Disqus for ومضات إيمانية

السبت، 31 ديسمبر 2011

أذكار الكرب فى السنة المطهرة


أَذْكَارُ الْكَرْبِ فِى الْسُّنَةِ الْمُطَهَّرَة
1- ما يقوله من توقَّـع بلاءاً : 

روى أبو داود في سننه عن عَوْفِ بنِ مَالِكٍ أنَّهُ حَدَّثَهُمْ : أنَّ النَّبيَّ. قَضَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ فقالَ المَقْضِيُّ عَلَيْهِ لَمَّا أَدْبَرَ: حَسْبِيَ الله وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فقالَ النَّبيُّ : إنَّ الله تَعَالَى يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ وَلَكِنْ عَلَيْكَ بالْكَيْسِ فإذَا غَلَبَكَ امْرؤٌ فَقُلْ حَسْبِيَ الله وَنِعْمَ الْوَكِيلُ 
2- أذكــار الكَرْب : 
روى الشيخان عن ابنِ عبَّاسٍ أن رسول الله : كَانَ يَدْعُو عِنْدَ الْكَرْبِ: لاَ إِلٰهَ إِلاَّ اللَّهُ اْلَعَظِيمُ الْحَلِيمُ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمٰوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ 
روى الترمذي عَن أنَسِ بنِ مَالِكٍ ، قَالَ: كَانَ النبيُّ إِذَا كـَرَبَهُ أَمْـرٌ قَالَ : يَا حَـيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أسْتَغِيثُ ، قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه فيما رواه الترمذى :
أن النبي كان إذا أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء فقال: ((سبحان الله العظيم)) وإذا اجتهد في الدعاء قــال : ((يا حي يا قيوم)) 
روى النسائي وابن السني عن عبد الله بن جعفر (المستدرك للحاكم ) عن علي رضي الله عنهم قال : لقنني رسول الله هؤلاء الكلمات إن نزل بي شدّة أو كرب أن أقولهن : لا إِلٰه إِلا الله الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ سُبْحانَهُ وَتَعالَى تَباركَ الله رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظيمُ وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمين». قال: فكان عبد الله بن جعفر يلقنها الميت وينفث بها على الموعوك (المحموم) ويعلمها المغتربة من بناته 
روى أبو داود عن أبي بكرة قال : قال رسول الله : كَلِماتُ المَكْرُوبِ : اللهمَّ رَحْمَتُكَ أَرْجُو فَلا تَكِلْنِي إِلى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَصْلِحْ لِي شٌّانِي كُلَّهُ لا إله إلا أنت 
روى أبو داود وابن ماجة عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله : ألا أعلمك كلمات تقوليهن عند الكرب أو في الكرب : الله الله ربي لا أشرك به شيئاً 
وروى ابن السني عن ثوبان : أن النبي كان إذا راعنا شئ قال : هو الله الله ربي لا شريك له 
روى ابن السني عن أبي قتادة قال : قَالَ النبى : مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِي وَخَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ عِنْدَ الْكَربِ أَغَاثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ 
روى ابن السني والترمذي عن سعد بن أبي وقاص قال :
قالَ النَّبِيُّ : إِني لأَعْلَمُ كَلِمَةً لاَ يَقُولُهَا مَكْرُوبٌ إِلاَّ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ، كَلِمَةَ أَخِي يُونُسَ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِني كُنْتُ مِنَ الظَّالَمِينَ
3- دُعـاءُ الفَـزَع :
روى أبو داود والترمذي عَن عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ عَن أَبيهِ عَن جَدِّهِ أن رسول الله كان يعلمهم من الفزع كلمات : 
أعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامات مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وشَرِّ عِبَادِهِ ومِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وأَنْ يَحْضُرُونِ فإِنّهَا لَنْ تَضُرَّهُ قال: وكانَ عَبْدُ الله بنُ عَمْرٍو يُعلمها مَنْ بَلَغَ مِنْ وَلَدِهِ وَمَنْ لَمْ يَبْلُغْ مِنْهُمْ كَتَبَهَا في صَك ثُمَّ عَلّقَهَا في عُنُقِهِ 
4- دُعـاءُ الهمِّ والحَزَن :
روى ابن السني عن أَبي موسىٰ قال: قَالَ النَّبِيُّ : مَنْ أَصَابَهُ هَمٌّ أَوْ حَزَنٌ فَلْيَدْعُ بِهٰؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ( اللَّهُمَّ إِني عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ فِي قَبْضَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُل اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ بَصَرِي، وَجَلاَءَ حُزْني وَذَهَابَ هَمي )) فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّه إِنَّ الْمَغْبُونَ لَمَنْ غَبَنَ هٰؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ، قَــالَ( أَجَلْ ، فَقُولُـوهُنَّ، وَعَلمُـوهُنَّ، فَإِنَّـهُ مَنْ قَالَهُنَّ وَعَلَّمَهُنَّ الْتِمَاسَ مَا فِيهِنَّ ؛ أَذْهَبَ اللَّهُ كَرْبَهُ وَأَطَالَ فَرَحَهُ)) 
5- دُعاءُ الخـروج من الورطة (الهلاك) :
روى ابن السنى في عَمَلِ يَوْمٍ وليلةٍ عن عَلِي قال : قال رسول الله : (( يا عليّ ألا أعلمك كلمات إذا وقعت في ورطة قلتها ؟ )) قلت: بلى جعلني الله فداءك قال النَّبِيُّ : إِذَا وَقَعْتَ فِي وَرْطَةٍ فَقُلْ : (( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيَّ الْعَظِيمِ )) فَإنَّ اللَّهَ تَعَالىٰ يَصْرِفُ بِهَا مَا شَاءَ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلاَءِ 
6- دُعاءُ الخوف من عدو :
روى أبو داود والنسائي عن أبي بُرْدَةَ بنِ عَبْدِ الله أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ : أَنَّ النَّبيَّ كَانَ إذَا خَافَ قَوْماً قالَ (اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ في نُحُورِهِمْ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ )) 
7- دُعاءُ الخوف من سلطان :
روى ابن السني عن ابن عمر قال : قال النَّبِيُّ : إِذَا خِفْتَ سُلْطَانَاً أَوْ غَيْرَهُ فَقُلْ: )) لاَ إِلٰهَ إِلاَّ اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَب السَّمٰوَاتِ السَّبْعِ وَرَب الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ أَنْتَ عَزَّ جَارُكَ وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ )) ويستحب أن يقول دعاء الخوف من العدو السابق أيضاً.
8- دُعاءُ تسهيل الأمور :
روى ابن السني عن أنس أن رَسُول الله قال : اللَّهُمَّ لا سَهْلَ إِلا مَا جَعَلْتَهُ سَهْلا وَأَنْتَ تَجْعَلُ الْحَزْنَ ( غليظ الأرض وخشنها ) سَهْلا إِذَا شِئْتَ 
9- دُعاءُ دفع الآفات :
روى ابن السني عن أنس بن مالكٍ قالَ : قالَ رسولُ الله صل الله عليه وسلم : مَا أَنْعَمَ الله على عَبْدٍ مِنْ نِعْمَةٍ فِي أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ وَلَدٍ، فقالَ ما شَاءَ الله لا قُوَّةَ إِلاَّ بالله ؛ فَيَرى فِيهِ آفَةً دُونَ المَوْتِ


