلاقهم، ويبدلوه بما هو خير منه، لم يجدوا إليه سبيلاً. فإن جميع حركاتـهم وسكناتـهم، في ظاهرهم وباطنهم، مقتبسة من نور مشكاة النبوة؛ وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يستضاء به. وبالجملة فماذا يقول القائلون في طريقةٍ طهارتُها - وهي أول شروطها - تطهيرُ القلب بالكلية عما سوى الله تعالى، ومفتاحها الجاري منها مجرى التحريم من الصلاة استغراقُ القلب بالكلية بذكر الله، وآخرها الفناء بالكلية 
11- عبد القاهر البغدادي رحمه الله تعالى

قال الإِمام الكبير حجة المتكلمين عبد القاهر البغدادي رحمه الله تعالى في كتابه الفَرْقُ بين الفِرَقِ:
والصنف السادس منهم: الزهاد الصوفية الذين أبصروا فأقصروا، واختَبروا فاعتبروا، ورضوا بالمقدور وقنعوا بالميسور، وعلموا أن السمع والبصر والفؤاد كل أُولئك مسؤول عن الخير والشر، ومحاسب على مثاقيل الذر، فأعدُّوا خير الإِعداد ليوم المعاد، وجرى كلامهم في طريقَيْ العبارة والإِشارة على سَمْتِ أهل الحديث دون من يشتري لهو الحديث، لا يعملون الخير رياء، ولا يتركونه حياء، دينُهم التوحيد ونفي التشبيه، ومذهبهم التفويضُ إِلى الله تعالى، والتوكلُ عليه والتسليمُ لأمره، والقناعةُ بما رزقوا، والإِعراضُ عن الاعتراض عليه. {ذلكَ فضلُ اللهِ يؤتِيهِ مَنْ يشاءُ واللهُ ذو الفضلِ العظيمِ} [الجمعة: 4]ـ


12- الإِمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى

قال العلامة الكبير والمفسر الشهير الإِمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى في كتابه اعتقادات فرق المسلمين والمشركين:
والمتصوفة قوم يشتغلون بالفكر وتجرد النفس عن العلائق الجسمانية، ويجتهدون ألاَّ يخلو سرَّهم وبالَهم عن ذكر الله تعالى في سائر تصرفاتهم وأعمالهم، منطبعون على كمال الأدب مع الله عز وجل، وهؤلاء هم خير فرق الآدميين) [اعتقادات فرق المسلمين والمشركين للإِمام فخر الدين الرازي ص72ـ73.


13- العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى

قال سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام رحمه الله تعالى وأخذ التصوف عن شهاب الدين السهروردي، وسلك على يد الشيخ أبي الحسن الشاذلي رحمه الله تعالى، وكان يقول إِذا حضر مجلسه وسمع كلامه: هذا كلام قريب العهد بالله
(قعد القوم من الصوفية على قواعد الشريعة التي لا تنهدم دنيا وأخرى ، وقعد غيرهم على الرسوم، ومما يدلك على ذلك، ما يقع على يد القوم من الكرامات وخوارق العادات، فإِنه فرع عن قربات الحق لهم، ورضاه عنهم، ولو كان العلم من غير عمل، يرضي الحق تعالى كل الرضى، لأجرى الكرامات على أيدي أصحابهم، ولو لم يعملوا بعلمهم، هيهات هيهات) [نور التحقيق للشيخ حامد صقر ص96]ـ


14- الإِمام النووي رحمه الله تعالى

جاء في طبقات الشافعية ج1 ص 151 أنه أخذ طريق القوم عن شيخه السيد ياسين بن يوسف الزركشي وكان رحمه الله بارعا في علوم الحديث واللغة والنحو والفقه وعلوم الصوفية.
قال النووي رحمه الله تعالى في رسالته المقاصد: أصول طريق التصوف خمسة:
- تقوى الله في السر والعلانية.
- اتباع السنة في الأقوال والأفعال.
- الإِعراض عن الخلق في الإِقبال والإِدبار.
- الرضى عن الله في القليل والكثير.
- الرجوع إِلى الله في السراء والضراء) [مقاصد الإِمام النووي في التوحيد والعبادة وأصول التصوف ص20]ـ


15- الإِمام الشاطبي رحمه الله تعالى


إِن كثيراً من الجهال، يعتقدون في الصوفية أنهم متساهلون في الاتباع والتزام ما لم يأت في الشرع التزامه، مما يقولون به ويعملون عليه، وحاشاهم من ذلك أن يعتقدوه أو يقولوا به. فأول شيء بَنَوْا عليه طريقهم اتباع السنة واجتناب ما خالفها، حتى زعم مُذكِّرُهُم وحافظ مأخذهم، وعمود نحلتهم أبو القاسم القشيري: إِنهم إِنما اختصوا باسم التصوف انفراداً به عن أهل البدع. فذكر أن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتسَمَّ أفاضلهم في عصرهم باسم عَلَمٍ سوى الصحبة، إِذ لا فضيلةَ فوقها، ثم سمي من يليهم التابعون، ثم اختلف الناس، وتباينت المراتب، فقيل لخواص الناس ممن لهم شدة عناية في الدين: الزهاد والعبَّاد. قال: ثم ظهرت البدع وادَّعى كل فريق أن فيهم زهاداً وعُبَّاداً، فانفرد خواص أهل السنة، المراعون أنفسهم مع الله، والحافظون قلوبهم عن الغفلة باسم التصوف، فتأمل تغنم، والله أعلم) [المسلم مجلة العشيرة المحمدية، عدد ذي القعدة سنة 1373هـ]ـ