10- دعاء من تعسَّرت عليه معيشته :
روى ابن السنيٍ عن ابنِ عُمَرَ قال:قَالَ النَّبِيُّ : مَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ إِذَا عَسُرَ عَلَيْهِ أَمْرُ مَعِيشَتِهِ أَنْ يَقُولَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ: بِسْمِ اللَّهِ عَلَى نَفْسِي وَمَا لِي وَدِينِي، اللَّهُمَّ رَضني بِقَضَائِكَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا قُدرَ لِي حَتَّى لاَ أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ، وَلاَ تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ
11- دعاء من نزلت به مصيبة :
قال تعالى : (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) روى ابن السني عن أبي هريرة : قال رسول لله : ليسترجع أحدكم في كل شئ حتى في شسـع نعله(أى يقول: إنَّا لله وإنا إليه راجعون إذا انقطع أحد سيور النعل)عن أبي هريرة (رواه العقيلى)قال: قَالَ النَّبِيُّ : مَنْ قَالَ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ كَانَ دَوَاءً مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ دَاءً أَيْسَرُهَا الْهَمُّ
12- دعاء من عليه دين :
أخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة قال : قال النبى : مَنْ أَلْبَسَهُ الله نِعْمَةً فَلْيُكْثِرْ مِنَ " الحَمْدُ لله " ومَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ ؛ فَلْيَسْتَغْفِرِ الله ومَنْ أَبْا رِزْقُه فَلْيُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ " لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاَّ بالله "
عن أسد بن وداعة مرفوعا إلى النبي : من قال : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم مائة مرة في كل يوم لم يصبه فقر أبداً ( أخرجه ابن أبي الدنيا )
أخرج أبو عبيد في فضائل القرآن وأبو يعلى في مسنده وابن مردويه في تفسيره والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قَالَ النَّبِيُّ : مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ فِي كُل لَيْلَةٍ لَمْ تُصِبْهُ فَاقَةٌ أَبَداً
روى الترمذي عَن عَلِيٍّ رضي الله عنه : أَنَّ مُكَاتِباً جاءَهُ فقالَ إنِّي قَدْ عَجْزِتُ عنْ كِتَابَتِي فَأَعِنِّي قالَ أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ الله ؟ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِبرٍ دَيْناً أَدَّاهُ الله عَنْكَ. قالَ (( قُلْ اللَّهُمَّ اكْفِني بِحَلاَلِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَاغْنِني بِفَضْلِكَ عمن سِوَاكَ))
أخرج الطبراني عن ابن مسعود قال: قال رسول الله : مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حين يدخل منزله نفت الفقر عن أهل ذلك المنزل والجيران
أخرج أبو نعيم والخطيب في رواية مالك والديلمي في مسند الفردوس عن علي رضي الله عنه قَالَ النَّبِيُّ :مَنْ قَالَ فِي كُل يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ: لاَ إِلٰهَ إِلاَّ اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِينُ كَانَ لَهُ أَمَاناً مِنَ الْفَقْرِ وَأُنْساً مِنْ وَحْشَةِ الْقَبْرِ وَاسْتَجْلَبَ الْغِنَىٰ وَاسْتَقْرَعَ بِهَا بَابَ الْجَنَّةِ
عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله كان يقول : اللهمَّ اجْعَلْ أَوْسَعَ رِزْقِكَ عَليَّ عِنْدَ كِبَرِ سِنِّي وانْقِطَاعِ عُمْرِي(أخرجه الطبراني في الأوسط)
أخرج المستغفرى في الدعوات عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً قال يا رسول الله : قلّتْ ذات يدي فقال رسول الله : أين أنت من صلاة الملائكة وتسبيح الخلائق قل :(سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ )) مـائة مـرة - ما بين طلوع الفجر إلى أن تصلي الصبح تأتك الدنيا صاغرة راغمة
أخرج البزار والحاكم والبيهقي في الدعوات عن عائشة رضى الله عنها و أرضاها قالت : قال لي أبي رضي الله عنه : ألا أعلمك دعاءً علمنيه رسول الله ؟ وقال : ( كَانَ عِيسى ـ يُعَلِّمُهُ الحَوَارِيِّينَ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلَ أُحُدٍ ثُمَّ قُلْتَهُ لَقَضى الله عَنْكَ) قلت: بلى قلت: (قُولِي: اللهمَّ فَارِجَ الهَمِّ وكَاشِفَ الكَرْبِ مُجِيبَ دَعْوَةَ المُضْطَرِّ رَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ أَنْتَ رَحْمَانِي فارْحَمْنِي بِرَحْمَــةٍ تُغْنِينِي بِهَا عَمَّنْ سِوَاكَ ) قال أبو بكر : وكانت عليّ ذنابة من دين وكنت للدين كارها ًفلم ألبث إلا يسيراً حتى جاءني الله بعائدة فقضى الله عني ما كان عليّ من الدين قالت عائشة : وكان عليّ لأسماء ( أخت السيدة عائشة ) دين وكنت أستحي منها وكنت أدعو بذلك فما لبثت إلا يسيراً حتى جاءني الله برزق ليس من ميراث ولا صدقة فقضيتها وأوليت عبد الرحمن بن أبي بكر ثلاث أواق وفضل لنا فضل حسن .
أخرج أبو داود والبيهقي في الدعوات عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضى الله عنه أنه قال : دَخَلَ رَسُولُ الله ذَاتَ يَوْمٍ المَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنَ الأنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ ، فَقَالَ يَاأَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِساً فِي المَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلاَةِ ؟ ، قالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْنِي وَدُيُونٌ يَارسولَ الله ، قالَ أَفَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلاَماً إِذَا أنت قُلْتَهُ أذْهَبَ الله هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ؟ قال قُلْتُ بَلَى يَارسولَ الله. قال قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ : (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَأَعوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَأعوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ والْبُخْلِ وَأعوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ )) قالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ الله هَمِّي وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي
قالت عائشة :كان رسول الله إذا أوى إلى فراشه قال : اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمٰوَاتِ السَّبْعِ ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُل شَيْءٍ ، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ، فَالِقَ الْحَب وَالنَّوَىٰ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَر كُل شَيْءٍ، أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ أَنْتَ الأَوَّلُ : فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الآخِرُ : فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ : فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ :فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ اقْضِ عَني الدَّيْنَ وَأَغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ(أخرجه أبو يعلى عن عائشة رضي الله عنها ) و أخرج ابن عساكر في تاريخه ، قال : أضاق الحسن بن علي ، وكان عطاؤه في كل سنة مائة ألف فحبسها عنه معاوية في إحدى السنين ، فأضاق إضاقة شديدة ، قال : فدعوت بدواة لأكتب إلى معاوية لأذكره نفسي ، ثم أمسكت ؛ فرأيت رسول الله فقال : كيف أنت يا حسن ؟ ، فقلت بخير يا أبت ، وشكوت إليه تأخر المال عني فقال : أدعوت بدواة لتكتب إلى مخلوق مثلك تذكره ذلك ، قلت : نعم يا رسول الله فكيف أصنع ؟، فقال قل :(( اللهم اقذف في قلبي رجاءك ، واقطع رجائي عمن سواك ، حتى لا أرجو أحد غيرك ، اللهم وما ضعفت عنه قوتي ، وقصر عنه علمي ، ولم تنته إليه رغبتي ، ولم تبلغه مسألتي ، ولم يجر على لسان ، مما أعطيت أحداً من الأولين والآخرين من اليقين فخصني به يا رب العالمين )) ، قال : فوالله ما ألححت به أسبوعاً ؛ حتى بعث إلى معاوية بألف ألف وخمسمائة ألف ، فقلت : الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره ، ولا يخيب من دعاه ، فرأيت رسول الله في المنام، فقال : يا حسن ، كيف أنت؟ ، فقلت : بخير يا رسول الله ، وحدثته بحديثي فقال : يا بني هكذا من رجا الخالق ، ولم يرجُ المخلوق
13- دُعـاء الأرق :
أخرج ابن جرير ( فى جامع الأحاديث ) عن بُرَيدَةَ قَالَ : شَكٰى خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلٰى رَسُولِ اللَّهِ الأَرَقَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَنَامُ اللَّيْلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إِذَا أَوَيْتَ إِلٰى فِرَاشِكَ فَقُلْ :(( اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمٰوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ ، وَرَبَّ الأَرْضِينَ السَّبْعِ وَمَا أَقَلَّتْ ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ ، كُنْ لِي حَارِسَاً مِنْ شَر خَلْقِكَ جَمِيعَاً أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنْ يَبْغِي ، عَزَّ جَارُكَ ، وَلاَ إِلٰهَ غَيْرُكَ )) ، فَلَمَّا قَالَهُنَّ نَامَ
14- دعاء الوسوسة :
روى أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إِذَا وَجَدْتَ في نَفسِكَ شَيْئاً ( أى وسوسة ) فَقُلْ:(( هُوَ الأوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ، وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ))
15- الرُّقيـــة :
روى أبو داود والنسائي وابن حيان والحاكم عن ابن مسعود: أن النبي r كان يكره الرقي إلا بالمعوذات
روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله إذا اشتكى الإنسان الشيء منـه أو كانت قَرْحَة أو جَرْح ، قال النبـي بأصبعه هكذا - ووضع سفـيان بن عيـينة الراوي سبَّـابته بـالأرض ثم رفعها -وقال : (( بِسْمِ اللَّهِ ، تُرْبَةُ أرْضِنا ، بِرِيقَةِ بَعْضِنا ، يُشْفَـى بِهِ سَقِـيـمُنا ، بإذْنِ رَبِّنا ))
روى مسلم في صحيحه و أبو داوود فى سننه عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله وجعاً يجده في جسده منذ أسلم قَدْ كَادَ يُهْلِكُهُ : فقال له النبي : ضع يدك على الذي تألَّم من جسدك وقل : ((بسم الله ثلاثاً وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ : أعُوذُ بِعزَّةِ الله وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أجِدُ وَأُحَاذِرُ)) قالَ: فَفَعَلْتُ ذٰلِكَ فَأَذْهَبَ الله مَا كَانَ بِي فَلَمْ أزَلْ آمُرُ بِهِ أهْلِي وَغَيْرَهُمْ
وفي الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ أن النبي كان يعوذ بعض أهله فيمسح عليه يده اليمنى ويقول : أَذْهِبِ الْبَاسَ. رَبَّ النَّــاسِ وَاشْفِ أَنْتَ الشَّـافِـي لاَ شِفَـاءَ إِلاَّ شِفَـاؤُكَ شِفَـاءً لاَ يُغَادِرُ سَـقَماً
16- دعاء الحمَّى :
أخرج البيهقي عن أنس رضي الله عنه قال : دخل النبي على عائشة رضى الله عنها ، وهي موعوكة تسبُّ الحمى فقال : لا تسبِّيها فإنها مَأْمُورَةٌ ، وَلَكِنْ إنْ شِئْتِ ؛ عَلَّمْتُكِ كَلِمَاتٍ ، إذا قُلْتِيهُنَّ ؛ أذهبها الله عنك ، قالت : فعلمني ، قال : قولي: (( اللهم ارحم جلدي الرقيق ، وعظمي الدقيق ، من شدة الحريق ، يا أمَّ ملدم إن كنت آمن بالله العظيم ، فلا تصدعي الرأس ، ولا تنتني الفم ، ولا تأكلي اللحم ، ولا تشربي الدم ، وتحولي عني إلى من اتخذ مع الله إلهاً آخر)). قال : فقالتها ؛ فذهبت عنها
17- دواء الحسد :
روى الترمذي والنسائي عن أَبِي سَعِيدٍ قالَ : كانَ رَسُولُ الله يَتَعَوَّذُ من الْجَانِّ وَعَيْنِ الإِنْسَانِ حَتَّى نَزَلَتْ المُعَوِّذَتَانِ ، فَلَمّا نَزَلَتْ أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ ما سِوَاهُمَا
روى الديلمي في سند الفردوس عن عمران بن حصين رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ : فِي كِتَابِ اللَّهِ ثَمَانُ آيَاتٍ لِلْعَيْنِ : الْفَاتِحَةُ ( سبع آيات ) وَآيَةُ الْكُرْسِي
روى الطبراني في الأوسط عن السائب بن يزيد قال : عوَّذني رسول الله بفاتحة الكتاب تفلا
وقد قال السيوطي في كتابه( الإتقان في علوم القرآن ){{ الرقي بالمعوذات، وغيرها من أسماء الله تعالى هو الطب الروحاني إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله تعالى ، فلما عزَّ هذا النوع ؛ فزع الناس إلى الطب الجسماني ، ويشير إلى هذا قول النبى :

 «لَوْ أَنَّ رَجُلاً مُوقِناً قَرَأَهَا عَلَى جَبَلٍ لَزَالَ » }}

المشاركات منقولة من كتاب : 
مفاتح الفرج 


الجمعة، 30 ديسمبر 2011

طَلَبُ الْمَغْفِــرَة
ولهذا ينبغي للدَّاعي الطالب للإجابة أن يلازم بعد التوبة على الاستغفار بأنواعه ويواظب عليه لأن الاستكثار منه أناء الليل وأطراف النهار يصفِّي القلوب من الصدأ والأكدار ويخفِّف الظهور من ثقل الأوزار ويوصل الملازمين له والمواظبين عليه إلى منازل العارفين من الأخيار ويفضي بهم إلى حصول المطالب وقضاء الأوطار ولذلك روى مسلم في صحيحه عَنْ الأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللّهَ قَال(إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَىٰ قَلْبِي وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللّهَ فِي الْيَوْم مِائَةَ مَرَّةٍ) وروى الترمذي مرفوعاً(مَنْ لَزِمَ الاسْتِغْفَارَ جَعَلَ الله لَهُ مِنْ كُلِّ هَمَ فَرَجاً ومِنْ كُلِّ ضِيْقٍ مَخْرَجاً ورَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ)وعن ابنِ عُمَرَ فى سنن أبى داوود قال(إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ الله في المَجْلِسِ الْوَاحِدِ مَائَةَ مَرَّة ٍ: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)وعن عائشة عن أبى الدرداء رواه صاحب الفتح الكبير(طُوبَى لِـمَنْ وَجَدَ فِـي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَـاراً كَثِـيراً)والآثار في هذا الباب كثيرة جداً ونكتفي بهذا القدر خوفاً من الإطالة.
مَرَاتِبُ الإِسْتِغْفَار
اعلم أن الاستغفار على ثلاثة مراتب على قدر تفاوت الهمم والمطالب
فالمرتبة الأولى هي الاستغفار باللسان 
وفيه منافع وفوائد وبركة، فمن بركته أنه يَحْصِلَ الاستغفار بالقلب ويرجى به حصول الاستجابة من الله الكريم الغفار ومن منافعه وفوائده أنه خير من السكوت وبه يتعوَّد قول الخير ويدوامه وبالمداومة عليه يتجه العبد إلى فعل الخير ويقلع عن الشر ودواعيه ويبغضه ويقليه وهكذا فالاستغفار باللسان حسن كله على أي حال كان.
والمرتبة الثانية : الاستغفار بالقلب ...
وهو قوي الأثر في تصفية القلوب من الأكدار وبه تنفرج الهموم والغموم وتزول الكروب كما أن به يتم حصول كل أمر مطلوب أو مرغوب بل إن به تنزل الرحمات والبركات وتفيض النفحات وتندفع الشرور والبليات أما المرتبة الثالثة : وهي الاستغفار بالقلب واللسان...
فهي المرتبة الكاملة لأن بها تتجمَّع الفضائل للإنسان ويصلح الجسد والجنان وفي هذا ينال العبد أفضل المنافع ومجامع البركات حيث تنزل له المغفرة والرحمات وتضاعف له الحسنات وتكفَّر عنه السيئات وترفع له الدرجات وتزكو له الأعمال والطاعات بل قد تنصقل مرآة قلبه وتحصل له الطهارة الكاملة من العيوب والذنوب فيتوصل بذلك إلى كشف حجب الغيوب على أن هناك أمراً ننبَّه عليه : وهو أن حقيقة الاستغفار التام الموجب للمغفرة ما كان معه ندم بالقلب على الذنب ولم يكن معه إصرار فإن كان معه إصرار كان استغفاره بالقلب ناقصاً قليل الجدوى غير كامل ولكن لله ساعات لا يحجب فيها الدعاء وفي واسع القدرة أمور عظيمة وأسرار عجيبة ولذلك فلا ينبغي لعبد أن يترك الاستغفار وينهمك في غمرة الذنوب والأوزار ويقول أنَّي لي من الذنوب فِرار ؟ ولا ينفعني نطق اللسان بالاستغفار لأن من لا يقدر على ترك الشر كله فينبغي أن يتدرج بترك قليله فلعل ترك القليل منه يجرُّ إلى ترك الكثير وكذا إذا لم يقدر على عمل الطاعات وفعل الصالحات فلا ينبغي أن يكسل عن قليل الطاعة ويقول : أنىّ لي بنفيس تلك البضاعة بل يتدرج بفعل القليل منها فلعل فعل قليلها يجرُّ إلى فعل الكثير منها.

أَنْوَاعُ الإِسْتِغْفَار
أفضله ما رواه البخاري مرفوعاً أَنِ النَّبِيِّ قَالَ(إنَّ سَيِّدَ الاِسْتِغْفَار أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِيِ وَأَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ فَاغْفِرْ لِي فَإنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنـُوبَ إلاَّ أَنْتَ فَإنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ مُوقِنـا بِهَا فَمَاتَ دَخَـلَ الْجَنَّـةَ وَإنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي مُوقِنـا بِهَا ؛ دَخَلَ الْجَنَّةَ) ومنه ما ورد عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه فى صحيحى البخارى ومسلم رضى الله عنهما(أَنَّهُ قَالَ لرَسُولَ الله عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ في صَلاَتِي قَالَ : قُلْ .: اللَّهُمْ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثِيراً ولاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاّ أنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحيمُ)
ومنه ما رواه الترمذى فى سننه عن ابن مسعود قال: سمعت النَّبيَّ يَقُولُ(مَنْ قالَ أسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ غُفِرَ لَهُ وَإِن كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ وفي رواية أبي سعيد : وَإِنْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ عَدَدَ النُّجُومِ وَعَدَدَ زَبَدِ الْبَحْرِ وَعَدَدَ أيْامِ الْدُّنْيَا وَعَدَدَ وَرَقِ الْشَّجَرِ وَعَدَدَ رَمْلِ عَالِج)ومنه ما روى عن أبي عبد الله القرشي المشكور المشهور{اللهم إنا نستغفرك من كل ذنب أذنبنــاه تعمَّـــدناه أو جهلنــاه ونستغفــــرك من كل ذنب تبنا إليك منه ثم عدنا فيـــه ونستغفرك من كل الذنـــــوب التي لا يعلمــــها غيرك ولا يسعهـــــــا إلا حلمك ونستغفرك من كل ما دعت إليه نفوسنا من قبل الرخص فاشتبه علينا وهو عندك حـــرام ونستغفرك من كل عمل عملناه لوجهك فخالطه ما ليس لك فيه رضــــا لا إله إلا أنت يا أرحم الراحمين }}
قال الإمام اليافعي{ من داوم على هذه الكلمات عقب كل فريضة أغناه الله عن خلقه ورزقه من حيث لا يحتسب ويسَّر الله عليه أمر معيشته ولو كان عليه مثل جبلٍ ديناً أعانه الله على وفائه }ومنه ما أورده الإمام اليافعي وقال في شأنه : أخبرني من أثق به ؛ أن الشيخ بدر الدين بن عقيل قال : كنت أدعو بهذا الدعاء للعلم وكان صاحبي نصر الدين يدعو به للمال فرزقه الله المال الكثير ورزقني من العلم كثير وهذا هو الدعاء :{ استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم بديع السموات والأرض وما بينهما من جميع جرمى وظلمى وما جنيت على نفسي وأتوب إليك، يا الله يا واحد يا أحد يا جواد يا واجد يا موجد يا باسط يا كريم يا وهَّـــاب يا ذا الطول يا غني يا مغني يا فتَّــــــاح يا رزاق يا حيُّ يا قيوم يا رحمن يا رحيم يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حنَّان يا منَّان انفحني منك بنفحة خير تغنيني بها عمن سواك{إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ}{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً}{نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ}يا غني يا مغني يا حميد يا مجيد يا مبدئ يا معيـــــــــد يا رحيم يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعَّال لما تريد اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك إنك على كل شئ قدير }ومنه ما رواه أبو عبد الله الورَّاق مرفوعاً وقال إنه استغفار الخضر عليه السلام وهو{ اللهم إني استغفرك من كل ذنب تبت إليك منه ثم عدت فيه واستغفرك من كل ما وعدتك به نفسي ثم لم أوفِ لك به واستغفرك من كل عمل أردت به وجهك الكريم فخالطه غيرك واستغفرك يا عالم الغيب والشهادة من كل ذنب أصبته في ضياء النهار وسواد الليل في مــــلأ أو خـــلاء أو ســـــرٍّ ، أو علانية يا حليم }ومن ذلك { يا رب استغفرك وأتوب إليك من مظالم كثيرة لعبادك قِبَلي فأيما عبد من عبادك كانت له مظلمة ظلمته بها في بدنه أو ماله أو عرضه وقد غاب أو مات ولا أستطيع ردَّها أو تحللها منه فأرضه عني بما شئت ثم هبها لي من لدنك فإنك واسع لذلك كله يا رب ما تصنع بعذابي وقد وسعت رحمتك كل شئ؟ يا رب وما عليك أن تكرمني برحمتك ولا تهني بذنوبي وما ينقصك أن تفعل ما سألتك وأنت واجد لكل خير واستغفرك لكل يمين مني حنثت فيها عندك علمت أو لم أعلم إلى يوم القيامة اللهم إني استغفرك لما قدمت ولما أخَّرت ولما أسررت ولما أسرفت ولما أعلنت ولما أنت أعلم به منِّي إلى يوم القيامة لا إله إلا أنت ربُّ السموات السبع وربُّ العرش الكريم }هذا وينبغي للعبد عند انبعاثه للاستغفار :
1-استشعار التوبة .
2-الاعتراف بالذنب .
3-الصدق في ذلك بالهمَّة والإخلاص فيه بالعزيمة ، مضمراً بقلبه ، متلفِّظاً بلسانه ، مقبلاً على ربه .
فقد روى أن رجلاً أتى إلى الحسن فشكا إليه الفقر وأتى آخر فشكا إليه الجدب وأتى آخر فشكا إليه جفاف بستانه وجاء آخر طالباً الولد فقال لكل منهم { استغفروا الله فقيل له في ذلك : رجالٌ يشتكون إليك ألواناً مختلفة ويسألون أنواعاً فأمرتهم كلهم بالاستغفار فقال : ما قلت من قبل نفسي شيئاً ولكني أخذت ذلك من قوله سبحانه و تعالى فى كتابه(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً{10} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً{11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً{12}
استغفر الله من عين نظـرت بها \ إلى القبيح فكان مبتدى نكدى
استغفر الله من ذنب خلوت به \ في الليل منفردا أو غير منفرد
استغفر الله من رزق بلغـت به \ إلى معاصي الله الواحد الصمد
استغفر الله من علم أردت به \ دنيا ولم أك في خير بمجتـهد
استغفر الله مما قلـت في غضب \

 وفي رضى ثم في مرح وفي حرد
استغفر الله غفَّار الذنـوب لما \ أسلفت معتمداً أو غير معتمد
استغفر الله من فعـل يخالطه \ ما ليس يرضى إلهي مدة الأبد
استغفر الله من جهلي ومن طمعي\

وشين شأني وعصـياني ومن أود
استغفر الله مما قد ذكرت من \ الأجناس من غافل منهم ومجتهد
استغفر الله مما لست أذكره أو \ ذكرته ، عـزَّ من بالعلم منفرد


صـلاةُ التوبَّـة
روى الإمام علي عن أَبُى بَكْرٍ أن رَسولَ الله قالَ(مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذنباً ثُمَّ يَقُومُ فَيَتَطَهَّرُثُمَّ يُصَلِّي ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ الله إلاَّ غَفَرَ لَهُ وفي رواية أخرى أنه يصلي ركعتين ويقول بعدهما : اللهم إني أتوب إليك من ذنب كـذا وكــذا اللهم إن هذا آخر العهد به) رواه ابن حبان والبيهقي وابن خزيمة واخرجه الترمذي وحسنه
صـلاةُ الضَّــالة
ركعتان فإذا فرغ قال : اللَّهُمَّ رَادَّ الضَّالَةِ وهَادِيَ الضَّالَةِ تَهْدِي مِنَ الضَّلالَةِ ارْدُدْ عَليَّ ضَالَّتِي بِقُدْرَتِكَ وسُلْطَانِكَ فًّانَّهَا مِنْ عطَائِكَ وَفَضْلِكَ ( رواه الطبراني في الثلاثة عن ابن عمر ) ويقرأ {يس }
صـلاةُ حفـظ القـرآن
عَن ابنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ الله إذْ جَاءَهُ عَلِيُّ بنُ أَبي طَالِبٍ فقالَ : بِأبِي أَنْتَ وَأُمِّي تَفَلَّتَ هَذَا القُرْآنُ مِنْ صَدْرِي فَمَا أَجِدُنِي أَقْدِرُ عَلَيْهِ فقالَ لَهُ رَسُولُ الله: يَا أبَا الْحَسَنِ أَفَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ الله بِـهِنَّ، وَيَنْفَعُ بِهِنَّ مَنْ عَلَّمْتَه ويُثَبِّتُ ما تَعَلَّمْتَ في صَدْرِكَ ؟ قالَ أَجَلْ يَا رَسُولَ الله فَعَلِّمْنِي قالَ : إذَا كانَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَقُومَ في ثُلُثِ اللَّيْلِ الآخِرِ فَإِنَّهَا سَاعَةٌ مَشْهُودَةٌ وَالدُّعَاءُ فِيهَا مُسْتَجَابٌ وَقَدْ قالَ أَخِي يَعْقُوبُ لِبَنِيهِ { سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} ـ يَقُولُ حَتَّى تَأْتِي لَيْلَةُ الْجُمُعَةِـ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقُمْ في وَسَطِهَا ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقُمْ في أوَّلِهَا فَصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ، تَقْرَأُ في الرَّكْعَةِ الأولَى بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَسُورَةِ يَس وَفي الرَّكْعَةِ الثّانِيَةِ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وحم الدُّخَانَ وَفي الرَّكْعَةِ الثّالِثَةِ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وألم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ وَفي الرَّكْعَةِ الرَّابِعَةِ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَتَبَارَكَ المُفَصَّل فَإِذَا فَرِغْتَ مِنْ التَّشَهُّدِ، فاحْمَدِ الله وأحْسِنِ الثّنَاءَ عَلَى الله وَصَلِّ عَلَيَّ وَأَحْسِنْ وَعَلَى سَائِرِ النَّبِيِّينِ وَاسْتَغْفِرْ لِلْمُؤْمِنينَ والمُؤْمِنَاتِ ولإخْوَانِكَ الَّذِينَ سَبَقُوكَ بالإيمَانِ ثُمْ قُلْ في آخِرِ ذَلِكَ : اللّهُمَّ ارْحَمْنِي بِتَرْكِ المَعَاصِي أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي وارْحَمْنِي أنْ أَتَكَلَّفَ مَا لاَ يَعْنِينِي وارْزُقْنِي حُسْن النَّظَرِ فِيمَا يُرْضِيكَ عَنِّي اللّهُمَّ بَدِيعَ السَّمٰاوَاتِ وَالأَرْضِ ذَا الْجَلاَلِ وَالإكْرامِ وَالعِزَّةِ التي لا تُرَامُ أَسْأَلُكَ يا الله يا رَحمٰنُ بجَلاَلِكَ ونورِ وَجْهِكَ أَنْ تُلْزِمَ قَلْبِي حِفْظَ كِتَابِكَ كَمَا عَلّمْتَنِي وَارْزُقْنِي أَنْ أتْلُوَهُ عَلَى النَّحْوِ الّذِي يُرْضِيكَ عَنِّي اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزَّة التي لا تُرام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنوِّر بكتابك بصري وأن تطلق به لساني وأن تفرج به عن قلبي وأن تشرح به صدري وأن تغسل به بدني فإنه لا يعينني على الحق غيرك ولا يؤتيه إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم )) يا أبا الحسن تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمساً أو سبعاً تجاب بإذن الله والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمناً قط.
قال عبد الله بن عباس : فوالله ما لبث عليّ إلا خمساً أو سبعاً حتى جاء رسول الله في مجلس ذلك المجلس فقال : يا رسول الله إني كنت فيما خلا لا أجد إلا أربع آيات ونحوهن وإذا قرأتهن على نفس تفلتن وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها وإذا قرأتها على نفس فكأن كتاب الله بين عيني ولقد كنت أسمع الحديث فإذا رددته تفلت وأنا اليوم أسمع الأحاديث فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفاً فقال له رسول الله عند ذلك :((مؤمنٌ وربِّ الكعبة يا أبا الحسن )) أخرجه الترمذي في جامعه والطبراني وغيرهما وقد قال المنذري : طرق أسانيد هذا الحديث جيدة ومتنه غريب جداً وكذلك قال ابن كثير .