16- ابن خلدون رحمه الله تعالى

وقال ابن خلدون رحمه الله تعالى في كلامه عن علم التصوف: (هذا العلم من العلوم الشرعية الحادثة في الملة، وأصله أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة وكبارها من الصحابة والتابعين ومَن بعدَهم طريقةَ الحق والهداية، وأصلُها العكوفُ على العبادة والانقطاع إِلى الله تعالى، والإِعراضُ عن زخرف الدنيا وزينتها، والزهدُ فيما يُقبِل عليه الجمهور من لذة ومال وجاه، والانفرادُ عن الخلق في الخلوة للعبادة. وكان ذلك عامّاً في الصحابة والسلف، فلمَّا فشا الإِقبال على الدنيا في القرن الثاني وما بعده، وجنح الناس إِلى مخالطة الدنيا، اختص المقبلون على العبادة باسم الصوفية) [مقدمة ابن خلدون ص328. وهو عبد الرحمن بن الشيخ أبي بكر محمد بن خلدون الحضرمي ولد عام 732هـ وتوفي سنة 808هـ]ـ
17- تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى

وقال الشيخ تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى في كتابه معيد النعم ومبيد النقم، تحت عنوان الصوفية: (حَيَّاهمُ الله وبيَّاهم وجمعنا في الجنة نحن وإِياهم. وقد تشعبت الأقوال فيهم تشعباً ناشئاً عن الجهل بحقيقتهم لكثرة المُتلبِّسين بها، بحيث قال الشيخ أبو محمد الجويني: لا يصح الوقف عليهم لأنه لا حدَّ لهم. والصحيح صحته، وأنهم المعرضون عن الدنيا المشتغلون في أغلب الأوقات بالعبادة.. ثم تحدث عن تعاريف التصوف إِلى أن قال: والحاصل أنهم أهل الله وخاصته الذين ترتجى الرحمة بذكرهم، ويُستنزل الغيث بدعائهم، فرضي الله عنهم وعنَّا بهم) [كتاب معيد النعم ومبيد النقم ص119 للإِمام تاج الدين عبد الوهاب السبكي المتوفى سنة 771هـ]ـ


18- جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى:

وقال العلامة المشهور جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه تأييد الحقيقة العليَّة: (إِن التصوف في نفسه علم شريف، وإِن مداره على اتباع السنة وترك البدع ، والتبرِّي من النفس وعوائدها وحظوظها وأغراضها ومراداتها واختياراتها، والتسليمِ لله، والرضى به وبقضائه، وطلبِ محبته، واحتقارِ ما سواه.. وعلمتُ أيضاً أنه قد كثر فيه الدخيل من قوم تشبهوا بأهله وليسوا منهم، فأدخلوا فيه ما ليس منه، فأدى ذلك إِلى إِساءة الظن بالجميع، فوجَّه أهلُ العلم للتمييز بين الصنفين ليُعلمَ أهل الحق من أهل الباطل، وقد تأملتُ الأمور التي أنكرها أئمة الشرع على الصوفية فلم أرَ صوفياً محقِّقَاً يقول بشيء منها، وإِنما يقول بها أهل البدع والغلاةُ الذين ادَّعَوْا أنهم صوفية وليسوا منهم) [تأييد الحقيقة العلية ص57. للعلامة جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911هـ]ـ

19- الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله:

غالب كتبه مشحونة بذكر الصوفية وإيراد أقوالهم ووصف أحوالهم، كما وأورد في ج1 من كتابه الذيل على طبقات الحنابلة مجموعة من الحنابلة من مشايخ الحركة السلفية ممن مجدوا التصوف وأعزوه حيث أورد في ص211 في ترجمة الإمام أبي محمد بن عبد الله بن علي البغدادي قصيدته التي مطلعها :
ترك التكلف في التصوف واجب *** ومن المحال تكلف الفقراء
قوم إذا امتد الظلام رأيتهم *** يتركعون تركع القراء
والوجد منهم في الوجوه محله *** ثم السماع محله في الأعضاء
وتراهم بين الأنام إذا أتوا *** مثل النجوم الغر في الظلماء
أما فيما يتعلق بأقوال ابن رجب فهي متعددة إلا أنها تصب في بحر واحد وهو بحر الثناء والاعتراف بالجميل للسادة الصوفية فنجده يحكي عن أبي عمرو القرشي فيقول”وانتهت إليه تربية المريدين بمصر وانتهى إليه خلق كثير من الصلحاء وأثنى عليه المشايخ وحصل له قبول من الخاص والعام وانتفع بصحبته خلق كثير. وفي حديثه عن الشيخ عبد القادر الجيلالي ص290 ج1 من كتابه “الذيل” يقول “شيخ العصر وقدوة العارفين وسلطان المشايخ وسيد أهل الطريقة وهو صاحب المقامات والكرامات والعلوم والمعارف والأحوال المشهورة. أما في ص384 فيورد الشيخ سعد بن عثمان القرشي قائلا “هو أحد الزهاد الأبدال الأوتاد ومن تشد إليه الرحال ومن كان لله عليه إقبال. كان عبدا صالحا مشهورا بالعبادة والمجاهدة والورع…”ـ

20-الشيخ أبو محمد الجويني:
لا يصح الوقف عليهم لأنه لا حدَّ لهم. والصحيح صحته، وأنهم المعرضون عن الدنيا المشتغلون في أغلب الأوقات بالعبادة.. ثم تحدث عن تعاريف التصوف إِلى أن قال: والحاصل أنهم أهل الله وخاصته الذين ترتجى الرحمة بذكرهم، ويُستنزل الغيث بدعائهم، فرضي الله عنهم وعنَّا بهم

تقرير بمشاركة سيئة