http://www.fawzyabuzeid.com/news_d.php?id=175


الخميس، 29 ديسمبر 2011

الصبر والعلم الحديث


الْصَّبْرُ وَالْعِلمُ الْحَدِيث
وقد كان من إعجاز القرآن الكريم أنه وضع أمثل علاج للتوتر والقلق والاضطرابات والأزمات والنكبات وحدَّد ذلك في الصلاة والدعاء والصبر وذلك في قول الله{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِوَالصَّلاَةِ}وعن الصــبر وأثــره في علاج الأزمــات من الناحية العلميَّة يقول الدكتور جمال ماضي أبو العزائم في كتابـــه(القرآن والصحة النفسيَّة- صفحة 48 ){ ويتحدث القرآن عن قيمة الصبر فيقول : إن الصابر الضعيف تقوى طاقته حتى يصبح في أول مراحل الصبر يتمتع بطاقة اثنين من غير الصابرين فيقول{الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ}وبفحص هذه الظاهرة تجد الحقَّ ركَّب طاقات أعضاء الإنسان جميعاً على أن يقوم جزء يسير منها بالعمل في إبان حياة الإنسان الطبيعية وادخر باقي الطاقات والأجهزة وذلك حتى يقوم بها المـــــؤمن الصــــــابر في الوقت المناسب فالعضلات جميعاً تعمل ببعض طاقاتها ، فنراها تقوى عشرات أمثال طاقاتها الأولى وكذا طاقات الجهاز العصبي تعمل عملها الطبيعي بعشر طاقاتها وحتى خلايا الكلية والكبد تعمل بعشر طاقاتها وعند الطوارئ تراها وقد زاد إنتاجها إلى عشرة أمثالها واستبصار المؤمن لهذه الحقيقة يعطيه الأمان والسكينة ونراه عند الطوارئ النفسية فرحاً مستبشراً ، وبصبره تزداد طاقة إنتاجه والنتيجة {إِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }
الْصَّبْرُ مَادَةٌ كِيمْيَائِيَـة
وقد تمَّ في السنين الأخيرة اكتشاف مادة كيميائية تفرزها خلايا المخِّ خاصة القشرة العليا من فصي المخِّ وأطلق العلماء على هذه المادة (أندورفين) ووجدوا أن هذه المادة الكيميائية :
1- تزداد في دم الإنسان كلما زاد صبره على الآلام المختلفة وكلما زادت إرادته في إنجاز عمل خاص .
2- وأن هذه المادة الكيميائية تعين الإنسان على وقف الألم وعلى زيادة التحمل وعلى استقرار طاقات الإنسان وهو يواجه الصعوبات والمخاطر.، ولذا أطلقوا عليها وصف ( أفيونات المخِّ ) .
3- وتفرز هذه المادة مجاناً بدون مقابل إلا مقابل الصبر وتأكيد الإرادة والاستعانة بالقدرة على التحمِّل .
4-وكلما زاد الصبر وجد أطباء التحليل زيــــادة مادة ( الأندورفين ) في الدم وهذا إعجاز للخالق العظيم الذي وعد الصابرين بدرجات من النعيم وتتعدد طاقاتهم نتيجة زيادة إمدادهم بهذه المواد الكيميائية قدر صبرهم والتوكل الحقِّ على القوي القادر المتين ولننظر إلى جمال الآية القرآنية للمؤمنين العالمين وقدرة خالقهم العظيم على إمدادهم بالنصــــر والفــــوز يقولـــون{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً}وهذه الكلمات تدل دلالة واضحة على أن الصبر" مادة كيميائية " وهى تأتي من أعلى طاقات الإنسان العصبية وتفرغ عليه عوناً من عند الله الخالق البــارئ المصـــــوِّر المعين
{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً}
ويكون الناتج ثبــــــات الإنســــان المؤمن : {وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا }
وتكــون الجـائزة {وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }

الاثنين، 26 ديسمبر 2011


تَوَجُّهَاتُ الْسَّلَفِ الْصَّالِحِ فِى الإِسْتِغَـاثَاتِ و الْدُّعَــاء
حرصنا على أن نبيَّن نهج سلفنا الصالح في التوجه إلى الله بالاستغاثة أو الدعاءلأنه ظهر في عصرنا من ينكر قراءة الأوراد والأحزاب الواردة عن الصالحين بل ويُعِدُّ ذلك " بدعة " يجب القضاء عليها ويبرِّر ذلك بقوله : الأوْلى الاشتغال بالقرآن والسنَّة ، وهذا يرجع في نظرنا إلى أمرين :
إما رؤيتهم لبعض المنتسبين للصالحين والذين يدَّعون الحبَّ للصالحين ولكن لا يتابعونهم في سلوكهم وهديهم 
وحكمهم على أهل الطريق كلهم من خلال هذه النظرة القاصرة.
وإما لجهلهم بأحوال أهل الطريق لعدم إطلاعهم عليها وعدم معرفته للأسباب الشرعية التي استمد أهل الطريق منها أحوالهم وأسَّسوا عليها أعمالهم فإن القوم ما خرجوا عن القرآن والسنة طرفة عين لذلك رأينا أن نبيِّن طريق القوم في التوجِّه والدعاء وحتى لا يظنَّ العبد أننا نتعصَّب لهم فإننا ننقل كلام أحد أئمتهم في هذا الشأن ، ونكتفي به لغنائه ، فقد قال الشيخ أحمد زروق {{ أعلم أن للشارع في كل باب من المطالب إفادة وللأولياء في ذلك زيادة فمن جمع بين فائدة الشرع وزيادة الأولياء كان على اهتداء واقتداء ومن أفرد ذلك كان نقصه بحسب ذلك ولكن نقص الإهتداء يمنع الفائدة ونقص الإقتداء قد لا يضر لأنه مقوٍّ فقط والوقوف معه بهجران ما ورد شرعاً يضرُّ دنياً وآخرة وسأذكر لك في ذلك سبعة أمثلة :

الأول : إذا أردت السفر بالبحر " للسـلامة من عطبه ؛ فقدِّم قبل ركوبه :{بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } إذ قد جاء في الحديث أنه أمانٌ من الغرق .
الثاني: إذا أردت الخروج من الضيق إلى السعة قل : {{ يا واسع يا عليم يا ذا الفضل العظيم أنت ربِّي وعلمك حسبي إن تمسسني بضرٍّ فلا كاشف له إلا أنت وإن تردني بخير فلا رادَّ لفضلك تصيب به من تشاء من عبادك وأنت الغفور الرحيم .}} فقدِّم ملازمة الاستغفار إذ قد جاء في الحديث أن الله يجعل لملازمه من كل همٍّ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب واستعمل دعاء الكرب المرويِّ في البخاري :(لا إله إلا اللَّهُ العَظِيـــمُ الـحَلِـيـمُ، لا إله إلاَّ اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيــمِ، لا إلهَ إلاَّ اللَّهُ ربُّ السَّموَاتِ وَرَبُّ الأرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيـمِ )وما جاء في سنن أبي داود من حديث أبي أمامة في الذي اشتكى هموماً وديوناً اعترته فعلَّمه رسول الله(اللَّهُمَّ إِنِّي أَعوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَأَعوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَأعوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ والْبُخْلِ وَأعوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَـةِ الدَّيْنِ وَقَهْـرِ الرِّجَـالِ وقـال : قُلْهُ بعد الصبـح والمغـرب)(سنن أبي داوود).
الثالث: إذا أردت النصر على الأعداء قل (بسم الله، وبالله، وعلى الله فليتوكل المؤمنون، اللهم اجعل كيدهم في نحورهم واكفنا شرورهم حسبي الله وكفا سمع الله لمن دعا ليس وراء الله منتهى حسبنا الله ونعم الوكيل وقال: يذكر سبعاً في دبر كل صلاة تقدِّم عليه ما كان عليه النبى يقوله إذا خاف قوماً اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ في نُحُورِهِمْ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ ) وكان عليه الصلاة والسلام إذا خاف عدواً يقول ( عن البراء بن عازب : مسند الإمام أحمد وابن حبان )  اللَّهُمَّ اكْفِنَاهُ بما شِئْتَ)
الرابع: إذا أردت السلامة من ظالم : تدخل عليه باستعمال قوله تعالى فى محكم التنزيل{وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ }فقدَّم ما جاء في الحديث لمن خاف ســـلطاناً أو ظــالماً أن يقول اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَعَزُّ مِنْ خَلْقِهِ جَمِيعاً، اللَّهُ أَعَزُّ مِمَّا أَخَافُ وَأَحْذَرُ، أَعُوذُ بِاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلٰه إِلاَّ هُوَ، المُمْسِكُ السَّمٰوَاتِ السَّبْعَ أَنْ يَقَعْنَ عَلٰى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ، مِنْ شَر عبْدِكَ فُلاَنٍ وَجُنُودِهِ، وَأَتْبَاعِهِ وَأَشْيَاعِهِ، مِنَ الْجِن وَالإِنْسِ، اللَّهُمَّ كُنْ لِي جَاراً مَنْ شَرهِمْ ، جَلَّ ثَنَاؤُكَ ، وَعَزَّ جَارُكَ ، وَتَبَـارَكَ اسْمُكَ ، وَلاَ إِلٰهَ غَيْرُكَ ـ يقوله ثَلاثَ مَرَّاتٍ ) كما رواه الطبرانى وغيره – 
الخامس : إذا أردت ألا يصدأ لك قلب ولا يلحقك همٌّ ولا كرب ولا يبقى عليك ذنب فأكثر من{ سبحان الله وبحمده لا إله إلا الله }ويزيد { محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم}{ اللهم ثبِّت علمها في قلبي واغفر لي ذنبي واغفر للمؤمنين والمؤمنات والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى } فمن أراده فليستعمل معه: 
(اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ)إلى آخر الدعاء الآتي في فوائد تفريج الكرب فما قاله أحدٌ إلا أذهب الله همّه وأبدل مكان حزنه فرحاً كما ورد في الحديث الشريف عن ابن مسعود ، قال: قال رَسُولُ اللَّهِ : «مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ، إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ أَوْ حُزْنٌ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ القُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ بَصَرِي، وَجِلاَءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحاً». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هٰذِهِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: «أَجَلْ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهنَّ» صحيح ابن حبان .

السادس:قد جــــاء في الحديث(أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ(ثلاثا)عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةِ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللّهَ يَقُولُ: «إِذَا نَزَلَ أَحَدُكُمْ مَنْزِلاً فَلْيَقُلْ الحديث ). فَإِنَّهُ لاَ يَضُرُّهُ شَيْءٌ حَتَّىٰ يَرْتَحِلَ مِنْهُ» صحيح مسلم.
عند نزول المنزل في السفر منزل أمان(أى بقولها يصير المكان الذى نزلوه أمانا)حتى يرتحل عنه وجـــــــــاء : {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ } لنفي وحشته (أى وحشة مكان النزول).
وجـــــــــــــــــــاء: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } والمعوذتان ، صباحاً ومساءً ؛ ثلاثاً ؛ تكفيك من كل شئ .
وجـــــــــــاء أيضــــــــــــاً بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ في الأرْضِ ولا في السَّماءِ وهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )من قالها ثلاثاً صباحاً لم تصبه فجأةُ بلاء حتى يمسي ، وإن قالها مساءاً ؛ فكذلك حتى يصبح عن عثمان ، أَن رَسُول اللَّهِ قال : «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: ( الحديث ) ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ وإنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ ».مسند الإمام أحمد ، وصحيح ابن حبان .

السابع : قد ذكر المشايخ وجوهاً وأذكاراً لطلب الغنى فمن ذلك يقول بين الفجر والصبح :{ سبحان الله العظيم سبحان من يمنُّ ، ولا يُمَنُّ عليه ، سبحان من يجير ولا يجار عليه ، سبحان من يبرئ من الحول والقوة إليه ، سبحان مدَّ التسبيح منَّة منه على من اعتمد عليه ، سبحان من يسبِّح كل شئ بحمده ، سبحانك لا إله إلا أنت، يا من يسبِّح له الجميع ، تداركني بعفوك فإني جزوع }ثم يستغفر الله مائة مرة فإنه لا يأتي عليه أربعون يوماً إلا وقد أتته الدنيا بحذافيرها ، وهو مجرَّب الفائدة.
والحاصل من ذلك كله :أن أثر الأسرار مقيد بأسرار الشريعة فمن أراد نجح مقصده فليقدم الشرعيَّات ثم يتبعها بما هو من نوعها }انتهى كلام الشيخ زروق وقد نقلناه من كتاب ( سعادة الدارين للنبهاني ).

وهكذا يتبيَّن لنا أن نهج السلف الصالح هو :
1- الإتيان بما ورد في الباب من الآيات القرآنيَّة ، والأدعـية ، والأذكار النبويَّــــة .
2- ثم يزيدون على ذلك بما يفتح الله عليهم من بـاب الإلهام .
3- فهم لا يكتفون بالأصول وإن كان فيها الغناء لعلوِّ هممهم وصدق عزائمهم وشدَّة أشواقهم وكثرة شغلهم بطاعة ربهم والإقبال عليه ، طمعاً في مزيد فضله ونوال كرامته .
4- وهم لا يستغنون بالزيادة عن الأصول ، بل قال قائلهم فيمن فعل ذلك : {{ إنما حُرِمُوا الوصول لتضييع الأصول }}

الأحد، 25 ديسمبر 2011

عِلاجُ الْهَمِّ دِينِيَّـاً وَ عِلْمِيَّـاً


عِلاجُ الْهَمِّ دِينِيَّـاً وَ عِلْمِيَّـاً
خلق الله الإنسان وهو العليم بخلقه يتأثر 
بالصدمات النفسيَّة هلوعاً عند الخطوب جزوعاً 
إذا مسَّه الشر مما يجعل هذه الهموم والخطوب تصيب الإنسان بالجزع والخوف والتوتر النفسي والعصبي وخطورة هذا الهلع والجزع والاضطراب النفسي على الإنسان أنه يعرِّضه للإصابة بكثير
من الأمراض مثل الضغط والسكر وتصلُّب الشرايين والذبحة الصدرية والجلطة وانفجار شرايين المخِّ والجنون وكثير مما نرى من الأمراض وما علاج هذا الهلع والجزع ؟ وكل إنسان معرض لما يثير فيه الهلع والجزع ؟ أرشدنا الله إلى علاج الفزع والجزع في قرآنه حيث يقول(إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً{19} إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً{20} وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً{21} إِلَّا الْمُصَلِّينَ{22} الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ{23} وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ{24} لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ{25} وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ{26} فكلما قوى إيمان العبد كلما قلَّ تأثره بالنوائب والكوارث وقلَّ تأثره بالهلع والجزع وتعوَّد على الصبر والرضا بالقضاء والإنسان المؤمن لإحساسه بالضعف وشعوره بالحاجة الدائمة إلى عون الله سبحانه وتعالى يفتح الله تعالى له بابا من أبواب رحمته فيقف عليه بأدب الشرع فيواجه الله باللطف والسكينة والطمأنينة وبرد الرضا ويكشف عنه ما نزل به من ضرٍّ وذلك مأخوذ من قوله عزَّ شأنه :
{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ}فهي مفاتح من " الفتح "، لأنها فتحٌ من الله فيفتح الله له بـاب الدعـاء لقول النبى(لاَ يَرُدُّ الْبَلاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ)ورواية سلمان «لاَ يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ، وَلاَ يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلاَّ الْبِرُّ»– جامع الأحاديث والمراسيل ومشكاة المصابيح والفتح الكبير.
وهذا الدعاء قد يفتحه الله له في الصلاة فيوفِّقه لأداء صلاة الحاجة وقد يكون دعاء الله بالأسماء الحسنى أو باسم الله الأعظم الذي يفتح به عليه الله وقد يكون بالأدعية الواردة في القرآن الكريم أو في السنَّة النبوية الشريفة وقد يكون بصيغ للصلاة على رسول الله فيها الفرج بعد الشدَّة واليسر بعد العسر وقد يكون الفتح بأدعية يلهم الله بها عباده الصالحين ويسمونها أحزاباً لأن الله ألهمهم بها في وقت الشدة فقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها عن رسول الله (أَنَّهُ كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ فَزِعَ إلَى الْصَّلاة) مسند الإمام أبي حنيفة وفتح الباري ، حزبه : أهمَّه وأفزعه وأقلقه
فَائِـدَةُ الْدُّعَاءِ عِلْمِيَّا
وقد أثبت العلم حديثاً فائدة الدعاء والصلاة والأذكار في منع الهلع والجزع والأضرار المترتِّبة عليهم وقد أشار إلى ذلك الدكتور " طاهر توفيق " في كتــابه ( القرآن والإعجاز في خلق الإنسان - صفحة 98 ) فقال { إن الإنسان إذا ســـمع خبراً سيئاً أو جزع من أي خبر أو هلع من أي حادث فإن المخَّ يرسل شحنة كهربائية جبَّارة ضاربة تخترق الجزء الأسفل منه وهو قناة (الهيبوثالاماس) لتنزل إلى أي مركز من المراكز اللاإرادية فإن أصابت هذه الشحنة مكان التمثيل الغذائي فقد تضرُّ هذا المركز ويصاب الإنسان بالسكر مثلاً أو بارتفاع الكولسترول وإن نزلت هذه الشحنة إلى مكان تنظيم ضغط الدم قد يصاب الإنسان بمرض ارتفاع ضغط الدم وإذا أصابت أحد الغدد الصماء أصيب الإنسان بخلل في وظائف هذه الغدد وإذا نزلت هذه الشحنة إلى مراكز إفراز حامض الهيدروكلوريك مثلاً بالمعدة فقد يصاب بفقد الشهية لنقص إفراز هذا الحامض أو بعسر الهضم وقرحة المعدة نتيجة زيادة إفراز هذا الحامض في المعدة وهكذا كثيراً من الوظائف اللاإرادية تتأثر بالشحنة الكهربائية التي تنزل من المخِّ وتخترق (الهيبوثالاماس) وتتوجه إلى أي مركز لاإرادي فتتسبب في إصابته بإصابات تختلف من شخص إلى أخر } ثم يوضح تأثير الدُّعـــاء والذكـــر فيقول فى صفحة 189 من نفس الكتاب{ وهذه الإشارات الضَّارة المفاجئة تمرُّ عند نزولهـــــــــا بقنــــاة عصبيَّة تسمى (هيبوثالاماس) : و وظيفتها امتصاص هذه الإشارات الضَّارة والحدُّ من وصولها للجسم ووظيفة هذه القناة تقوى بالصلاة والإيمان والرضى بقضاء الله وقدره وتضعف هذه القناة وتفشل في أداء وظيفتها الهامة بالبعد عن الله وترك الصـــلاة ، وعدم الصــبر والــرضى عند الشدائد فإذا قويت هذه القناة منعت جميع الإشارات الضارة من الوصول إلى أعضاء الجسم مسببة ضررها وإذا ضعفت اختلَّت وظيفتها ما يؤدي لوصول هذه الإشارات إلى أجزاء الجسم المختلفة محدثة ما ذكرناه سلفاً وقد تكون هذه الإشارات الواردة للجسم شديدةً نتيجة حزن شديد أو صدمة عنيفة وهنا تصبح قناة (الهيبوثالاماس) غير قادرة على منع كل هذه الإشارات من الوصول لأجزاء الجسم وهنا يحوِّل المخُّ الباقي من هذه الإشارات ويوجهها إلى أجهزة وأعضاء بالجسم يكون زيادة نشاطها وعملها غير مضرمثل الغدة الدمعية فيذرف الدمع وهو كما نعلم مفيد جداً في غسيل العين أو مثل عضلات القفص الصدري والتي تتحرك سواء في الضحك أو البكاء فيُزيد وينشِّط ذلك من عمل الرئتين مما يفيد في تنقيَّة الدم من ثاني أكسيد الكربون وقد تفيد الإشارات في تحريك بعض عضلات الوجه وهذا مطلوب بين آنٍ وآخر ولذلك كله فإن البكاء أو الضحك يفيد في صرف مثل تلك الإشارات الضارة والزائدة عن قدرة قناة (الهيبوثالاماس) عن الأعضاء الحيوية بالجسم ويحولها إلى أعضاء أخرى كون زيادة عملها مفيد للجسم فسبحان الخالق العظيم القائل {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى }
http://www.fawzyabuzeid.com/news_d.php?id=175

الحياة البرزخية للنبى صل الله عليه وسلم



حياة رسول الله البرزخية

1-الحياة البرزخية حياة حقيقية وهذا ما دلت عليه الآيات البينات والأحاديث

 المشهورة الصحيحة وهذه الحياة الحقيقية لا تعُارض وصفهم بالموت كما جاء

 ذلك في كتاب الله العزيز إذ يقول {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ

 فَهُمُ الْخَالِدُونَ }الأنبياء34ويقول {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ }الزمر30 

أن معنى قولنا عن الحياة البرزخية بأنها حقيقية أي ليست خيالية أو مثالية

 كما يتصورها بعض الملاحدة ممن لا تتسع عقولهم للإيمان إلا بالمُشاهد

 المحسوس دون الغيب الذي لا يطيق العقل البشرى تصوره ولا تسليم 

كيفيته لقدرة الله جل جلاله إن وقفة تأمل قصيرة عند قولنا

 عن الحياة البرزخية بأنها حقيقة لا تبقى من الأشكال أدنى

 ذرة حتى عند من يقصر فهمه وذوقه عن تعقل المعاني

 فكلمة (حقيقية) ليست إلا لنفى الباطل وطرد الوهم ونفى الخيال الذي قد يقع

 في ذهن الإنسان المتشكك المرتاب في أحوال عالم البرزخ وغيرها من

 العوالم الأخرى كالنشر والبعث والحشر والحساب وهذا المعنى يدركه 

الإنسان العربي البسيط الذي يعرف أن كلمة (حقيقية) تعنى حقيقة وهى ما

 يقابل الوهم والخيال والمثال فحقيقية أي ليست بوهيمية وهذا هو المقصود

 بعينه وهذا هو مفهومنا وتصورنا لهذه القضية ولقد تضافرت الأحاديث

 والآثار التي تثبت أن الميت يسمع  ويحس ويعرف سواء كان مؤمنا أم كافرا

 فمنها حديث القليب وهو ثابت في الصحيحين من وجوه متعددة

 عن أبى طلحة وعمر وابنه عبد الله : أن النبي أمر بأربعة وعشرين رجلا

 من صناديد قريش فألقوا في طوي من أطواء بدر فناداهم رسول الله

 وسماهم( ياأبا جهل بن هشام ي أمية بن خلف يا عتيبةبن ربيعة يا شيبة بن

 ربيعة يا فلان بن فلان أليس قد وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فإني قد وجدت ما

 وعدني ربى حقا ) فقال عمر يا رسول الله ما تُكلم من أجساد لا أرواح فيها

 فقال عليه الصلاة والسلام ( والذي نفسي بيده ما انتم بأسمع لما أقول منهم

 ولكنهم لا يجيبون ) وهكذا رواه الشيخان من حديث ابن عمر والبخاري من

 حديث أنس عن أبى طلحة ومسلم من حديث أنس عن عمر ورواه الطبراني

 من حديث ابن مسعود بإسناد صحيح ومن حديث عبد الله بن سيدان نحوهوفيه

 : قالوا: يا رسول الله وهل يسمعون ؟ قال ( يسمعون كما تسمعون ولكن لا

 يجيبون ) ومنها ما رواه البزار وصححه ابن حبان من طريق إسماعيل بن

 عبد الرحمن السدى عن أبيه عن أبى هريرة : عن النبي صلى الله عليه

 وعلى آله وسلم ( إن الميت ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين )

 واخرج ابن حبان أيضا من طريق محمد بن عمرو عن أبى

 سلمة عن أبى هريرة عن النبي نحوه في حديث طويل . وقال البخاري في

 صحيحه باب الميت يسمع خفق النعال ثم روى عن انس عن النبي قال

 ( العبد إذا وُضع في قبره وتولّى وذهب أصحابه حتى انه ليسمع قرع


 نعالهم أتاه ملكان فأقعداه ) وذكر الحديث في سؤال القبر ورواه مسلم أيضا

 وسماع الميت خفق النعال وارد في عدة أحاديث ومنها الأحاديث الواردة في

 سؤال القبر وهى كثيرة منتشرة وفيها التصريح بسؤال الملكين

 له وجوابه بما يطابق حاله من سعادة أو شقاء ومنها ما

 شرعه النبي لأمته من السلام على أهل القبور

 ومخاطبتهم بلفظ السلام عليكم دار قوم مؤمنين قال ابن القيم : وهذا خطاب

 لمن يسمع ويعقل ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد

 والسلف مجموعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم بأن

 الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به ثم ذكر جملة منها في كتاب

 الروح . فليراجع .

قلت : وقد روى عبد الرازق في هذا الباب حديثا عن زيد بن أسلم قال :

 مر أبو هريرة وصاحب له على قبر فقال أبو هريرة سلم فقال الرجل : 

أسلم على القبر فقال أبو هريرة إن كان رآك في الدنيا يوما قط إنه ليعرفك

 الآن .رواه عبد الرازق في المصنف (ج3 ص 577 )

 وهذا الذي قلناه هو عقيدة السلف الصالح رضوان الله عليهم

 أجمعين وهم أهل السنة والجماعة فلا أدرى كيف يغفل هؤلاء الذين يدعون

 أنهم على مذهب السلف عن هذه الحقيقة وقد أفاض الشيخ ابن القيم في كتاب

 الروح بما يشفى ويكفى وننقل هنا فتوى عظيمة لشيخ الإسلامالإمام ابن تيمية

 في هذا الموضوع كما جاء في الفتاوى الكبرى سُئل الشيخ عن الأحياء إذا

 زاروا الأموات هل يعلمون بزيارتهم ؟ هل يعلمون بالميت إذا مات من

 قرابتهمأو غيره ؟ فأجاب : الحمد لله نعم جاءت الآثار بتلاقيهم

 وتساؤلهم وعرض أعمال الأحياء على الأموات , كما روى ابن المبارك عن

 أبى أيوب الانصارى قال :( إذا قُبضت نفس المؤمن تلقاها الرحمة من عباد

 الله كما يلتقون البشير في الدنيا فيقبلون عليه ويسألونه فيقول بعضهم لبعض ,

 انظروا أخاكم ليستريح فإنه كان في كَرْب شديد , قال : فيُقْبلون عليه

 ويسألونه ما فعل فلان وما فعلت فلانة هل تزوجت ) الحديث .

وأما علم الميت بالحي إذا زاره وسلم عليه ففي حديث ابن

 عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 

( ما من احد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا

 فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام ) قال ابن المبارك

 ثبت ذلك عن النبي وصححه عبد الحق صاحب الأحكام 

( ا.ھ مجموع فتاوى الشيخ ابن تيمية ) ( ج24 ص 331 )

وجاء في موضع آخر أيضا سُئل الشيخ ابن تيمية : هل الميت يسمع كلام

 زائره ويرى شخصه ؟ وهل تُعاد روحه إلى جسده في ذلك الوقت أم

 تكون ترفرف على قبره ؟ في ذلك الوقت وغيره ؟

 وهل تُجمع روحه مع أرواح أهله وأقاربه الذين ماتوا قبله ؟

 فأجاب : الحمد لله رب العالمين . نعم ! يسمع في الجملة

 كما ثبت في الصحيحين عن النبي انه قال ( يسمع خفق نعالهم حين يُولْون

 عنه ) ثم ساق أحاديث متعددة في هذاالمعنى ثم قال : فهذه النصوص وأمثالها

 تبين أن الميت يسمع في الجملة كلام الحي ولا ينبغي أن يكون السمع

 له دائما بل قد يسمع في حال دون حال كما يُعرض للحى فإنه قد يسمع أحيانا

 خطاب من يخاطبه وقد لا يسمع لعارض يعرض له وهذا السمع سمع إدراك

 ليس يترتب عليه جزاء ولا هو السمع المنفى بقوله ({إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى }

النمل80 فإن المراد بذلك سمع القبول والامتثال فإن الله جعل الكافر كالميت

 الذي لا يستجيب لمن دعاه وكالبهائم التي تسمع الصوت ولا تفقه المعنى .

 فالميت وان سمع الكلام وفقه المعنى فإنه لا يمكن إجابة الداعي ولا امتثال ما

 أمر به ونُهى عنه فلا ينتفع بالأمر والنهى وكذلك الكافر لا ينتفع بالأمر

 والنهى وان سمع الخطاب وفهم المعنى كما قال تعالى 

({وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأسْمَعَهُمْ  }الأنفال23 وأما رؤية الميت فقد روى في

 ذلك آثار عن عائشة وغيرها . وأما قول القائل هل تعاد روحه إلى بدنه ذلك

 الوقت أم تكون ترفرف على قبره في ذلك الوقت وغيره ؟ . فإن روحه تُعاد

 إلى البدن في ذلك الوقت كما جاء في الحديث وتُعاد أيضا في غير ذلك . 

ومع ذلك  فتتصل بالبدن متى شاء الله وذلك في اللحظة بمنزلة نزول

 الملك وظهور الشعاع في الأرض وانتباه النائم . وهذا جاء في عدة آثار أن

 الأرواح تكون في أفنية القبور قال مجاهد : الأرواح تكون في أفنيةالقبور

 سبعة أيام من يوم دفن الميت لا تفارقه فهذا يكون أحيانا وقال مالك بن انس

 بلغني أن الأرواح مرسلة تذهب حيث شاءت والله اعلم . ا.ﻫ مجموع فتاوى

 الشيخ ابن تيمية (ج24 ص 362 ) وقال الشيخ ابن تيمية في موضع آخر :

 أما ما اخبر الله من حياة الشهيد ورزقه وما جاء في الحديث الصحيح من

 دخول أرواحهم الجنة فذهبت طوائف إلى أن ذلك مختص بهم دون

 الصديقين وغيرهم والصحيح الذي عليه الأئمة وجماهير أهل السنة أن الحياة

 والرزق ودخول الأرواح الجنة ليس مختصا بالشهيد كما دلت على ذلك

 النصوصالثابتة ويختص الشهيد بالذكر لكون الظانّ يظن انه يموت فينكل

 عن الجهاد فأخبر بذلك ليزول المانع من الإقدام على الجهاد والشهادة كما

 نهى عن قتل الأولاد خشية الإملاق لأنه هو الواقع وان كان قتلهم لا يجوز

 مع عدم خشية الإملاق . (ا.ﻫ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية

 ج24ص332) . رأى رسول الله رجلا قد اتكأ على قبر فقال

 له ( لا تؤذ صاحب القبر) ذكره المجد ابن تيمية في

 المنتقى (ج2ص104) وعزاه لأحمد في المسند وكذا الحافظ

 ابن حجر في الفتح (ج3ص178) وقال إسناده صحيح 

وأخرجه الطحاوى في معاني الآثار(ج1ص296) من حديث

 ابن عمرو بن حزم بلفظ رآني رسول الله على قبر فقال

 ( انزل عن القبر لا تؤذ صاحب القبر ولا يؤذيك ) 

(ا.ﻫ مجمع الزوائد ج3ص61) . وينبغي أن نبين للناس معنى

 تلك الحياة وإنها حياة برزخية وإنها ليست كحياتنا هذه بل

 هي حياة خاصة لائقة بهم وبالعالم الذي هم فيه لكن لا بد

 أن نبين لهم أيضا أنها ليست كحياتنا لان حياتنا اقل وأحقر

 وأضيق واضعف فالإنسان فيها بين عبادة وعادة وطاعة ومعصية وواجبات

 مختلفة لنفسه وأهله ولربه وانه تارة يكون طاهرا وتارة يكون على ضد ذلك

 , تارة يكون في المسجد وتارة يكون في الحمام وانه لا يدرى بما يُختم له .

 فقد يكون بينه وبين الجنة ذراع ثم ينقلب الأمر رأسا على عقب فيصير

 من أهل النار وبالنقيض أما في البرزخ فانه إن كان من أهل الإيمان فإنه قد

 جاوز قنطرة الامتحان التي لا يثبت عندها إلاأهل السعادة . ثم انه قد انقطع

 عنه التكليف وأصبح روحا مشرقة طاهرة مفكرة سياحة سباحة جوالة في

 ملكوت اللهوملكه سبحانه وتعالى لا هم ولا حزن ولا بأس ولا قلق لأنه

 لا دنيا ولا عقار ولا ذهب ولا فضة فلا حسد ولا بغى ولا حقد

 . وان كان غير ذلك ففي نقيض ذلك . 

وللأنبياء عليهم الصلاة والسلام في البرزخ خصائص

 انفردوا بها دون غيرهم من البشر ولو شاركهم غيرهم

 في بعضها

 فهو على وجه الإلحاق النسبي وتبقى الخصوصية للأنبياء

 من جهتين .

الأولى : من جهة الأصالة 

الثانية : من جهة الكمال 

وذكرنا فيما تقدم أن الحياة البرزخية حياة

 حقيقية وان الميت يسمع ويحس ويعرف

 سواء أكان مؤمنا أم كان كافرا وان الحياة

 والرزق ودخول الأرواح الجنة ليس مختصا

 بالشهيد كما دلت على ذلك النصوص الثابتة

 . وهذا هو الصحيح الذي عليه الأئمة

 وجماهير أهل السنة ومن هنا فإن القول

 بحياة الأنبياء من فضول القول وهو أمر ظاهر

 كالشمس لا يحتاج إلى إثبات بل إن الصواب

 هو أن نُقرر أن حياتهم أكمل واجل وأتم

 وأعظم وهكذا حياة الناس على ظهر الأرض

 في الدنيا فإنها درجات ومقامات ومراتب متفاوتة . فمنهم أموات في

 صورة أحياء قال فيهم المولى جل شأنه ({لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ

 أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ

 أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }الأعراف179ومنهمالذين قال فيهم {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء

 اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }

يونس62 ومنهم من قال فيهم {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } إلى قوله 

{أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ }المؤمنون 10 ومنهم من قال فيهم (إِنَّهُمْ كَانُوا


 قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ{16} كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ{17} 

وَبِالْأَسْحَارِ هُم يَسْتَغْفِرُونَ{18} الذاريات وهكذا الحياة البرزخية درجات

 ومراتب ومقامات متفاوتة  {وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى

 فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً }الإسراء72 أما الأنبياء  عليهم الصلاة

 والسلام فإن حياتهم ورزقهم ومعرفتهم وسماعهموإدراكهم وشعورهم

 وإحساسهم أكمل وأتم وارفع من غيرهم والدليل هو قوله تعالى في

 حق الشهداء {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ

 رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }آل عمران169 وإذا كانت الحياة معناها هو بقاء

 الروح فلا تفنى ولا تبلى فلا مزية للشهيد يستحق أن تُذكر وتشهر إذ

 أرواح جميع بني ادم باقية لا تفنى ولا تبلى وهو الصواب الذي

 عليه المحققون من أهل العلم كما حققه الشيخ ابن القيم في كتاب الروح

 فلابد من وجود مزية ظاهرة يزيد بها الشهداء على من

 سواهم  وإلا كان ذكر حياتهم عبثا لا فائدةمنه خصوصا وان الله تعالى

 نهى أن نقول عنهم أموات فقال {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي

 سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ }البقرة154 وحينئذ نقول انه

 لا بد أن تكون حياتهم أكمل من غيرهم واشرف وهذا ما

 يؤيده ظاهر النصوص فأرواحهم مرزوقة تردانهار الجنة وتأكل ثمارها كما

 قال  تعالى : (عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) ثم إحساسهم بذلك الطعام والشراب

 والنعيم إحساس كامل بشعور تام وتلذذ تام وتمتع حقيقي كما جاء


 في الحديث : فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم وحسن مقيلهم قالوا :

 يا ليت إخواننا يعلمونما صنع الله بنا ( قال ابن كثيررواه احمد)

 وأرواحهم لها تصرف اكبر من غيرها وأوسع فهي تتجول وتسرح في

 الجنة حيث تشاء ثم تأوي إلى قناديل تحت العرش (كذا في الصحيح) 

وهم يسمعون الكلام ويفهمون الخطاب فقد جاء في الصحيح أن

 الله تعالى يقول لهم ما تشتهون ؟ فيقولون كذا وكذا ويعود السؤال ويعود

 الجواب . ثم يطلبون أن يعودوا إلى الدنيا للجهاد ثميطلبون أن يُبلغ الله

 عنهم رسالة منهم إلى إخوانهم بالدنيا فيها بيان ما أكرمهم الله به

 فيقول الله : أنا ابلغعنكم . فإذا ثبت هذا في حق الشهداء ثبت في حق

 الأنبياء من وجهين : 

الأول : أن هذه رتبة شريفة أعطيت للشهيد

 كرامة له ولا رتبة أعلى من رتبة الأنبياء  . 

ولا شك أن حال الأنبياء أعلى وأكمل من حال جميع الشهداء . 

فيستحيل أن يحصل كمال للشهداء ولا يحصل للأنبياء لا سيما أن هذا

 الكمال الذي يوجب زيادة القربى والزلفى والنعيم والأنس بالعلي الأعلى . 


الثاني  : أن هذه الرتبة حصلت للشهيد أجرا على جهادهم وبذلهم أنفسهم

 لله تعالى . والنبي هو الذي سن لنا ذلك ودعانا إليه وهدانا له بإذن الله

 تعالى وتوفيقه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من سن سنة حسنة

 فله أجرها واجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) 

وقال أيضا ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من يتبعه لا

 ينقصه ذلك من أجورهم شيئا , ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم

 مثل آثام من يتبعه لا ينقصه ذلك من آثامهم شيئا ) 

والأحاديث الصحيحة في ذلك كثيرة مشهورة فكل اجرحصل للشهيد حصل

 للنبي صلى الله عليه وسلم لسعيه مثله والحياة اجر فيحصل للنبي صلى

 الله عليه وسلم مثلها  إن حياة الأنبياء البرزخية الحقيقية وخصوصا

 نبينا محمد هي ارفع وأكمل من أن يتصور جاهل أو أحمق  أننا نعنى بها

 أن يعيشوا كما نعيش فيأكلوا ويشربوا محتاجين إلى الأكل

 والشرب ويبولوا ويتغوطوا مضطرين إلى ذلك ويخرجون من قبورهم

 لحضور مجالس الذكر ومجامع القرآن ولمشاركة الأمة في أفراحها

 وأحزانها وأعيادها ومواسمها . ثم يرجعون إلى قبورهم تحت الأرض في

 تلك الحفرة الضيقة وفوقهم التراب . ليس في هذا أدنى

 كرامة أو منقبة بل هو عين الإهانة التي لا يرضاها الإنسان لتابع أو خادم

 له فضلا عن  يمن الله تعالى بذلك على خير خلقه واجل عبيده حاشا وكلا

 وألف حاشا وكلا. إن الحياة البرزخية الحقيقية هي الشعور التام والإدراك

 الكامل والمعرفة الصادقة . إنها حياة طيبة صالحة : دعاء وتسبيح وتهليل

 وتحميد وصلاة. ومن ثمرات تلك الحياة البرزخية صلاتهم في قبورهم

 صلاة حقيقية ليست خيالية ولا مثالية وقد جاءت أحاديث في هذا

 الموضوع فمنها عن انس بن مالك قال : قال رسول الله

 (الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون ) 

. رواه أبو يعلى والبزار ورجال أبى يعلى ثقات

 كذا في مجمع الزوائد (ج8ص211)

قال الإمام الحافظ البيهقى في الجزء الخاص بهذه المسألة . وفى رواية عن

 انس بن مالك رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى اللهعليه وسلم قال :

 (إن الأنبياء لا يُتْركون في قبورهم بعد أربعين ليلة, ولكنهم يصلون بين

 يدي الله تعالى حتى يُنفخ في الصور) قال البيهقى إن صح بهذا اللفظ

 فالمراد به- والله اعلم- لا يُتركون لا يُصلون إلا هذا المقدار, ثم يكونون

 مصلين بين يدي الله تعالى, قال البيهقى : ولحياة الأنبياء بعد موتهم

 شواهد من الأحاديث الصحيحة. ثم ذكر البيهقى بأسانيده حديث (مررت

 بموسى وهو قائم يصلى في قبره). وحديث (قد رأيتني في جماعة من

 الأنبياء, فإذا موسى قائم يصلى وإذا رجل ضَرْب جَعْد كأنه من رجال

 شنوءة وإذا عيسى بن مريم قائم يصلى اقرب الناس به شبها عروة ابن

 مسعود الثقفي, وإذا إبراهيم  قائم يصلى أشبه الناس به صاحبكم- يعنى

 نفسه- فحانت الصلاة فأممتهم فلما فرغت الصلاة قال لي قائل : يا محمد,

 هذا مَالِك صاحب النار فسلّم عليه فالتفتُّ إليه  فبدأني بالسلام ) .

 قلت أخرجه مسلم عن انس (ج2ص268) وأخرجه عبد الرازق في

 المصنف (ج3ص577) وقوله ضَرْب : أي خفيف اللحم الممشوق المستقد.


 وقال البيهقى في دلائل النبوة : وفى الحديث الصحيح عن سليمان التيمى

 وثابت البنان عن انس بن مالك أن رسول الله قال

 ( أتيتُ على موسى ليلة اسري بى عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلى في

 قبره ). قلت وهو صحيح أخرجه مسلم (ج2ص268)


وقد ثبت بما لا يقبل الشك أن السبب في تخفيف الصلاة علينا من خمسين

 إلى خمس صلوات هو موسى عليه السلام وهو ميت قد أدى رسالة ربه

 وانتقل إلى جواره في الرفيق الأعلى  ولكنه هو السبب في إيصال أعظم

 خير إلى الأمة المحمدية حينما طلب من نبينا محمد مراجعة ربه وقال

 له سَلْ ربك التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك فهل هذه المراجعة حقيقية

 أو خيالية وهل في اليقظة أو في المنام وهل هي صحيحة

 أم مكذوبة وهل موسى مات أم لا يزال حيا حتى وقت تلك المراجعة ؟

 أخرجه الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما (أن النبي مر

 على ثَنّية فقال : ما هذه قالوا ثنية كذا وكذا, قال لأني انظر إلى يونس على

 ناقة خطامها ليف وعليه جبّة من صوف وهو يقول لبيك اللهم لبيك )

 ا.ﻫ الدر المنثور (ج4ص334). وفى حديث آخر (أراني ليلة عند الكعبة

 فرأيت رجلا آدم كأحسن ما أنت راءمن الرجال من آدم الرجال, له لمة

 كأحسن ما أنت راء من اللمم قد رجّلها فهي تقطر ماء متكئا على رجلين

 أو على عواتق رجلين بالبيت فسألت من هذا ؟ فقيل هذا المسيح بن مريم

 ). وفى حديث آخر ( أن رسول الله مر بوادي الأزرق فقال : كأني انظر

 إلى موسى هابطا من الثنيّة وله جؤار إلى الله بالتلبية ثم أتى على ثنية

 هرشي فقال : كأني انظر إلى يونس بن متى على ناقة حمراء جعده عليه

 جبة من صوف خطام ناقته خلبة وهو يلبى ) وفى حديث أخر

 ( كأني انظر إلى موسى واضعا إصبعيه فيأذنيه) وهذه الأحاديث كلها في

 الصحيح وقد تقدم في موسى وعيسى, وكذلك صلاتهم قياما وإمام النبي

 بهم ولا يقال إن ذلك رؤيا منام وإن قوله أراني فيه إشارة إلى النوم لأن

 الإسراء وما اتفق فيه كان يقظة على الصحيح الذي عليه جمهور السلف

 والخلف ولو قيل بأنه نوم فرؤيا الأنبياء حق, وقوله أراني لا

 دلالة فيه على المنام بدليل قوله رأيتني في الحجر وكان ذلك في اليقظة

 كما يدل عليه بقية الكلام . جاء في الحديث عن أوس بن أوس قال :

 قال رسول الله : (أفضل أيامكم الجمعة فيه خلق آدم. وفيه قبض. وفيه

 النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علىَّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة

 علىَّ, قالوا وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت- يقولون بليت-

 فقال : إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) هذا الحديث

 أخرجه سعيد بن منصور وابن أبى شيبة واحمد في مسنده وابن عاصم 

في الصلاة له وأبو داود والنسائي وابن ماجه في سننهم والطبراني في

 معجمه وابن خزيمة وابن حبان والحاكم في صحاحهم البيهقى في حياة

 الأنبياء وشعب الإيمان وغيرهما من تصانيفه .

 واعلم بأن حديث أن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ورد من

 طرق كثيرةجمعها الحافظ المنذرى في جزء مخصوصوقال في الترغيب

 والترهيب رواه ابن ماجه بإسناد جيد ورواه احمد وأبو داود وابن حبان في

 صحيحه والحاكم وصححه وقال ابن القيم في كتاب الروح نقلا عن أبى

 عبد الله القرطبي : صح عن النبي أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء وانه

 اجتمع مع الأنبياء ليلة الإسراء في بيت المقدس وفى السماء

 خصوصا موسى وقد اخبر : (ما من مسلم يسلم عليه إلا رد الله عليه

 روحه حتى يرد عليه السلام)إلى غير ذلك ما يحصل من جملته القطع بأن

 موت الأنبياء إنما هو راجع إلى أنهم غُيّبواعنا بحيث لا ندركهم وان كان

 موجودين أحياء وذلك كالحال في الملائكة فإنهم أحياء موجودين ولا

 نراهم .وقد نقل كلام القرطبي واقره أيضا الشيخ محمد

 السفارينى الحنبلي في شرح عقيدة أهل السنة ونصه : 

قال أبو عبد الله القرطبي قال شيخنا احد بن عمر القرطبي 

صاحب المفهم في شرح مسلم والذي يزيح هذا الإشكال أن

 الموت ليس بعدم محض وإنما هو انتقال من حال إلى حال ويدل على ذلك

 أن الشهداء بعد موتهم وقتلهم أحياء عند ربهم يرزقونفرحين. 

وهذه صفة الأحياء في الدنيا وإذا كان هذا في الشهداء

 كان الأنبياء أحق بذلكوأولى . 

وذكر القرطبي أن أجساد الشهداء لا تبلى, 

وقد صح عن جابر أن أباه وعمرو بن الجموح رضي الله تعالى عنهم 

وهما ممن استشهدا بأحد ودفنا في قبر واحد حفر السيل قبرهما فوجدا لم

 يتغيرا. وكان احدهما قد جُرح فوضع يده على جرحه فدفن وهوكذلك ,

 فأميطت يده عن جرحه ثم أرسلت فرجعت كما كانت

 وكان بين ذلك وبين احد ست وأربعون سنة ولما أجرى معاوية العين

 التي استنبطها بالمدينة وذلك بعد احد بنحو من خمسين سنة ونقل الموتى

 وأصابت المسحاة قدم حمزة رضي الله عنه فسال منه الدم ووجد عبد الله

 بن حرام كأنما دُفن بالأمس . وروى جميع أهل المدينة أن جدار

 النبي لما انهدم أيام الوليد بدت لهم قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه

 وكان قد قتل شهيدا . وقد ذكر الشيخ ابن تيمية انه لما حصل الهدم بدت

 لهم قدم بساق وركبة ففزع من ذلك عمر بن عبد العزيز فأتاه عروة فقال


 هذه ساق عمر وركبته فسُرى عن عمر بن عبد العزيز .

 ا.ﻫ اقتضاء الصراط المستقيم 365. 

وقد ألف في هذا الموضوع الإمام الحجة أبو بكر بن الحسين البيهقى رسالة

 خاصة جمع فيها جملة من الأحاديث التي تدل على حياة

 الأنبياء وبقاء أجسادهم. وكذلك ألف الحافظ جلال الدين السيوطي

 رسالة خاصة بذلك.

وقد ثبت لنبينا محمد حياة برزخية أكمل وأعظم من غيره

 تحدث عنها بنفسه تثبت اتصاله بالأمةالمحمدية ومعرفته بأحوالها

 واطلاعه على أعمالها وسماعه لكلامهم ورده لسلامهم والأحاديث في هذا

 الباب كثيرة. فمنها عن عبد الله بن مسعود عن النبي انه قال

 (إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام )

 قال المنذر رواه النسائي وابن حبان في صحيحه. ا. ﻫ . من الترغيب

 والترهيب(ج2ص498) . قلت رواه إسماعيل القاضي وغيره من طرق

 مختلفة بأسانيد صحيحة لا ريب فيها إلى سفيان الثوري عن

 عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله بن مسعود وصرح الثوري

 بالسماع فقال : حدثني عبد الله بن السائب هكذا في كتاب القاضي

 إسماعيل وعبد الله بن السائب وزاذان روى لهما مسلم. 

ووثقهما ابن معينفالإسناد إذن صحيح . ومنها : عن عبد الله بن مسعود

 عن النبي قال : (حياتي خير لكم تحدْثون ويُحْدث لكم ووفاتي خير لكم

 تُعرض أعمالكم على فإن رأيت من خير حمدت الله وما رأيت من شر

 استغفرت الله لكم) قال الحافظ العراقي في كتاب الجنائز من طرح

 التثريب في شرح التقريب : إسناده جيد وقال الحافظ الهيثمى في مجمع

 الزوائد ج9ص24 رواه البزار ورجاله رجال الصحيح , وصححه

 الحافظ السيوطي في المعجزات والخصائص وكذا القسطلانى شارح

 البخاري ونص المناوى في فيض القدير ج3ص401 بأنه

 صحيح وكذا الزرقانى في شرح المواهب للقسطلانى وكذا الشهاب

 الخفاجى في شرح الشفا ج1ص102 وكذا الملا على قاري في شرح

 الشفا ج1ص102 وقال رواه أيضا الحارث بن أسامة في مسنده

 بسند صحيح . وذكره ابن حجر في المطالب العالية ج4ص22 وجاء هذا

 الحديث من طريق آخر مرسلا عن بكر بن عبد الله المزني ورواه

 الحافظ إسماعيل القاضي في جزء الصلاة على النبي , 

قال فيه الشيخ الألباني  مرسل صحيح وصححه الحافظ ابن عبد


 الهادي مع تعنته وتشدده في كتابه الصارم المكي.

فالحديث صحيح لا مطعن فيه وهو يدل على أن النبي يعلم أعمالنا بعرضها

 عليه ويستغفر الله لنا على ما فعلنا من سئوقبيح وإذا كان كذلك فإنه

 يجوز لنا التوسل به إلى الله ونستشفع به لديه لأنه يعلم بذلك فيشفع فينا

 ويدعو لنا وهو الشفيع المشفع وقد اخبر الله في القرآن أن النبي شهيد

 على أمته وذلك يقتضى أن تعرض أعمالهم عليه ليشهد على ما رأى وعلم

 . قال ابن المبارك اخبرنا رجل من الأنصار عن المنهال بن عمرو

 انه سمع سعيد بن المسيب يقول :

 ليس من يوم إلا يعرض فيه على النبي أمته غدوة وعشيا فيعرفهم

 بأسمائهم وأعمالهم فلذلك يشهد عليهم {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ

 وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً }النساء41 ومنها : عن عمار بن ياسر قال :

 قال رسول الله ( إن الله وكل بقبري ملكاأعطاه الله أسماع الخلائق فلا

 يصلى على احد إلى يوم القيامة إلا ابلغني باسمه واسم أبيه هذا فلان ابن

 فلان قد صلى عليك ) رواه البزار وأبو الشيخ ابن حبان ولفظه قال رسول

 الله ( إن الله تبارك وتعالى وكل ملكا أعطاه أسماءالخلائق فهو قائم على

 قبري إذا مت فليس أحدا يصلى على صلاة إلا قال : يامحمد صلى عليك

 فلان بن فلان قال : فيصلى الرب تبارك وتعالى على ذلك الرجل

 بكل واحدة عشرا ) رواه الطبراني في الكبير بنحوه أ.ﻫ من الترغيب

 ج2ص500 ومنها عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبى هلال عن

 زيد ابن أيمن عن عبادة بن يسىّ عن أبى الدرداء قال : قال رسول الله :

 ( أكثروا الصلاة علىّ يوم الجمعة فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة وان

 أحدا لن يصلى على : إلا عرضت علىّ صلاته حتى يفرغ منها قال قلت

 وبعد الموت ؟ قال : وبعد الموت إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد

 الأنبياء فنبي الله حي يرزق) رواه ابن ماجه في السنن. 

وفى الزوائد هذا الحديث صحيح إلا انه منقطع في موضعين عبادة روايته

 عن أبى الدرداء مرسلة قاله العلاء وزيد بن أيمن عن عبادة مرسلة

 قاله البخاري. انتهى من سنن ابن ماجه ص524 . 

ومنها عن أبى هريرة أن رسول الله قال

 ( ما من مسلم يسلم علىّ إلا ردَ الله علىّ روحي حتى أرد عليه السلام)

 رواه أبو داود كذا في الترغيب ج2ص499

قال الشيخ ابن تيمية هذا الحديث على شرط مسلموقال : قال رسول الله

 ( من صلى علىّ سمعته ومن صلى علىّ نائيا بُلِّغته) رواه الدارقطنى .

 وفى النسائي وغيره أن رسول الله قال

 ( إن الله وكل بقبري ملائكة يبلغوني عن أمتي السلام)

 إلى أحاديث أخرى فيهذا الباب متعددة

 أ.ﻫ اقتضاء الصراط المستقيم ص324

 وفى حديث هريرة عند أبى يعلى في ذكر عيسى

( ولئن قام على قبري فقال : يا محمد لأجيبنه ) ذكره الحافظ ابن حجر في

 المطالب العالية 4/ ص23 بعنوان حياته صلى الله عليه وسلم في قبره .

 عن يزيد المهدي قال لنا ودّعت عمر بن عبد العزيز قال :

 إن لي إليك حاجة قلت يا أمير المؤمنين كيف ترى حاجتك عندي ؟ قال أنى

 أراك إذا أتيت المدينة سترى قبر النبي فأقرئه منى السلام. 

وعن حاتم بن وردان قال : كان عمر بن عبد العزيز يُوجّه البريد قاصدا من

 الشام إلى المدينة ليُقرئ عنه النبي السلام ذكره القاضي عياض في الشفاء

 في باب الزيارة ج2ص83

 وذكر الخفاجى كان من دأب السلف أنهم يرسلون السلام إلى رسول الله

 وكان ابن عمر يفعله ويرسل له عليه الصلاة والسلام ولأبى بكر وعمر

 رضي الله عنهما ورسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان يبلغه سلام

 من سلم عليه وان كان بعيدا عنه لكن في هذا فضيلة خطابه عنده ورده

 عليه السلام بنفسه . أ. ﻫ . من نسيم الرياض للخفاجى ج3ص516

  وذكرهالفيروزابادى في الصلاة والبشر ص153.

 روى الإمام الحافظ أبو محمد عبد الله الدرامي في كتابه السنن 

الذي يعتبر من كتب الأصول الحديثية الستة قال اخبرنا مروان بن محمد

 عن سعيد بن عبد العزيز قال لما كان أيامالحرّة لم يؤذّن في مسجد النبي

 ثلاثا ولم يقم ولم يبرح سعيد بن المسيب من المسجد وكان لا يعرف

 وقت الصلاة إلا بهمهمة يسمعها من قبر النبي فذكر معناه .

 أ.ﻫ من سنن الدرامي ج1ص44. ونقل هذه الرواية الإمام مجد الدين

 الفيروزابادى صاحب القاموس في الصلاة والبشر ص154 وقال : 

قال إبراهيم بن شيبان حججت فجئت المدينة فتقدمت إلى قبر النبي فسلمت

 عليه فسمعت من داخل الحجرة وعليك السلام . 

ذكر الشيخ ابن تيمية هذه الوقائع في معرض كلامه عن اتخاذ القبر مسجدا

 أو وثنا يعبد , ثم قال ولا يدخل في هذا الباب ما يروى من أن قوما سمعوا

 رد السلام من قبر النبي أو قبور غيره من الصالحين 

وان سعيد بن المسيب كان يسمع الأذان من القبر ليالي الحرّة ونحو ذلك

 أ.ﻫ اقتضاء الصراط المستقيم 373 وقد ذكر الإمام الشيخ

 محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه

 أحكام الموت نصا يؤيد بعض هذه الوقائع . قال اخرج ابن سعد عن ابن

 المسيب انه كان يلازم المسجد أيام الحرّة والناس يقتتلون قال

 فكنت اسمع أذانا يخرج من قبل القبر النبوي . 

كذا في مجموع المؤلفات 3/47. 

وقال الشيخ ابن تيمية في موضع آخر وكذلك كل ما يذكر من الكرامات

 وخوارق العادات التي توجد عند قبور الأنبياء والصالحين مثل نزول

 الأنوار والملائكة عندها وتوقى الشياطين والبهائم لها واندفاع النار عنها

 وعمن جاورها وشفاعة بعضهم في جيرانه من الموتى واستحباب الاندفان

 عند بعضهم وحصول الأنس والسكينة عندها ونزول العذاببمن استهان بها

 فجنس هذا حق ليس ما نحن فيه وما في قبور الأنبياء والصالحين من

 كرامة الله ورحمته وما لها عند الله من الحرمةوالكرامة فوق ما يتوهمه

 أكثر الخلق لكن ليس هذاموضع تفصيل ذلك

 . أ.ﻫ. اقتضاء الصراط المستقيم ص374

 وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله

 وصحبه وسلم تسليما كثيرا